الحرة:
2024-11-26@20:11:31 GMT

وسط خيام النايلون.. موجة الحر تفاقم محنة نازحي غزة

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

وسط خيام النايلون.. موجة الحر تفاقم محنة نازحي غزة

ضربت موجة حر شديدة قطاع غزة، هذا الأسبوع، حيث تجاوزت درجات الحرارة 38 درجة مئوية، مما تسبب في جعل الحياة لا تطاق بالنسبة لمئات الآلاف من الأشخاص النازحين الذين يكافحون لإعادة بناء حياتهم في مخيمات الخيام. 

وبالإضافة إلى ذلك، أعاقت موجة الحر عمل بعض الشركات في القطاع، وفاقمت المحنة التي يعيشها سكان غزة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي خلفتها الحرب الأخيرة، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وبحلول يوم السبت، خفت الحرارة بشكل ملحوظ وكانت التوقعات تشير إلى درجات حرارة أكثر اعتدالا في الأيام القادمة. لكن درجات الحرارة المرتفعة مؤخرا تقدم لمحة عما يحمله الصيف على الأرجح.

وقال محمد فياض، وهو صيدلي نازح بدأ ببيع الأدوية من خيمة بناها من ألواح خشبية وستائر وقطع معدنية في مخيم للنازحين في منطقة المواصي: "هذا الطقس الحار يمثل تحديا لنا".

بدون كهرباء أو مصادر طاقة بديلة، قال فياض البالغ من العمر 32 عاما، إنه لا يستطيع الحفاظ على الأدوية، التي يشتريها من الصيدليات التي اضطرت إلى الإغلاق، مخزنة بدرجات حرارة باردة بما يكفي لمنعها من التلف.

وقال فياض، متحدثا من صيدليته المؤقتة التي أطلق عليها اسم "جوليا" تيمنا بابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات: "50 بالمئة من الأدوية للأمراض المزمنة غير متوفرة، لأنه ليس لدينا أي مصدر للطاقة للحفاظ عليها باردة".

ويحاول فياض إيجاد طرق لتوليد الطاقة لثلاجة لتخزين الأدوية.

وتابع في حديثه للصحيفة الأميركية: "آمل أن أتمكن من العثور على تلك الألواح الشمسية، وهي باهظة الثمن للغاية، لجعل الخيارات أوسع للنازحين".

ونزح فياض مع زوجته وابنته الوحيدة من خان يونس، حيث كانوا يعيشون ويمتلكون صيدلية. وبقوا في المواصي لأكثر من شهرين. عندما عادوا مؤخرا إلى خان يونس بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة، وجد أن صيدليته قد أحرقت ونهبت.

واضطر ما يقرب من مليوني فلسطيني في قطاع غزة إلى الفرار من منازلهم تحت القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء العسكرية. وأجبر الكثيرون على  العيش في خيام لا توفر سوى القليل من الحماية من الأشهر الباردة والممطرة في وقت سابق من الحرب ولا تقدم لهم أي حماية ضد موجات الحر الحارقة والطقس الرطب الآن.

وتحولت المواصي إلى مخيم يضم آلاف الخيام التي نصبها النازحون على الأرصفة وفي الطرق بما تيسر لهم من مواد، بعد نزوحهم من شمال القطاع هرباً من القصف والغارات.

والمواصي هي المنطقة التي طلب الجيش من سكان الأحياء المحيطة بمجمع الشفاء المحاصر التوجه إليها، بعد أن أمرهم بإخلاء منازلهم.

الحشرات والنايلون

وفي ظل موجة الحر الشديدة التي يشهدها قطاع غزة، يسعى الآباء جاهدين للحصول على الماء لتبريد أطفالهم وحمايتهم من الحرارة اللاهبة، على الرغم من شح المياه وصعوبة الحصول عليها في القطاع. ومما يزيد الأمر سوءا، فإن الطقس الحار يوفر بيئة مثالية لانتشار الحشرات الناقلة للأمراض.

من جهته، تحدث محمد أبو حطب، وهو أب لأربعة أطفال، من بينهم طفل يبلغ من العمر 7 أشهر: "لسعت الحشرات والبعوض أطفالي بسبب غياب ظروف النظافة في الجوار، والصرف الصحي يتسرب في كل مكان تقريبا". 

وتمضي عائلته أيامها في الخارج، تحت ظل الخيام المصنوعة من النايلون، التي تحجز الحرارة وتجعل البقاء تحت الخيام خانقا، وفقا للصحيفة الأميركية.

وتابع أبو حطب، البالغ من العمر 33 عاما: "اضطررت إلى تجريد أطفالي من ملابسهم باستثناء ملابسهم الداخلية فقط".

وأضاف "الخيمة وموجة الحر ورعب هذه الحرب كلها كابوس. كيف يمكن لأطفالي أن يعيشوا بصحة وأمان؟".

وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى تدمير جزء كبير من القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة وإلى تفاقم الكارثة الإنسانية منذ السابع من أكتوبر.

وخلال الأسابيع الماضية، أدت التقارير القاتمة الواردة من غزة عن أشخاص يقتاتون أوراق الشجر وعلف الحيوانات بينما يُنهك الأطفالَ سوء التغذية، إلى تركيز الانتباه على النقص الكبير في المساعدات الغذائية، ناهيك عن الأدوية وغيرها من الضروريات الأساسية. 

وبدأت الحرب بعد هجوم شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وخلال هجوم حماس، خطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، بينهم 34 توفوا على الأرجح، وفق مسؤولين إسرائيليين.

وردا على ذلك، تعهدت إسرائيل تدمير حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007 وتصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".

وأسفرت الحرب المدمرة في قطاع غزة عن مقتل 34388 شخصا، معظمهم مدنيون وجلهم من النساء والأطفال، حسب حصيلة وزارة الصحة التابعة لحماس.

الآلاف من سكان غزة يعيشون في خيام جنوبي القطاع نقص الدواء

وحذرت وكالات الإغاثة من أن النظام الصحي في غزة انهار تقريبا منذ بدء الحرب، حيث لا تعمل حاليا سوى عشرة مستشفيات من أصل 36 في غزة، وبشكل جزئي. 

وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، في بيان سابق أنه "ومثل الأنواع الأخرى من الإمدادات الإنسانية، لا تدخل الأدوية إلى غزة بكميات كافية لتلبية الاحتياجات".

وأردفت: "المستشفيات في حاجة دائمة إلى الإمدادات، مثل الأدوية المستخدمة أثناء العمليات الجراحية وأدوية الحروق، كما أن هناك نقصا في علاجات السرطان والمضادات الحيوية".

وأضافت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "للأسف، يجد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة صعوبة في تأمين الدواء".

ولفتت إلى أن أطباء اللجنة الدولية العاملين في بعثات في القطاع، سمعوا من زملائهم الفلسطينيين أنهم اضطروا إلى إجراء عمليات جراحية دون تخدير.

وحذرت منظمة الصحة العالمية في ديسمبر، من أن "مزيجا قاتلا من الجوع والأمراض" سيؤدي إلى المزيد من الوفيات في غزة.

تحذيرات من المجاعة

كما تحذر الهيئات الأممية من أن المجاعة تشكل "تهديدا حقيقيا وخطرا" في غزة.

وأعلن الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، السبت، استئناف جهود إرسال المساعدات عبر الممر البحري من ميناء لارنكا، بناء على مبادرة تساهم فيها بشكل خاص الإمارات والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وعليه غادرت السفينة "جنيفر"، مساء الجمعة، وعلى متنها شحنة جديدة من المساعدات قدمتها الإمارات وفتشتها إسرائيل في قبرص.

وغادرت سفينة بريطانية قبرص، السبت، لإيواء مئات من العسكريين الأميركيين الذين يقومون ببناء رصيف بحري عائم في غزة في محاولة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، عبر ممر بحري من لارنكا.

وبقي "أسطول الحرية" الساعي للإبحار إلى غزة عالقا في تركيا، السبت، بعد حرمانه من علم الملاحة نتيجة "ضغوط" إسرائيلية، بحسب المنظمين.

ووسط الأسبوع، قال مسؤول في برنامج الأغذية العالمي، إن قطاع غزة قد ينزلق إلى المجاعة في غضون ستة أسابيع بعد انتشار انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والوفيات.

وقال جيان كارلو سيري، مدير برنامج الأغذية العالمي في جنيف: "نقترب يوما بعد يوم من حالة المجاعة".

وأضاف "هناك أدلة معقولة على أن محددات المجاعة الثلاثة (وهي) انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والوفيات، سيتم تجاوزها في الأسابيع الستة المقبلة".

وتشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات وتوزيعها في أنحاء قطاع غزة خلال الأشهر الستة التي تلت بدء إسرائيل هجوما جويا وبريا على حركة حماس التي تدير القطاع.

وتنفي إسرائيل عرقلة إمدادات المساعدات الإنسانية وتلقي بالمسؤولية على وكالات الإغاثة في عدم كفاءة التوزيع.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: موجة الحر قطاع غزة من العمر فی غزة

إقرأ أيضاً:

"إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ204 على التوالي

غزة - صفا

تواصل القوات الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، احتلال معابر غزة وإغلاقها، ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع لليوم الـ204 على التوالي.

ويغلق الاحتلال المعابر منذ اجتياحه مدينة رفح جنوبي القطاع وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، ولإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.

وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن مليوني فلسطيني بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية، مدمرة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، معربًا عن قلقه إزاء تقليص حجم عمليات تقديم المساعدات لغزة.

وقال متحدث المنظمة الأممية طارق يساريفيتش إن "هناك أكثر من 10 آلاف شخص بحاجة إلى الإجلاء، وتلقي الرعاية الطبية خارج غزة".

وشدد يساريفيتش على ضرورة إعادة فتح معبر رفح وأي معبر حدودي آخر لإخراج المرضى والجرحى حتى تظل حياتهم آمنة.

وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بفتح معبري رفح وكرم أبو سالم وإدخال المساعدات والبضائع وإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر العاشر على التوالي.

وأشار المكتب إلى أن شبح المجاعة يُهدد حياة المواطنين بشكل مباشر، مما يُنذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع خاصة بين الأطفال، حيث بات 3,500 طفل يتهددهم الموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات التي أصبحت في إطار الممنوعات من الدخول إلى قطاع غزة. 

وكانت وزارة الصحة قالت، إن نحو 20 ألف جريح ومريض في غزة حاليًا بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، مؤكدة عدم تمكن أي منهم من مغادرة القطاع منذ احتلال القوات الإسرائيلية للمعابر، ما يعرض حياة الآلاف منهم للمضاعفات والموت.

وفي السياق، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من التأثير الكارثي والوضع المزري الذي يواجهه أطفال غزة بسبب إغلاق المعابر التي تمر منها المساعدات، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في القطاع.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا همجياً على قطاع غزة خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم أطفال ونساء.

مقالات مشابهة

  • حرب الإبادة.. إسرائيل تواصل عدوانها على غزة وغرق خيام «خان يونس»
  • الفيضانات تُغرق خيام نازحي غزة.. وسيدة تصرخ: "أين نذهب؟" (فيديو)
  • الفيضانات تُغرق خيام نازحي غزة: "هربت مع أطفالي ولكن أين نذهب؟"
  • 13 شهيداً وعشرات الجرحى جراء قصف الاحتلال قطاع غزة
  • "إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ204 على التوالي
  • منخفض جوي على غزة.. أمطار غزيرة وأمواج البحر تغرق خيام النازحين
  • الأونروا: 91% من سكان قطاع غزة يواجهون مستويات عالية لانعدام الأمن الغذائي
  • الإمارات تغيث أطفالاً من «أصحاب الهمم» في شمال غزة
  • الرياح والأمطار تغرق خيام نازحي غزة وتفاقم معاناتهم
  • غزة: أكثر الأماكن التي تضررت بها خيام النازحين في القطاع نتيجة الأمطار