إسطنبول.. انطلاق ملتقى يجمع رجال أعمال مع نخبة شبابية
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
تركيا – انطلق في إسطنبول، امس السبت، ملتقى يجمع رجال أعمال مع شباب متحمسين للتجارة وريادة الأعمال.
البرنامج تنظمه جمعية “يدي هلال (YediHilal)” التركية في إطار مشروعها “مدرسة التجارة”، برعاية إعلامية من وكالة الأناضول.
وبدأ الملتقى في مركز جمعية رجال الأعمال والصناعيين المُستقلين “موصياد”، ويتمحور حول “التصدير” في نسخة العام الحالي، ويختتم أعماله الأحد.
وفي كلمته الافتتاحية، قال رئيس الجمعية، صمد باجاجي، إنهم يعملون على تنشئة جيل شاب مثقف ومؤهل منذ عام 2013.
وأكد حرص الجمعية على تنشئة تجار مسلمين “يراعون الحلال والحرام ويهتمون بالزكاة”.
بدوره أكد رئيس لجنة مدرسة التجارة محمد جبجي على أهمية الشباب وذكر أنهم ينظمون الملتقى من أجلهم.
وشدد على أن الثقة تشكل العمود الفقري للتجارة، وبدونها لا يمكن القيام بأعمال تجارية على الصعيدين المحلي والدولي.
وأوضح أنهم ينظمون ملتقيات مدرسة التجارة منذ عام 2018.
وذكر أنهم التقوا أكثر من ألفي شاب حتى اليوم، 35 منهم أسسوا شركات، عديد منها يقوم بالتصدير ويوفر فرص عمل لكثيرين.
ويتألف المشروع من ثلاث مراحل الأولى على شكل جلسات تحت عناوين الجرأة والصبر والشكر وأخلاق التجارة.
ويقسم القائمون على الملتقى المشاركين الشباب على مجموعات من أجل الاستماع لأفكارهم الاستثمارية.
وسيحصل الفائز بأفضل فكرة استثمارية على مبلغ نقدي.
أما المرحلة الثانية فسيخضع المشاركون فيها لدروس عن بعد لمدة 6 أسابيع، من قبل مستثمرين محترفين بشأن أساسيات الاستثمار والتسويق الرقمي والإدارة المالية والتفكير الإبداعي والتطوير الفكري وغيرها.
وفي المرحلة الثالثة سيتواصل المشروع مع المشاركين الذين تجاوزوا المرحلتين السابقتين بنجاح في إطار توجيهي ولنقل الخبرة إلى المتدربين حتى يتمكنوا من تأسيس أعمالهم الخاصة.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
ملتقى الأزهر: بناء الأسرة على أُسسٍ صحيحةٍ الركيزة الأولى لتماسك المجتمعٍ
عقد الجامع الأزهر، حلقةً جديدة من الملتقى الفقهي «رؤية معاصرة»، تحت عنوان: «الترابط الأسري وبناء المجتمع»، وذلك ضمن اللقاءات الأسبوعية التي تُعقد كل اثنين بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية.
شارك في الملتقى فضيلة الأستاذ الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وفضيلة الأستاذ الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، وأدار اللقاء الإذاعي القدير الأستاذ سعد المطعني، المدير العام السابق بإذاعة القرآن الكريم.
أكد فضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أنّ بناء الأسرة على أُسسٍ متينةٍ وصحيحةٍ هو الركيزة الأولى لبناء مجتمعٍ قويٍ ومتماسك، موضحًا أنّ شريعتنا الإسلامية أولَت الأسرة عناية بالغة منذ بداياتها الأولى، واهتمّت بمقدمات الزواج قبل عقده، فجعلت الخطبة للتعارف، وجعلتها وعدًا غير مُلزِم إذا لم يجد الأطراف القبول تجاه بعضهم أو وجدوا ما يمنعهم من الاستمرار، ومع ذلك لا يصحّ أن يتقدّم للخطبة من لا يحمل النية الجادّة، فبنات الناس لسنَ محلًّا للّهو أو التجربة.
وأضاف فضيلته أنّ الإسلام أحاط الخطبة بتشريعاتٍ دقيقة، تُيسّر للطرفين اتخاذ القرار السليم، فأجاز للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته، وأن يتحدّث معها بغرض التعرّف ومصلحة الزواج، وهي خصوصية لا تتوفّر في غير هذا الإطار، مشيرًا إلى أن الإسلام بهذا يُمهّد لبداية صحيحة تحفظ حقّ كلّ طرف، وتُسهم في تقليل حالات الفشل بعد الزواج.
ونوّه الدكتور شومان إلى توجيه الشرع الحنيف في معايير اختيار الزوجة الصالحة، حيث تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، ثمّ يوجّه النبي ﷺ المسلم بقوله: «فاظفر بذات الدين تربت يداك»، مشيرًا إلى أنّ الدين هو الضمانة الكبرى لاستمرار الحياة الزوجية، ولا مانع من أن تجتمع الصفات الأخرى في المرأة، لكنّ التفريط في الدين وحده هو الذي لا يُقبل، لأنّ ذات الدين وحدها كفيلة بأن تكون زوجة صالحة وأمًّا فاضلة.
أكّد الدكتور مجدي عبد الغفار، الأستاذ بجامعة الأزهر، أنّ مفتاح الإعمار الحقيقي لأيّ بيت هو حسن الاختيار، مشيرًا إلى أنّ كلّ بيتٍ عامرٍ تُدرك أن سرّ عمارته في اختيارٍ موفقٍ منذ البداية، وأنّ من أراد بناء أسرةٍ ناجحةٍ فعليه أن يُحسن انتقاء شريكه، فالاختيار الرشيد هو اللبنة الأولى في صرح الاستقرار الأسري.
وأضاف فضيلته أنّ البيت الساكن آيةٌ من آيات الله، كما دلّت على ذلك الآية الكريمة: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾، موضحًا أنّ هذه السكينة ليست مجرّد حالة شعورية، بل هي طمأنينةٌ نفسيةٌ واستقرارٌ وجدانيٌّ وروحيٌّ، لا يتحقّق إلا حين تتأسّس العلاقة الزوجية على الودّ والرحمة.
وأشار الدكتور عبد الغفار إلى أنّ حسن القرار يخرج من مناخ الاستقرار، فإذا ساد الاستقرار داخل الأسرة، انعكس ذلك على قرارات أفرادها خارجها أيضًا، بينما إذا افتقد البيت هذا الاستقرار واضطربت النفوس داخله، فإن القرارات تصدر مشوشة ومضطربة، وهو ما يُهدّد استقامة الفرد والمجتمع معًا، مؤكدًا أنّ المجتمع لا يقوم إلا على ثلاثة: الإعمار، والسكينة، وصواب القرار.
وفي ختام الملتقى، أشار الإذاعي القدير الأستاذ سعد المطعني إلى أنّ الملتقى ناقش قضيةً غاية في الأهمية نحتاج إليها في زمانٍ تشابكت فيه الأمور، وتداخلت المؤثرات التربوية، موضحًا أنّ التربية التي كانت يومًا ما ترتكز على الأب والأم والمدرسة، أصبحت اليوم مزاحَمةً بعوامل جديدة، في مقدّمتها الهاتف المحمول، الذي صار مصدرًا من مصادر المعرفة، سواء أكانت نافعةً أو ضارّة.
ونوّه المطعني إلى أنّ ما نشهده من طوفانٍ تكنولوجيٍّ متسارع قد أسهم في تشكيل عقول الناشئة، وهو ما يُلقي على الأسرة عبئًا مضاعفًا في تحقيق الترابط بين الزوجين، والأمّ وأولادها، والأب وأبنائه، مؤكدًا أنّ هذا الترابط هو البذرة الأولى لمجتمعٍ صالحٍ تُظلّله السكينة وتجمعه المودة، وأنّ الأسرة هي اللبنات الأولى التي يتكوّن منها صرح المجتمع، فكلّ أسرةٍ صالحةٍ تعني خطوةً نحو بناء أمةٍ متماسكةٍ راشدة.