التغلب على الإدمان.. بناء الصحة العقلية من خلال تمارين اليوجا
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
الإدمان هو مصدر قلق معقد في جوهره وعلى الرغم من التدخلات الصحية، فإن معدلات الانتكاس تظل مرتفعة، مما يؤدي غالبا إلى إعاقة نفسية وفسيولوجية ووراثية واجتماعية ــ ويشكل تحديا كبيرا على الصحة العامة، وعلاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أن الأفراد من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا ذوي الدخل المحدود أو الظروف المعيشية المحرومة هم أكثر عرضة لتعاطي المخدرات.
والتأثيرات الإضافية لإمكانية الحصول على الأدوية، أو الاستعداد الوراثي، أو ضغط الأقران، أو حالات الصحة العقلية، أو الافتقار إلى الإشراف الأبوي أو التأثيرات البيئية الأخرى تزيد من عوامل الخطر.
وتعد أزمة المواد الأفيونية وباءً خطيرًا يزيد من تفاقمه فيروس كوفيد-19 ولقد تسببت المواد الأفيونية الاصطناعية مثل الفنتانيل غير المشروع في حصد الأرواح بمعدل ينذر بالخطر.
وكشفت منظمة الصحة العالمية عن خطورة الوضع، حيث كانت نسبة 80% من الوفيات المرتبطة بالمخدرات في عام 2019 مرتبطة بالمواد الأفيونية، و25% منها تعزى إلى جرعات زائدة من المواد الأفيونية.
ومع تفاقم تداعيات جائحة كوفيد-19، التي أدت إلى العزلة والاضطراب، اشتدت صراعات الصحة العقلية، مما أدى إلى تأجيج دورة الإدمان.
أهمية الذكاء العاطفي في العلاقات الحديثةوإدراكًا لهذه القضية العالمية، هناك اهتمام متزايد باستكشاف طرق بديلة لإدارة الاعتماد على المخدرات وهذا التحول مهم بشكل خاص للدول النامية ذات موارد الصحة العقلية المحدودة، ويؤكد إمكانية التدخلات الشاملة لمنع وإدارة إدمان المخدرات وتمكين الرفاهية الكاملة.
وثبت سريريًا أن التدريب على المرونة القائم على اليوغا، والذي يعتمد على مبادئ أنظمة المعرفة الهندية، يتيح تحسين نمط الحياة وتحسين نوعية الحياة.
وعلى سبيل المثال، تشير دراسات متعددة أجريت على المرضى الذين يعانون من اضطرابات تعاطي النيكوتين إلى وجود تأثير إيجابي للممارسات اليوغية على معدلات الامتناع عن ممارسة الجنس المبلغ عنها ذاتيًا، فضلًا عن تدابير الرغبة المختلفة في نقاط زمنية مختلفة أثناء المتابعة.
وفقًا لعلوم الرعاية الصحية التكاملية، يجمع تدريب المرونة القائم على اليوغا بين ممارسات التأمل والشفاء القديمة والطب الحديث - مما يوفر نهجًا شاملًا للتعافي.
وعلى عكس الطرق التقليدية التي تستهدف الأعراض، يعالج هذا النهج الأسباب الجذرية للإدمان، والتي قد تشمل الاختلالات في الصحة العقلية والنفسية والاجتماعية والروحية كما أنها توفر تأثيرات فسيولوجية عميقة تدعم عملية التعافي.
وثبت أن ممارسة اليوغا بانتظام تقلل من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وتحسن صحة القلب والأوعية الدموية، وتعزز وظيفة المناعة - وكلها تلعب دورًا حاسمًا في استعادة الاتصال والتناغم بين العقل والجسم إن التخلص من التوتر والركود المخزن داخل الجسم يعزز الشعور بالحيوية والرفاهية التي تكون بمثابة ترياق قوي للإدمان.
نكشف لكم ضمن النقاط التالية أبرز التفاصيل حول السؤال الذي يفكر فيه العديد من متابعي موقع الفجر الإلكتروني ومضمونه «هل ممارسة اليوغا في الهواء الطلق علاجية؟»
هل ممارسة اليوغا في الهواء الطلق علاجية؟يتم استخدام الممارسات اليوجية بشكل متزايد في برامج علاج تعاطي المخدرات لدى الأطفال وطوال فترة التعافي للمساعدة في منع الانتكاس وتقليل أعراض الانسحاب والرغبة الشديدة في المخدرات. فهو يساعدهم على التعامل مع المحفزات المحتملة وضغوطات الحياة اليومية.
في المجمل، يقدم تدريب المرونة اليوغية نهجًا تكامليًا، كجزء من الرعاية الصحية الوقائية والتعزيزية، لتبني نمط حياة أكثر صحة من خلال اعتماد أساليب التأمل القائمة على اليوغا، يمكن للأفراد تنمية القوة الداخلية والمرونة لمكافحة الإدمان.
ويوصى بها، مع الأخذ في الاعتبار قدرتها على تمكين الأساس لحياة مليئة بالصحة والسعادة والوفاء من خلال شعور عميق بالتحرر والكمال في الرفاهية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الصحة العقلیة
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع التركي يحذر من الهجمات الإسرائيلية على سوريا.. تعكس العقلية الاحتلالية
شدد وزير الدفاع التركي يشار غولر، الجمعة، على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تحدث حالة عدم استقرار جديدة من خلال عدوانها على سوريا بعد سقوط النظام، مشيرا إلى أن ذلك يعكس عقلية "إسرائيل" الاحتلالية.
وقال غولر في كلمة له في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة، الجمعة، إن "إسرائيل تتصرف الآن بطريقة انتهازية جديدة، لتخلق حالة عدم استقرار جديدة بهجماتها على سوريا".
وأضاف أن هذه المساعي الإسرائيلية تمثل الانعكاس الأكثر وضوحها لـ"عقليتها الاحتلالية"، حسب وكالة الأناضول.
وشنت دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام القليلة الماضية مئات الغارات على مناطق متفرقة من سوريا مستهدفة منشآت دفاعية ومراكز بحثية ومقرات تابعة للمؤسسة العسكرية، وذلك بالتزامن مع توغلها في الأراضي السورية جنوبا.
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ ما يصل إلى 250 طلعة جوية منذ سقوط نظام الأسد الأحد الماضي، مستهدفا مواقع عسكرية سورية بهدف منع وقوع الأسلحة الاستراتيجية، بما في ذلك الطائرات والصواريخ والأسلحة الكيميائية، في أيدي المعارضة.
ودعا وزير الدفاع التركي المجتمع الدولي إلى عدم التزام الصمت إزاء الهجمات الإسرائيلي على الأراضي السورية، مشددا على ضرورة "دعم العملية التاريخية التي فتحت فيها نافذة فرص مهمة في سوريا".
وأشار غولر إلى أن بلاده تدعم بحزم وحدة أراضي سوريا ولبنان وفلسطين، لافتة إلى أن أنقرة تؤكد أهمية إنهاء العار الذي يلحق بالإنسانية في غزة في أقرب وقت ممكن، وإعلان وقف دائم لإطلاق النار في المنطقة.
وأعرب غولر خلال حديثه عن إيمانه بأنه سيتم إرساء الأمن والاستقرار الكاملين في سوريا من خلال حل سياسي شامل في الفترة المقبلة بعد سقوط نظام الأسد الأحد الماضي.
وأكد أن تركيا لم ولن تسمح بالأمر الواقع الجديد الذي يحاول تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي تطويره عقب الأحداث الأخيرة، خاصة في محيط مناطق عملياتها في سوريا.
وشدد وزير الدفاع التركي على أن أنقرة ستواصل جهودها ومبادراتها النشطة لضمان أن تكون عملية الانتقال السياسي في سوريا آمنة وسلسة وتحل المشاكل القائمة، بحسب وكالة الأناضول.
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص، وأخيرا دمشق.