في تقريره السنوي فتح معهد "بروكينز" الأميركي نافذة صغيرة على ملف العلاقات المتشابكة بين الدولتين الجارتين أفغانستان وإيران، وركز التقرير على المخاوف المتبادلة بشأن الخلافات الطائفية بين البلدين.

يقول التقرير -استنادا إلى ما وصفها بالمصادر الداخلية في كابل وقندهار- أن حركة طالبان سمحت لطهران بتجنيد الفاطميين من أتباع الطائفة الشيعية في أفغانستان للاستفادة منهم في عمليات محور المقاومة في الشرق الأوسط.

ويتابع أنه مما يثير الاستغراب أن السلطات الإيرانية لديها اتصال قوي مع قيادات حركة طالبان بالرغم من الخصومات الطائفية الطويلة لطهران مع الحركة، والخلافات الموجودة بين الطرفين حول المياه.

ولكن التقرير يضيف أنه من اللافت للنظر أن طهران لم تقم بضرب أهداف داخل أفغانستان بعد عملية تفجيرات مدينة كرمان، وإنما استهدفت مواقع لمليشيات "جيش العدل السنية" في باكستان.

لواء فاطميون نشأ عام 1980 وساند الأسد ضد الثورة السورية منذ 2013 (الصحافة الإيرانية)

ويبدو أن هذا الملف يثير قلق الحركة، فهي تعتبر نفوذ "لواء فاطميون"، مصدر خطر على الأمن القومي الأفغاني، ففي تعليقه على ما جاء في تقرير معهد "بروكينز" صرح المتحدث الرسمي باسم الإمارة الإسلامية ذبيح الله مجاهد أن ما ورد في التقرير "ليس صحيحا"، مشددا على أن بلاده "لن تسمح لدول أخرى بمثل هذه الأنشطة العسكرية في أفغانستان ولا ندعمها".

وفي المقابل، يقول الممثل الخاص للرئيس الإيراني وسفيرها في أفغانستان حسن كاظمي قمي إن "إيران تريد من أفغانستان أن تكون عونا إستراتيجيا لها، وإن خلق أي تباعد وخلاف بين البلدين هو مشروع أميركي، وإن أفضل وسيلة لتقوية العلاقات يكون بربطها بالاقتصاد ومشاريع البنى التحتية".

يضيف قمي "إننا نواجه في أفغانستان مشكلة الإرهاب، (..) كما أننا نواجه المخططات الأميركية".

في هذا التقرير نسلط الضوء على السمات البارزة التي صبغت العلاقة التاريخية بين البلدين، المرتبطين بحدود برية تمتد لنحو 850 كيلومترا.

(الجزيرة) علاقات تاريخية

شكل البلدان حتى القرن الـ18 منطقة خراسان التي كانت مسرحا للتحولات السياسية الكبيرة والتطورات الحضارية المهمة منذ دخول الإسلام إليها في وقت مبكر من القرن الأول الهجري.

في التاريخ الحديث، وبعد ظهورهما كدولتين منفصلتين بينهما حدود معترف بها في القرن الـ19 الميلادي قدمت الطرق الدبلوماسية والاتفاقات الرسمية حلولا لأي مشاكل بين البلدين.

وكانت اتفاقية تقسيم مياه نهر "هيرمند" أو "هلمند" في 1973م الموقعة بين الجارتين في عهد آخر ملوك إيران محمد رضا شاه وآخر ملوك أفغانستان محمد ظاهر شاه مثالا لإدارة الخلاف بين البلدين.

الانقلاب والثورة

بعد حدوث الانقلاب العسكري الشيوعي في أفغانستان في 1978، واحتلال أفغانستان من قبل الاتحاد السوفياتي، الذي تزامن نسبيا مع الثورة الإسلامية بقيادة الخميني في إيران عام 1979، شهدت العلاقات بين البلدين تحولات جذرية.

فمن ناحية كانت الثورة الإيرانية ذات طابع إسلامي شيعي مناهض للشيوعية، كان الانقلاب العسكري في الجهة الأخرى في أفغانستان ذو سمة ماركسية يقوده الشيوعيون الذين كانوا يرون في الثورة الإيرانية "حركة رجعية حسب مقاييس الماركسية اللينينية".

ومع بدء الجهاد الأفغاني، أيدت حكومة إيران بعد الثورة المجاهدين، بينما احتضنت حكومة حزب الشعب الديمقراطي في كابل قيادات الحزب الشيوعي الإيراني وغيرها من المعارضين للخميني والثورة في إيران، وكان ذلك بداية توتر العلاقات بين كابل وطهران وإيذانا ببدء مرحلة جديدة في التعامل بين البلدين.

ومع احتلال الاتحاد السوفياتي لأفغانستان عام 1979 استمرت إيران في سياستها الداعمة للمجاهدين الأفغان، واستقبلت المهاجرين منهم، وقد سمحت بتشكيل منظمات أفغانية شيعية أمثال منظمة النصر، والحركة الإسلامية وحراس الثورة الإسلامية، بل وقامت بتمويلها وتسليحها.

كما احتفظت بعلاقاتها مع منظمات المجاهدين من أهل السنة مثل الحزب الإسلامي والجمعية الإسلامية، وغيرهما.

السياسة الإيرانية تجاه أفغانستان شهدت تحولا مهما عندما ترأس علي أكبر هاشمي رفسنجاني الحكم في إيران  (رويترز)

وبعد حرب الحرب الخليج الأولى التي انتهت عام 1988، ترأس علي أكبر هاشمي رفسنجاني الحكم في إيران، ومن هنا شهدت السياسة الإيرانية تجاه أفغانستان تحولا مهما.

فقد توطدت العلاقات بين الاتحاد السوفياتي وإيران، ومن ثم فتحت طهران قنوات اتصال مع الحكومة الموالية للسوفيات في كابل في عهد الرئيس الأفغاني الأسبق نجيب الله، تبنت طهران وقتها سياسة مزدوجة تجاه أفغانستان، وهي مستمرة حتى اليوم.

ووفقا لهذه الإستراتيجية، دعمت طهران من طرف فصائل المجاهدين الأفغان، خاصة الشيعية، مقابل ولائهم لها، ومن طرف آخر كان لها علاقات مع النظام الشيوعي الحاكم في كابل، بالإضافة إلى استمرار العلاقات التجارية بين البلدين.

وبموازاة ذلك، أخذت طهران تتوسع في بسط دائرة نفوذها في أفغانستان فكريا واجتماعيا وعسكريا من خلال إنشاء ودعم المنظمات والمؤسسات الشيعية داخل البلاد وأيضا بين المهاجرين خارجها، خاصة بين عرقية الهزارة.

وكان لطهران دور كبير في تجميع المنظمات الأفغانية الشيعية تحت مظلة حزب الوحدة بقيادة عبد العلي مزاري عام 1989، والذي برز كلاعب مهم في الأحداث والتطورات التي شهدتها أفغانستان بعد ذلك حتى الغزو الأميركي عام 2002.

وقد أيدت طهران حزب الوحدة الشيعي في قتاله ضد حكومة المجاهدين بقيادة الرئيس الأفغاني الأسبق برهان الدين رباني، وفي الوقت نفسه لم تقطع صلتها بتلك الحكومة ودعمها أحيانا، مما يعكس استمرارها في سياستها المزدوجة.

مقاتلون من حزب الوحدة الشيعي خلال القتال ضد القوات الموالية للرئيس برهان الدين رباني (رويترز) العلاقات في عهد طالبان الأول

شهدت علاقات طهران مع طالبان خلال فترة حكمها الأول توترا شديدا، وتعد تصفية كابل من مقاتلي حزب الوحدة الشيعي من قبل طالبان أحد المواقف التي تعكس تلك العلاقة.

ومن ثم أيضا القبض على زعيم الحزب الموالي لطهران عبد العلي مزاري وقتله في ظروف غامضة أثناء نقله بطائرة مروحية تابعة لحكومة طالبان إلى قندهار في 15 مارس/آذار 1995م.

كما أن حادث الهجوم على القنصلية الإيرانية في مدينة مزار شريف الأفغانية ومقتل 9 من الدبلوماسيين الإيرانيين العاملين فيها عام 1998، والذي تتهم طهران طالبان بارتكابه، كاد أن يؤدي إلى الحرب بين البلدين، حيث قامت إيران بتحريك قواتها العسكرية إلى المناطق الحدودية مع أفغانستان.

اثنان من حركة طالبان يحتجزان عبد العلي مزاري في قاعدتهما جنوب كابول قبل يومين من مقتله (رويترز) الغزو الأميركي لأفغانستان والنفوذ الإيراني

بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، دعمت طهران الغزو الأميركي لأفغانستان ومرحبة بإسقاط حكومة طالبان، وشاركت بقوة في مؤتمر "بون" الذي تمخض عن قيام حكومة أفغانية جديدة بقيادة الرئيس حامد كرزاي.

وطيلة السنوات العشرين للاحتلال الأميركي لأفغانستان، حافظت طهران على علاقات قريبة جدا مع الحكومة الأفغانية التي كانت للأحزاب والشخصيات الشيعية الموالية لها حضور قوي، سواء في تركيب الحكومة كوزراء وأحد نائبي رئيس الجمهورية، أو في الجيش والاستخبارات والأمن.

كما أن الدستور الأفغاني المعد في ظل الوجود الأميركي اعترف لأول مرة بالمذهب الشيعي الاثني عشري كمذهب رسمي في أفغانستان، وأقر البرلمان الأفغاني قانون الأحوال الشخصية وفق الفقه الشيعي الجعفري.

مقاتلون أفغان موالون لرئيس الحكومة الانتقالية حامد كرزاي على ظهر دبابة سوفياتية  (رويترز)

كما صارت للأقلية الشيعية مؤسساتها التعليمية والإعلامية والاجتماعية والدينية، وتعددت أحزابها السياسية، وهو ما يعتبره الباحث الإيراني مير أحمد رضا مشرف "الفترة الذهبية للشيعة في أفغانستان" بسبب "قبول الماهية الوجودية للشيعة في النظام السياسي والقضائي في أفغانستان".

وفي حوار مع صحيفة واشنطن بوست الأميركية، وصف سيد محمد عالمي البلخي، الوزير في حكومة الرئيس السابق أشرف غني، وضع الأقلية الشيعية في أفغانستان إبان الاحتلال الأميركي بأنه "هو الأفضل والأحسن على مر التاريخ كله".

وقد بلغ نفوذ طهران في أفغانستان إلى درجة أن الحكومة الإيرانية كانت تدفع جزءا من نفقات مكتب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، بحسب اعتراف محمد عمر داؤدزي رئيس مكتب رئيس الجمهورية آنذاك.

المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يلتقي الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في طهران 2011 (رويترز) إيران وحركة طالبان

واستمرارا لإستراتيجتها المزدوجة ومع الحفاظ على علاقاتها المتينة والقريبة مع حكومة كابل، أنشأت إيران علاقات مع حركة طالبان التي كانت تقاتل القوات الأميركية والحكومة الأفغانية.

وتشير تقارير إعلامية عن توفير طهران الدعم اللوجيستي والأسلحة لمجموعات من مقاتلي طالبان خاصة في الولايات الأفغانية المتاخمة لإيران مثل "نيمروز" و"فراه" و"هلمند".

وكان الزعيم الثاني لحركة طالبان الملا أختر محمد منصور قتل عام 2016 إثر تعرض سيارته لإطلاق صاروخ من مسيرات أميركية في إقليم بلوشستان الباكستانية أثناء عودته من إيران، وتعليقا على ذلك، نشرت صحيفة التايمز البريطانية في يوليو/تموز 2018 تقريرا بعنوان "أفضل مقاتلي طالبان يجري تدريبهم في إيران".

وأضاف كاتب التقرير أنتوني لويد أن ثمة نفوذا لطهران يتنامى في أفغانستان مع تصاعد التوتر في علاقاتها مع واشنطن، وأشار التقرير إلى أن "المئات من مقاتلي طالبان يتلقون تدريبا متقدما على أيدي مدربي القوات الخاصة في الأكاديميات العسكرية الإيرانية".

وكشفت طهران عن زيارة قام بها وفد من حركة طالبان برئاسة رئيس مكتبها السياسي الملا عبد الغني برادر إلى إيران في 2019، وتكررت الزيارة ثانية عام 2021، وذلك بعد عام تقريبا من توقيع اتفاق الدوحة الذي ينص على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

الملا عبد الغني برادر أثناء محادثات السلام الأفغانية في الدوحة (الأناضول) عودة طالبان من جديد للحكومة

رحبت طهران بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في نهاية أغسطس/آب 2021، على الرغم من عدم اعتراف إيران الرسمي بحكومة طالبان، فإن علاقاتها كانت جيدة مع حكومة تصريف الأعمال التي شكلتها الحركة.

وجاءت الزيارة الأخيرة للملا عبد الغني برادر نائب رئيس الوزراء في حكومة إمارة أفغانستان الإسلامية إلى طهران في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2023 على رأس وفد كبير محطة مهمة في العلاقات بين البلدين، توجت تلك الزيارة بتوقيع 5 اتفاقيات اقتصادية.

من ناحية أخرى، تشير تقارير إلى أن إيران تؤوي معارضين لطالبان على أراضيها، وتسمح بفتح مكاتب لهم في مدن مثل طهران ومشهد.

وبشأن هذا الأمر، يقول المراقبون إن "سياسة طهران تجاه أفغانستان تتسم بالبراغماتية والواقعية واقتناص الفرص، وتهدف إلى حفظ المصالح الإيرانية والحفاظ على أمنها القومي".

وبحسب الباحث الأفغاني محمد خالد مصعب، فإن السياسة الإيرانية في أفغانستان اتسمت بالثبات في الأهداف، والمرونة في التنفيذ والتطبيق حسب تطورات الأوضاع الداخلية  في أفغانستان والمنطقة والعالم.

من جانبه، يقول الممثل الخاص للرئيس الإيراني وسفيرها في أفغانستان إن "سوء الأوضاع الاقتصادية في أفغانستان يؤدي إلى تدفق مزيد من اللاجئين الأفغان إلى إيران، ويزيد الفقر في أفغانستان من فرص تنظيم الدولة في تجنيد الشباب إلى صفوفه، وهذا شيء لا تريده إيران ولا طالبان".

وترى كل من طهران وكابل أن التوتر في العلاقات لا يخدم أيا من البلدين، فثمة مصالح متبادلة بين الطرفين، فأفغانستان تعتبر أحد أكبر الأسواق للمنتوجات الإيرانية، كما أن جزءا من العملة الصعبة التي تحتاجها إيران تصل إليها عبرها.

وكانت وكالة " إيسنا" الإخبارية الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق أن حجم الصادرات الإيرانية إلى أفغانستان في عام 2022 بلغ 1.6 مليار دولار.

وفي تصريح له لوكالة " إيرنا " الإيراني يقول عبد السلام جواد المتحدث الرسمي باسم وزارة التجارة الأفغانية إن حجم التبادل التجاري بين أفغانستان وإيران في العام الماضي وصل إلى مليارين و992 مليون دولار.

في مواجهة إسرائيل

ومن المشتركات التي تجمع طهران بحكومة أفغانستان التصدي لتنظيم الدولة، الذي يعتبر عدوا مشتركا لهما، وتعول إيران كثيرا على طالبان في ضرب التنظيم وتفكيكه داخل الأراضي الأفغانية.

من ناحية أخرى، أعلنت حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان دعمها للرد الإيراني العسكري على إسرائيل، والتنديد بهجوم المسيرات الإسرائيلية على أصفهان.

ومن جانبه، نفى سيد حسين مرتضوي نائب السفير الإيراني في كابل في 15 أبريل/نيسان 2024 أن بلاده "لا تسمح بأي نشاط سياسي للمعارضة الأفغانية داخل الأراضي الإيرانية"، كما شكر السفير حكومة طالبان على توفير جزء من حصة إيران في مياه نهر هلمند.

مشكلة المياه والاشتباكات والجدار

تثير مشكلة المياه بين البلدين شكوى إيران، التي تقول إنها لا تحصل على كامل حصتها من مياه نهر هلمند، لتبقى القضية مصدرا آخر لتوتر العلاقات بين البلدين.

كما أن تصاعد الاشتباكات بين قوات حرس الحدود الإيرانية والأفغانية، الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، كان سببا في تعالي الدعوات الإيرانية المطالبة بإنشاء جدار على الحدود المشتركة بين البلدين.

وبشأن هذا، قال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد إنه "لا ينبغي لأي بلد -من بينها الجمهورية الإسلامية الإيرانية- أن يخاف من أفغانستان، لأنها بلد الأمن والاستقرار".

وبحسب وكالة إرنا الرسمية، أشار قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري إلى أن هذا الإجراء متعارف عليه في سياق تعزيز الأمن لدى جميع البلدان، ولا يحق لأحد أن يحتج على ذلك.

ليطرح التساؤل هل يمكن أن يكون الجدار بداية للحد من التوترات بين البلدين، ورسم طريق لمستقبل مختلف عن ماضيه؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات العلاقات بین من أفغانستان فی أفغانستان حکومة طالبان بین البلدین حرکة طالبان حزب الوحدة فی إیران إیران فی فی کابل کما أن أن هذا

إقرأ أيضاً:

ترامب يسعى لإفلاس إيران باعتماد سياسة الضغط الأقصى

تعتزم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إحياء سياستها "الضغط الأقصى" تجاه إيران ودفعها إلى الإفلاس لكبح قدرتها على تمويل الوكلاء الإقليميين وتطوير الأسلحة النووية، حسبما نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مصادر مطلعة لم تسمها.

وسيسعى فريق السياسة الخارجية لترامب إلى تشديد العقوبات على طهران، بما في ذلك صادرات النفط الحيوية، بمجرد عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: لهذا أنفقت هاريس مليار دولار على حملتها وخسرتlist 2 of 2كيف سيوفر إيلون ماسك تريليوني دولار من ميزانية أميركا؟end of list

وقال خبير في الأمن القومي مطلع على تحولات ترامب إنه مصمم على إعادة فرض إستراتيجية الضغط الأقصى لإفلاس إيران في أقرب وقت ممكن.

تحول

وتمثل الخطة تحولا في السياسة الخارجية الأميركية في خضم اضطرابات الشرق الأوسط بعد أن أثارت حرب إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول موجة من الأعمال العدائية الإقليمية ودفع حرب الظل الإسرائيلية مع إيران إلى العلن، وفق الصحيفة.

وأشار ترامب، خلال حملته الانتخابية، إلى أنه يريد صفقة مع إيران، قائلا: "علينا أن نبرم صفقة، لأن العواقب مستحيلة".

وقال أشخاص مطلعون على تفكير ترامب إن تكتيك الضغط الأقصى سيُستخدم لمحاولة إجبار إيران على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة على الرغم من اعتقاد الخبراء أن هذا أمر بعيد المنال.

وشن الرئيس المنتخب حملة "الضغط الأقصى" في ولايته الأولى بعد التخلي عن الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقّعته إيران مع القوى العالمية، وفرض مئات العقوبات على طهران.

وردا على ذلك، كثفت طهران نشاطها النووي وتخصيب اليورانيوم بالقرب من مستوى إنتاج الأسلحة.

وظلت العقوبات سارية خلال إدارة جو بايدن، لكن المحللين يقولون إنها لم تنفذها بصرامة كما سعت إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران وتخفيف الأزمة.

وزادت إيران صادرات النفط الخام بأكثر من 3 أضعاف في السنوات الأربع الماضية، من مستوى منخفض بلغ 400 ألف برميل يوميا في عام 2020 إلى أكثر من 1.5 مليون برميل يوميا حتى الآن في عام 2024، مع ذهاب جميع الشحنات تقريبا إلى الصين، وفقًا لوكالة معلومات الطاقة الأميركية.

قرارات فورية

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر مطلعة على الخطط قولها إن فريق ترامب الانتقالي يعمل على صياغة أوامر تنفيذية يمكن أن يصدرها في أول يوم له في المكتب البيضاوي لاستهداف طهران، بما في ذلك تشديد وإضافة عقوبات جديدة على صادرات النفط الإيرانية.

وقال رابيدان إنرجي رئيس شركة الاستشارات، وبوب ماكنالي مستشار الطاقة السابق لإدارة جورج دبليو بوش: "إذا ذهبوا حقا إلى أقصى حد.. يمكنهم خفض صادرات النفط الإيرانية إلى بضع مئات الآلاف من البراميل يوميا".

وأضاف: "إنه مصدرهم الرئيسي للدخل واقتصادهم أكثر هشاشة بالفعل مما كان عليه في ذلك الوقت.. إنهم في زاوية أسوأ بكثير من الفترة الأولى (لترامب)، سيكون الوضع سيئا للغاية".

وحث مستشارو ترامب الرئيس المقبل على التحرك بسرعة بشأن طهران، وقال أحد المطلعين على الخطة إن الرئيس الأميركي الجديد سيوضح "أننا سنتعامل مع فرض العقوبات على إيران بجدية بالغة".

وساعد مستشار الأمن القومي الجديد لترامب، مايك والتز في تمرير تشريع أثناء عضويته في مجلس النواب من شأنه أن يفرض عقوبات ثانوية على المشتريات الصينية من النفط الخام الإيراني، ولم يمرر مشروع القانون في مجلس الشيوخ.

وقالت مصادر مطلعة إن عملية التحول (في السياسة) -حملة الضغط الأقصى- تهدف إلى حرمان إيران من الإيرادات اللازمة لبناء جيشها أو تمويل مجموعات بالوكالة في المنطقة، ولكن الهدف في نهاية المطاف هو دفع طهران إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد وتغيير سياساتها الإقليمية.

تحفيز بالضغط

ونقلت الصحيفة عن خبير الأمن القومي والذي لم تسمه، قوله: "نأمل أن يكون ذلك حافزًا لحملهم على الموافقة على المفاوضات بحسن نية، إذ من شأنها أن تعمل على استقرار العلاقات وحتى تطبيعها يومًا ما، لكنني أعتقد أن شروط ترامب لذلك ستكون أكثر صرامة مما يستعد الإيرانيون له".

ومن بين أعضاء فريق الأمن القومي الذي اختاره ترامب كبار المسؤولين بمن فيهم مرشحه لمنصب وزير الخارجية ماركو روبيو، ووالتز، مستشار الأمن القومي، الذين دافعوا عن نهج متشدد تجاه إيران.

وقال والتز خلال فعالية أقيمت في أكتوبر/تشرين الأول في المجلس الأطلسي: "قبل 4 سنوات فقط… كانت عملتهم في حالة هبوط، وكانوا في موقف دفاعي حقا… نحن بحاجة إلى العودة إلى هذا الموقف".

وحث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فريق ترامب هذا الأسبوع على عدم محاولة ممارسة أقصى قدر من الضغط مجددا، وكتب على موقع "إكس"، في إشارة إلى التقدم النووي الإيراني في السنوات التي تلت تخلي ترامب عن الاتفاق: "محاولة ممارسة أقصى قدر من الضغط 2.0 لن تؤدي إلا إلى هزيمة قصوى 2.0".

وأضاف: "الفكرة الأفضل هي تجربة أقصى قدر من الحكمة لصالح الجميع".

وقالت الحكومة الإيرانية بقيادة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، إنها تريد إعادة التواصل مع الغرب بشأن المواجهة النووية، في محاولة لتأمين تخفيف العقوبات لتعزيز اقتصاد البلاد المتعثر.

وبعد إجراء محادثات مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، رافائيل غروسي في طهران يوم الخميس، نشر عراقجي على موقع إكس قوله إن طهران مستعدة للتفاوض "على أساس مصلحتنا الوطنية وحقوقنا غير القابلة للتصرف، لكنها ليست مستعدة للتفاوض تحت الضغط والترهيب!".

وذكرت الصحيفة أنه حتى لو كان الجانبان على استعداد للحديث، فإن فرص التقدم ضئيلة.

ونقلت عن الزميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، كريم سجادبور، قوله: "السؤال الكبير هو ما إذا كان المرشد الإيراني علي خامنئي على استعداد لإبرام صفقة نووية وإقليمية مع الرجل الذي قتل قاسم سليماني.. من الصعب تصور صفقة نووية أو إقليمية يمكن أن تكون مقبولة لكل من رئيس وزراء إسرائيل والزعيم الأعلى لإيران".

وواجه المسؤولون السابقون في إدارة ترامب، بما في ذلك الرئيس المنتخب، تهديدات متزايدة من إيران منذ أمر ترامب باغتيال سليماني في يناير/كانون الثاني 2020.

واتهمت وزارة العدل الأميركية الأسبوع الماضي حكومة إيران بتوظيف رجل لبدء مؤامرات لاغتيال أعداء النظام المفترضين، بما في ذلك ترامب، ونفت إيران تورطها في أي مؤامرة لقتل ترامب.

وذكر تقرير في صحيفة نيويورك تايمز أن لقاء الملياردير إيلون ماسك الذي سيدير وزارة كفاءة الحكومة تحت إدارة ترامب، سفير إيران لدى الأمم المتحدة هذا الأسبوع لمناقشة نزع فتيل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران يزيد التوقعات بأن ترامب قد يتطلع إلى إبرام اتفاق مع طهران.

مقالات مشابهة

  • ما هي خطط ترامب ضد إيران عند عودته إلى البيت الأبيض؟
  • ترامب يسعى لإفلاس إيران باعتماد سياسة الضغط الأقصى
  • طالبان تدعو المجتمع الدولي للمساعدة في إعادة إعمار أفغانستان
  • طالبان وترامب.. هل تحقق الإدارة الأمريكية الجديدة حلم الشرعية الدولية للحركة؟
  • إيران: أربيل تبدي استعدادها لإطلاق خط طيران مباشر من كردستان إلى سنندج الإيرانية
  • كندا: نتعامل "بجدية" مع تقارير عن احتجاز جندي سابق بأفغانستان
  • عراقجي: هناك فرصة محدودة لمعالجة قضية البرنامج النووي لإيران عبر الدبلوماسية
  • تصدر في يومه الأول.. ترمب يعد أوامر تنفيذية لإيران
  • الخارجية الإيرانية تنفي بشكل قاطع حصول لقاء بين مندوب إيران لدى الأمم المتحدة وإيلون ماسك
  • إسرائيل توجه ضربة موجعة لإيران في قصف جوي على منشأة أبحاث للأسلحة النووية شرق طهران