كيف أحكم اليمن سيطرته على أهم الممرات البحرية في العالم؟
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
الجديد برس / مقالات/ حلمي الكمالي:
بعد اصطياد القوات المسلحة اليمنية أكثر من 102 سفينة إسرائيلية وأمريكية وبريطانية دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، يمكن القول بأن اليمن بات صاحب الكلمة العليا في أهم وأكبر المعارك البحرية في العصر الحديث، وصاحب اليد الطولى في أهم الممرات البحرية في العالم، في وقت يواصل التحالف الأمريكي البريطاني حصد خيباته المتراكمة على وقع انتصارات القوات المسلحة اليمنية التي حولت أساطيل كبرى القوى الإستعمارية الغربية إلى مادة للتندر والسخرية.
وفي عودة سريعة إلى العمليات العسكرية اليمنية الأخيرة وبينها التي استهدفت سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن، وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي، يمكن ملاحظة أن معظم العمليات اليمنية ضد السفن الأمريكية التي حدثت مؤخراً تمت خارج منطقة البحر الأحمر، ما يشير إلى أن هذه المنطقة الحيوية باتت خالية من السفن الأمريكية أيضاً إلى جانب الإسرائيلية، وهذا لا شك له دلالاته العسكرية والإستراتيجية على مسرح المواجهة.
وكان قائد أنصار الله في اليمن، عبد الملك الحوثي، قد أشار في خطابه الأخير، إلى أن حركة السفن الأمريكية التي كانت تمر عبر البحر الأحمر انخفضت بنسبة 80%، مؤكداً أن “هذا انتصار وإنجاز كبير بعون الله تعالى”، وموضحاً أن الأمريكي استبدل حركته إلى طرق بعيدة مثل المحيط الهندي، ورغم ذلك يواجه خطرا متزايدا يوما بعد آخر. وأضاف السيد الحوثي أن ” عمليات التأمين على السفينة الواحدة لبعض الشركات في أمريكا بلغت 50 مليون دولار، وهذا غير مسبوق ويمثل مشكلة حقيقية لهم”.
ويجب الإشارة هنا إلى أن خلو الممر البحري الهام من حركة السفن الأمريكية، يأتي بالتزامن مع إعلان 3 دول أوروبية سحب بوارجها من البحر الأحمر، ما يعني أن هناك مخاوف حقيقة لدى أمريكا والدول الأوروبية من الاستهداف اليمني الذي بات وقوعه أمراً واقعاً لا محالة تدركه هذه الدول، وهو ما يكشف مدى دقة الأسلحة اليمنية في إصابة أهدافها، وهذا بدوره يؤكد حقيقة أن القوات المسلحة اليمنية باتت تفرض سيطرة كاملة على أهم الممرات البحرية في العالم.
وفي مقابل هذه السيطرة الذي يُثبّت اليمن من خلالها معادلته البحرية، تفقد الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والكيان الصهيوني وبقية القوى الغربية، هيمنتها على المنطقة الإستراتيجية، بالتالي فإن هذه المعادلة من الطبيعي أن تنعكس تداعياتها تلقائياً على مستقبل التحالف الأمريكي الأوروبي في البحر الأحمر الذي يظهر اليوم متشظياً وفي أسوأ حالاته مع إخفاقاته المتواصلة في فك الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية.
بالتالي، يمكن التأكيد أنه ومثلما أسقطت المقاومة الفلسطينية الردع الإسرائيلي في 7 أكتوبر وما تلاه من صمود وثبات خلال معركة طوفان الأقصى، فإن اليمن قد أسقط عملياً قوة الردع الأمريكية الغربية في البحر الأحمر، لاعتبارات السيطرة والنفوذ بالنسبة للحضور الأمريكي الذي يتهاوى اليوم تحت رحمة الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية، وعمليات الاستهداف المركزة لها على إمتداد المنطقة البحرية الحيوية، في ظل فشل عسكري وتقني للتحالف الأمريكي الأوروبي.
إلى ذلك، فإن سقوط قوة الردع الأمريكية الغربية في منطقة البحر الأحمر، سيكون له تأثيرات مباشرة على مستقبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، باعتبار أن سقوط هذه القوة سيرفع تلقائياً الحماية على الكيان الصهيوني، والذي بدون أدنى شك لن يستطيع بمفرده تحمّل الضغوط التي تشكلها جبهات المقاومة المساندة لغزة، وعلى رأسها الحصار اليمني الذي تسبب بشلل كبير في الاقتصاد الإسرائيلي باعتراف العدو نفسه، وهذا قد يضعنا أيضاً أمام متغيرات جديدة على الساحة الإقليمية والدولية.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: السفن الأمریکیة البحر الأحمر البحریة فی
إقرأ أيضاً:
اليمن.. أسطورة الردع التي هزمت المشروع الأمريكي
يمانيون/ تقارير
أثبت اليمن، منذ عقد على نجاح ثورة 21 سبتمبر 2014م، مدى القدرة العالية على مواجهة أعتى إمبراطورية عسكرية على مستوى العالم “أمريكا” وأجبرها على الرحيل من المياه الإقليمية والدولية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي وخليج عدن وسحب حاملات طائراتها وبارجاتها ومدمراتها، وإخراج بعضها محترقة وأخرى هاربة تجر أذيال الهزيمة.وبالرغم مما تعرض له اليمن من عدوان وحصار من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، منذ عشر سنوات، إلا أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في إيجاد قوة ردع لم تكن في الحسبان، ولم يتوقعها الصديق والعدو، عادت باليمن إلى أمجاده وحضارته وعراقته المشهورة التي دوّنها التاريخ وكتب عنها في صفحاته، وأصبح اليمن اليوم بفضل الله وبحكمة وحنكة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، رقمًا صعباً في المعادلة الإقليمية والدولية.
مجددًا تنتصر القوات المسلحة اليمنية لغزة وفلسطين، بعملياتها العسكرية النوعية خلال الساعات الماضية وتثبت للعالم بأن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل بما تمتلكه من إمكانيات وقوات عسكرية وحربية كبيرة، مجرد فقاعة اعتاد الإعلام والأدوات الصهيونية تضخيمها لإخضاع الدول والشعوب المستضعفة، لكنها في الحقيقة عاجزة عن إيقاف صواريخ ومسيرات باتت تهددّها في العمق الصهيوني وتدك مرابضها في البحار.
وفي تطور لافت، أفشلت القوات المسلحة اليمنية بعملية عسكرية نوعية أمس الأول، الهجوم الأمريكي البريطاني، باستهداف حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان” ومدمرات تابعة لها، وأجبرتها على الفرار من موقعها وأحدثت هذه العملية حالة من الإرباك والصدمة والتخبط في صفوف قوات العدو الأمريكي البريطاني.
بالمقابل حققت القوات المسلحة اليمنية تطورًا غير مسبوق في اختراق منظومة السهم والقبة الحديدية الصهيونية التي عجزت عن اعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية وآخرها صاروخ فرط الصوتي “فلسطين2” الذي دك منطقة “يافا” الفلسطينية المحتلة، محدثًا دمارًا هائلًا ورعبًا في صفوف العدو الصهيوني، وعصاباته ومستوطنيه.
لم يصل اليمن إلى ما وصل إليه من قوة ردع، إلا بوجود رجال أوفياء لوطنهم وشعبهم وأمتهم وخبرات مؤهلة، قادت مرحلة تطوير التصنيع الحربي والعسكري على مراحل متعددة وأصبح اليمن اليوم بما يمتلكه من ترسانة عسكرية متطورة يضاهي الدول العظمى، والواقع يشهد فاعلية ذلك على الأرض، وميدان البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي غير بعيد وما يتلقاه العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني من ضربات موجعة خير دليل على ما شهدته منظومة الصناعة العسكرية والتقنية للجمهورية اليمنية من تطور في مختلف تشكيلاتها.
وفي ظل تخاذل الأنظمة العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية وتواطئها مع كيان العدو الصهيوني، تجاه ما يمارسه في غزة وكل فلسطين من جرائم مروعة، ودعمها للمشروع الأمريكي، الأوروبي في المنطقة، برز الموقف اليمني المساند لفلسطين، وملأ الفراغ العسكري العربي والإسلامي لمواجهة الغطرسة الصهيونية وأصبحت الجبهة اليمنية اليوم الوحيدة التي تواجه قوى الطغيان العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا نيابة عن الأمة.
يخوض اليمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، منذ السابع من أكتوبر 2023م مع أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، نصرة لفلسطين وإسنادًا لغزة، وهو متسلحاً بالله وبحاضنة شعبية وترسانة عسكرية ضخمة لمواجهة الأعداء الأصليين وليس الوكلاء كما كان سابقًا.
وبما تمتلكه صنعاء اليوم من قوة ردع، فرضت نفسها بقوة على الواقع الإقليمي والدولي، أصبح اليمن أسطورة في التحدّي والاستبسال والجرأة على مواجهة الأعداء، وبات اليمني بشجاعته وصموده العظيم يصوّر مشهداً حقيقياً ويصنع واقعًا مغايرًا للمشروع الاستعماري الأمريكي الغربي، الذي تحاول الصهيونية العالمية صناعة ما يسمى بـ” الشرق الأوسط الجديد” في المنطقة والعالم، وأنى لها ذلك؟.