كتب ميشال نصر في "الديار":   خلافاً للمشهد الجنوبي المتفجر عسكريا وامنيا، تحفل عطلة نهاية الاسبوع بمحطات سياسية ذات دلالات رئاسية و"تسووية"، مع زيارة وزير خارجية فرنسا، والامنية الطابع لنظيره البحريني، والتي يتوقع ان تثير الجدل وتزيد التعقيدات، لارتباط احد جوانبها بحزب الله في الخليج، واتهامات المنامة لحارة حريك.

  وسط هذه الخلطة، بقي الاتصال الذي حصل بين الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين والموفد الفرنسي جان ايف لودريان، قبيل انتقال الاخير الى واشنطن لبحث تفاصيل طبخة لبنانية جديدة، خلال تواجد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في باريس، واتصال الرئيس ايمانويل ماكرون "باستيذ عين التينة"، على خلفية الخرق الذي حصل والطرح اللبناني المستجد، بموافقة من الضاحية، ما قاد هوكشتاين الى تل ابيب، ومن بعدها الى بيروت في حال سارت الامور بايجابية.   ووفقا لمصادر دبلوماسية، فان الخرق الذي تحقق، والذي يؤمل ان يفتح كوة في جدار الازمة، يرتكز الى طرح لبناني جديد، يقوم على هدنة غير معلنة، في ظل تراجع العمليات العسكرية في قطاع غزة، ونجاح الضغوط في تأجيل اقتحام رفح، مقابل انجاز الاستحقاق الرئاسي، وتقديم ورقة حسن نية في مجال الغاز، في البلوكات الواقعة جنوبا، تحديدا البلوك رقم 9 و8.   ويقوم الطرح، على ما اشارت المصادر، على ان تصدر توتال تقريرها رسميا حول نتائج عمليات الاستكشاف والتنقيب التي اجرتها، ما سيفتح الباب امام دفع اقتصادي وتحريك للملف النفطي، الذي سيسمح بدخول كميات من الاموال بطريقة غير مباشرة الى لبنان، وبالتالي وقف تصنيف لبنان في المنطقة الرمادية، المتوقع في غضون فترة قصيرة، والذي ستكون له نتائج سلبية جدا على الوضع الاقتصادي في ظل التعثر الحاصل على صعيد برامج ومشاريع الاصلاح. وتابعت المصادر، بان الطرح اللبناني الجديد، جدير بالاهتمام، رغم ان تفاصيله لا زالت غير واضحة، علما ان امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله سبق والمح اكثر من مرة الى امكانية التفاوض مقابل فك الحصار المفروض على لبنان، لإراحة الشارع الداخلي اللبناني، ادراكا منه ان الظروف الحالية غير مؤاتية للمواجهة الكبرى، وان عملية الاستنزاف ممكن ان تستمر لفترة طويلة، في ظل الستاتيكو الحالي.   ورات المصادر ان قرار حزب الله نابع من محاولة استثمار للاوضاع على الساحة الجنوبية، من اجل تحصيل مكاسب على الصعيد الوطني، تعطيه دفعا ايجابيا في هذا الاتجاه، علما ان ملف رئاسة الجمهورية بخيار المرشح الثالث يصبح ثانويا وغير ذات اهمية، بعد الاتفاق على المواصفات، ليبقى اسم الرئيس العتيد ثانويا، والاهم ان حارة حريك تكون قد نجحت في اعادة احياء المعادلات التي على اساسها قام اتفاق ترسيم الحدود البحرية. و   لكن ماذا عن الموقف الاسرائيلي؟ تؤكد المصادر الدبلوماسية ان الامور لن تكون سهلة على جهة تل ابيب، رغم ان الادارة الديمقراطية ستمارس كل الضغوط الممكنة، كما انها تملك طرحا لمقايضة بين حقول الغاز في الجنوب والشمال، بمعنى، التسليم بحق اسرائيل باستلام حقول الغاز مقابل سواحل غزة، على ان يخصص جزءا من عائداتها لتمويل السلطة الفلسطينية الجديدة، مقابل تسهيل لتنفيذ اتفاق الترسيم غير المباشر بين لبنان واسرائيل.   وختمت المصادر بان النجاح في تحقيق هذا الانجاز، سيؤمن نقاطا لصالح معركة الرئيس الاميركي جو بايدن في السباق الى البيت الابيض، تماما كما حصل يوم نجح في تمرير اتفاق الترسيم عشية انتخابات الكونغرس، ليصبح عندها تنفيذ القرار 1701، باي من مندرجاته قابلا للحياة، لفترة طويلة وضامنا للاستقرار بحماية القوى الامنية والعسكرية اللبنانية، وهو ما استفسر حوله الفرنسيون، من الرئيس ميقاتي والعماد جوزف عون، وحاجات الجيش اللبناني للقيام بهذه المهام.  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إنسايد أوفر: صفقة بين واشنطن والرياض.. حماية نووية مقابل تمويل إعمار غزة

نشر موقع " إنسايد أوفر" تقريرا سلّط فيه الضوء على عرض أمريكي سري للسعودية بتوفير حماية نووية ضد إيران مقابل الاستثمار بإعادة إعمار غزة ومزيد من التقارب مع الاحتلال الإسرائيلي.

ونقل الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، عن الصحفي الاستقصائي سيمور هيرش الحائز على جائزة بوليتزر، قوله إن الولايات المتحدة عرضت على السعودية ضمانات بتوفير حماية نووية في حال تطوير إيران أسلحة نووية، مقابل التزام الرياض بإعادة إعمار قطاع غزة.

وأضاف الموقع أن هذه التسريبات التي نُشرت على منصة "سابستاك"، تستند إلى مصدر إسرائيلي وصف بأنه "موثوق به"، وتضيف زخمًا جديدًا للمفاوضات التي أجريت في قطر بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصفقة إطلاق تبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس.


اتفاق نووي مقابل إعادة الإعمار
أوضح التقرير أن المقترحات تشمل معاهدة دفاع موسعة تشمل "مظلة نووية" أمريكية لحماية السعودية، هذا يعني أنه في حال امتلاك إيران قدرات نووية عسكرية، ستقوم الولايات المتحدة بحماية الرياض عبر تدخل مباشر.

وأكد المصدر الإسرائيلي الذي استند إليه هيرش أن "الولايات المتحدة تسعى لطمأنة السعودية، حيث سيكون دعمها الاقتصادي حاسمًا لإعادة إعمار غزة.

وفقا للتقرير، فإن فكرة استثمار سعودي طويل الأمد في قطاع غزة تُعد جزءًا من استراتيجية أوسع لإشراك الرياض في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع ضمان الحماية ضد النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة.


مخاوف إسرائيل والولايات المتحدة
كما أشار هيرش إلى استمرار القلق في إسرائيل والولايات المتحدة بشأن إمكانية قيام إيران بتخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية، واحتمال امتلاكها أسلحة نووية، مضيفا أنه لا توجد أدلة ملموسة تثبت أن طهران لديها حاليًا النية أو القدرة على تطوير سلاح نووي، خاصة في ظل الأضرار التي لحقت بحلفائها الإقليميين.

رغم ذلك، يبقى الخوف من أن تصبح إيران قوة نووية محورًا رئيسيًا في الاستراتيجيات الدفاعية لكل من إسرائيل والولايات المتحدة، وفقا لتقرير هيرش.


ثمن الاتفاق
كما كشف المصدر الإسرائيلي أن الصفقة قد تتضمن موافقة السعودية على "غض الطرف" عن العمليات الإسرائيلية في المنطقة، بما في ذلك الهجمات على أهداف في سوريا.

وقد تتضمن الاتفاقية أيضا ضوءا أخضر من الرياض للاحتلال باستخدام أحد المطارات السعودية لتخزين القنابل والصواريخ، ومعظمها من صنع أمريكي، مما يجعلها "على بعد دقائق، وليس ساعات" من الأهداف الإيرانية الرئيسية.

تفاؤل ومخاوف
وقال هيرش إن المصدر الإسرائيلي عبّر عن "تفاؤل حذر" بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق يشمل استثمارًا سعوديًا كبيرًا لإعادة إعمار غزة بمجرد انتهاء الصراع بين إسرائيل وحماس.


لكنه أوضح أن فكرة الاتفاق تثير العديد من التساؤلات، ليس فقط حول إمكانية تحقيقه دبلوماسيًا، ولكن أيضًا حول التداعيات الجيوسياسية لتعزيز التعاون بين السعودية وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة. كما أن احتمال تمديد المظلة النووية الأمريكية إلى الرياض يمثل تحولًا استراتيجيًا قد يزيد من تأجيج التوترات في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الجيش اللبناني: إسرائيل تتمادى في خرق اتفاق وقف إطلاق النار
  • قائد الجيش اللبناني يزور السعودية لبحث سبل دعم المؤسسة العسكرية
  • الجيش اللبناني: العدو الإسرائيلي يواصل تماديه في خرق اتفاق وقف إطلاق الناار
  • هوكستين إلى بيروت لتمديد وقف إطلاق النار
  • إعلان هام من الجيش اللبناني | تفاصيل
  • الاحتلال الإسرائيلي يشن أول غارة جوية على البقاع اللبناني منذ وقف إطلاق النار
  • مُراوحة رئاسيّة وهوكشتاين إلى بيروت وحزب الله وراء فرنجية
  • مبادرة لبنانية مرتقبة تجاه سوريا
  • إنسايد أوفر: صفقة بين واشنطن والرياض.. حماية نووية مقابل تمويل إعمار غزة
  • وزير الخارجية اللبناني الأسبق: حزب الله تلقى ضربات قوية ولا يزال موجودا على الأرض