مخاوف من مخاطر الخطة الأمريكية لإيصال المساعدات إلى غزة عبر البحر
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يتخوف الفلسطينيون في قطاع غزة والكثير من المراقبين الدوليين من مخاطر خطة أمريكية تجرى حالياً في بحر غزة لإيصال المساعدات إلى القطاع، من مرفأ عائم، من أن تسعى أمريكا شريكة كيان العدو الصهيوني في العدوان إلى تهجيرهم عبر المرفأ وإيصال العتاد والسلاح للكيان الغاصب.
وفي الوقت الذي يجرى العمل لتنفيذ العملية على قدم وساق بمشاركة أكثر من 1000 جندي أمريكي في هذه العملية تلمح واشنطن الى أنه لن يكون هناك “جنود على الأرض”، بينما تؤكد الكثير من المنظمات الإغاثية أن زيادة الشحنات التي تصل برا لا تزال هي الخيار العملي الوحيد لتلبية احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي هذا السياق يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية الدكتور حسن أيوب أن القرار الأمريكي جاء متأخراً جداً، وأنه لن يغير معادلة حرب التجويع التي يشنها العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة.
وقال إن القرار يسلم بالشروط الصهيونية التي تقوم على تحكمها مباشرة أو من خلال حلفائها بما يمكن أن يدخل إلى غزة من مواد إغاثية وطبية وغيرها.. مضيفاً: إن “هذه الخطوة تأتي بالتنسيق مع “إسرائيل”، ومشروطة بعدم السماح لأي جهة فلسطينية رسمية بالإشراف على توزيع المساعدات، واستبدال تشكيلات مخترعة من “إسرائيل” بها”.
بدوره اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة في تصريح صحفي، إعلان بايدن بأنه يُعَدّ خطاباً انتخابياً موجَّهاً إلى شرائح من الشعب الأمريكي الغاضبة من أداء إدارته المتورطة في جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، عبر إمدادها لجيش العدو الصهيوني بالسلاح والغطاء السياسي.
وأضاف الحيلة: إن موقف بايدن محاولة لكسب ودّ تلك الشرائح مثل فئة الشباب، والتقدميين الليبراليين، والأقليات المسلمة والعربية، قُبيل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم.
وتقول تقارير إعلامية غربية: “إن أية خطة أمريكية لإيصال المساعدات إلى غزة، من مرفأ عائم في البحر، ستواجه تحديات أمنية جمّة، على رأسها التعرّض لنيران معادية، فضلا عن تجمهُر حشود من المدنيين اليائسين على الساحل”.
ويتُوقع أن يشارك أكثر من ألف جندي أمريكي في هذه العملية، فيما لن يكون هناك “جنود على الأرض”، وفقاً لوزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون).
وبحسب التقارير فإنه للمساعدة في إنجاز هذه المهمة، دخلت الولايات المتحدة في شراكة مع شركة خاصة لا تحظى بشهرة واسعة تُدعى “فوغبو” ويديرها مسؤولون سابقون في الجيش والمخابرات الأمريكية إذ تستهدف هذه العملية إيصال مليونَي وجبة غذائية يوميا إلى قطاع غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من مجاعة “شبه مؤكدة”.
ووفقاً للبنتاغون، تشتمل الخطة على مكونين أساسيين يتعين تجميعهما معا: مَرسى ضخم عائم مصنوع من قِطع فولاذية وطريق ممهّد من حارتين بطول 548 مترا (1,800 قدما) ورصيف، ويتكون الطريق الممهّد من قِطع فولاذية كلّ منها بطول 12 مترا (40 قدما) متصلة معا لغاية الساحل.
وستصل سفن الشحن محمّلة بمواد المساعدات إلى المرسى، ثم يجري تفريغ الحمولات في مجموعة من المراكب والسفن الصغيرة –المعروفة باسم سفن الدعم اللوجستي- قبل أن تؤخذ هذه إلى رصيف الميناء على الساحل.
ومن على الرصيف، ستتولى الشاحنات مهمة نقل مواد المساعدات إلى اليابسة ومن ثم إلى داخل قطاع غزة.
وسيصل الطريق الممهّد بين المرسى الضخم العائم في البحر وبين الساحل، بحيث لا تضطر الولايات المتحدة إلى نشر قوات على الأرض في غزة.. وتدعم الولايات المتحدة الكيان الصهيوني وتمدها بالمال والسلاح والغطاء السياسي ليرتكب الكيان أبشع المجازر والإبادة الجماعية في قطاع غزة المحاصر.
ويُعرف هذا المشروع الإنشائي البرمائي رسمياً باسم “اللوجستيات المشتركة على الساحل”، وسبق أن استخدم الجيش الأمريكي مشروعا شبيها له في كل من الكويت وهايتي وأمريكا الوسطى في مهام إغاثية.
وكانت نُسخ مبكرة شبيهة بهذا المشروع قد استُخدمت في الحرب العالمية الثانية بعد غزو نورماندي في يوم الإنزال (السادس من يونيو 1944).
وفي يوليو من العام الماضي، استخدمت وزارة الحرب الأمريكية نُسخة شبيهة من هذا المشروع خلال مناورات كبيرة في أستراليا.
في السياق ذاته، نقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن الكولونيل المتقاعد من سلاح مشاة البحرية مارك كانسيان وهو خبير في التخطيط للعمليات البرمائية قوله: “يفضّل الجيش، بالطبع، وجود مرفأ عامِل، فهذا يسهّل كل شيء”.. مشيرا الى أن ذلك لا يكون دائما متيسرا، إمّا لوجود صراع أو حتى في أوقات السلم في المهام الإنسانية.
وتقول التقارير إنه سيجري تفريغ الحاويات وسفن الشحن، وستُحمّل المساعدات على شاحنات تنقلها بدورها إلى نقاط توزيع في داخل غزة، وذلك في إطار خطة حظيت بموافقة أمريكا وكيان العدو الصهيوني.
وذكر موقع الـ”بي بي سي” الإلكتروني أن شركة فوغبو لا تزال تتطلع إلى تمويل، وأنها أطْلعت عددا من الحكومات في أوروبا والشرق الأوسط على الخطط، أنه على مدى أطول، تخطط الشركة لإنشاء مؤسسة تديرها جهات مانحة من أجل إدخال المساعدات إلى غزة.
وهنا يتساءل الكثير من المراقبين عن جدوى العملية الأمريكية بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة وما هو الهدف من العملية برمتها التي تحظى بموافقة الشريكين في العدوان على غزة “الأمريكي والصهيوني”؟! وما هو الهدف الخفي من الرصيف والمرفأ البحري؟ وكيف سيتم معالجة الشق الأمني سواء فيما يتعلق باحتمالية التعرّض لنيران معادية في منطقة الصراع الذي لا يزال محتدما، أو فيما يتعلق بحشود المدنيين على شحنات المساعدات؟!.
وإذا كانت العملية تحظى بموافقة الكيان الغاصب فلماذا لا تضغط أمريكا بدخول المساعدات عبر المنافذ البرية؟ ولصالح من تجرى العملية الأمريكية برمتها في بحر غزة ؟!.
السياسية – تقرير :عبدالعزيز الحزي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الصهیونی المساعدات إلى ل المساعدات فی قطاع غزة إلى غزة
إقرأ أيضاً:
“تنتهك مبدأ الصين الواحدة”.. الصين تدين المساعدات العسكرية الأمريكية
”
الثورة نت/..
أعربت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، عن استيائها من المساعدات العسكرية الأمريكية المستمرة لتايوان وقدمت احتجاجا صارما لواشنطن.
وأكدت أن تلك المساعدات تنتهك بشكل خطير مبدأ “الصين الواحدة” وسيادتها ومصالحها الأمنية.
ونشرت وزارة الخارجية الصينية بيانا لها، فجر اليوم الأحد، قالت فيها: “وافقت الولايات المتحدة مرة أخرى على مساعدات عسكرية ومبيعات الأسلحة لمنطقة تايوان الصينية. وهذا ينتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، وخاصة بيان 17 أغسطس 1982”.
وتابعت الخارجية الصينية في بيانها أن هذا الأمر “يشكل انتهاكا صارخا لالتزام قادة الولايات المتحدة بعدم دعم استقلال تايوان، ويرسل إشارة خاطئة للغاية إلى القوى الانفصالية الساعية إلى استقلال تايوان. وتدين الصين بشدة هذا القرار وتعارضه بشدة، وتقدمت باحتجاجات جدية على الفور إلى الولايات المتحدة”.
ولفت البيان الصيني إلى أن قضية تايوان تؤثر على المصالح الأساسية للصين واصفة إياها بأنها “الخط الأحمر” في العلاقات الصينية الأمريكية الذي لا يمكن تجاوزه.
وكان البيت الأبيض قد أعلن، أول أمس الجمعة، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق على تقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 571 مليون دولار، حيث طلب بايدن من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، تسهيل إرسال مواد وخدمات عسكرية لدعم تايوان.
وكانت وزارة الدفاع التايوانية قد أعلنت وصول أول شحنة من دبابات “أبرامز” أمريكية الصنع، حيث تسلمت الجزيرة 38 دبابة، وذلك لأول مرة منذ 30 عاما، حيث لم تتسلم تايبيه دبابات جديدة من واشنطن منذ عام 1994.
ويشار إلى أن العلاقات الرسمية بين الحكومة المركزية الصينية وجزيرة تايوان انقطعت، في العام 1949، بعد أن انتقلت قوات الكومنتانغ بقيادة تشيانغ كاي شيك، التي هُزمت في الحرب الأهلية مع الحزب الشيوعي الصيني، إلى تايوان.
في وقت تعتبر الصين الجزيرة ذات الحكم الذاتي جزءا لا يتجزأ من أراضيها متوعدة باستعادتها بالقوة إن لزم الأمر، كما أن بكين نرفض أي اتصالات رسمية للدول الأجنبية مع تايبيه، وتعتبر السيادة الصينية على الجزيرة أمرًا لا جدال فيه.