سيجورنيه في بيروت.. واجتماع في الرياض يدعو لإنهاء حرب غزة
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
انحسرت كل الأولويات في المشهد الداخلي لمصلحة تقدم ملف التهدئة جنوباً عبر الوساطتين الفرنسية والأميركية وترقّب ما قد تحملانهما من تطورات ونتائج أفضل من التحركات السابقة لهما. واتجهت الانظار ايضاً إلى اللقاء الوزاري التشاوري بشأن غزة الذي عقد أمس في الرياض، اذ أكد المشاركون فيه ضرورة إنهاء الحرب على القطاع والتوصل الى وقف فوري لإطلاق النار، إلى جانب حماية المدنيين ورفع القيود المعرقلة لدخول المساعدات.
الاجتماع العربي السداسيّ، الذي جاء تزامناً مع لقاء مُرتقبٍ بين أعضاء هذا الاجتماع مع وزير الخارجية الأميركيّ أنتوني بلينكن بالمملكة، ضم وزير الخارجيّة السعوديّ الأمير فيصل بن فرحان ونظيرَيْه المصريّ سامح شكري، والأردنيّ أيمن الصفدي وممثلي دول الإمارات وقطر وفلسطين.
في التحرك الفرنسي ينتظر أن يجري اليوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي وصل مساء أمس إلى بيروت جولة لقاءات مع كل من رئيسي الحكومة ومجلس النواب ووزير الخارجية وقائد الجيش تتمحور حول المقترحات الفرنسية الواردة في الورقة الفرنسية بعدما أدخلت عليها تعديلات عقب محادثات الرئيس نجيب ميقاتي في باريس الأسبوع الماضي، وستكون للوزير سيجورنيه محطة إعلامية في نهاية جولته إذ سيتحدث عنها في لقاء صحافي في قصر الصنوبر في السادسة مساء اليوم الأحد. وجاء في افتتاحية "الديار": ينصب الاهتمام للتحرك الاوروبي والاميركي المتجدد في الوقت الراهن على احتواء التصعيد وتخفيض منسوبه على جبهة لبنان مع العدو الاسرائيلي، والسعي الى بلورة تسوية للوضع على هذه الجبهة المشتعلة. ووفقاً للأجواء السائدة، فإنّ فكرة فصل مسار هذه الجبهة عن حرب غزة يكاد يكون مستحيلاً، لذلك فان التحرك القائم محكوم بهدف آني يتمحور حول العمل من اجل الحيلولة دون توسع الحرب على جبهة الجنوب اللبناني لتفادي حرب واسعة في المنطقة. وقال مصدر سياسي مطلع إن هناك نوعاً من التناغم بين التحركين الاميركي والفرنسي، لافتا في الوقت نفسه الى ان هناك بعض الفروقات في طروحات الجانبين حول التسوية في الجنوب. وأوضح أنّ فكرة فصل مسار الوضع على جبهة لبنان عن مسار حرب غزة غير قابلة للتطبيق، مع العلم أن باريس تسعى لمثل هذا الامر خشية انفلات الوضع على هذه الجبهة وتوسع نطاقها. ورأى ان المسعى الأميركي لابقاء المواجهات على جبهة الجنوب في نطاق وحدود قواعد الاشتباك ينطلق من موقف واشنطن الرامي عدم انفجار الوضع بشكل واسع على هذه الجبهة لانه سيهدد بحرب اوسع في المنطقة، وهذا ما لا تريده او ترغب بحصوله. وزير الخارجية الفرنسي سيتطرق في زيارته الى ملف رئاسة الجمهورية، وتقول مصادر مطلعة ان هناك تقارباً حصل مؤخرا بين باريس وواشنطن حول هذا الملف والتعاطي معه بعد ان ابدت الادارة الاميركية منذ زيارة هوكشتاين الاخيرة للبنان اهتماما اكثر في هذا الشأن. واضافت المصادر انه على عكس ما تسرب مؤخراً عن مصادر المعارضة في لبنان فإن المسؤولين الأميركيين لم يتطرقوا مع وفد المعارضة النيابية الذى زار واشنطن مؤخرا الى الاسماء او الخيارات، واكتفوا بالتحدث بشكل عام عن انتخاب رئيس الجمهورية واهمية اتفاق اللبنانيين على حسم هذا الاستحقاق. ونقل مصدر نيابي مطلع للديار عن اللجنة الخماسية خلال جولتها على الكتل حديثها عن التوجه لحل ازمة الملف الرئاسي في ايار المقبل. وكتبت "الأنباء الكويتية": طرح فرنسي وسعي أميركي لإخراج لبنان من "عنق الزجاجة"، وإبعاد شبح توسع الحرب بين إسرائيل و"حزب الله". هكذا يمكن وصف حصيلة زيارة وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه إلى بيروت، ولقائه المسؤولين اللبنانيين، بعد استقبال الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في قصر الإليزيه قبل مدة، واتصاله برئيس المجلس النيابي نبيه بري ودعوته إلى العاصمة الفرنسية.
وبالتزامن مع جولة سيجورنيه، نشط المبعوث الدولي للرئيس الأميركي جو بادين وكبير مستشاريه لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين في الجانب الإسرائيلي، للوصول إلى تسوية تشكل مخرجا لـ "حزب الله" لوقف الأعمال العسكرية على الجبهة الجنوبية.
جهود دولية تصب في مصلحة لبنان، لكنها وحتى كتابة هذه السطور، لا تلقى تفاعلاً إيجابياً من الطرف المعني بالحرب، أي "حزب الله"، الذي يصر على ربط وقف الأعمال الحربية على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، بوقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذه الجبهة على جبهة
إقرأ أيضاً:
الجبهة السيادية تدعو لتنفيذ القرارات الدولية وتنتقد تداخل السلاح مع الدولة
عقدت "الجبهة السيادية من أجل لبنان" مؤتمرًا صحافيًا في مقرها في السوديكو، أعلنت خلاله موقفها من التطورات الأخيرة، ولا سيما مبادرة الموفد الأميركي آموس هوكستين، وسط حضور شمل رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون، والنائب السابق إدي أبي اللمع، وقياديين من الكتائب اللبنانية وحركة "التغيير".
تحدث رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل شمعون، مشددًا على ضرورة العودة إلى معاهدة الهدنة لعام 1949 بين لبنان وإسرائيل لضمان الحقوق اللبنانية بعيدًا عن هيمنة المجموعات على القرارات السيادية. من جهته، رأى النائب السابق إدي أبي اللمع أن الالتزام بالقانون والدستور هو السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان، مشيرًا إلى أن تسليم السلاح للدولة كان ليجنب البلاد عقودًا من الدمار.
بدوره، وجه رئيس حركة "التغيير" إيلي محفوض انتقادًا لاذعًا لممارسات الوفد الإيراني في لبنان، معتبرًا أن هذه التصرفات تُظهر استعلاءً على سيادة الدولة، في حين أن الموفد الأميركي هوكستين التزم بالإجراءات القانونية.
واختتم المؤتمر ببيان تلاه منسق الجبهة كميل جوزيف شمعون، أكد فيه أن لبنان يواجه حربًا بالوكالة على أرضه، مشددًا على ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية 1559، 1680، و1701، التي تضمن السيادة اللبنانية وتمنع استخدام الأراضي اللبنانية كساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.
كما دعت الجبهة إلى تسليم السلاح غير الشرعي إلى الجيش، محذرة من أن استمرار وجود أسلحة خارج إطار الدولة يعرض لبنان إلى المزيد من الفوضى والمآسي.
وأكد البيان أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بتطبيق القانون وحصر قرار الحرب والسلم بمؤسسات الدولة، بعيدًا عن أي شراكة مع الأحزاب المسلحة، واصفًا المرحلة الحالية بـ"الاختبار الأخير" لمستقبل السيادة اللبنانية. (الوكالة الوطنية للإعلام)