اليمن.. تحذيرات من خطر «الألغام المهاجرة» في موسم الأمطار
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
عدن (الاتحاد)
أخبار ذات صلة تحذيرات أممية من خطر الفيضانات في اليمن اليمن يدعو إلى تجفيف منابع «الحوثي» المالية والسياسية والإعلاميةحذر المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام «مسام»، من خطورة «الألغام المهاجرة» التي تجرفها السيول خلال موسم الأمطار على حياة المدنيين في جميع أنحاء اليمن.
وقال المشروع في بيان صحافي: «نجدد تحذيراتنا للأهالي في جميع المناطق اليمنية، من خطر الألغام والذخائر غير المنفجرة من مخلفات الحرب التي من الوارد أن تجرفها السيول من المواقع الملوثة إلى المناطق السكنية والزراعية خلال موسم الأمطار».
وأضاف البيان أن «الألغام المهاجرة» تمثل تهديداً إضافياً للمدنيين وسط الحرب المستمرة في اليمن، وقال: «لقرون عديدة، كان اليمنيون ينتظرون موسم الأمطار ويرحبون به، باعتباره موسم الخصوبة والزراعة، لكن السيول الآن تجتاح كل شيء في طريقها، بما في ذلك الألغام الأرضية وغيرها من مخلفات الحرب».
وأوضح «مسام» أنه وعقب حادثة إصابة مدنيين، أحدهما طفل إثر انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول إلى منطقة سائلة وادي بيحان بمحافظة شبوة، باشر الفريق التاسع أعمال التطهير لمجاري السيول في المنطقة، وتمكن من نزع لغم أرضي مضاد للدبابات، ويواصل عمله لتأمين حياة المدنيين.
ودعا البيان، كافة المزارعين ورعاة الأغنام والإبل في الوديان والمزارع والصحاري، خصوصاً في مناطق التماس الملوثة بالألغام، إلى الحذر في التعامل مع كل ما يجدونه من أجسام غريبة جرفتها سيول الأمطار الغزيرة إلى مناطقهم.
كما ناشد، المواطنين بالإبلاغ الفوري عن أي جسم غريب يُشتبه بكونه لغماً أو عبوة ناسفة إلى الجهات المختصة، وعدم الاقتراب من الأودية والجبال التي قد تكون ملوثةً بالألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب.
وخلال الأعوام الماضية تم تسجيل حوادث عدة في محافظات مأرب، والجوف، وحجة، وشبوة، والبيضاء، والضالع، ولحج، وتعز والحديدة، نتيجة انفجارات ألغام وعبوات متفجرة أخرى في مناطق كانت آمنة، نتيجة جرف السيول لتلك الأجسام الخطيرة.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) من تزايد خطر الفيضانات المفاجئة بسبب هطول الأمطار الغزيرة في أجزاء واسعة من اليمن خلال الأيام القليلة القادمة.
وقالت «الفاو» في نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية، التي أصدرتها أمس الأول: «من المتوقع أن تشهد الأيام الأخيرة من شهر أبريل الجاري زيادة تدريجية في هطول الأمطار إلى ما بين 150 و200 ملم في المتوسط، مع توقع أعلى المستويات على محافظات المرتفعات الوسطى ذمار وإب وريمة وأجزاء من صنعاء والضالع».
كما أضافت، أن مستويات هطول الأمطار المتوقعة تُعد أعلى مقارنة بما كانت عليه خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
50 ألف إصابة بالحصبة في اليمن خلال عام
أعلنت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، أمس، رصد أكثر من 50 ألف إصابة بالحصبة في اليمن خلال عام واحد. وأعربت منظمة الصحة العالمية، في حسابها على منصة «إكس»، عن قلقها إزاء ارتفاع حالات الحصبة والحصبة الألمانية في اليمن، مشيرة إلى أن الأطفال والنساء الحوامل الفئة الأكثر عرضة للإصابة.
وأضافت «شهد اليمن في عام 2023 ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الحالات، حيث بلغ العدد قرابة 51 ألفاً و500 حالة مقارنة بـ 27 ألف حالة في عام 2022». ويعاني القطاع الصحي في اليمن تدهوراً كبيراً نتيجة تداعيات الحرب ما أدى إلى انتشار ملحوظ للأمراض المتعددة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اليمن الأمطار الألغام السيول موسم الأمطار فی الیمن
إقرأ أيضاً:
أرشد هورموزلو.. الثقافة كالطيور المهاجرة لا تحتاج إلى تأشيرات دخول بين الدول
الدوحة – يعد الأكاديمي والمترجم التركي أرشد هورموزلو من الشخصيات البارزة في مجال العلاقات التركية-العربية والدراسات الشرق أوسطية، فهو رئيس المنتدى الدولي للحوار العربي-التركي، وصاحب إسهامات فكرية وأكاديمية متميزة. فقد ألّف 20 كتابا باللغات العربية والتركية والإنجليزية، تتناول قضايا الشرق الأوسط والتاريخ والأقليات العرقية. كما أنه ترجم العديد من الكتب بين اللغات التركية والألمانية والعربية.
وتمتد خبرة هورموزلو إلى المجال الإداري، حيث شغل منصب المدير العام والمدير التنفيذي في عدد من الشركات التركية والعربية والعالمية. وفي الفترة من 2008 إلى 2014، تولى منصب مستشار رئيس الجمهورية التركية "عبد الله غول" لشؤون الشرق الأوسط والعلاقات التركية – العربية، ومثّل الرئيس في مهام دبلوماسية عديدة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كتاب الفوضى.. قصة صعود وهبوط شركة الهند الشرقيةlist 2 of 2الباتيك في إندونيسيا.. فن تقليدي يعكس روح جاوا وبيئتهاend of listفي هذا الحوار مع "الجزيرة نت"، نتعرف عن قرب على رؤى أرشد هورموزلو حول العلاقات التركية-العربية، وتجربته الثرية في مجال الترجمة والتأليف، وآرائه حول قضايا الشرق الأوسط المعاصرة.
كيف أثرت البيئة الثقافية الغنية والمتعددة لمدينة كركوك التي نشأتم بها على أعمالكم الأدبية؟نحن ننتمي إلى عائلة تركية الأصل، وأهلنا يقطنون في تركيا وشمال العراق، وخاصة في مدينة كركوك. لقد نهلنا من الثقافة العربية خلال إقامتنا هناك، وقد حظيت شخصيا بفرصة الالتحاق بكلية الحقوق في جامعة بغداد، كما درست اقتصاديات التأمين في العاصمة العراقية أيضا. بعد ذلك، وعقب فترة من العمل في منطقة الخليج العربي، عدنا إلى تركيا.
إعلانأما عن اختيارنا للشعر والمجال الأدبي، فقد جاء بالطبع نتاجا لتأثير بيئتنا الثقافية الغنية. فنحن جيل نشأ على حب اللغة العربية وآدابها، نهلنا من الأدب العربي، ومن الشعر والنثر، وبدأنا منذ أيام الدراسة المتوسطة بقراءة الروايات والكتب العربية. وتعرفنا على الكتّاب المصريين والسوريين، وكذلك من مختلف البلدان العربية. كما تعلمون، اللغة العربية هي بحر واسع، ولذلك عندما يخوض أي شخص في مضمار اللغة العربية، يغرق في أعماقها الغنية والمتنوعة.
يقولون دائما إن "الإبداع ينشأ في التخوم الحضارية" أي ينشط حيثما وجد التماس بين حضارتين.. فكيف رأيت تجربة الشعر بين الثقافتين العربية والتركية؟الثقافة كالطيور المهاجرة، لا تحتاج إلى تأشيرات دخول بين المناطق والأقاليم والدول. لذلك، يمكن للأدب العربي أن يتأثر بثقافات الأمم الأخرى، كما يمكن لتلك الأمم أن تتأثر بالثقافة العربية التي لها باع طويل في هذا الموضوع. وقد شاهدنا في ندوة جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، أن الشعار كان "من العربية إلى البشرية"، وفي الوقت ذاته، رأينا أمواجا تتلاطم من البشرية إلى العربية أيضا في هذا السياق. وبهذا، يتجلى التناغم الثقافي والأدبي بين شعوبنا الإسلامية ككل، وكذلك مع الثقافات الغربية والآسيوية الأخرى، وهو أمر في غاية الأهمية.
ولقد أثر المجتمع التركماني في الساحة العربية. فبالنسبة لتركمان العراق، برز منهم الكثيرون مثل "مصطفى جواد"، و"صفاء خلوصي"، وكذلك أدباء مشهورون مثل "عبد الوهاب البياتي". أيضا، برز قادة كبار مثل "مصطفى راغب" و"عمر علي"، وهم شخصيات خدمت العراق والأمة الإسلامية بشكل كبير. أما أنا فركّزت على التاريخ التركي قبل الحقبة العثمانية، لأنه كان مجهولا بالنسبة لكثير من إخواننا العرب.
وبالأساس، لا توجد لغة تُسمى "اللغة التركمانية"، وإنما هي اللغة التركية، وتوجد لها لهجات متعددة، كما هو الحال في اللغة العربية التي تتضمن لهجة مصرية أو سورية أو عراقية، ولكنها جميعا تتحد في إطار اللغة العربية. وبالمثل، اللهجات الموجودة سواءً لدى تركمان العراق أو تركمان سوريا أو في أذربيجان أو في أواسط آسيا، هي بالأصل أجزاء من اللهجات التركية. وعندما تكون هناك لغة للكتابة، فإنها تكون باللغة التركية الحديثة، التي تُكتب وتُقرأ بها، ويمكنكم ملاحظة ذلك بوضوح في الجمهورية التركية.
إعلانولقد كان لنا نشاط في مؤسسة "وقف كركوك للثقافة والأبحاث"، وهي مؤسسة وقفية طوعية تُعنى بالأدب في منطقة الخليج العربي والدول العربية، وكذلك بالأقوام التركية الموجودة في هذه المنطقة. لقد أصدرنا في هذه المؤسسة أكثر من 120 كتابا، تشمل تراجم وكتبا وأبحاثا ركّزت على هذه المفاهيم.
شغلت سابقا منصب كبير مستشاري الرئيس التركي السابق "عبد الله غول" لشؤون الشرق الأوسط .. فكيف أثر هذا الدور الدبلوماسي والسياسي على نشاطكم الثقافي ورؤيتكم الفكرية والأدبية؟عندما اختارني فخامة رئيس الجمهورية كبير مستشاريه لشؤون الشرق الأوسط، كان همّي الوحيد هو التواصل والتناغم مع البلدان العربية وبلدان الشرق الأوسط. لذلك، قمنا برحلات مهمة جدا، كما أجريت أكثر من 30 مقابلة تلفزيونية مع فخامة الرئيس للإذاعات والتلفزيونات العربية، وهذا شيء لم يكن موجودا، بصراحة، في التاريخ التركي قبل ذلك. ونتيجة لذلك، أصبح هناك تناغم وتفاهم أكبر بين تركيا ومنطقة الخليج والدول العربية ودول الجامعة العربية، وكذلك دول الشرق الأوسط الأخرى وأواسط آسيا.
كيف ترى الجيل الجديد من الكتّاب في الأدب التركماني وأدب الأقوام التركية؟الحقيقة أننا كنا أمة تقرأ، ولكننا أصبحنا أمة لا تقرأ حاليا مع الأسف. وهذا هو الموضوع الذي يشكو منه جيلنا دائما مقارنة بالأجيال اللاحقة. أتصور أن وسائل التواصل الاجتماعي والمرئيات قد أثرت على الإقبال على الكتب والقراءة، ولكن الكتاب كما ذُكر في أكثر من مناسبة هو خير صديق، لذلك يجب ألا نهجر صديقنا. هل يُعقل أن نترك صديقا وحده؟ لذا فالكتاب مهم جدا، ولقد كانت الترجمة أيضا مهمة جدا، إذ إن المفاهيم والقضايا الأدبية، كما قلت سابقا، لا تحتاج إلى تأشيرات زيارة لكي تنتقل إلى الدول والأقوام الأخرى. فواجب علينا أن نتعرف على الآخرين ونعرف أنفسنا لهم أيضا.
إعلان في بلاد الشام وفي منطقة ما كان يسمى الهلال الخصيب، هناك فسيفساء من المجتمعات والثقافات واللغات وحتى العرقيات المختلفة.. ما دور الثقافة والأدب لبناء جسور التواصل فيما بين تلك المجتمعات؟أتمنى أن يكون خصيبا بالفعل، فقد رأينا الكثير من الأهوال في هذه المناطق، ولكن المفاهيم لا تتغير، بل ترتوي بالثقافات الأخرى. لقد زرت تركمان فلسطين، مثلا، في الأردن وفي مناطق مختلفة من بني هاجر، وكذلك تركمان كواشرة وعيدمون في لبنان، وحلب في سوريا، وجبل التركمان، وأيضا كركوك والمناطق المحيطة بها في العراق، وفي دول أخرى. هذه الأقوام تتشارك في موضوع واحد، وهو الحب والمودة فيما بينها، وكذلك بالنسبة للأقوام الأخرى التي تتأثر بثقافاتها، وعلى رأسها الثقافة العربية والأدب العربي.
وسوريا بلد حضاري مهم جدا، ومع الأسف، فقد عانى الشعب السوري منذ عقود طويلة من المآسي، ولكن لا ننسى أنه أثناء تأسيس دولة العراق، كان مدرّسو اللغة العربية يأتون من سوريا إلى العراق لتنظيم الدراسة باللغة العربية. هناك أيضا العديد من الفطاحل والفنانين والمثقفين الذين كان لهم باع طويل في الحضارة العربية والدراسات الإسلامية والدراسات الغربية والترجمات. لا ننسى أن أشخاصا كثيرين برزوا من هذه الأرض الطيبة، مثل "نزار قباني"، وكثير من الذين كان لهم باع طويل في نشر الأدب العربي إلى الأمم الأخرى. وكذلك في لبنان، لا ننسى "أمين معلوف" بالإضافة للعديد من الأدباء والفنانين الذين أثروا في الحضارة، ليست العربية فقط، بل الدولية والعالمية أيضا.
عطفا على ذكر الحضارات العالمية.. حدثنا عن تجربتك في الترجمة بالألمانية والعربية والتركية؟لقد ترجمت من الألمانية إلى العربية كتابا حول النثر الفني. بطبيعة الحال، اللغة الألمانية مختلفة تماما عن اللغة الإنجليزية وعن الفرنسية في قواعدها اللغوية. ولكن بالنسبة للإنجليزية كانت أسهل لي، باعتباري مسجلا في الأرشيف البريطاني. فقد كنت أزور الأرشيف لمطالعة الكثير من الوثائق بالإنجليزية، والحصول عليها، والتي تسهل ترجمتها سواء إلى العربية أو التركية، وهذا ما فعلته في قسم من دراساتي وفي كتبي.
إعلان بصفتك رئيس المنتدى الدولي للحوار العربي التركي.. حدثنا عن أهدافه ونشاطاته، وكيف يتم تنظيمهتأسس المنتدى الدولي كمنظمة دولية طوعية في تركيا، ويضم أعضاءً من أغلب الدول العربية ومن تركيا أيضا. ارتأى المؤسسون أن يكون التسجيل في إسطنبول، نظرا لسهولة تسجيل الجمعيات في تركيا. وصدر قرار من مجلس الوزراء آنذاك بتشكيلها، ومصادقة فخامة رئيس الجمهورية وقتها. وعُقدت الكثير من الاجتماعات في الدول العربية مثل البحرين ومصر والكويت، وكذلك في مناطق مختلفة من تركيا كإسطنبول وأنقرة وأنطاليا.
يهتم المنتدى الدولي بنشر الثقافة العربية والتركية، وتوثيق عرى الصداقة والأخوة بين الشعبين التركي والعربي، الذين تجمعهم روابط وثيقة جدا في هذا العالم المعاصر. وندعو إلى تشجيع الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى وخاصة التركية، وكذلك من التركية إلى العربية، وتدريس اللغة التركية في المعاهد الدينية السامرة، بالإضافة إلى تشجيع تدريس اللغة العربية التي هي مهمة جدا لنسبة كبيرة من المواطنين الأتراك. هذه القضايا نبحثها، ولا نتدخل في السياسة ولا في الشؤون الداخلية للدول المعنية، إذ إن المنتدى منظمة صداقة وأخوة فعلا.