يمانيون – متابعات
يتخوف الفلسطينيون في قطاع غزة والكثير من المراقبين الدوليين من مخاطر خطة أمريكية تجرى حالياً في بحر غزة لإيصال المساعدات إلى القطاع، من مرفأ عائم، من أن تسعى أمريكا شريكة كيان العدو الصهيوني في العدوان إلى تهجيرهم عبر المرفأ وإيصال العتاد والسلاح للكيان الغاصب.

وفي الوقت الذي يجرى العمل لتنفيذ العملية على قدم وساق بمشاركة أكثر من 1000 جندي أمريكي في هذه العملية تلمح واشنطن الى أنه لن يكون هناك “جنود على الأرض”، بينما تؤكد الكثير من المنظمات الإغاثية أن زيادة الشحنات التي تصل برا لا تزال هي الخيار العملي الوحيد لتلبية احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة.

وفي هذا السياق يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية الدكتور حسن أيوب أن القرار الأمريكي جاء متأخراً جداً، وأنه لن يغير معادلة حرب التجويع التي يشنها العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة.

وقال إن القرار يسلم بالشروط الصهيونية التي تقوم على تحكمها مباشرة أو من خلال حلفائها بما يمكن أن يدخل إلى غزة من مواد إغاثية وطبية وغيرها.. مضيفاً: إن “هذه الخطوة تأتي بالتنسيق مع “إسرائيل”، ومشروطة بعدم السماح لأي جهة فلسطينية رسمية بالإشراف على توزيع المساعدات، واستبدال تشكيلات مخترعة من “إسرائيل” بها”.

بدوره اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة في تصريح صحفي، إعلان بايدن بأنه يُعَدّ خطاباً انتخابياً موجَّهاً إلى شرائح من الشعب الأمريكي الغاضبة من أداء إدارته المتورطة في جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، عبر إمدادها لجيش العدو الصهيوني بالسلاح والغطاء السياسي.

وأضاف الحيلة: إن موقف بايدن محاولة لكسب ودّ تلك الشرائح مثل فئة الشباب، والتقدميين الليبراليين، والأقليات المسلمة والعربية، قُبيل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم.

وتقول تقارير إعلامية غربية: “إن أية خطة أمريكية لإيصال المساعدات إلى غزة، من مرفأ عائم في البحر، ستواجه تحديات أمنية جمّة، على رأسها التعرّض لنيران معادية، فضلا عن تجمهُر حشود من المدنيين اليائسين على الساحل”.

ويتُوقع أن يشارك أكثر من ألف جندي أمريكي في هذه العملية، فيما لن يكون هناك “جنود على الأرض”، وفقاً لوزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون).

وبحسب التقارير فإنه للمساعدة في إنجاز هذه المهمة، دخلت الولايات المتحدة في شراكة مع شركة خاصة لا تحظى بشهرة واسعة تُدعى “فوغبو” ويديرها مسؤولون سابقون في الجيش والمخابرات الأمريكية إذ تستهدف هذه العملية إيصال مليونَي وجبة غذائية يوميا إلى قطاع غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من مجاعة “شبه مؤكدة”.

ووفقاً للبنتاغون، تشتمل الخطة على مكونين أساسيين يتعين تجميعهما معا: مَرسى ضخم عائم مصنوع من قِطع فولاذية وطريق ممهّد من حارتين بطول 548 مترا (1,800 قدما) ورصيف، ويتكون الطريق الممهّد من قِطع فولاذية كلّ منها بطول 12 مترا (40 قدما) متصلة معا لغاية الساحل.

وستصل سفن الشحن محمّلة بمواد المساعدات إلى المرسى، ثم يجري تفريغ الحمولات في مجموعة من المراكب والسفن الصغيرة –المعروفة باسم سفن الدعم اللوجستي- قبل أن تؤخذ هذه إلى رصيف الميناء على الساحل.

ومن على الرصيف، ستتولى الشاحنات مهمة نقل مواد المساعدات إلى اليابسة ومن ثم إلى داخل قطاع غزة.

وسيصل الطريق الممهّد بين المرسى الضخم العائم في البحر وبين الساحل، بحيث لا تضطر الولايات المتحدة إلى نشر قوات على الأرض في غزة.. وتدعم الولايات المتحدة الكيان الصهيوني وتمدها بالمال والسلاح والغطاء السياسي ليرتكب الكيان أبشع المجازر والإبادة الجماعية في قطاع غزة المحاصر.

ويُعرف هذا المشروع الإنشائي البرمائي رسمياً باسم “اللوجستيات المشتركة على الساحل”، وسبق أن استخدم الجيش الأمريكي مشروعا شبيها له في كل من الكويت وهايتي وأمريكا الوسطى في مهام إغاثية.

وكانت نُسخ مبكرة شبيهة بهذا المشروع قد استُخدمت في الحرب العالمية الثانية بعد غزو نورماندي في يوم الإنزال (السادس من يونيو 1944).

وفي يوليو من العام الماضي، استخدمت وزارة الحرب الأمريكية نُسخة شبيهة من هذا المشروع خلال مناورات كبيرة في أستراليا.

في السياق ذاته، نقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن الكولونيل المتقاعد من سلاح مشاة البحرية مارك كانسيان وهو خبير في التخطيط للعمليات البرمائية قوله: “يفضّل الجيش، بالطبع، وجود مرفأ عامِل، فهذا يسهّل كل شيء”.. مشيرا الى أن ذلك لا يكون دائما متيسرا، إمّا لوجود صراع أو حتى في أوقات السلم في المهام الإنسانية.

وتقول التقارير إنه سيجري تفريغ الحاويات وسفن الشحن، وستُحمّل المساعدات على شاحنات تنقلها بدورها إلى نقاط توزيع في داخل غزة، وذلك في إطار خطة حظيت بموافقة أمريكا وكيان العدو الصهيوني.

وذكر موقع الـ”بي بي سي” الإلكتروني أن شركة فوغبو لا تزال تتطلع إلى تمويل، وأنها أطْلعت عددا من الحكومات في أوروبا والشرق الأوسط على الخطط، أنه على مدى أطول، تخطط الشركة لإنشاء مؤسسة تديرها جهات مانحة من أجل إدخال المساعدات إلى غزة.

وهنا يتساءل الكثير من المراقبين عن جدوى العملية الأمريكية بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة وما هو الهدف من العملية برمتها التي تحظى بموافقة الشريكين في العدوان على غزة “الأمريكي والصهيوني”؟! وما هو الهدف الخفي من الرصيف والمرفأ البحري؟ وكيف سيتم معالجة الشق الأمني سواء فيما يتعلق باحتمالية التعرّض لنيران معادية في منطقة الصراع الذي لا يزال محتدما، أو فيما يتعلق بحشود المدنيين على شحنات المساعدات؟!.

وإذا كانت العملية تحظى بموافقة الكيان الغاصب فلماذا لا تضغط أمريكا بدخول المساعدات عبر المنافذ البرية؟ ولصالح من تجرى العملية الأمريكية برمتها في بحر غزة ؟!.

السياسية – تقرير :عبدالعزيز الحزي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدو الصهیونی المساعدات إلى ل المساعدات فی قطاع غزة إلى غزة

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ، اليوم الجمعة 14 مارس 2025 ، إن لجنة التكنوقراط المقترحة لإدارة قطاع غزة محل توافق ، مبينا أن الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة تعتبر الأمن مسؤولية السلطة الفلسطينية.

وكشف وزير خارجية مصر خلال مقابلة مع ( الشرق للأخبار) تدريب مجندين جدد لنشرهم وملء الفراغ الأمني في قطاع غزة.

ورأى عبد العاطي أن الموقف الأميركي من غزة يتطور بشكل إيجابي، معتبراً أن تصريحات الرئيس دونالد ترامب بأنه لا حاجة لطرد سكان القطاع من أراضيهم تطور شديد الأهمية، ونحن نقدر أهمية هذا التصريح في هذا التوقيت.

وقال إن وزراء اللجنة السداسية العربية اتفقوا خلال اجتماعهم «البنَّاء والمهم» مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في الدوحة، الأربعاء الماضي، على أن تكون الخطة العربية الإسلامية «هي الأساس لإعادة الإعمار، وهذه تطورات محمودة وإيجابية».

من يدير غزة؟

وشدد الوزير المصري على أن الخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار «متكاملة في الجانب الفني منها، تجيب على الأسئلة المطروحة في ما يتعلق بعملية إعادة الإعمار، وتتضمن أطراً زمنية ومراحل محددة».

ورداً على سؤال عن مستقبل حركة « حماس » وسلاحها، قال: «غير صحيح أن الخطة التي اعتمدت عربياً وإسلامياً لم تتطرق إلى قضايا الحوكمة وقضايا الأمن. كان مطلوباً أن نعالج هذه المسألة، وبالتأكيد لا يمكن تنفيذ الخطة على أرض الواقع من دون توافر ظروف محددة أهمها استدامة وقف إطلاق النار، وهذه مسألة شديدة الأهمية».

وأضاف أن «المسألة الثانية هي من سيدير القطاع، والمسألة الثالثة كيفية ملء الفراغ الأمني في القطاع، وهاتان المسألتان تم التطرق إليهما بشكل عام في التقرير المرفق بالخطة، والإجابة كانت واضحة: فيما يتعلق بالحوكمة، نحن نتحدث عن لجنة خاصة بإدارة قطاع غزة تتكون من 15 شخصاً من الشخصيات الفلسطينية من سكان القطاع من التكنوقراط ممن لا علاقة لهم بأي من الفصائل الفلسطينية، وهذا أمر شديد الوضوح. هذه اللجنة ستتولى إدارة القطاع لفترة زمنية محددة».

ورفض الدخول في تفاصيل الأسماء المرشحة لتكون ضمن هذه الشخصيات. لكنه أكد أن هذه اللجنة «ستتولى إدارة شؤون القطاع لمدة 6 أشهر فقط... وهي محل توافق من الفصائل الفلسطينية» رغم أنها «غير فصائلية».

وأوضح أن «ما نريد أن نركز عليه أن هناك فترة انتقالية ستتولى هذه اللجنة فيها مهامها، وبالتزامن يتم نشر السلطة الفلسطينية لتتولى مهام الإدارة والحكم».

وفيما يتعلق بقضية الأمن، قال: «تحدثنا عنها بشكل واضح، هناك عناصر شرطة فلسطينية موجودة داخل قطاع غزة وتتبع السلطة الفلسطينية وتتقاضى رواتبها من السلطة، كل ما علينا هو إعادة تدريب هذه القوات الموجودة بالفعل في غزة لتتولى قضية الأمن والاستقرار وإنفاذ القانون. وهناك مجموعة من الأسماء التي وردت إلينا وتمت مراجعتها أمنياً وسيتم البدء في تدريبها وهم مجندون جدد، ليتم نشرهم داخل القطاع لملء الفراغ الأمني».

ولفت إلى أن «الأصل هو انتشار السلطة في قطاع غزة تأكيداً للارتباط الموضوعي بين الضفة الغربية والقطاع، باعتبار أنهما الإقليم المستقبلي للدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها».

وفي ما يخص انتشار قوة دولية في قطاع غزة والضفة الغربية، حسبما ورد في نص الخطة، أشار عبد العاطي إلى أن هدف الاقتراح «التأكيد على الترابط بين الضفة والقطاع... ضمن الخطوات الملموسة المتخذة على صعيد إقامة الدولة الفلسطينية».

مؤتمر دولي لغزة في أبريل

وكشف تفاصيل اعتزام القاهرة تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والبنك الدولي، في نهاية أبريل (نيسان) المقبل.

وقال: «نتشاور مع الأطراف التي ستكون مستضيفة للمؤتمر، إضافة إلى الجانب المصري، لأنه لن يكون مؤتمراً مصرياً، بل سيكون مؤتمراً دولياً... لدينا أطراف دولية في مقدمتها الأمم المتحدة، وننسق بشكل مباشر مع مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، ولدينا البنك الدولي، وأطراف إقليمية وأخرى أوروبية مثل الاتحاد الأوروبي والنرويج، وهناك اتصالات مع أطراف مانحة أخرى كاليابان ودول أوروبية ودول غربية ودول عربية، ونتحدث مع الجميع، والآن التركيز منصب على الجوانب الموضوعية والجوانب الإجرائية».

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الأغذية العالمي : لم نتمكن من نقل أي إمدادات غذائية لغزة منذ 2 مارس نابلس - استشهاد عمر اشتية في بلدة سالم حماس تُعلن توجه وفدها المفاوض إلى القاهرة الأكثر قراءة شاهد: جماعة الحوثي تمهل إسرائيل 4 أيام لإدخال المساعدات إلى غزة رابط تسجيل أضرار النقل والمواصلات في غزة بالصور: داخلية غزة تعلن توقيف 23 تاجرا وبائعا تلاعبوا بالأسعار القيادة بإسرائيل توجه الجيش للاستعداد لاستئناف الحرب على غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • واشنطن ترد على خطة مصر لإعمار غزة نهاية مارس.. وتشدد على إبعاد حماس
  • وزير الخارجية يوجه رسائل دولية بشأن استئناف حظر الملاحة ضد العدو الصهيوني
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من مخاطر إطالة أمد الإبادة والتهجير في قطاع غزة
  • وزير الخارجية في رسائل للمجتمع الدولي: استئناف حظر الملاحة البحرية موجه للكيان الصهيوني فقط
  • شهيد فلسطيني بقصف العدو الصهيوني وسط قطاع غزة
  • فلسطين: تحذير من مخاطر إطالة أمد الإبادة والتهجير ضد قطاع غزة
  • ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 48,543 شهيدا
  • من (وعي) المحاضرة الرمضانية العاشرة للسيد القائد 1446هـ
  • سوريا.. توسع العدو الصهيوني في الجنوب يترافق مع تمدد رقعة مذابح التكفيريين في الساحل
  • وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة