الاحسان من صفات المتقين وتحدث الدكتور كريم نفادى استاذ الفقه وقال الإحسان خلق الإسلام إن الشريعة الإسلامية قد اهتمت بحاجات الإنسان بكاملها مراعيةً بذلك مصلحته الفردية ومصلحة مجتمعه الذي يعيش فيه، دون النظر إلى لونه أو جنسه أو ماهيته، والفارق بين الإنسان والآخر هو فارق واحد لا غيره وهو التقوى، فعلى أساس هذا الفارق يكرم الإنسان ويهان, كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [سورة الحجرات: 13] فمن الأشياء التي تدل على التقوى وتزيد فيه، الإحسان مع كل أحد، وفي كل شيء، ولقد أعطى الرسول (صلى الله عليه وسلم) عناية كاملة بهذا الجانب اتضحت في أوامره ونواهيه وأفعاله وأقواله وتقريره مؤكدًا ومستفيضًا على ما جاء به القرآن من ترغيب خاص على اختياره.
وقال عن إبراهيم: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: 109 - 110]. وقال عن موسى وهارون: {سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: 120 - 121]. وقال عن إل ياسين: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات:130 - 131] وكما ذكر عن عدد من الأنبياء في قوله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [سورة الأنعام: 83 - 84]. وكما قال تعالى عن أوصاف أهل الجنة: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [سورة المرسلات:41 - 44]. وقال في موضع آخر: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ} [الذاريات: 15 - 16]. فالإحسان خلق فاضل يجب أن يتلبس به المسلم في جميع مراحل عمره، وينبغي الالتزام به في جميع شؤونه، فالإحسان في باب العبادات أن تؤدى العبادة أيا كان نوعها من صلاة أو صيام أو حج أو غيرها أداءً صحيحًا, باستكمال شروطها وأركانها, واستيفاء سننها وآدابها, وهذا لا يتم للعبد إلا إذا كان شعوره قويًّا بمراقبة الله (عز وجل) حتى كأنه يراه تعالى ويشاهده، وهذا ما وصفه النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك». وفي باب المعاملات فهو للوالدين ببرهما بالمعروف، وطاعتهما في غير معصية الله، وإيصال الخير إليهما، وكف الأذى عنهما، والدعاء والاستغفار لهما, وإنفاذ عهدهما, وإكرام صديقهما. وهو للأقارب ببرهم ورحمتهم والعطف عليهم، وفعل ما يجمل فعله معهم وترك ما يسيء إليهم. وهو لليتامى بالمحافظة على أموالهم، وصيانة حقوقهم، وتأديبهم وتربيتهم بالحسنى، والمسح على رؤوسهم. وهو للمساكين بسد جوعهم، وستر عورتهم، وعدم احتقارهم وازدرائهم، وعدم المساس بهم بسوء، وإيصال النفع إليهم بما يستطيع. وهو لابن السبيل بقضاء حاجته, وسد خلته, ورعاية ماله, وصيانة كرامته, وبإرشاده إن استرشد, وهدايته إن ضل. وهو للخادم بإتيانه أجره قبل أن يجف عرقه، وبعدم إلزامه ما لا يلزمه، أو تكليفه بما لا يطيق, وبصون كرامته، واحترام شخصيته. وهو لعموم الناس بالتلطف في القول لهم, ومجاملتهم في المعاملة، وبإرشاد ضالهم، وتعليم جاهلهم، والاعتراف بحقوقهم، وبإيصال النفع إليهم، وكف الأذى عنهم. وهو للحيوان بإطعامه إن جاع، ومداواته إن مرض، وبعدم تكليفه ما لا يطيق وحمله على ما لا يقدر، وبالرفق به إن عمل، وإراحته إن تعب. وهو في الأعمال البدنية بإجادة العمل، وإتقان الصنعة، وبتخليص سائر الأعمال من الغش، وهكذا. هذا ملخص لميادين الإحسان ، وخلاصة القول في أهميتها أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ربى أصحابه على هذه الخصلة النبيلة، والخلق المتين، فوصل مجتمع الصحابة إلى أعلى قمة في الإحسان، فنعموا بالحياة الطيبة، بل مما ساعد ذلك على انتشار الإسلام، فسموا بحسن خلقهم وإحسانهم إلى الناس، وتواضعهم مع خلق الله. وهنا همسة في أذن كل مسلم وداعية ومعلم ومربي الناس الخير ليجيب كل واحد عن هذا السؤال, أين نحن من هذه الصفة الحميدة التي لا تأتي إلا بالخير! فما تخلق بها أحد إلا جملته، وما اعتزل عنها أحد إلا شانته، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الرفق الذي هو جزء من الإحسان فقال: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإحسان التقوى صلى الله علیه وسلم قوله تعالى
إقرأ أيضاً:
ما هي أحب الأعمال إلى الله؟.. «أوصى بها النبي الكريم»
التقرب إلى الله بالعمل الصالح والقلب الصادق من أحب الأعمال إلى الله تعالى، خاصة حال المداومة عليها لتصبح ركنا أساسيا في حياة الإنسان، فهناك عبادات تعد من أحب الأعمال إلى الله، فما هي أفضل العبادات التي يجب على المسلم القيام بها للتقرب من الله عز وجل ويثاب عليها.
أحب الأعمال إلى اللهوحول أحب الأعمال إلى الله تعالى، أوضح الشيخ رمضان عبدالمعز الداعية الإسلامي، من خلال حديثه في برنامج لعلهم يفقهون الذي يذاع على قناة «دي إم سي»، أفضل الأعمال المستحبة عند الله والمقربة له، قائلا إنّ أول عبادة فرضت على المسلم هي الصلاة، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة لقول النبي صلى الله عليه وسلم «أولُ ما يحاسبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ، فإنْ صَلَحَتْ صَلَحَ سائِرُ عَمَلِه، وإنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سائِرُ عَمَلِه»، وعندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إلى الله قال الصلاة على وقتها.
وتابع أنّ الله تعالى أوجب الصلاة على جميع الأنبياء مستشهدا لما جاء في كتابه الكريم «وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ» وقول النبي صلى الله عليه «وجُعِلَت قُرَّةُ عَيني في الصَّلاةِ».
قصة وفاة ولد الرسولوتحدّث رمضان عبدالمعز عن قصة إبراهيم ولد الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما توفي تزامن في هذا الوقت ظاهرة الكسوف والخسوف، فربط الصحابه ظاهرة الكسوف بوفاة ابن الرسول صلى الله عليه وسلم، فجاء النبي وقال «إنَّ الشمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ يُخوِّفُ اللهُ بهما عبادَه وإنَّهُما لا ينكسفانِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه» ولذلك افزعوا إلى الصلاة.
وأضاف الشيخ رمضان أنّ الصلاة سميت لذلك لصلتها بين الإنسان وربه فمن أراد أن يكلم الله فليصلي.
الآيات التي ذكرت لسبب الصلاةوعن آيات الاستبشار التي ذكرت في القرآن الكريم وكان سببها الصلاة، أجاب الشيخ رمضان عبد المعز عن سبب وجود الصلاة في حياة المسلم مستشهدا بما ذكر في سورة آل عمران لقوله تعالى: «قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ» فعندما كان قائما للصلاة نادته الملائكة للاستبشار «فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ»، وعن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال «كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا حزَبَه أمْرٌ، فَزِعَ إلى الصَّلاةِ».