ذﻛﺮى اﻷﻳﺎم اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ ﺣﻴﺎة المسيح
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تلاميذ مخلص العالم.. أحدهم خانه وآخر كتب الإنجيل
من «الشعانين» إلى «القيامة».. قصة خلاص الإنسانية
متحدث الكنيسة يكشف لـ«الوفد» طقوس الأقباط فى أسبوع البصخة المقدسة
القس رفعت فكرى: القيامة رسالة أمل ورجاء متجدد
القس ميشيل ميلاد: فرصة ليعيش الجميع حياة التوبة التى دفع ثمنها المسيح
تدق الكنيسة الارثوكسية، اليوم الأحد، أجراسها فى كافة الإيبارشيات والطوائف بالمحافظات المصرية، إعلاناً ببدء فترة روحية تعتبر هى الأقدس فى حياة الأقباط، وتحمل خصوصية روحية كبيرة تفيض محبتها قلوب المسيحيين لما فيها من معانى تقدير وامتنان للسيد المسيح الذى ضحى وقدم نفسه فداءً للبشرية وكان هو مُخلص العالم من سنوات الظلام والاستبداد.
يأتى هذا الأسبوع السابع من فترة الصوم الكبير الذى بدأ مارس الماضى على مدار 55 يوماً، وينتهى 5 مايو المقبل من خلال احتفالية عيد القيامة المجيد، وشهد الأقباط الجمعة الماضية «ختام الصوم»، بينما استهل أمس أسبوع البصخة المقدسة أو كما يعرف بـ«أسبوع الآلام»، ذكرى آخر أيام فى حياة السيد المسيح.
البصخة المقدسة
تعرف هذ الفترة بـ«أسبوع البصخة المقدسة» وبحسب عظة البابا تواضروس السابقة فى هذه المناسبة، أنها أيام تصلح لجميع البشر وعندما يدخل المُصلى إلى الكنيسة ويجد الرايات السوداء معلقة فهى ليست للكنيسة بل هى للجميع وعندما يشارك المصلون فى ألحان حزينة تكون على النفس الإنسانية فهذا الأسبوع هو ذكرى آخر أيام المسيح على الأرض والتى شهدت آلامه وصلبه وقدم نفسه ذبيحة وفداء وصار مفعول هذه الذبيحة ممتداً فى الزمن إلى نهاية الأجيال، وكلمة «بصخة» هى كلمة معربة ذو أصل يونانى وتعنى بالعبرى «الفصح»، ويقصد بها العبور والاجتياز وهو المعنى الروحى والنفسى خلال أسبوع الآلام.
أحداث أسبوع الآلام
يأتى فى «سبت لعازر» عدة أحداث منها إقامة لعازر وذهاب يسوع المسيح إلى مدينة إفرايم، وذكرى تطييب السيدة العذراء لابنها المسيح بالطيب فى بيت عنيا، ثم يوم الأحد «أحد الشعانين» دخول المسيح أورشليم فى موكب عظيم وطلب اليونانيين أن يروا يسوع، وفى يوم الاثنين، كانت ذكرى «شجرة التين غير المثمرة وتطهير السيد المسيح للهيكل للمرة الثانية»، وخلال يوم الثلاثاء كان تسعة أحداث، تأتى فى مقدمتها قصة الشجرة اليابسة وسؤال الرؤساء عن سلطان المسيح وهناك ذكرى ثلاثة أمثال إنذار وأسئلة اليهود، وذكرى سؤال المسيح الذى لا يرد عليه أحد، وأيضاً شهد اليوم ذاته نطق المسيح بالويلات للكتبة والفريسيين وقصة الأرملة الفقيرة ورفض اليهود للمسيح، وفى يوم الأربعاء كانت قصة سكب الطيب وخيانة يهوذا أحد تلاميذ المسيح.
و يوم الخميس الذى تم خلال العشاء الأخير وخطب المسيح الوداعية وصلاته الشفاعية، ويوم الجمعة هو اليوم الذى شهد تسليم المسيح للقضاء ومحاكمته أمام رؤساء اليهود ومن الوالى بيلاطس وصلبه وتعذيبه بشتى أنواع العذاب ثم دفنه فى القبر، ويأتى يوم سبت النور "واقعة الحراس على القبر" كما ورد فى سفر (مت 26: 72-66)، وأخيراً الأحد قيامة المسيح من بين الأموات.
البابا شنودة عن أسبوع الآلام: فترة اعتكاف وخلوة مع الله
لم تمر هذه المناسبة على الكنيسة عبر السنوات دون أن يترك آباء الأقباط رسالتهم وكثيراً ما يسترجع مركز معلم الأجيال التابع لكنيسة العذراء بالزيتون ذكريات وعظات البابا شنودة الثالث، الغائب الحاضر فى حياة الأقباط، وفى أسبوع الآلام القى عظة بطريرك الأقباط وضع لهم بعض التأملات والتعاليم التى يمكن أن تُحسن الجانب الروحى لأبناء الكنيسة، وتستمر جملته الذى أوصى فيها «أعيدوا ترتيب أنفسكم للتناول فى هذه الأيام المقدسة باعتراف وتوبة صادقة أمام الله وعزيمة قوية على أنكم تسلكوا حسن»، عالقة في الأذهان.
ويوصى ببعض المفاهيم التى يجب أن تكون حاضرة فى نفس المسيحيين وهى الشراكة أى يكون هناك إحساس مشترك بآلام المسيح وأن يكون هذا الأسبوع مخصصاً له لذا أفضل ما يقوم به المسيحى هو الاعتكاف والخلوة مع الله والبعد عن التشتت والأحاديث.
وقائع خالدة فى أذهان الأقباط
بدأت الكنيسة احتفالها أمس، بذكرى معجزة المسيح التى تعتبر ناقوسا يعلن من خلال بدء أسبوع الآلام ويعرف بـ«سبت لعازر»، وتعتبر واحدة من أهم معجزات السيد المسيح وتحتل مكانة كبيرة فى التاريخ المسيحى، حيث تعيد إحياء ذكرى قيامة «لعازر» من القبر بعد موته بأربعة أيام، ويتخذ هذا اليوم عيداً للأطفال، وتحرص الكنائس القبطية على إقامة الصلوات والعظات الروحية.
وعندما ذاعت شهرة السيد المسيح وأنه صاحب هذه المعجزة، كانت حالات الترقب والانتظار لشعب مدينة القدس «أورشليم حسب ما ورد ذكرها فى الكتب المسيحية» الذين وضعوا آمالهم فى هذا البطل صاحب المعجزات، ووقفت الجموع فى جانبى الطرق لاستقبال المسيح الذى كان فى مخيلتهم أنه سيدخل على خيل كبير مرتدياً سيفاً قوياً، ولكنه دخل فى سلام بسيط الهيئة يركب جحشاً وهادئ الوجه ومنيراً يضىء فى طريقهم العتمة التى صنعتها سنوات الظلم والاستبداد فى ذلك الوقت.
وتتزين الكنائس بسعف النخيل والزيتون تشبيهاً لما حدث مع المسيح فى مثل هذا اليوم، وقد دخل المسيح، ومن حوله أهل وأطفال المدينة يحملون أغصان الزيتون وسعف النخيل، دخل المُخلص أرض هذه البلدة التى كانت تحمل خصوصية دينية صارمة وتحت احتلال الإمبراطورية الرومانية التى ُعينت والياً لكى يقود هذه البلاد المحتلة، كان فى هذا الزمن الوالى هو «بيلاطس النبطى»، القادم من بنطس فى آسيا الصغرى، فخرجوا مُهللين بكلمات «أُوصَنَّا هوشعنا» وتعنى أنقذنا وخلصنا حاملين أفرع النخيل والزيتون.
كانت هتافات أهل أورشليم تعلو فى سماء المدينة لأنهم كانوا يعلمون أن المسيح صاحب معجزات وأنه سيخلصهم من الاستعباد الرومانى، ولكن المسيح جاء من أجل تأسيس مملكة روحية ومن أجل الإنسان وتوبة القلوب وأعمال الرحمة والمحبة.
كان ينظر للمسيح فى تلك اللحظة بحسب ما ورد فى عظة «أحد الشعانين» لقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية العام الماضى، أنه فاتح عظيم فانتشرت الشعوب وعلت الهتافات والتهليل فى الشوارع ولكنها لم تكن خالية من علامات الاستفهام، ولكن حقيقة الأمر أن هذه الجموع التى انتظرت أن ترى بطلاً يحمل سيفاً وفق النظرة البشرية البسيطة للأمور جعلت جميع من هتف فى استقبال المسيح، يهتفون بعد مرور 5 أيام مطالبين حاكمهم الرومانى أن يصلب ويعذب المسيح، ويقول البابا إن المسيح جاء من أجل خلاص الإنسان من الخطية لذا هو المسيح الذى يمسح خطية الإنسان ولا يستطيع غيره فعل ذلك.
يعرف هذا اليوم فى الكنيسة بعدة أسماء، فهو «أحد الشعانين، أحد السعف، يوم الهتاف، يوم التهليل، يوم الزيتونة، يوم النخيل، يوم الأطفال، يوم الفقراء»، ويعتبر الأقباط هذه الذكرى عيداً لأنه يوم فريد فى حياة السيد المسيح والكنيسة، لذا يُعد أحد الأعياد السيدية فى حياة الكنيسة القبطية.
وتُعيد هذه الذكرى دخول المسيح إلى أورشليم قادماً من قرية صغيرة تعرف بـ«بيت عنيا»، وتحمل هذه اللحظة معنى رمزياً فهذه القرية تشبه من حيث الرمز «الأرض»، أما المدينة الكبيرة فهى «السماء»، وهو تعبير الرحلة السماوية الذى يعيشها الإنسان.
«المعاناة والخذلان» صاحبا المسيح فى حياته
يقول البابا تواضروس، فى عظة أسبوع الآلام العام الماضى، أن الحقيقة الجميع يحتفل فى هذا الأسبوع، ولكن فى الحقيقة هذه الأيام كانت حزينة ومؤلمة وجزءا من معاناة وآلام المسيح طيلة حياته والذي عاش فيها مخذول من الناس، ووفق ما جاء عنه فى سفر إشعياء النبى إصحاح (53) «رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ»، وهذا يعنى أنه لم يعذب المسيح أسبوعاً فقط بل كان العذاب والخذلان عنوان سيرته فى الأرض.
وورد فى الكتاب المقدس كثير من المواضع التى أكدت معاناة السيد المسيح وخذلانه من الجميع فقد جاء دليلاً فى الإصحاح «رفضونى أنا الحبيب مثل ميت مرذول» وفى سفر أرميا النبى الإصحاح الثانى «ركونى أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم آبارا آبارا مشققة لا تضبط ماء»، وفى سفر أشعيا النبى «مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضاً لِكَرْمِى وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ؟ لِمَاذَا إِذِ انْتَظَرْتُ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً، صَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً؟».
خلال هذا الأسبوع هناك وقائع فارقة فى الإنسانية، مثل «خميس العهد» الذى يتمتع بمكانة كبيرة بسبب ما شهده من أحداث، وهو ذكرى العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه وهو اليوم الذى غسل فيه المسيح أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو وترك لهم وصيته، يتفرد بخصوصية روحية فى وجدان الأقباط لعدة أسباب ويمكن السبب أنه اليوم الذى شهد تأسيس أو إنشاء سر التناول (سر الأفخارستيا).
كان هذا اليوم الأخير الذى ألقى فيه المسيح تعاليمه وفى آخر ساعات يوم الخميس صلى صلاته الوداعية فى «بستان جثسيمانى»، وفى تلك الأثناء كان يتم الإعداد لصلبه وخيانته على يد أحد تلاميذه «يهوذا» الذى جاء بالجنود حتى يسلم لهم المسيح وتبدأ محاكمته ليلاً، وتأتى بعد ذلك الجمعة العظيمة كما تعرف فى الكنيسة وهو اليوم الذى صلب وتعذب فيه المسيح.
أنماط تلاميذ المسيح بين خائن وأمين
فسر البابا تواضروس فى عظة خميس العهد منذ عامين، أنواع تلاميذ السيد المسيح والتى تجسد أنماطا متعددة من البشر، هناك التلميذ الخائن «يهوذا» الذى باع المسيح ويمثل الإنسان غير الأمين فى حياته وعمله، والتلميذ المندفع «بطرس» يقول قداسته إنه الذى بعد معالجة ضعفاته بالحب صار يمثل الإيمان الذى يحياه الإنسان، واختتم عظته فى هذا السياق، بشخصية «يوحنا» تلميذ المحبة وهو مثال للمحبة والهدوء وله شروحات لاهوتية عميقة تدعو لها الأمر وكان أميناً فى كتابات الإنجيل.
وفى هذه المناسبة تواصلت «الوفد» مع القمص موسى إبراهيم يعقوب، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لتجرى معه حواراً عن أقدس أيام العام فى حياة الأقباط.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
تاريخهم فى الملاعب لا يُذكر.. أنصاف لاعبين يتنمرون على الكرة النسائية!!
فى مشهد يعكس غياب الوعى الرياضى، يتجرأ بعض اللاعبين محدودى التاريخ فى الملاعب على مهاجمة كرة القدم النسائية فى مصر، فى محاولة للنيل من هذه الرياضة التى تشهد تطورًا كبيرًا فى الآونة الأخيرة، هذه التصرفات تقلل من قيمة اللعبة وتؤثر سلبيًا على عزيمة اللاعبات، بل تسيء إلى روح المنافسة واحترام التطور الرياضيين، فكرة القدم النسائية ليست مجرد لعبة، بل رمز للإصرار والطموح الذى يستحق الدعم، وليس التنمر ممن لم يتركوا بصمة تُذكر فى عالم الكرة.
وبالرغم من التطور الذى شهدته كرة القدم النسائية فى الآونة الأخيرة، بمشاركة الأهلى والزمالك لأول مرة فى تاريخ اللعبة التى انطلقت عام ١٩٩٩، الأمر الذى ساهم فى زيادة عدد المتابعين نظرًا للشعبية الجارفة التى يمتلكها القطبين، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين مازالوا يرفضون فكرة ممارسة النساء لهذه الرياضية، مبررين ذلك بأنها ترتبط بالعنف والالتحامات والخشونة، وهى أمور تتناقض، حسب رأيهم، مع الصفات التقليدية المرتبطة بالنساء مثل الأنوثة والرقة، على الرغم من النجاح الذى تحقق خلال المواسم الماضية، مثل تنظيم دورى متكامل، وتفوق بعض الأندية، ووجود لاعبات ومدربين يستحقون التكريم، إلا أنه مع كل خطأ يحدث فى المباريات، يظهر البعض لرفع لافتات التهكم مثل المرأة مكانها المطبخ.
وتسببت تصريحات أحمد بلال، لاعب الأهلى الأسبق، التى أثارت استياء وغضبًا واسعًا بين العديد من اللاعبات والمشجعين للكرة النسائية، إذ كتب «بلال» عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «كرة نسائية إيه اللى بيلعبوها فى مصر.. دا الستات مبيعرفوش يطبخوا.. هيعرفوا يلعبوا؟»، وبعد هجوم واسع من متابعى الكرة النسائية، اضطر لحذف المنشور بعد دقائق من نشره، تصريحات أحمد بلال دفعت النجوم والمسئولين للرد عليه، وقال شادى محمد مدير جهاز كرة القدم النسائية: «للأسف وسائل التواصل الاجتماعى تستخدم النجوم بشكل خاطئ، وتقلل منهم ولا بد أن ينتبه النجم أو المسئول لكل كلمة يكتبها أو يقولها، وما يتردد من مقولة إن الست مكانها المطبخ وغيرها من الأقاويل هى دعابة غير لائقة ومصر فيها ستات وبنات كتير بـ ١٠٠ راجل، وتحملن مسئوليات كبيرة فى تنشئة وتربية أبطال ومهندسين وأطباء وعلماء، هناك لاعبة فى الأهلى عمرها ١٥ سنة وتتولى رعاية أسرتها البسيطة، كم امرأة تحملت مسئولية أولادها بعد وفاة زوجها ووصلت بهم لأعلى مكانة ممكنة؟».
واستشهدت دينا الرفاعى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والمشرفة على كرة القدم النسائية، بالإنجازا التاريخى الذى يحققه فريق مسار «توت عنخ أمون» سابقًا، الذى فرض نفسه على الساحة الإفريقية بقوة، بعدما تأهل للدور نصف النهائى لبطولة دورى أبطال إفريقيا، ليصبح أول فريق مصرى يصل إلى هذا الدور، ومازال لديه الأمل والطموح فى بلوغ النهائى والمنافسة على اللقب، ليسطر تاريخًا جديدًا لكرة القدم النسائية.