«أمانة العامل والصانع وإتقانهما».. نص خطبة الجمعة القادمة
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
نص خطبة الجمعة القادمة.. يؤدى أئمة المساجد خطبة الجمعة الأولى من شهر مايو 2024، التي توافق يوم 3 مايو المقبل، بعنوان أمانة العامل والصانع وإتقانهما، وهو الموضوع الذى حددته وزارة الأوقاف.
وشددت الأوقاف على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير وألا يزيد زمن الخطبة عن 15 دقيقة، لتكون ما بين 10 دقائق و15 دقيقة للخطبتين الأولى والثانية معا كحد أقصى، مع التأكيد على أن البلاغة الإيجاز، ولأن ينهي الخطيب خطبته والناس في شوق إلى المزيد خير من أن يطيل فيملوا، وفي الدروس والندوات والملتقيات الفكرية متسع كبير.
ويأتي نص خطبة الجمعة المكتوبة من وزارة الأوقاف عن موضوع بعنوان: أمانة العامل والصانع وإتقانهما.. ونصها كما يلي:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورسولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وباركْ علَيهِ وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فإنَّ الأمانةَ خُلُقٌ عظيمٌ مِن أخلاقِ الأنبياءِ والمرسلين، وفضيلةٌ مِن فضائلِ المؤمنينَ الصالحين، عَظَّمَ الإسلامُ شأنَهَا وأعلَى قدرَهَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في وصفِ عبادِهِ المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (أربعٌ إذَا كُنَّ فيكَ فلا عليكَ ما فاتَكَ مِن الدُّنيا، حفظُ أمانَةٍ وصدقُ حديثٍ وحسنُ خَلِيقَةٍ وعِفَّةٌ في طُعمةٍ)، وحينمَا سَألَ هرقلُ عظيمُ الرومِ أبَا سفيانَ عن دينِ الإسلامِ وصفةِ نبيِّهِ ﷺ أخبرَهُ أنَّهُ يأمرُ بالصَّلَاةِ وَالصَّدقِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، فَقَالَ له هرقلُ: هَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ.
ومِن أهمِّ صورِ الأمانةِ: أمانةُ العاملِ والصانعِ، وتكونُ بمراقبةِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) في كلِّ عملٍ كُلِّفَ بهِ الإنسانُ، سواءٌ أكانَ عملًا عامًّا أم خاصًّا، لأنَّهُ يراقبُ اللهَ (عزَّ وجلَّ) سرًّا وعلنًا في حضورِ صاحبِ العملِ أو مَن ينوبُ عنهُ، أو في عدمِ حضورِ أيٍّ منهُمَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، ويقولُ سبحانَهُ: {وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا}، ويقولُ تعالَى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}، ويقولُ سبحانَهُ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
ومِن أمانةِ العاملِ والصانعِ إتقانُ العملِ والصنعةِ وتجويدُهُمَا، ولقد لفتَ الحقُّ سبحانَهُ أنظارَنَا إلى الإتقانِ، حيثُ خَلَقَ سبحانَهُ كلَّ شيءٍ بإتقانٍ معجزٍ، يقولُ تعالَى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}، وأوجبَ علينَا سبحانَهُ الإحسانَ في كلِّ شيءٍ، يقولُ سبحانَهُ: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ)، ويقول نبينا ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ).
ومِن ذلكَ سرعةُ إنجازِ العملِ في موعدِهِ، لأنَّ ذلكَ مِن صورِ الوفاءِ بالوعدِ والعهدِ، وهو شأنُ العمالِ والصُّنّاعِ في المجتمعاتِ المتحضرةِ، كمَا أنَّهُ صفةٌ كريمةٌ تدلُّ على شرفِ النفسِ وقوةِ العزيمةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَأَوفُوا بِالعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مسؤولا}، وقد أمرَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) بهِ، وامتدحَ بهِ عبادَهُ المؤمنينَ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، ويقولُ تعالَى: {وَالَّذِينَ هُم لِأَمَانَاتِهِم وَعَهْدِهِم رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
وأمانةُ العاملِ والصَّانعِ كما تنطلقُ مِن دافعٍ دينيٍّ فإنّهَا تنطلقُ أيضًا مِن دافعٍ وطنيٍّ، فإنّمَا يُحمَلُ حبُّ الوطنِ والعملُ على رقيّهِ وتقدمِهِ على الأمانةِ وإحسانِ العملِ والجودةِ والتميزِ فيهِ، حيثُ إنَّ مِن واجبِ وطنِنَا الغالِي مصرَ علينَا أنْ نعملَ مجدينَ مخلصينَ لنهضتِهِ وتقدمِهِ، فالجميعُ بعملِهِم الجادِّ المُتقَنِ في طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا يتقدمُ الوطنُ إلَّا بجهدِ وإتقانِ وأمانةِ الجميعِ.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
إنَّ جزاءَ الأمانةِ عظيمٌ، وفضلَهَا عميمٌ، ويكفِي أنَّ العاملَ والصانعَ المتحققَ بالأمانةِ مشهودٌ لهُ بالإيمانِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (لا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ)، فدلَّ ذلكَ على أنَّ الأمانةَ أحدُ ترجماتِ الإيمانِ في السلوكياتِ، والعاملُ الأمينُ والصانعُ الأمينُ محبوبٌ مِن اللهِ تعالَى حيثُ أطاعَ أمرَهُ سبحانَهُ، محبوبٌ مِن الناسِ حيثُ يثقونَ بعملِهِ وصنعتِهِ ويقبلونَ على مُنتَجِهِ، فإذا قامَ العبدُ بإتقانِ عملِهِ على الوجهِ الأكملِ فجزاؤُهُ ثمرةٌ وخيرٌ وبركةٌ في الدنيا، وثوابٌ عظيمٌ يومَ يلقَى اللهَ عزَّ وجلَّ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}.
كمَا أنَّ المجتمعَ الذي تتحققُ الأمانةُ في عُمّالِهِ وصُنّاعِهِ وسائرِ أطيافِهِ مجتمعُ خيرٍ وبركةٍ، وبيئةٍ صالحةٍ مفعمةٍ بالأملِ المقترنِ بالإنتاجِ المتميزِ والعملِ المتقَنِ، فيتحققُ بهِ الخيرُ، ويعمُّ الرخاءُ.
اللهُمَّ أدمْ علينَا نعمَ الأمنِ والأمانةِ والأمان***واحفظْ مصرَنَا وارفعْ رايتَهَا في العالمين.
اقرأ أيضاًفضل الصلاة على سيدنا النبي يوم الجمعة.. تكفير للذنوب وزيادة في الرزق
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الجمعة القادمة الخطبة الجمعة الخطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة اليوم مباشر خطبة الجمعة غدا خطبة الجمعة مباشر خطبة الجمعة هذا اليوم خطبة الجمعة وزارة الاوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة نص خطبة الجمعة سبحان ه تعال ى
إقرأ أيضاً:
أمانة العاصمة.. لقاء في مديرية الصافية للتهيئة للبرنامج الرمضاني والدورات الصيفية
الثورة نت|
نظم المجلس المحلي وشعبة التعبئة العامة بمديرية الصافية في أمانة العاصمة اليوم لقاء موسع للجان المتابعة والتحشيد والتهيئة الخاصة بتنفيذ البرنامج الرمضاني والدورات والأنشطة الصيفية بالمديرية.
وفي اللقاء أكد أمين العاصمة الدكتور حمود عباد أهمية التفاعل وتعزيز الحشد والوعي المجتمعي للاستعداد والتفاعل مع البرنامج الرمضاني والدورات الصيفية، والبدء في التسجيل للمدارس الصيفية المفتوحة والنموذجية لهذا العام.
وأشار الى ضرورة الإعداد الجيد والتهيئة لشهر رمضان ليكون محطة تربوية إيمانية قرآنية تزكي النفوس وتعزز التمسك بالهوية الإيمانية وتخلق جيل واعٍ متمسك بالثوابت الدينية يسهم في بناء أمة مؤمنة مجاهدة في سبيل الله.
ولفت إلى أهمية البرنامج الرمضاني وما يتضمنه من أنشطة وبرامج، ومبادرات ومشاريع إحسان، ورفع مستوى النظافة بأمانة العاصمة وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
من جانبه أكد وكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني ضرورة التهيئة والاهتمام والتفاعل مع البرنامج الرمضاني والاستفادة من الدروس القيمة اليومية لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لتعزيز ارتباط الناس بالقرآن الكريم وهدى الله، والتمسك بالهوية والثقافة الإيمانية.
ولفت إلى تفرد اليمنيين في استقبال شهر رمضان وإحيائه بالطاعات، باعتباره محطة تربوية إيمانية تهذب النفوس والرجوع إلى الله والتحلي بالصبر والثبات والجهاد في سبيل الله.
وحث المداني على مضاعفة الجهود والتحشيد لإلحاق الأبناء بالدورات الصيفية لضمان تحصينهم من الحرب الناعمة والثقافات المغلوطة والتمسك بالهوية الايمانية والثقافة القرآنية.
وخلال اللقاء بحضور عدد من وكلاء الأمانة وقيادات محلية وتنفيذية وتعبوية ووجهاء وشخصيات اجتماعية وعقال وحشد من أبناء الصافية أشار الناشط الثقافي العلامة حسام القطابري إلى مكانة وروحانية شهر رمضان وأهمية استغلال لياليه وأيامه في تبني أعمال البر والإحسان والتقرب إلى الله.
وأكد ضرورة تحفيز المجتمع على السير على هدى الله، وحشد الطاقات والجهود الشعبية والرسمية لدعم وإنجاح الدورات الصيفية وتعزيز الأنشطة الرمضانية وقيم الاحسان والتراحم وتنمية الوعي المجتمعي.
وحث الجميع على أهمية الاستفادة من البرنامج الرمضاني وما يتضمنه من محاضرات قيمه وهامة لقائد الثورة تعزز وترسخ قيم الهوية الايمانية والثقافة القرآنية.