يجمع خبراء عسكريون ومحللون سياسيون تحدثوا لقناة الجزيرة على أن الفيديو الذي بثته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) جاء في توقيت مهم للغاية ويحمل معلومات ورسائل معززة ومكثفة ستكون لها تداعيات على المنظومة المجتمعية والسياسية في إسرائيل.

وعرضت كتائب القسام اليوم السبت مقطعا مصورا لأسرى لديها يطالبون حكومة بنيامين نتنياهو بالإفراج عنهم ويحذرون من تداعيات القصف على حياتهم.

وقال أسير لدى القسام للإسرائيليين "آمل أن تستمروا في المظاهرات من أجل أن تكون هناك مفاوضات تفضي إلى صفقة، وأريدكم أن تبذلوا كل ما في وسعكم للضغط على الحكومة بكل الطرق الممكنة".

ووفق الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي، فإن المشاهد التي بثتها كتائب القسام تضمنت مجموعة من الرسائل، من أبرزها أن استخدام جيش الاحتلال القوة العسكرية لن يعيد الأسرى الذين هم في قبضة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولا بد من الذهاب إلى صفقة تبادل كما جرى في السابق.

ويزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي -يضيف الفلاحي- أن الضغط العسكري هو الذي سيجبر فصائل المقاومة الفلسطينية على الذهاب إلى صفقة تبادل الأسرى، لكنه أرسل جيشه إلى منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة وبقي هناك أكثر من 4 أشهر دون أن يتمكن من الوصول إلى الأسرى أو تحريرهم.

دعاية صادقة

بدوره، يشدد الكاتب الفلسطيني ساري عرابي في تعليقه على أهمية الفيديوهات التي تقدمها كتائب القسام، حيث "تقدم دعاية صادقة ومعلومات واضحة ومباشرة" تخاطب الجماهير الإسرائيلية المختلفة مع حكومة نتنياهو بشأن التعاطي مع ملف الأسرى.

وأشار عرابي إلى أن الفيديو الذي بثته كتائب القسام اليوم يقدم معلومات حديثة جدا عن الأسرى، وبالتالي يبعث رسالة إلى الإسرائيليين مفادها أنه في الوقت الذي يقتل جيشكم العديد من أسراكم هناك فرصة لإنقاذ من تبقوا على قيد الحياة.

وتكمن أهمية فيديو القسام أيضا في توقيته، حيث جاء بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي، وهو ما من شأنه أن يعزز الحراك الشعبي داخل إسرائيل ويضاعف من المظاهرات التي تطالب بإعطاء الأولوية لملف الأسرى، كما أن الفيديو -يضيف عرابي- جاء بعد جهود دعائية متعددة من كتائب القسام مثل خطاب الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة.

وخلص عرابي إلى أن المؤسسة الإسرائيلية رفعت خلال حربها على غزة هدفين متناقضين، فلا يمكن القضاء على حركة حماس وتفكيك بناها وفي الوقت نفسه استرجاع الأسرى أحياء، وهو ما تحاول حركة حماس تأكيده للإسرائيليين، كما أن الضغط العسكري الذي يمارسه جيش الاحتلال أدى إلى مقتل العديد من الأسرى الإسرائيليين.

من جهته، أثنى الخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد على فيديو كتائب القسام، وقال إنه أعد بطريقة محكمة وخاطب مشاعر وعواطف وقلوب الإسرائيليين، وجاء في ذروة عيد الفصح وقبيل ساعة واحدة من انطلاق إحدى أكبر المظاهرات ضد حكومة نتنياهو لإعطاء الأولوية لموضوع الأسرى.

والرسالة المؤثرة التي وجهتها كتائب القسام إلى الإسرائيليين تقول لهم إن قيادتكم تكذب وترفع شعارات وهمية بأن القوة العسكرية تؤدي إلى تحرير الأسرى.

وفي ردود الفعل الإسرائيلية على فيديو القسام، أكدت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة أن على حكومة نتنياهو أن تختار إما المضي في خططها لاجتياح رفح جنوبي قطاع غزة أو إبرام صفقة تبادل لاستعادة المحتجزين من غزة.

ودعت العائلات -في بيان- إلى "إنهاء الحرب ودفع الثمن"، وأكدت أن الدخول إلى رفح سيكون "تضحية إضافية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات کتائب القسام

إقرأ أيضاً:

خبراء الطاقة: مصر تملك فرصًا استثنائية لتصدير الطاقة المتجددة

أكدت قيادات قطاع الكهرباء والطاقة أن مصر أصبحت تُمثل لاعبًا استراتيجيًا محوريًا في ملف الطاقة المتجددة عالميًا، بفضل موقعها الجغرافي المتميز بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، وما تمتلكه من موارد طبيعية تؤهلها لتحقيق طفرة في إنتاج وتصدير الطاقة الخضراء، خاصة في ظل تزايد الحاجة العالمية لمصادر نظيفة ومستدامة للطاقة.

محافظ البنك المركزي المصري يستقبل وفدًا صينيا لبحث أوجه التعاون المشتركبشاي: الطاقة المتجددة في مصر ليست فقط بيئية بل ضرورة اقتصادية وأمن قومي

وقالت الدكتورة  صباح مشالي، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء بوزارة الكهرباء  إن المنطقة الواقعة بين البحر الأحمر والبحر المتوسط تشهد مرور كميات هائلة من الطاقة تقدر بنحو 12 مليار متر مكعب من الغاز تمر عبر 3 أو 4 دول، وهي منطقة حيوية تمثل محورًا رئيسيًا لإمدادات الطاقة نحو أوروبا والأسواق العالمية.

وأضافت خلال مؤتمر غرفة التجارة الأمريكية اليوم الثلاثاء أن هذه المنطقة تستحوذ على 30% من حركة السفن العالمية، و80% من سوق الطاقة العالمي، ما يعزز أهميتها في تأمين تدفقات الطاقة مستقبلًا.

وأشارت مشالي إلى أن هناك تحديًا حقيقيًا يتمثل في التوسع في البنية التحتية لشبكة الكهرباء حتى نتمكن من تحقيق مستهدفات الدولة بالوصول إلى 42% من الطاقة المتجددة بحلول 2030، موضحةً أن تمويل هذه الشبكات تم حتى الآن من خلال قروض سيادية تم توجيهها للشركة المصرية لنقل الكهرباء، لكن هذا النموذج لم يعد مستدامًا.

وأكدت أنه يجري حاليًا البحث عن نموذج تمويلي جديد يضمن الاستدامة ويخفف العبء عن الدولة، ويعتمد على مشاركة القطاع الخاص أو على نموذج تمويل مختلط مثل النموذج الأسترالي بالتعاون مع مؤسسات استثمارية دولية، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بتحصيل العوائد بالجنيه المصري في مقابل التزامات بالدولار.

وفي السياق ذاته، قال المهندس يحيى شنكير، الرئيس التنفيذى السويدى للطاقة  إنه من الضروري تحويل الطاقة المتجددة في مصر إلى مصدر رئيسي للتصدير، وليس فقط للاستهلاك المحلي، لأن قدرة الشبكة الوطنية لا يمكنها استيعاب نسب مرتفعة من الطاقة المتجددة قد تصل إلى 80% من إجمالي الطاقة المنتجة.

وأوضح أن هذا التوجه يحتاج إلى العمل على عدة محاور فنية واستثمارية وتشريعية، مع تطوير برامج لتخزين الطاقة مثل البطاريات المستقلة (Standalone Storage)، لتسهيل استقرار الشبكات.

وأشار شنكير إلى أن هناك بالفعل خطوات جادة لتفعيل الربط الكهربائي بين مصر واليونان وإيطاليا، تشمل تحديد نقاط الربط وتحديث الدراسات الفنية، مؤكدًا أن هذه المشروعات تمثل فرصة لمصر لتحويل مواردها من الطاقة إلى ما يشبه "منتج صناعي" يتم تصديره وجلب العملة الصعبة، على غرار المنتجات المصدّرة.

من جانبه، قال المهندس أسامة بشاي أوراسكوم للإنشاءات إن مصر تمتلك وفرة غير مسبوقة في مصادر الطاقة الشمسية والرياح، تجعلها من بين أكثر الدول كفاءة في إنتاج الطاقة المتجددة، خصوصًا على ساحل البحر الأحمر وفي جنوب البلاد. وأضاف أن مشروعات الطاقة المتجددة في مصر أغلبها تقودها شركات القطاع الخاص، مما يجعلها لا تمثل عبئًا على الموازنة العامة، بل تمثل قصة نجاح حقيقية في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وخلق فرص عمل.

وشدد بشاي على أن المنافسة في سوق الطاقة المتجددة أصبحت شرسة، خصوصًا مع دول مثل المغرب والسعودية، في ظل محدودية سلاسل الإمداد العالمية التي تهيمن عليها الصين حاليًا في مجالي الألواح الشمسية وتوربينات الرياح.

وأكد على أهمية السرعة في التنفيذ وتسهيل بيئة الأعمال لجذب المستثمرين الدوليين، ودعم تمويل الشبكات الكهربائية حتى يتمكن القطاع من الوفاء بمستهدفات الدولة الطموحة.

واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن مصر تمتلك كافة المقومات البشرية والتقنية والطبيعية لتصبح مركزًا عالميًا للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، بشرط استمرار التنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات التمويل الدولية، والعمل وفق خطة وطنية موحدة تنظر إلى الطاقة المتجددة ليس فقط كخيار بيئي، بل كمصدر استراتيجي للدخل القومي.

طباعة شارك قطاع الكهرباء الطاقة المتجددة الطاقة الخضراء

مقالات مشابهة

  • السجن لـ6 أشخاص بسبب ارتدائهم الزي العسكري في حفل زفاف .. فيديو
  • هذا عدد الإسرائيليين بعد 77 عاما على احتلال فلسطين
  • عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد
  • حريق ضخم بجبال القدس يثير هلع الإسرائيليين
  • استطلاع يكشف أن معظم الإسرائيليين يتخوفون على مستقبل دولتهم بحلول 2048
  • سارة نتانياهو تفضح زوجها في اجتماع رسمي.. فيديو
  • الأهلي يُعزي نجمه السابق أسامة عرابي في وفاة والدته
  • خبراء الطاقة: مصر تملك فرصًا استثنائية لتصدير الطاقة المتجددة
  • القضاء على حماس والنصر المطلق.. ماذا يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون؟
  • شاب يروي قصة حزينة عن أخيه الذي توفي قبل استلام سيارته الجديدة.. فيديو