شن حزب الله عمليات عدة ضد مقار عسكرية إسرائيلية، في حين نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي هجمات عدة على مناطق مدنية في جنوب لبنان، وتزامن ذلك مع تأكيد نائب الأمن العام للحزب أنهم مستمرون في موقفهم حتى وقف إطلاق النار في غزة.

ومع تزايد حدة الاشتباكات بين الحزب وجيش الاحتلال أعلن لبنان أنه سيتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية بسبب العدوان الإسرائيلي على أراضيه.

فقد أعلن حزب الله اللبناني أنه نفذ هجوما مركبا بالمسيّرات والصواريخ الموجهة على مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية في مستوطنة المنارة وعلى تمركز لقوات الكتيبة 51 التابع للواء غولاني، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة.

وقال الحزب في بيان إن هجومه هذا يأتي "ردا على اعتداءات العدو على القرى الصامدة والمنازل المدنية، خصوصا بلدتي كفر كلا وكفر شوبا".

وكان الحزب قد ذكر في وقت سابق اليوم السبت أنه قصف بالصواريخ تمركزات مستحدثة لجنود إسرائيليين غرب مستوطنة شوميرا، مؤكدا تحقيق إصابة مباشرة.

وأفاد مراسل الجزيرة بإطلاق صاروخين باتجاه موقع السماقة في تلال كفر شوبا المحتلة.

من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه شن غارة على مبنى عسكري لحزب الله في كفر كلا جنوبي لبنان أثناء وجود عنصرين من الحزب داخله.

وأضاف الجيش أن المقاتلات الاسرائيلية قصفت مبنى عسكريا لحزب الله في منطقة ريحان وآخر في كفر شوبا وبنية تحتية عسكرية في شبعا، كما قصفت مدفعيته مواقع في علما الشعب.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات عدة على بلدة صربين وعلى محيط بلدة حولا في جنوب لبنان.

وتبادل القصف على الحدود اللبنانية بين الحزب وجيش الاحتلال مستمر منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

غزة أولا

وفي سياق متصل، قال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إن إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم كما يقول وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمر غير ممكن.

وأكد قاسم أن الحرب ستمنع عودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم وقد تنهيها نهائيا.

وخلال خطاب له في بيروت قال قاسم إن المبادرات التي يتم الحديث عنها لقضية لبنان غير قابلة للحياة إذا لم يكن أساسها وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفي خضم التجاذبات التي تشهدها الساحة اللبنانية والانقسامات الحادة بين مكوناتها السياسية تطرق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى ما يحدث في جبهة جنوب لبنان، مشيرا إلى أن حزب الله يتاجر بالقضية الفلسطينية، وأن هناك فرقا بين "تأييدها والمتاجرة بها"، وفق تعبيره.

وأضاف جعجع -الذي يتهم بأنه شارك في مذابح مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان- أن العمليات العسكرية في جنوب لبنان بدأت بقرار من حزب الله وحده، وأن الحكومة لم تتخذ أي قرار، مؤكدا أنه لا يحق لأي حزب أن يُدخل شعبا بأكمله في الحرب، وأن العمليات الجارية على الحدود لم تقدم أي مساعدة لغزة، وفق وصفه.

مدن شمال إسرائيل خاوية من السكان بسبب قصف حزب الله (غيتي) المحكمة الجنائية

وفي شأن ذي صلة، قررت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية توجيه وزارة الخارجية بتقديم إعلان إلى المحكمة الجنائية الدولية بقبول اختصاص المحكمة في التحقيق والملاحقة القضائية في الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة والمرتكبة في الأراضي اللبنانية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويتهم لبنان إسرائيل بانتهاك سيادته بشكل متكرر وارتكاب انتهاكات للقانون الدولي على مدى الأشهر الستة الماضية منذ بدء الاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

ووفقا لوكالة رويترز، فقد أدى القصف الإسرائيلي لبلدات وقرى جنوب لبنان إلى مقتل ما لا يقل عن 70 مدنيا، بينهم أطفال وأفراد إنقاذ وصحفيون.

ومن بين الصحفيين القتلى مراسل رويترز عصام العبد الله الذي قتلته دبابة إسرائيلية في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقد رحبت منظمة هيومن رايتس ووتش بالخطوة اللبنانية، معتبرة أنها "خطوة تاريخية" نحو تحقيق العدالة في جرائم الحرب.

وحثت المنظمة وزير الخارجية اللبناني على إضفاء الطابع الرسمي على هذه الخطوة بـ"سرعة" من خلال تقديم إعلان إلى المحكمة الجنائية الدولية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات جنوب لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تستدرج حزب الله وتمدّد سيطرتها

كتب ابراهيم حيدر في" النهار": تماطل إسرائيل في تنفيذ بنود اتفاق وقف النار في الجنوب رغم مرور 25 يوماً على إعلانه، وتواصل خروقاتها بعد تقدمها إلى بلدات في القطاع الغربي من الناقورة إلى بني حيان، فيما تستمر بتفجير منازل في القطاعين الأوسط والشرقي بذريعة تدمير بنى تحتية لـ"حزب الله".
وترافقت الخروقات مع توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة بالجولان وصولاً إلى جبل الشيخ وإطاحته اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، بما يعني امساكه بالحدود اللبنانية- السورية حيث وضع البقاع وكل الجنوب تحت المراقبة والرصد.
 
ويكشف مصدر ديبلوماسي وفق ما يتم تناقله في الكواليس أن التطورات السورية زادت من التشدد الإسرائيلي ومماطلته، وأنه لو حدث التحوّل السوري قبل إعلان وقف النار لكانت إسرائيل واصلت حربها على "حزب الله" لتحقيق مكاسب أكثر وذلك على الرغم من أن الاتفاق يلبي شروطها.
 

وعلى وقع استمرار التوتر جنوباً، هناك خطر على الاتفاق وتمديد تطبيقه إلى ما بعد الستين يوماً، ما يؤثر على استكمال انتشار الجيش والبدء بإعادة الاعمار المجمدة حاليا بسبب التركيز الدولي على الوضع السوري، ولذا يرفع لبنان الصوت ويطالب لجنة االمراقبة والأميركيين تحديداً بالتدخل لتطبيق الاتفاق كاملاً وفق القرار 1701 الذي يلتزم به أيضاً "حزب الله" العاجز، ليس في الرد على الخروقات بل أيضاً في إعادة تنظيم أوضاعه واستنهاض بنيته بعد حرب الإسناد ورهاناته الخاطئة القائمة على توازن الردع وحساباته الإقليمية، وأوهام أدت إلى تدمير البلاد، معلناً الانتصار لأن إسرائيل لم تحقق أهدافها بالقضاء عليه.
 
يواجه لبنان أخطاراً في المرحلة الانتقالية لتطبيق الاتفاق، تعكسها مخاوف من استمرار الحرب الإسرائيلية حتى مع وقف النار عبر حرية الحركة لضرب أهداف محددة، ومنع لبنان من إعادة الإعمار، ما يستدعي استنفاراً لبنانياً بتأكيد التمسك بالاتفاق كي لا تتخذ إسرائيل من أي حالة ذريعة لاستمرار عدوانها، وذلك قبل فوات الأوان.
 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تستدرج حزب الله وتمدّد سيطرتها
  • 3 كلمات ستحدّد مُستقبل لبنان.. مركز أميركي يكشفها
  • إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم عدة مناطق في رام الله
  • هجوم أوكراني بالمسيّرات على مدينة قازان الروسية
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن اعتقال شخصين جنوبي سوريا
  • واشنطن تنقذ لبنان بالقوة
  • الجيش الإسرائيلي: إنذارات في عدة مناطق وسط إسرائيل إثر إطلاق صاروخ من اليمن
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي ينتهك السيادة اللبنانية
  • تنفيذ عمليتين ضد أهداف للعدو الإسرائيلي إحداها مع المقاومة بالعراق