خشية قصفها.. غزاوي يعرض مكتبته العلمية الخاصة للبيع
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
لم يخطر في بال الفلسطيني حسني محمد العطار (68 عاما) من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أن يعرض مكتبته العلمية الخاصة للبيع يومًا ما، بعد سنوات طويلة من العمل المضني لبنائها وتجميعها.
ودائما ما يخشى العطار أن تتعرض مكتبته العلمية للقصف أو التدمير أو الحرق في أي استهداف إسرائيلي مباشر أو غير مباشر، وهي نتاج سنوات من الكتابة والتأليف والتجميع، وهذا ما دفعه لبيعها في ظل الحرب الإسرائيلية على القطاع والمستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
كنز علمي
وتضم مكتبة العطار الموجودة داخل منزله في مدينة رفح جنوبي القطاع الآلاف من العناوين العلمية والأكاديمية القيمة، ما يجعلها كنزًا علميًا وثقافيًا مهمًا يبحث عنه الجميع، وفق قوله.
ويقول لمراسل الأناضول: "هذه المكتبة كانت نتاج ما قمت به من كتابة، إذ أثمرت عن ما يزيد عن 100 كتاب، ومن بينها 99 نسخة إلكترونية بصيغة (PDF) متوفرة على محرك البحث الشهير Google لمن يريد أن يتصفح أو يقرأ".
ويضيف: "وصلت الآن في هذه الأيام إلى نقطة اللاعودة في الخوف على هذه المكتبة، لذلك قررت عرضها للبيع على المؤسسات العملية والأكاديمية خارج قطاع غزة".
ووفق العطار، فإن سكان قطاع غزة الآن لا يملكون القدرة للمحافظة على شيء، حتى على أنفسهم وممتلكاتهم، بسبب الحرب الإسرائيلية، ما دفعه إلى البحث عن مؤسسات علمية وأكاديمية خارج قطاع غزة، متمنيًا أن يتم استثمارها والحفاظ عليها والاستفادة منها.
ودمر الجيش الإسرائيلي خلال الحرب المدمرة، مقار غالبية مؤسسات التعليم العالي، كالجامعة الإسلامية والأزهر والقدس المفتوحة والأقصى، ما أدى إلى إحراق وتدمير المكتبات بما تحتويه من مئات الآلاف من الكتب والعناوين.
وخلال السنوات الماضية، استفاد الكثير من طلبة الدراسات العليا من مكتبة العطار واستعانوا بما تحتويه من كتب في كتابة وإعداد رسائلهم العلمية، ويقول: "لم أمنعها عن أحد من طالبي البحث العلمي، ولها الفضل على العديد من الباحثين والمثقفين وخطباء المساجد في فلسطين وقطاع غزة ورفح بالتحديد".
الحفاظ عليها
ويشعر العطار أن هذه المكتبة أقرب إلى نفسه من أي شيء آخر، وخشيته من استهدافها هو الذي دفعه لعرضها للبيع، فعمرها يتجاوز 55 عامًا من البناء والترتيب والتكوين والاعتناء.
ويشدد على أن هدفه لم يكن في أي وقت من الأوقات رغبة في الحصول على المال، مشيرا إلى أنه "في هذا العمر لا أحتاج إلا للقليل من المال لقضاء احتياجاتي الأساسية".
وولد العطار الذي هُجرت عائلته عام 1948، من مدينة يبنا قضاء الرملة في الداخل المحتل، في مدينة رفح عام 1956 وانهى دراسته الابتدائية والاعدادية في المدينة، وتلقى تعليمه الثانوي في القدس المحتلة ثم الجامعي في مصر.
وعمل العطار معلماً وأكاديمياً قبل التوجه إلى البحث العلمي والأكاديمي.
ويؤكد أنه يسعى للحفاظ على هذه المكتبة وعلى هذا الكنز من الاندثار أو الحرق بصواريخ إسرائيل، "فهذا العدو مجرم ويفتقر للأخلاق والقيم".
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، دمر الجيش الإسرائيلي عشرات المعالم الحضارية والثقافية والتاريخية والتراثية في قطاع غزة، من بينها مكتبات عامة وأخرى تابعة لمؤسسات تعليمية.
وخلفت الحرب عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية ومجاعة بعدد من المناطق، ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين غزة مكتبة اسرائيل هذه المکتبة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكثف قصفها على غزة «قبل الهدنة» الوشيكة
شن الاحتلال الإسرائيلي قصف متواصل ومكثف على غزة رغم الآمال المتجددة والمؤشرات المتلاحقة بالتوصل إلى اتفاق وشيك ينهي أشهرًا من الحرب ويضع حدًا لأزمة الرهائن.
واستمرّ القصف الشديد على غزة، مساء الإثنين، وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، مخلّفًا عشرات القتلى الفلسطينيين.
استشهاد أكثر من 50 شخصًاوشنّت قوات الاحتلال الإسرائيلية قصفًا مدفعيًا على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وسلسلة من الغارات الجوية على مناطق متفرقة في غزة، آخرها على مخيم النصيرات وسط القطاع ما أسفر عن استشهاد أكثر من 50 شخصًا، بحسب الدفاع المدني في القطاع.
وكشف الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، في بيان، أن "طواقمه انتشلت 11 قتيلاً نتيجة قصف إسرائيلي على منزل يعود لعائلة جرادة وأبو خاطر في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة".
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، لوكالة الأنباء الفرنسية، وقوع "أكثر من 20 غارة جوية شنتها طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مدارس ومنازل وتجمعات للمواطنين".
وأكد سقوط سبعة شهداء "في قصف إسرائيلي على مجموعة من المواطنين في حي الدرج"، فضلاً عن 5 آخرين "في غارة جوية للاحتلال على مدرسة صلاح الدين الأيوبي في نفس المنطقة شرق مدينة غزة".
فيما قتل باقي الضحايا في سلسلة غارات جوية إسرائيلية على مدينة غزة، بحسب الدفاع المدني.
وشدد المتحدث باسمه على أنه "لا يوجد متسع في المستشفى لاستقبال الجرحى"، مشيرًا إلى أنه "يوم صعب على مدينة غزة، عمليات القصف والقتل لم تتوقف منذ فجر اليوم".
اعترض مقذوف من اليمنوأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه اعترض، الإثنين، مقذوفًا مصدره اليمن قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية.
وجاء في بيان لجيش الاحتلال: "اعترض سلاح الجو الإسرائيلي مقذوفًا أطلق من اليمن قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية".
وأعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ موضحين أنهم استهدفوا "هدفًا حيويًا إسرائيليًا في منطقة يافا بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين2"، في إشارة إلى تل أبيب.
وأكد الحوثيون في بيانهم أيضًا أن "سلاح الجو المسير نفذ عملية بـ4 طائرات مسيرة ضد أهداف للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة".