أوقاف الفيوم تنظم ندوة بعنوان "آداب التعامل مع الوالدين"
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
عقدت أوقاف الفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، ندوة بعنوان: "آداب التعامل مع الوالدين" وذلك بمسجد الهداية، التابع لإدارة أوقاف مركز شمال الفيوم.
يأتي هذا في إطار دور وزارة الأوقاف ومديرية أوقاف الفيوم العلمي والدعوي والتثقيفي، وضمن جهودها في نشر الفكر الوسطي المستنير ودورها في الإفتاء والتثقيف.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وتحت إشراف الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبحضور الدكتور عبد المنعم مختار الأستاذ المتفرغ بجامعة الأزهر الشريف والدكتور سعيد محمد قرني الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة والدكتور عادل عبد التواب أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وعدد من الأئمة والعلماء المميزين.
العلماء: عقوق الوالدين من أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله تعالىوخلال اللقاء أكد العلماء على أن القرآن الكريم تحدث عن الوالدين حديثًا خاصًا ،فيقول سبحانه: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"، فلآية الكريمة جعلت الإحسان إلى الوالدين تاليًا للأمر بعبادته سبحانه، وليس هذا قاصرًا على هذه الآية فحسب، بل فيما سبق من الأديان ورسالات الرسل ( عليهم السلام)، يقول سبحانه: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، كل هذا تأكيد على حق الوالدين ومكانتهما وفضلهما ، كما حذر سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من عقوق الوالدين حيث يقول ( صلى الله عليه وسلم ) : " أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبائِرِ؟ ثَلاثًا "، قَالُوا : بَلى يا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ( صلى الله عليه وسلم) : " الإِشْراكُ بِاللهِ، وَعُقوقُ الْوالِدَيْنِ"، وَكانَ مُتَّكِئًا فجلس، وقالَ( صلى الله عليه وسلم) : " أَلا وَقَوْلُ الزّورِ "، فَما زَالَ يُكَرِّرُها حَتّى قُلْنا لَيْتَهُ سَكَتَ "، فعقوق الوالدين من أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله تعالى.
وأوضح العلماء أن الآية الكريمة في سورة الإسراء تناولت مرحلة خاصة يكون الوالدان في أشد الحاجة إلى العناية والرعاية فيها وهي مرحلة تقدم السن، قال سبحانه :" إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا "، سواء الأب أم الأم أم كلاهما، "فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُف"، فلا تؤذ مشاعر أي منهما ولو بكلمة "أف" التي يفهم منها التضجر، ولا تتجاوز أكثر من ذلك، "وَلَا تَنْهَرْهُمَا" وإنما تأدب بآداب الإسلام وأخلاق القرآن الكريم، " وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا" ذاكرين أنه إذا كان الإسلام والقرآن الكريم يأمران بالقول الحسن للناس جميعاً " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا " فما بالنا بالوالدين أصحاب الفضل.
واختتم العلماء:"الله تعالى قرن شكر الوالدين بشكره، قال تعالى : "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"، حتى لو كان الوالدان كافرين، بل حتى لو حملاك على الكفر فلا تطعهما في ذلك، ولكن صاحبهما معروفا، وعاملهما معاملة حسنة، فعن ابن عُمَرَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا) أنه رَأَى رَجُلًا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ حَامِلًا أُمَّهُ، وَهُوَ يَقُولُ: أَتَرَيْنِي جَزَيْتُكِ يَا أُمَّهْ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا) : " ولا طلقة وَاحِدَةً من طلقات الولادة"، مبينين أن بر الوالدين ممتد لما بعد وفاتهما، وذلك من خلال إكرام صديقهما، والوفاء بعهدهما، فعن ابن عُمَر (رضي الله عنهما ): أَنَّهُ كَانَ إِذا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ كَانَ لَهُ حِمارٌ يَتَروَّحُ عَليْهِ إِذَا مَلَّ رُكُوبَ الرَّاحِلَةِ، وعِمَامةٌ يشُدُّ بِها رأْسَهُ، فَبَيْنَا هُو يوْمًا عَلَى ذلِكَ الحِمَارِ إذْ مَرَّ بِهِ أَعْرَابيٌّ، فَقَالَ: أَلَسْتَ ابنَ فُلان بْن فُلانٍ؟ قَالَ: بلَى، فَأَعْطَاهُ الحِمَارَ، فَقَالَ: ارْكَبْ هَذَا، وأَعْطاهُ العِمامةَ وَقالَ: اشْدُدْ بِهَا رأْسَكَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحابِهِ: غَفَر اللَّه لَكَ، أَعْطَيْتَ هذَا الأَعْرابيَّ حِمارًا كنْتَ تَرَوَّحُ عليْهِ، وعِمامَةً كُنْتَ تشُدُّ بِهَا رأْسَكَ! فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّه (صلى الله عليه وسلم ) يقولُ:" إِنَّ مِنْ أَبَرِّ البِرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ، وإن أَبَاهُ كَانَ صَدِيقًا لِعُمر."، هكذا تعلم الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) آداب التعامل مع الوالدين".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أوقاف الوالدين عقوق الوالدين حق الوالدين العلماء الفيوم الأوقاف بوابة الوفد جريدة الوفد صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: انهيار الأخلاق هو السبب الرئيسي في زوال الأمم.. وهذا هو الحل
أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خلال كلمته في ندوة بالجامعة المصرية الروسية حول «أهمية الأخلاق في زمن التحديات والتهديدات المعاصرة» أن الحديث عن الأخلاق أصبح ضرورة ملحة في عصرنا الحاضر في ظل التحديات الكبرى التي تواجه المجتمعات، من هجمات فكرية، ومحاولات لطمس الهوية، تهدف إلى القضاء على القيم الأخلاقية التي تعد الركيزة الأساسية لحماية المجتمعات من التفكك والانهيار.
وأشار إلى أن الأخلاق هي جوهر الرسالات السماوية، وأساس استقامة المجتمعات، مستشهدًا بقول الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وهو وصفٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث لتتميم مكارم الأخلاق كما قال صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، مضيفًا أن جميع الرسالات السماوية اجتمعت على أصول العقائد والشرائع والأخلاق، ووردت في الكتب السماوية الوصايا العشر التي دعت إلى التوحيد، وحذرت من الخيانة وسوء الأخلاق، تطبيقًا لما جاء في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}.
مفتي الجمهوريةكما أوضح أن الأخلاق في الإسلام ترتبط بتحقيق المقاصد الشرعية الضرورية، التي تهدف إلى حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليبلغ بحسن خُلُقه درجة الصائم القائم»، وأكد أن الشريعة لا تقتصر على الضروريات، بل تشمل التحسينيات التي تضفي الكمال على حياة الإنسان، مثل العناية بالمظهر والجمال، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إن الله جميل يحب الجمال».
لقاءوشدد المفتي على أن انهيار الأخلاق هو السبب الرئيسي في زوال الأمم، حيث قال الله تعالى عن قوم عاد: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}، ورتَّب على ذلك العقاب في الدنيا فضلا عن عقاب الآخرة فقال سبحانه: {فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ}، وقال تعالى عن قوم لوط: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ}.
مفتي الجمهوريةوأكد أن دار الإفتاء المصرية تضطلع بدور محوري في تعزيز القيم الأخلاقية داخل المجتمع، مستمدة رسالتها من تعاليم الشريعة الإسلامية التي تجعل الأخلاق أساس بناء الفرد والمجتمع، وتسعى الدار من خلال فتاواها ومبادراتها التوعوية إلى نشر ثقافة الالتزام بالقيم السامية، مثل الصدق والأمانة والإحسان والتسامح، وتقديم نماذج عملية تجسد الأخلاق في واقع الحياة. كما تعمل على مواجهة الظواهر السلبية التي تهدد تماسك المجتمع، وتحرص على تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تنال من القيم الإنسانية، وبهذا تؤكد دار الإفتاء أن الأخلاق ليست مجرد شعارات، بل هي ركيزة جوهرية لتحقيق السلم الاجتماعي وبناء الحضارات.
خلال ندوة اليوموفي رسالة وجهها إلى الطلاب، قال: «إذا أحسنتم قراءة الواقع بأدواته وظروفه، ستجدون أن الخير كل الخير يكمن في التمسك بالأخلاق، فالدين هو الخُلُق، ومن زاد عليكم في الخُلُق زاد عليكم في الدين». واستشهد بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا».
ندوة اليوموفي ختام الندوة، كرّم المفتي الطلاب المتميزين، معبرًا عن سعادته بحضور هذا اللقاء الذي تناول واحدة من أهم القضايا الإنسانية المرتبطة ببناء المجتمعات.
لقاء اليوموفي لفتة تقدير، قدم الدكتور شريف فخري، رئيس الجامعة المصرية الروسية، درع الجامعة للمفتي، تكريمًا لدوره الريادي في نشر القيم الإسلامية وترسيخ الأخلاق في المجتمع. وأعرب رئيس الجامعة عن فخره واعتزازه بحضور المفتي لهذه الندوة المهمة، التي سلطت الضوء على أهمية الأخلاق في بناء الإنسان والمجتمع.
جانب من التكريمحضر اللقاء نخبة من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتورة هناء عبد الرحمن، مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، والدكتورة مكارم الغمري، عميد كلية الألسن، والدكتور محمد إيهاب أبو الفتوح، عميد كلية الصيدلة، والدكتور عز الدين أبو العز، عميد كلية الفنون التطبيقية، بالإضافة إلى عدد كبير من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب، وسط أجواء اتسمت بالترحيب والحفاوة.
اقرأ أيضاًمفتي الديار الهندية يعزي شيخ الأزهر في وفاة شقيقته
مفتي الجمهورية ينعى شقيقة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب
مفتي الجمهورية من معهد أذربيجان للعلوم الدينية: «التشييد والبناء ليس مجرد عمل دنيوي»