بوابة الوفد:
2025-01-23@04:59:34 GMT

الإحسان خلق الإسلام

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

الاحسان من صفات المتقين وتحدث الدكتور كريم نفادى استاذ الفقه وقال الإحسان خلق الإسلام إن الشريعة الإسلامية قد اهتمت بحاجات الإنسان بكاملها مراعيةً بذلك مصلحته الفردية ومصلحة مجتمعه الذي يعيش فيه، دون النظر إلى لونه أو جنسه أو ماهيته، والفارق بين الإنسان والآخر هو فارق واحد لا غيره وهو التقوى، فعلى أساس هذا الفارق يكرم الإنسان ويهان, كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [سورة الحجرات: 13] فمن الأشياء التي تدل على التقوى وتزيد فيه، الإحسان مع كل أحد، وفي كل شيء، ولقد أعطى الرسول (صلى الله عليه وسلم) عناية كاملة بهذا الجانب اتضحت في أوامره ونواهيه وأفعاله وأقواله وتقريره مؤكدًا ومستفيضًا على ما جاء به القرآن من ترغيب خاص على اختياره.

فقد أمر الله بالإحسان في كتابه العزيز في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [سورة النحل:90]. قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «هذه أجمع آية في القرآن لخير يمتثل، ولشر يجتنب» و من أمره قوله تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [سورة البقرة: 195]. والإحسان من أعلا مقامات التعامل مع الله ومع الخلق، والنصوص من الكتاب والسنة الدالة عليه كثيرة، منها قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128]. وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]. وقوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [المرسلات: 43 - 44]. وقوله تعالى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} [سورة الزمر:34]. والإحسان صفة حميدة، صفة الأنبياء والمرسلين وصفة عباد الله المخلصين كما ذكر تعالى عن نوح: {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات:79 ـ 80]. 

 

 

وقال عن إبراهيم: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: 109 - 110]. وقال عن موسى وهارون: {سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: 120 - 121]. وقال عن إل ياسين: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات:130 - 131] وكما ذكر عن عدد من الأنبياء في قوله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [سورة الأنعام: 83 - 84]. وكما قال تعالى عن أوصاف أهل الجنة: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [سورة المرسلات:41 - 44]. وقال في موضع آخر: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ} [الذاريات: 15 - 16]. فالإحسان خلق فاضل يجب أن يتلبس به المسلم في جميع مراحل عمره، وينبغي الالتزام به في جميع شؤونه، فالإحسان في باب العبادات أن تؤدى العبادة أيا كان نوعها من صلاة أو صيام أو حج أو غيرها أداءً صحيحًا, باستكمال شروطها وأركانها, واستيفاء سننها وآدابها, وهذا لا يتم للعبد إلا إذا كان شعوره قويًّا بمراقبة الله (عز وجل) حتى كأنه يراه تعالى ويشاهده، وهذا ما وصفه النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك». وفي باب المعاملات فهو للوالدين ببرهما بالمعروف، وطاعتهما في غير معصية الله، وإيصال الخير إليهما، وكف الأذى عنهما، والدعاء والاستغفار لهما, وإنفاذ عهدهما, وإكرام صديقهما. وهو للأقارب ببرهم ورحمتهم والعطف عليهم، وفعل ما يجمل فعله معهم وترك ما يسيء إليهم. وهو لليتامى بالمحافظة على أموالهم، وصيانة حقوقهم، وتأديبهم وتربيتهم بالحسنى، والمسح على رؤوسهم. وهو للمساكين بسد جوعهم، وستر عورتهم، وعدم احتقارهم وازدرائهم، وعدم المساس بهم بسوء، وإيصال النفع إليهم بما يستطيع. وهو لابن السبيل بقضاء حاجته, وسد خلته, ورعاية ماله, وصيانة كرامته, وبإرشاده إن استرشد, وهدايته إن ضل. وهو للخادم بإتيانه أجره قبل أن يجف عرقه، وبعدم إلزامه ما لا يلزمه، أو تكليفه بما لا يطيق, وبصون كرامته، واحترام شخصيته. وهو لعموم الناس بالتلطف في القول لهم, ومجاملتهم في المعاملة، وبإرشاد ضالهم، وتعليم جاهلهم، والاعتراف بحقوقهم، وبإيصال النفع إليهم، وكف الأذى عنهم. وهو للحيوان بإطعامه إن جاع، ومداواته إن مرض، وبعدم تكليفه ما لا يطيق وحمله على ما لا يقدر، وبالرفق به إن عمل، وإراحته إن تعب. وهو في الأعمال البدنية بإجادة العمل، وإتقان الصنعة، وبتخليص سائر الأعمال من الغش، وهكذا. هذا ملخص لميادين الإحسان ، وخلاصة القول في أهميتها أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ربى أصحابه على هذه الخصلة النبيلة، والخلق المتين، فوصل مجتمع الصحابة إلى أعلى قمة في الإحسان، فنعموا بالحياة الطيبة، بل مما ساعد ذلك على انتشار الإسلام، فسموا بحسن خلقهم وإحسانهم إلى الناس، وتواضعهم مع خلق الله. وهنا همسة في أذن كل مسلم وداعية ومعلم ومربي الناس الخير ليجيب كل واحد عن هذا السؤال, أين نحن من هذه الصفة الحميدة التي لا تأتي إلا بالخير! فما تخلق بها أحد إلا جملته، وما اعتزل عنها أحد إلا شانته، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الرفق الذي هو جزء من الإحسان فقال: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإحسان التقوى صلى الله علیه وسلم قوله تعالى

إقرأ أيضاً:

أذكار الصباح.. الحصن اليومي للمسلم وأفضل أوقاتها

أذكار الصباح هي الأذكار التي يرددها المسلم كل صباح، لتحصينه وحمايته من شرور اليوم، ولتقوية صلته بالله عز وجل، وهي من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 هذه الأذكار تملأ القلب بالطمأنينة والسكينة، وتعد بداية مثالية لكل يوم.

وقت أذكار الصباح وأفضل أوقاتها

 

وفقًا لما جاء على موقع دار الإفتاء المصرية، يبدأ وقت أذكار الصباح من طلوع الفجر الصادق وحتى طلوع الشمس، وهذا هو أفضل وقت لأدائها. لكن إذا فات هذا الوقت، فلا حرج أن يقولها المسلم حتى زوال الشمس، أي قبل دخول وقت أذكار المساء.

فضل أذكار الصباحالحفظ والتحصين: تحفظ المسلم من الشرور والأذى.البركة في اليوم: تمنح بركة في الوقت والعمل.التقرب إلى الله: تشعر المسلم بالقرب من ربه وتجدد إيمانه.راحة النفس: تزيل الهم والغم، وتملأ القلب بالسكينة.أبرز أذكار الصباح

1. آية الكرسي
قال الله تعالى:
"اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ..." [البقرة: 255].

قراءة آية الكرسي في الصباح تحفظ المسلم من الشيطان طوال يومه.

2. سورة الإخلاص والمعوذتين

قراءة سورة الإخلاص: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ...".قراءة سورة الفلق: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ...".قراءة سورة الناس: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ...".
(تُقرأ ثلاث مرات لكل سورة).

3. سيد الاستغفار
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".

هذا الدعاء يعد أفضل أنواع الاستغفار، ومن قاله صباحًا ومات في يومه دخل الجنة.

4. دعاء الحفظ والتحصين
"بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ".
(يقال ثلاث مرات).

5. ذكر التسبيح والتمجيد

"سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته"."سبحان الله وبحمده" (مائة مرة).

6. دعاء الرزق والتوكل على الله
"اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك".
(يقال أربع مرات).

7. أذكار التوكل
"حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ".
(يقال سبع مرات).

8. دعاء الكفاية والشكر
"اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر".

فوائد المداومة على الأذكارتحقيق السكينة: الأذكار تبعث على السكينة والهدوء النفسي.الحفظ من الشرور: تقي من الحسد والعين وأذى الشيطان.زيادة البركة: تزيد من بركة الوقت والعمل.كسب الحسنات: الأذكار من أعظم الأعمال التي تثقل ميزان العبد يوم القيامة.

مقالات مشابهة

  • بيان معنى الأمّية في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • كيف حذر النبي من التمثيل بالجثث؟ لا تؤذي أحدًا فتقع في هذه الكبيرة المُحرمة
  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • علي جمعة: المسلم يؤمن بالكتب السماوية إجمالًا وتفصيلًا
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأردني لتهريبه أقراص مخدرة إلى المملكة
  • ماذا قال الشيخ الشعراوي عن السحر؟ لا يضرون
  • حكم قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر
  • علي جمعة: الإيمان بالكتب السماوية هو الركن الثاني من أركان الإيمان
  • الأزهر للفتوى: الغش في الامتحانا مُحرَّم ويؤثر على مستقبل الأمة
  • أذكار الصباح.. الحصن اليومي للمسلم وأفضل أوقاتها