نيويورك- لا صوت اليوم يعلو في الجامعات الأميركية فوق صوت جامعة كولومبيا، التي تشهد اعتصاما طلابيا واحتجاجا متصاعدا من قبل طلبتها ومناصريهم، وهم يطالبون بوقف دائم لإطلاق النار في غزة، ووقف المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، والأهم بالنسبة لهم سحب استثمارات الجامعة من الشركات التي تتربح من الاجتياح الإسرائيلي، على حد تعبيرهم.

وهذا الصوت، ربما لم يكن ليُسمع صداه بهذا الزخم في كثير من الجامعات الأميركية الأخرى على امتداد البلاد أو خارجها، حيث بدأت رقعة الاحتجاجات الطلابية تشهد اتساعا ملحوظا في كندا وبعض الجامعات الأوروبية، لو لم تقرر رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق السماح لشرطة نيويورك بدخول الحرم الجامعي لإجلاء المحتجين بالقوة، في سابقة لم تشهدها الجامعات الأميركية منذ عقود.

أما المفارقة الأخرى، فهي أن جامعة كولومبيا هي ذاتها التي أبرزت للأكاديميا الأميركية والغربية المفكر الفلسطيني الأصل أميركي الجنسية إدوارد سعيد، والذي مثل كتابه "الاستشراق" ركيزة أساسية في فهم العقلية الاستعمارية، وها هي اليوم وبعد 20 عاما تقريبا على وفاة سعيد، تعود الجامعة لبؤرة الأحداث والصراع مع استعمار استيطاني ما زال قائما اليوم في فلسطين.

أستاذ التاريخ فرانك جوريدي بجامعة كولومبيا يتحدث إلى الطلاب بمخيم الاحتجاج بالحرم الجامعي (رويترز) كيف بدأ الأمر؟

لم تبدأ المظاهرات في الجامعات الأميركية، الأسابيع الأخيرة، بل كانت مستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولكن على فترات متفاوتة، لكن الأربعاء الموافق 17 أبريل/نيسان الحالي شهد تصعيدا غير متوقع.

ففي ذات اليوم الذي كان لرئيسة جامعة كولومبيا جلسة أمام لجنة بمجلس النواب لاستجوابها حول ما وصفوه بـ"معاداة السامية بالحرم الجامعي" وهو ما اتُهمت به وبالإخفاق في حماية الطلاب اليهود، أعلن الطلبة عن إقامة مخيمهم للاحتجاج على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والاعتصام في حرم الجامعة.

ولم يمر على هذه الحادثة أسبوع، حتى قررت شفيق أن تتخذ موقفا تجاه ما يجري، وقالت "لقد قررتُ أن المخيم والاضطرابات المرتبطة به تشكل خطرًا على أداء الجامعة" وبعد تحذير الطلاب مرارًا وتكرارًا بضرورة المغادرة، وتهديدهم في حال رفضهم، اتصلت بشرطة نيويورك لإخراجهم من الحرم الجامعي.

وبعد أن سمحت شفيق بإخلاء المخيم بالقوة، دخلت الشرطة الجامعة الخميس، واعتقلت من حرمها نحو 100 طالب مؤيد لفلسطين، وهو ما وصفته صحيفة الطلبة في الجامعة بأنه "مخالفة واضحة للمرتكزات الأساسية التي تقوم عليها الحرية الأكاديمية".

وقد تحدث -للجزيرة نت- أحد أستاذة الجامعة مفضلا عدم الكشف عن اسمه نظرا للملاحقات التي قد تطالهم، واصفا ما جرى بأنه تعدٍ واضح على مبدأ أساسي من مبادئ قوة الجامعات الأميركية، وهو حرية التعبير.

إصرار على المبدأ

يستدعي طلبة جامعة كولومبيا مبدأ حرية التعبير بشكل دائم في نقاشاتهم وحججهم في جامعتهم وأمام وسائل الإعلام، بوصفه المبدأ الذي نص عليه التعديل الأول للدستور الأميركي، وأن ما يقومون به لا يعدو كونه تطبيقا لهذا الحق الدستوري، ومذكّرين منتقديهم بأن المطالبة بإيقاف الحرب لا تعد مخالفة لأي قانون أو معاداة للسامية، وهو ما يحاول المناوئون لهم وصفهم به.

ويقول زيد جالودي، وهو طالب سابق بالجامعة، وأحد منظمي المظاهرات، أن ما حدث بعد ما قامت به الشرطة لم يكن عودة المتظاهرين لمنازلهم أو صفوفهم الدراسية، بل تبعه انضمام جمع واسع من الطلبة والأساتذة الآخرين من الجامعة، بالإضافة لعدد من المتضامنين من خارج الجامعة الذين التحقوا بالمتظاهرين داخلها.

ويوضح جالودي للجزيرة نت أن العدد ازداد 10 أضعاف على الأقل عما كان عليه، وأن هذا الحدث أشعل المظاهرات والاعتصامات في الجامعات والولايات الأخرى، في حين يقول مايك وهو طالب في جامعة كولومبيا -للجزيرة نت- إن قرار دخول الشرطة لفض الاعتصام لم يزد الطلبة إلا إصرارا على مطالبهم.

وذات الأمر يؤكده محمد الفاتح الذي جاء من مدينة نيوجيرسي للمشاركة بالمظاهرات المستمرة يوميا، بالإضافة لصالح أبو عواد الذي جاء من ولاية فلوريدا مع ابنته، وغيرهم الكثير ممن حرصوا على الحضور في هذه "اللحظة التاريخية" كما يصفها أبو عواد للجزيرة نت.

وأدى التدفق المتزايد للأعداد نحو جامعة كولومبيا إلى تشديد الإجراءات الأمنية لدخول الجامعة من شرطة نيويورك، ومنع الزائرين من غير المنتمين للجامعة من الدخول إليها، وهو ما لم يكن عليه الحال قبل ذلك، كما يمكن ملاحظة تحليق طائرتين من نوع "كواد كابتر" لمراقبة واستطلاع حرم الجامعة، وللمفارقة فهو النوع ذاته الذي يستخدمه جيش الاحتلال في حربه الحالية على قطاع غزة.

شرطة نيويورك تقف أمام كافة أبواب جامعة كولومبيا على مدار اليوم (الجزيرة) بطاقة "معاداة السامية"

دفع تصاعد الأحداث إلى تعليق العديد من المسؤولين الرسميين على ما يجري، كان أبرزها ما صدر عن الرئيس جو بايدن الذي وصف ما يحدث بـ"التصاعد المقلق لمعاداة السامية".

وجاء تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في مقطع فيديو نشره تعليقا على الأحداث الجارية- في ذات الاتجاه، محذرا أميركا من تصاعد خطاب معاداة السامية، ومذكرا بحقبة الثلاثينيات من القرن الماضي.

أما التصريح الذي لقي انتشارا واسعا فقد كان لرئيس مجلس النواب مايك جونسون، الذي جاء إلى قلب جامعة كولومبيا، وقال -أمام صيحات الاستهجان التي قابلته- إنه يجب منع انتشار "معاداة السامية" في حرم الجامعات، وإن هذا لا يمت لحرية التعبير، بحسب وصفه.

ولم يبتعد عمدة نيويورك إيرك آدامز كثيرا عن فلك ما جاء قبله وبعده، في معرض تعليقه على الأحداث الجارية في جامعة كولومبيا قائلا إنها أصابته بـ"الرعب والاشمئزاز من معاداة السامية" التي يتم إطلاقها في حرم الجامعة وما حوله.

وقد سبق أن امتد تأثير هذا التلويح بتهمة معاداة السامية على جامعات أخرى، حيث تناول الجمهوريون في مجلس النواب قبل أشهر هذه المسألة، واستقالت إثر ذلك رئيسة جامعة بنسلفانيا إليزابيث ماغيل في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما استقالت نظيرتها في جامعة هارفارد كلودين غاي في يناير/كانون الثاني، على اعتبار أنهما لا تحميان الطلاب اليهود بالجامعات.

وإذا كانت "معاداة السامية" هي المرتكز الأساس الذي استند عليه كثير من الساسة المنتقدين للمظاهرات، فقد أكد المتظاهرون أن هذه التهمة لا تستند إلى أي أساس، فالمتظاهرون اليهود الذين يقفون معهم وضد ما تقوم به إسرائيل في حرب غزة هم مكون أساسي من المظاهرات الجارية.

حاخام يقف وسط اعتصام جامعة نيويورك ويؤكد تضامنه مع حق الفلسطينيين ورفضه لما تقوم به إسرائيل (الجزيرة) أثر الضجيج

يبدو أن الضجيج قد كُتب على نيويورك، فما أحدثته جامعة كولومبيا في اعتصام طلبتها، وامتداد أثره إلى الجامعات والمدن الأخرى لم يكن حديثا، بل كان لذات الجامعة تأثير في مظاهرات طلابها على مجريات الحرب الأميركية على فيتنام، وكانت هي أولى الجامعات إطلاقا لشرارة المظاهرات، ومن قبلها مظاهرات ما يُعرف بـ"الحقوق المدنية".

وبالرغم من الأحاديث التي تدور في أوساط السياسيين حول مدى قدرة الطلبة على الصمود بأماكنهم في ظل ظروف الطقس وقرب انتهاء موعد الفصل الدراسي، فإن أحد أعضاء فريق مفاوضات الطلبة في جامعة كولومبيا تحدث عن إدراكهم لهذا التحدي، وأنهم لن يغادروا مكان المخيم حتى تتحقق مطالبهم.

وتشير التوقعات إلى أن هذه المظاهرات ستؤثر على الانتخابات الأميركية القادمة، مع اقتراب موعدها في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، خاصة على الحزب الديمقراطي الذي بدأ يفقد ثقة الكثير من قواعده الشعبية، في ظل موقف الإدارة الديمقراطية الحالية المنحازة تماما لإسرائيل، كما يصف العديد من الطلبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الجامعات الأمیرکیة جامعة کولومبیا معاداة السامیة للجزیرة نت فی جامعة وهو ما لم یکن

إقرأ أيضاً:

بعد وقف ترامب المنح الأميركية.. هذا ما جرى لـضحايا القرار في مصر؟

لم يكن طلاب المنحة الأميركية في القاهرة يتوقعون أن المعسكر الذي جمعهم من مختلف أنحاء الجمهورية داخل أسوار الجامعة الأميركية بالقاهرة سيشهد لحظة مفصلية في مسيرتهم الأكاديمية، وذلك بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف المنح الفدرالية والمساعدات الخارجية.

بدأت القصة عندما استدعت إدارة المنحة جميع الطلاب إلى قاعة باسيلي في مقر الجامعة بمنطقة التجمع الخامس. ووسط همهمات وتساؤلات، لم يكن أحد يتخيل أن الإعلان سيكون بهذه القسوة:

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2القدس.. وقفة احتجاج ضد ملاحقة مدارس الفرقانlist 2 of 2الاحتلال يضيق على التعليم الجامعي الفلسطينيend of list

"تم تجميد أنشطة الوكالة الأميركية لمدة 90 يوما، وعلى الجميع مغادرة المكان فورا. يجب على الوافدين من المحافظات العودة إلى فنادقهم وتسجيل المغادرة، وعلى المقيمين بالسكن الجامعي حزم أمتعتهم فورا والمغادرة قبل منتصف الليل، وإلا سيتعين عليهم دفع 27 دولارا مقابل ليلة إضافية".

لكن الصدمة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد تبع القرار سلسلة من المواقف الدرامية التي واجهها طلاب المنحة، وهذا جعلهم في حالة من الارتباك والقلق بعد الإعلان المفاجئ.

قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيقاف المنح الفدرالية أضاع حلم 1077 طالبا في الحصول على فرصة تعليم مميزة (رويترز) عام كامل على وشك الضياع

في حين أفادت تقارير بأن إدارة دونالد ترامب أوقفت نحو 60 مسؤولا رفيع المستوى في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بدعوى "تجاهل الأوامر"، يواجه موظفو الوكالة مستقبلا غامضا عقب هذه القرارات. ووفقا لمذكرة اطلعت عليها رويترز، صرّح القائم بأعمال مدير الوكالة جيسون غراي قائلا: "نتيجة لذلك، منحنا عددا من موظفي الوكالة إجازة إدارية بأجر ومزايا كاملة حتى إشعار آخر، بينما نستكمل تحليلنا لهذه الإجراءات".

إعلان

لكن تبعات القرار لم تتوقف عند الموظفين وحدهم، فبينما يمكنهم لاحقا البحث عن فرص عمل جديدة مع استمرار رواتبهم، يواجه طلاب المنحة الأميركية خطر ضياع عام دراسي كامل، خاصة أولئك الذين لا يزالون في عامهم التمهيدي، ما يعرض مسيرتهم الأكاديمية لمصير مجهول.

محاولات للمساعدة لم تشمل الجميع

أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر بيانا رسميا أعلنت فيه عن عقد اجتماع طارئ لمناقشة وضع طلاب منح الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وأوضح البيان أن وزير التعليم العالي توصّل إلى حل لمشكلة جميع الطلاب المصريين المسجّلين في برامج المنحة على مستوى مرحلة البكالوريوس، والبالغ عددهم 1077 طالبا، منهم 877 طالبا موزعين بين الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، و200 طالب في الجامعة الأميركية بالقاهرة.

ووفقا للبيان، التزمت الجامعات المصرية بتغطية جميع المخصصات والمصروفات الدراسية التي كانت تمولها الوكالة حتى نهاية الفصل الدراسي الثاني. من جهتها، تعهدت الجامعة الأميركية بالقاهرة بتحمّل نفقات 200 طالب مصري مسجّلين ضمن المنحة خلال الفصل الدراسي ذاته.

ورغم هذه الحلول، ظهرت مبادرات إضافية، حيث أعلن رجل الأعمال المصري أحمد طارق عن تبنّيه طلاب برامج الوكالة لمساعدتهم في استكمال مشوارهم الأكاديمي. ومع ذلك، لم تُحل المشكلة بالكامل، إذ بدا أن هناك فئة سقطت من حسابات الجميع. فقد ركّزت الجهود على طلاب البكالوريوس، وفقا لبيان الوزارة، من دون الإشارة إلى طلاب السنة التمهيدية، الذين كانوا قد بدؤوا مشوار المنحة حديثا، لكنها توقفت قبل أن تكتمل.

 

"فرحة ما تمت".. هذا ما جرى لطلاب السنة التمهيدية

منذ أن كانت طالبة في المرحلة الإعدادية، راود (أ. ش) حلم الحصول على منحة دراسية عقب إتمام الثانوية العامة، لكن مع رفض أسرتها لفكرة السفر إلى الخارج، ركزت بحثها على الفرص المتاحة داخل مصر. وبعد بحث مكثّف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجدت أخيرا المنحة التي لطالما تمنتها، فتقدمت على أمل الحصول على ما وصفته بـ"فرصة تعليم مميزة".

إعلان

عندما تم قبولها، انتقلت من محافظتها البحيرة إلى السكن الجامعي في القاهرة، حيث التحقت بالسنة التمهيدية، التي كانت شرطا للحصول على شهادة الأيلتس قبل بدء الدراسة الجامعية. بعض زملائها اجتازوا الاختبار وتم تسجيلهم رسميا، في حين كان آخرون -ومن بينهم هي- لا يزالون يعملون على اجتيازه استعدادا للعام الدراسي الجديد. ولكن فجأة، انهار كل شيء.

وتروي (أ. ش) للجزيرة نت: "كنت أنوي دراسة علوم الكمبيوتر، وكنت على وشك إنهاء السنة التمهيدية، حين تم استدعاؤنا إلى قاعة باسيلي. سرت إشاعة بين الطلاب الأكبر سنا عن وقف المنحة، لكننا لم نصدق. توقعت ربما تقليص الأنشطة أو تخفيض الدعم، لكن لم يخطر ببالي أن يخبرنا مدير المنحة بأن إشعارا وصل من المركز الرئيسي في واشنطن بتجميد المعونات المقدمة للعالم بأسره، وليس لمصر فقط. لم يقل لنا إن الأمر سيستغرق 90 يوما كما ذكرت الأخبار، بل قال: لحين إشعار آخر. عندها، انهار البعض بالبكاء، وانفعل آخرون، وغادر البعض القاعة غاضبين، أما أنا فبقيت مصدومة، عاجزة عن استيعاب ما يحدث.. وما زلت كذلك حتى الآن".

بعد تخرجها من الثانوية العامة عام 2024، باتت (أ.ش) اليوم تواجه مستقبلا غامضا، حيث توضح: "تم حل المشكلة بالفعل للدفعات الأكبر، لكن وضعنا نحن لا يزال قيد البحث من قبل اتحاد الطلاب في الجامعة الأميركية. وصلت للطلاب الأكبر سنا رسائل بريد إلكتروني تؤكد استمرار دراستهم على نفقة الجامعة، بينما لم يصلنا سوى إشعارات بوقف المنحة، أو إمكانية استكمال الدراسة مقابل دفع الرسوم، والتي تبلغ حوالي 15 ألف دولار سنويا، وهو مبلغ يفوق إمكانياتي تماما".

والآن، بعد 3 أيام من رحيلها عن السكن الجامعي، تعيش (أ. ش) في حالة من الضياع الكامل، كما تصف: "نحن بلا أي وضع قانوني.. لا ننتمي لأي جامعة حكومية أو خاصة، ولم نحصل على المنحة التي كان يفترض أننا حصلنا عليها. لم نصل إلى أي حل.. نمضي الوقت في منازلنا بين القلق والاكتئاب، بلا هدف واضح".

إعلان من المستقبل الواعد إلى المجهول.. "احزموا أمتعتكم"

يعيش (أ.م)، أحد طلاب السنة التمهيدية، المصير ذاته. الشاب الذي جاء من محافظة الفيوم إلى القاهرة بحثا عن مستقبل مختلف، كان يعتقد أن معدله المرتفع في الثانوية العامة، إلى جانب اجتيازه المقابلات والاختبارات واستيفائه كافة شروط المنحة، سيضمن له الطريق الذي حلم به. لكن كل شيء انهار فجأة؛ فلا هو التحق بكلية الطب بإحدى الجامعات الحكومية، رغم أن مجموعه كان يؤهله لذلك، ولا تمكن من دراسة إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية كما كان يطمح.

يقول (أ.م) للجزيرة نت: "نحن خريجو مدارس حكومية، لذلك كان علينا اجتياز عام تمهيدي لدراسة اللغة الإنجليزية قبل البدء في التخصصات الجامعية. كنا على وشك إنهائه، لكن كل شيء توقف فجأة. الآن، أنا وزملائي مهددون بضياع عام كامل من أعمارنا، فلا نحن التحقنا بالجامعات الحكومية، كأقراننا الذين سيبدؤون الفصل الدراسي الثاني قريبا، ولا حصلنا على المنحة التي كنا ننتظرها".

لا يفارق ذهنه مشهد الرحيل المفاجئ عن المعسكر، ويستعيد تفاصيله قائلا: "قيل لنا فجأة: احزموا أمتعتكم وعودوا إلى محافظاتكم. لم نكن قد أمضينا سوى يوم واحد فقط في المعسكر. غادر طلاب الجامعات الأخرى الفنادق، بينما وجدت نفسي مضطرا لحزم أمتعتي العديدة بسرعة في ساعة متأخرة. وقفت أبحث عن وسيلة تقلني إلى الفيوم، محملا بـ4 صناديق و3 حقائب. كان الوضع أكثر صعوبة بالنسبة لزملائي من المحافظات البعيدة، مثل الأقصر وأسوان. دفعت مبلغا كبيرا لأتمكن من العودة، ولا أدري الآن ما العمل.. ننتظر قرارا يحسم مصيرنا كطلاب للسنة التمهيدية".

وفي محاولة للتمسك بأي أمل، تواصل أحمد وزملاؤه مع رجل الأعمال أحمد طارق، الذي أعلن تبنيه بعض طلاب برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، لكن المساعدة المطروحة لم تكن لتنقذ عامهم الذي يوشك على الضياع أيضا يقول: "هو بالفعل رحب باستقبالنا ولكن في جامعته الجديدة التي سوف تفتح أبوابها لأول مرة مع العام القادم ما يعني أن هذا العام سوف يضيع أيضا".

إعلان

مقالات مشابهة

  • بعد وقف ترامب المنح الأميركية.. هذا ما جرى لـضحايا القرار في مصر؟
  • “نيويورك بوست”: إدارة ترامب ستلغي تأشيرات الطلاب المتعاطفين مع حماس في الجامعات
  • رئيس جامعة الزقازيق يُكَرِّمُ الطلاب ذوى الإعاقة الفائزين في «بارالمبياد الجامعات»
  • امر تنفيذي مرتقب من ترمب لمكافحة معاداة السامية .. وهذه تفاصيله
  • شراكة بين «ليدلو» العالمية وجامعة نيويورك أبوظبي
  • رئيس جامعة الإسكندرية: نتوسع في إنشاء فروع دولية خارج مصر
  • رئيس جامعة سوهاج يوجه الشكر لوزير التعليم العالي لإتاحة الفرصة أمام الطلاب لزيارة معرض الكتاب
  • رئيس جامعة الإسكندرية: نسعى لإقامة شراكات مع الجامعات العالمية المتميزة
  • سفيرة رومانيا ورئيس جامعة الإسكندرية يناقشان توطيد التعاون العلمى والبحثى مع الجامعات الرومانية
  • فشلت في مواجهة معاداة السامية..هرتسوغ يهاجم الأمم المتحدة