الثورة نت:
2025-04-10@05:48:42 GMT

تآكل تمثال الحرية!

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

 

 

سيكون من الغباء أن تتعامل أمريكا مع حدث الثورة الطلابية كأمر عارض، خصوصا وأن مظاهر الحدث تعددت، فلم يقتصر على الطلاب، لكنه شمل الدكاترة الأكاديميين، ولم يتوقف عند جامعة النخبة وقادة مستقبل أمريكا (كولومبيا) لكنه زحف إلى جامعات وولايات أخرى.
قبل ذلك كانت حالة الرفض الصريح للسياسة الأمريكية تجاه الإجرام الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، حاضرة بقوة في الشوارع وساحات البيت الأبيض ومقرات بعض القادة، كما وفي عديد من المؤسسات السياسية والتشريعية، ولم يقف الرفض عند مستوى التعبير ولكنه ذهب إلى حد الاستقالات، كما حدث في خارجية البيت الأبيض الذي بلغ عدد المستقيلين لهذا السبب، ثلاثة من كبار موظفيه، وكذا استقالة رئيستي جامعة هارفرد وجامعة بنسلفانيا من منصبيهما.


لذلك جاء رد فعل السلطات الأمريكية بذلك الشكل العنيف غير المبرر ليكشف عن مستوى الانفصام الذي تعيشه الإدارة الأمريكية وساستها الذين يدوسون على كل ثوابتهم حد قتل أبنائهم إن استدعى الأمر ذلك عندما يمس الأمر بالكيان الصهيوني، فيما نزل البعض من كبار القادة الأمريكان إلى مستوى فعل البلاطجة فذهب يفرد عضلاته على الطلاب يهدد ويتوعد بالويل والثبور إن هم لم يعودوا عن مطالبهم بقطع الاستثمار مع الكيان، كما حدث مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون الذي يُعرف بأنه «دمية بيد الديمقراطيين» رغم أنه جمهوري، ومجموعة من النواب، إذ نزل إلى طلاب جامعة كولومبيا وتوعدهم بتعبئة الحرس الوطني ضدهم، في تحلل مثير يُسقط بالهالة الأمريكية إلى مستوى الحضيض أن تستقوي على مواطنيها من الشباب بهذا الشكل غير الأخلاقي، ثم كان طبيعيا أن يبصق طلاب الجامعة في وجهه قائلين: أنت شخص مقزز.
وكذب جونسون حين ادعى بأنه جاء إلى الجامعة لأن هناك طلاباً يهوداً يتعرضون لمضايقة ممن اعتبرهم معادين للسامية، إذ أن بعض هؤلاء الطلاب كانوا يهوداً، إضافة إلى أن بعض النوادي الطلابية المنظمة لهذه الاحتجاجات تتبع ناشطين يهوداً من أجل السلام.
الاحتجاجات الطلابية المناهضة لهذا التواطؤ مع العدو الصهيوني شهدته عدد من الولايات الأمريكية، من لوس أنجلوس إلى نيويورك، مرورا بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، وفي عدد من الجامعات المرموقة عالميا مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن، هذا إلى جانب جامعة «إيمرسون كولدج» في بوسطن، وجامعة تكساس الواقعة في مدينة أوستن،  وجامعة إيموري في أتلانتا جنوب الولايات المتحدة، على هذا النحو الملفت، تمددت الاحتجاجات التي تفجرت بفعل تلك المشاهد المأساوية القادمة من غزة لقتل وتشريد وتجويع الأطفال والنساء وكبار السن، وتلك المشاهد التي كشفت عن مقابر جماعية لجثث مئات الفلسطينيين تم دفن بعضهم أحياء.
الواضح جدا أن هناك شيئاً ما يتأسس لحقبة عالمية جديدة، عندما يجرف تيار التغيير الأنظمة المتصهينة أو المرتبطة بالصهاينة، فإلى جانب ما تشهده الجامعات الأمريكية، هل نما إلى مسامع الإدارة الأمريكية حديث البروفيسور ديفيد بالومبو ليو، أستاذ الأدب المقارن في جامعة ستانفورد الذي أوضح أن الشباب الأمريكيين يرون أن الدفاع عن فلسطين «اختبار أخلاقي حقيقي للعالم»، وهو ما كانت تنظر إليه أيضا الفيلسوفة والكاتبة والناشطة الحقوقية الأمريكية أنجيلا ديفيس؟ وهل بلغ الإدارة الأمريكية نبأ الناشط الأمريكي تيغي باري الذي أشهر إسلامه أثناء انضمامه لأسطول الحرية؟ وهل سمعت ما كانت تردده المظاهرات في شوارع ولاياتها، من شعارات مثل «فلسطين حرة» و”أوقفوا المجزرة”، “حرروا فلسطين”، “أوقفوا الاحتلال” و”أوقفوا إطلاق النار الآن”؟.
هذا الإصرار العجيب من الإدارة الأمريكية على حماية الكيان الصهيوني ومحاولة ترسيخ الوضعية الاستثنائية لهذا الكيان في السياسة الأمريكية لدى الأمريكيين، لا يبدو أنه ينجح مع هذه الأصوات الحرة وأصوات جيل الشباب الذي لم يتشبع بعد بثقافة الكراهية والعنصرية، لذلك فإن ما حدث وإن نجحت آلة القمع الأمريكية كتمها، أشعلت كما يبدو فتيلا لمرحلة أمريكية جديدة تتخلق فيه بشكل مختلف، وقد غادرت مربع الاستعلاء والغطرسة، واستغلت فيها إمكانياتها الهائلة لصالح نشر السلام والانتصار للمظلومين والتوقف عن الاعتماد على ثروات الشعوب المستضعفة، وسيتعزز لهيب الفتيل مع انتقال موجة الرفض إلى دول أوروبا، التي شهدت بعض أبرز جامعاتها احتجاجات مماثلة، فأقام طلاب جامعة «السوربون» في فرنسا، مخيمات التضامن  دعماً لغزة، كما شهدت كلية «ساينس بو» للعلوم السياسية، احتجاجات معارضة للحرب على غزة، وفي أستراليا، أقام طلاب جامعة «سيدني» مخيمات مؤيدة لفلسطين، فيما نصب طلاب جامعة ملبورن، خياماً في الحديقة الجنوبية للحرم الجامعي الرئيسي، أما في إيطاليا، فنظم طلاب من جامعة سابينزا، مظاهرات واعتصامات وإضرابات عن الطعام يومي 17 و18 أبريل الجاري، وشواهد أخرى، ودائما كان تعامل الأمن عنيفا مع هذا الحق في التعبير عن رفض انتهاك الإنسانية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

واشنطن تواصل إلغاء تأشيرات طلاب متضامنين مع فلسطين.. وصلت إلى 500 تأشيرة

تواصل السلطات الأمريكية، إلغاء تأشيرات طلاب وخريجين ممن شاركوا في مظاهرات وفعاليات تضامنية مع فلسطين، شهدتها الجامعات بأنحاء الولايات المتحدة تنديدا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

وأبلغت "منظمة نافسا"- وهي شبكة من الجامعات والأفراد العاملين في مجال التعليم والتبادل الدولي- صحيفة "الفاينشال تايمز"، الثلاثاء، أنها رصدت 500 حالة إلغاء تأشيرات من خلال جمع تقارير من مؤسسات التعليم العالي في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

في السياق، قالت الرئيسة التنفيذية لـ"نافسا" فانتا أو: "هذه مسألة غير مسبوقة على العديد من المستويات. إنها في مستوى غير مسبوق، وهي مثيرة للقلق للغاية نظراً لوجود غموض يُثير القلق".


وازداد زخم إلغاء تأشيرات الطلاب والخريجين في أعقاب الأمر التنفيذي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية شهر كانون الثاني/ يناير، والذي يمكّن السلطات من إعداد تقارير عن الطلاب الأجانب "الذين يشاركون في أنشطة معادية للسامية" واتخاذ خطوات "إذا لزم الأمر" لترحيلهم.

وبحسب وسائل إعلام أمريكية، ألغت السلطات الأمريكية تأشيرات مئات الطلاب الذين يدرسون في أبرز الجامعات الأمريكية أو ممن أنهى تعليمه مؤخرا.

وأكد رئيس جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس خوليو فرنك، في بيان له، الاثنين، أن تأشيرات 6 طلاب حاليين و6 خريجين تم إلغاؤها.

كما أعلنت جامعة كاليفورنيا أن 6 من طلابها تأثروا بالأمر التنفيذي، في حين ذكرت جامعة ستانفورد أن القرار طال 4 طلاب و2 من خريجيها أيضًا.

وأفادت وسائل الإعلام بإلغاء تأشيرات 4 طلاب دوليين يدرسون في جامعة كولومبيا، التي قادت مظاهرات الجامعات الداعمة للشعب الفلسطيني في الولايات المتحدة.

وكان الرئيس الأمريكي وقع في 30 كانون الثاني/ يناير أمرا تنفيذيا يتعلق بـ"مكافحة معاداة السامية"، يفتح الباب أمام ترحيل الطلاب الذين يدعمون فلسطين في الولايات المتحدة ويشاركون في احتجاجات مختلفة في هذا الإطار.

كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في 27 آذار/ مارس إلغاء تأشيرات ما لا يقل عن 300 طالب أجنبي، زاعماً أنهم "يدعمون حركة حماس".

يذكر أن آلاف الطلاب في عدة جامعات أمريكية نظموا مظاهرات سلمية لعدة أشهر عام 2024 تستهدف "إسرائيل" والإدارة الأمريكية التي قدمت لها الدعم غير المشروط، مع استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في غزة.

وفي 25 آذار/ مارس الماضي، اعتقلت السلطات الأمريكية طالبة الدكتوراه التركية رميساء أوزتورك، في ولاية فيرمونت.

يذكر أنه في 9 آذار/ مارس المنصرم، اعتقلت السلطات الأمريكية الناشط الفلسطيني محمود خليل، الذي قاد احتجاجات تضامنية بجامعة كولومبيا العام الماضي، تنديدا بالإبادة الجماعية في غزة.



كما كان الباحث الهندي في جامعة جورج تاون، بدر خان سوري، مطلوبا للترحيل بزعم نشر "دعاية حماس ومعاداة السامية"، لكن القاضية الأمريكية باتريشيا توليفر جايلز أوقفت القرار.

وانتشرت الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والتي بدأت في جامعة كولومبيا إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب "إسرائيل"، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تواصل إلغاء تأشيرات طلاب متضامنين مع فلسطين.. وصلت إلى 500 تأشيرة
  • نحو ألفي طالب يتقدمون لامتحان العمارة الموحد
  • جامعة سمنود التكنولوجية تُشارك في المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي
  • احتجاجات طلابية تعلق الدراسة بشكل كامل في جامعة عدن
  • السلطات الأمريكية تواصل إلغاء تأشيرات طلاب متضامنين مع فلسطين
  • متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل يستقبل زيارة طلاب الآداب قسم الآثار جامعة المنصورة
  • طلاب وطالبات جامعة حضرموت ينفذون وقفات احتجاجية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني
  • لجنة متخصصة من وزارة الداخلية تجري مقابلات في مقر قيادة شرطة السويداء
  • استمرار إلغاء تأشيرات طلاب متضامنين مع فلسطين بأميركا
  • الولايات المتحدة تواصل إلغاء تأشيرات طلاب متضامنين مع فلسطين