عفوا شوقي، ما كنا نؤمن به ونجده أمرا لا خلاف عليه مطلقا صار مجرد وجهة نظر قديمة عفا عليها الزمن، لأننا نعيش في زمن جب ما قبله، فتغيرت فيه المفاهيم وتبدلت فيه القيم، أصبحت المبادئ المسلم بها سابقا مجرد فرضيات يسهل التخلي عنها، هذا أقل ما يقال عما يحدث في زمن يملي الطلاب على معلميهم ما يناسبهم وما لا يناسبهم، ما ينبغي أن يدرس وما لا ينبغي تدريسه، ما يصح دخوله في الاختبار وما لا يصح، وحتى التقييم الذي هو من صلب اختصاص المعلم صار محط نقاش وخلاف ومفاوضات مضنية أو كما نعبر عنه (وجع قلب واستنزاف أعصاب ومصدر لصداع مزمن).
وإن كان المعلم يحترم ذاته وعلمه وخبرته الطويلة ويتمسك بصلاحياته وما يراه صحيحا، فهذا يجر عليه تبعات يحددها الطلاب كل بحسب إمكاناته وقدراته !!!…أمر مبك مضحك- يا شوقي- لو كنت موجودا بيننا لطلبت منك بإلحاح أن تحذف هذه القصيدة برمتها وأن تكتب بدلها ما يكشف واقع المعلم المؤلم الذي لا نجد له وصفا سوى أنه مزر .. يصدق عليه القول : إن المعلم كائن مقهورا .. يصبح ويمسي في الورى مذلولا.
فلا يكفيه سوء ظروفه الحياتية وترديها وإهمال حقوقه، وهوانه على الناس بل فوق ذلك يتجرع استخفاف طلابه به، وإملاءاتهم الجوفاء وكأنه أجير لديهم يؤمر وينهى وفق أهوائهم !!،
لله يا شوقي كم هيجت قصيدتك أشجاني ووددت أن أحذفها من كل مكان أجدها فيه، هل تعلم – يا شوقي – لو كنت أعلم ما سيؤول إليه وضع المعلم لكنت فضلت أي عمل آخر يحفظ لي كرامتي ومكانتي ويوفر لي ما أحتاجه دون ذلك العناء المضاعف الذي أبذله ليفهم بعض أصحاب العقول الضيقة والآفاق المحدودة، الذين لا يرون في العلم، بعظمته وجلاله وجماله، سوى جسر للوصول إلى درجات وشهادات ومناصب، ورؤوسهم فارغة ومداركهم محدودة .
رحمة الله تغشى مكانة المعلم، ولتذهب كل أمة وأدتها إلى جحيم الجهل والتخلف.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خبير: مقترح إعفاء مجموعات البكالوريا من الضرائب يحسن دخل المعلم
أكدت جمعية خبراء الضرائب المصرية أنها تؤيد مقترح محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم بإعفاء مجموعات التقوية في نظام البكالوريا من الضرائب، من أجل تحسين الأوضاع المالية للمعلمين، وتصحيح مسار العملية التعليمية ومحاربة الدروس الخصوصية.
الدروس الخصوصية تستنزف 247 مليار جنيه سنوياوقال المحاسب الضريبي أشرف عبد الغني، مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، إن نظام البكالوريا الجديد يهدف إلى القضاء على الدروس الخصوصية التي تستنزف 247 مليار جنيه سنويا من جيوب الأسر المصرية، وفقا لتقديرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وأوضح «عبدالغني»، أن وزير التعليم يطرح مجموعات التقوية بالمدارس كبديل للسناتر والمراكز التعليمية، مع تخصيص 80% من عوائد هذه المجموعات للمعلمين في حين أن السناتر تستقطع من 30 إلى 40% من العائد لصالحها.
وأوضح أن انتشار الدروس الخصوصية والسناتر التعليمية بهذا الشكل السرطاني يرجع إلى 3 أسباب رئيسية، هي الكثافة العالية داخل الفصول والتي تحد من التواصل بين المدرسين والتلاميذ، إضافة إلى قلة عدد المعلمين حيث يخرج 30 ألف معلم سنويا إلى التقاعد ولايتم تعويضهم بشكل كامل، وكذلك ضعف رواتب المعلمين ما يدفعهم للجوء إلى الدروس الخصوصية.
الدولة تسعى لمحاربة السناتر والمراكز التعليميةوأشار مؤسس الجمعية إلى أن الدروس الخصوصية تؤثر على تكافؤ الفرص وعدالة التعليم، حيث يتمكن أبناء الأثرياء من الحصول على دروس خصوصية بجودة عالية وذلك يتيح لهم فرص أكبر في التعليم الجامعي، وهو ما لا يتوفر لأبناء الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل.
وقال إن الدولة تسعى لمحاربة السناتر والمراكز التعليمية، خاصة أنها تعمل خارج المنظومة الرسمية ولا تسدد ضرائب، وقامت مصلحة الضرائب منذ 3 أعوام بمحاولة إلزام السناتر التعليمية بفتح ملفات ضريبية لكن التجربة فشلت، لأن مصلحة الضرائب قالت في بيان رسمي إن فتح الملف الضريبي لا يعد مستندا لتقنين أوضاع مراكز الدروس الخصوصية.
وأكد مؤسس جمعية خبراء الضرائب المصرية، أن مكافحة الدروس الخصوصية يتطلب تحسين جودة التعليم، من خلال زيادة أعداد المعلمين وتحسين رواتبهم والحد من الكثافة في الفصول إلى جانب إعفاء مجموعات التقوية من الضرائب.