إماراتية تبتكر «المدينة المائلة المستدامة»
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
خولة علي (دبي)
تواصل المبتكرة مريم الغافري، سفيرة اليونيسيف من فئة اليافعين، نشاطها في تقديم أفكار لمشاريع متميزة تواكب رؤية دولة الإمارات وتطلعاتها في عالم الاستدامة، والحفاظ على الموارد البيئية، لمواجهة تداعيات التغير المناخي في البيئة المحلية، ساعية إلى إيجاد الحلول الملائمة للتعاطي مع هذه الأزمات، حيث قدمت الغافري مشروع المدينة المائلة المستدامة الذي نالت عليه براءة اختراع من وزارة الاقتصاد، والذي يجسد جوهر الاستدامة والابتكار في كل تفاصيله، بدءاً من استخدام مصادر الطاقة الطبيعية وصولاً إلى مواد البناء الصديقة للبيئة، حيث يشكل هذا المشروع مخططاً يجمع بين التكنولوجيا والطبيعة، ويُعد واحداً من بين ابتكارات عدة، تثبت مدى شغف الغافري بالابتكار والبرمجة، لتشق طريقها في تقديم أفكار نوعية تخدم المجتمع وتجعل الوسط البيئي أكثر أمناً وصحة.
جائزة البيئة للطفل
مريم الغافري، عضو برلمان الطفل الإماراتي، الحاصلة على جوائز تربوية ومجتمعية على مستوى الشرق الأوسط والعالم، قالت إن اهتمامها بالبيئة والاستدامة بدأ منذ ما يقارب السنتين مع ابتكارها مشروع (IOT Solar Cleaner)، والذي فاز بجائزة البيئة للطفل على مستوى الدولة، فئة المشاريع التقنية، ويهدف إلى توفير طاقة نظيفة وبأسعار مناسبة، وكان قد تم اختيارها سفيرة اليونيسيف لليافعين في (cop28)، نتيجة نشاطها في مجال البيئة والاستدامة، من خلال تقديم عدة ورش بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ومنظمة الأمم المتحدة «اليونيسيف»، وأيضا تقديمها لمبادرة «لنا الحق أن نعيش في بيئة صحية وآمنة ومستدامة».
مدينة مستدامة
وكانت الغافري قدمت 18 ابتكاراً لمشاريع تسهم في خدمة المجتمع، لتكشف عن مدى قدرتها في تقديم أفكار نوعية وفريدة تسهم في تطوير مجالات الحياة المختلفة، ويعتبر مشروع المدينة المائلة المستدامة بمثابة دراسة واقعية عن كيفية تفادي بعض الأحداث التي تعرضت لها بعض المدن جراء تبعات العواصف المدارية، وزيادة نسبة هطول الأمطار وارتفاع منسوب مياه البحر، الأمر الذي دفعها للتفكير في إرساء مخطط لمشروع مدينة مائلة مستدامة، تتمتع بكل الأنظمة الصديقة للبيئة.
مصادر طبيعية
وعن تفاصيل مشروع المدينة المائلة المستدامة، تقول الغافري «يتكون المشروع من أقسام مبتكرة عديدة ومعتمدة على مصادر طبيعية، ومنها فكرة تشييد المنازل باستخدام تقنيات طباعة ثلاثية الأبعاد، باستخدام مواد مبتكرة مثل البلاستيك القابل للتحلل المشتق من مصادر نباتية مثل نشاء الذرة أو قصب السكر، بالإضافة إلى مواد معاد تدويرها في إنشاء الخرسانة، موضحة أن هذه المواد المستدامة لا تقلل فقط من الأثر الكربوني لعمليات البناء، ولكنها توفر أيضاً متانة وأسعاراً مناسبة، مما يحقق نظرة واعدة نحو مستقبل إسكان صديق للبيئة.
لوحات شمسية
وأشارت الغافري إلى أن كل منزل في هذه المدينة المستدامة يكون مجهزاً بلوحات شمسية، مما يسمح باستغلال المساحة السطحية المتاحة، والاستفادة من الطاقة الشمسية في المنطقة، خصوصاً وأن الإمارات تتمتع ببيئة مشمسة، إضافة إلى تنفيذ أجهزة توربينات الرياح الرأسية، وهي اختيار مناسب للمناطق ذات الرياح المنخفضة السرعة مثل دولتنا، موضحة أن هذا الابتكار ليس فقط يعزز كفاءة الطاقة في المدينة، لكنه يؤكد مدى الاستفادة من أكثر التقنيات استدامة وملاءمة للمنطقة لضمان مستقبل حضري أخضر ونظيف، حيث إن وجود نظام تتبع للوحات الطاقة الشمسية، يساعد في توليد الطاقة بكفاءة عالية.
مياه الأمطار
وعن فكرة استغلال مياه الأمطار في المشروع، تقول الغافري إن الأمطار تعتبر من أكثر الموارد التي لم يتم الاستفادة منها بشكل كافٍ في البيئات الحضرية، حيث يتم تفريغها في المصارف بمعظم المدن بسبب عدم تهيئة البنية التحتية لجمعها وإدارتها بشكل فعال، ولا بد من الحفاظ على هذه المياه وتوزيعها بالمدينة بشكل ذكي، وتوجيهها نحو نقاط جمع مركزية تكون مجهزة بآبار مصممة بدقة وتحتوي على أجهزة استشعار لمراقبة مستوى المياه، وهذه البنية البيئية الذكية تُعتبر مرنة وقابلة للتوسعة، لتتيح تخزين مياه الأمطار بكفاءة عالية، مما يخفف من مشكلة الفيضانات الحضرية أثناء هطول الأمطار الغزيرة.
نموذج مستدام
أشارت مريم الغافري إلى أن هذا المشروع المبتكر للمدينة المستدامة، يحمل الكثير من مقومات المدينة الصديقة للبيئة، حيث ينطوي على العلم والمعرفة والتكنولوجيا، والخبرة الهندسية، والاعتبارات الجمالية، والدقة الرياضية لإنشاء نموذج مستدام وذكي للمدينة، بحيث يساهم كل عنصر في نجاح المشروع، ويعمل على التصدي لتغيرات المناخ، وتأمل الغافري أن يرى هذا المشروع النور على أرض الواقع، ويكون بداية للكثير من المشاريع المتميزة التي قدمها الشباب ونالوا عليها براءات اختراع.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات وزارة الاقتصاد الاستدامة التغير المناخي الطاقة
إقرأ أيضاً:
بالفيديو | 10 قوافل مساعدات إماراتية تصل إلى غزة «هدية من أم الإمارات»
غزة - وام
عبرت 10 قوافل محملة بمساعدات إنسانية إماراتية، هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصرية، وذلك في إطار جهود دولة الإمارات لدعم وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين.
وتتألف القوافل من 175 شاحنة تحمل على متنها أكثر من 2400 طن من المساعدات الإنسانية تتضمن المواد الغذائية والطبية، والمكملات الغذائية للأطفال، والتمور وخيام الإيواء، إلى جانب الملابس المتنوعة والاحتياجات الضرورية الأخرى.
ويصل بذلك عدد قوافل المساعدات التي دخلت إلى القطاع، ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، إلى 175 قافلة، أسهمت إلى حد كبير في التخفيف من شدة الأوضاع التي يعانيها سكان القطاع ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.
وتواصل دولة الإمارات تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني في غزة، والتخفيف من حدة الأوضاع التي يعانيها سكان القطاع، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.