على مطايا السنين، أنهى الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني رحلة مع الدنيا استمرت في كبد ومنازعة، ومقاومة ونضال حتى آخر أيامه، خرج هذا الشيخ اليماني من بلاده بعد أن أهدر خصومه دمه واستباحوا جامعته العريقة، ليخرج من بلاده متخفيا إلى السعودية التي أقام فيها سنوات قبل أن ينتقل مجددا إلى تركيا التي وصلها عام 2020، حيث وضع عصا التسيار جارا لأبي أيوب الأنصاري في مهاجره ومدفنه التركي.

هكذا جرت المقادير وسارت الأيام لرجل ارتبط اسمه باليمن والإيمان والإعجاز العلمي في القرآن.

 

استلم عبد المجيد الزنداني أرواق الحياة غضة طرية ذات يوم من عام 1942 في قرية الظهبي بمحافظة إب، لكن انتماءه الأصلي كان إلى قرية زندان، ومنها أخذ نسبته التي رافقته وجعلته أشهر منسوب إليها، وربما أشهر علماء وقادة اليمن وسياسييه، أما قبليا فالرجل من أرحب بن بكيل، تلك الآصرة القحطانية الشهيرة التي تنسب إليها أيضا الإبل الأرحبيات العتاق ذوات التاريخ الأصيل.

 

وفي قريته الصغيرة، أخذ الرجل معارف واسعة من علوم الشريعة الإسلامية واللغة، واعتمر العمامة، وتقلد الخنجر اليمني الأصيل، وسار سيرة اليمانيين العريقة، لكنه امتاز بشفافية روحية عالية، وبإخبات مشهود وجهاد تربوي مستمر، طبع به أنصاره ومدرسته العلمية وجامعته التي حملت اسم الإيمان.

 

كان الرجل من أبناء الثورات اليمنية، ومن الذين شحذت هممهم قصائد وآراء القاضي الشاعر محمد محمود الزبيري، التي ما زال رجْعها الوهاج يعتمل في القلوب.

 

والظاهر أن تربية الأسرة الخاصة قد تركت بصماتها التي لا تنمحي في وجدان الطفل عبد المجيد، الذي يذكر كيف غضب والده ذات مرة حتى كاد يبطش به لأنه أخذ نقودا زائدة على حقه من بائع صغير في قريتهم، ليرفع الوالد الصوت هادرا مجلجلا خوفا من دخول المال الحرام بيته أو جوف ابنه، وتلك وردة في روض يانع من قصص الإخبات والتقوى والمجاهدة التي أخذ بها الزنداني نفسه، وأطرها عليها أطرا، كابحا عنفوانها حتى استقادت ولانت، وفق ما يروى بعض أنصاره ومحبيه.

 

يمني في رحاب الأزهر

 

درس الشيخ الزنداني المستويين الابتدائي والثانوي في المدارس النظامية في إب وعدن، قبل أن ينتقل إلى مصر حيث درس في كلية الصيدلية سنتين، ولكنه لم يكمل دراسته في تلك الكلية نظرا للتطورات التي تلاحقت حينها في اليمن، ولأن الاهتمامات الشرعية للرجل سلكت به ذات اليمين إلى غير ما خرج له من اليمن.

 

وفي رحاب الأزهر ومحاضن وجمعيات الإخوان المسلمين، وبين المحابر والمحاريب والمكتبات وحلقات التربية والنقاش في أرض الكنانة، نهل الشيخ الزنداني من علم واسع ووعي حركي، جعلا شخصيته تسلك مسارا آخر.

 

ولكن الرجل وجد نفسه خارج مصر يبحث عن موطئ قدم جديد؛ فقد كانت الأجواء السياسية بمصر الناصرية في تلك الأثناء متقلبة كسيول النيل، بعد أن ضاقت القاهرة ذرعا بالإخوان وزجت بأعداد كبيرة منهم في السجون، وعلّقت حبال المشانق لعدد من قادتهم، بينما قضى آخرون تحت سياط التعذيب في أقبية السجون، أما اليمن فكان يغلي ضد الحكم الإمامي، وكانت ثورة 26 سبتمبر (أيلول 1962) تتخلق وقتها لتنجح لاحقا في إسقاط الحكم الإمامي بعد محاولتين فاشلتين.

 

انتقل الزنداني إلى المملكة العربية السعودية، متجولا بين العرصات المباركة والعلماء الأجلاء من أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين وغيرهما من المرجعيات العلمية في الحجاز، حيث انكب على دراسة العلم الشرعي، قبل أن يختتم مساره الدراسي بشهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان.

 

شيخ الإعجاز ومؤسس جامعة الإيمان

 

توسعت مدارك الشيخ الزنداني بشكل كبير في دراسته الشرعية، ويبدو أن خلفيته في مجال علم الأحياء مكّنته من اكتشاف عالم لا متناه من إعجاز الوحي، خصوصا فيما يتعلق بإثبات سبق الشريعة لكثير من الاكتشافات العلمية الحديثة في مجال الأحياء والبحار والطب.

 

ولم يكتف الشيخ الزنداني بإظهار مجالات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، بل سعى إلى تحديد ضوابط ومفاهيم هذا العلم الجديد الذي فتح عيونا وقلوبا كثيرة حول العالم على عظمة الإسلام.

 

ولا يعلم أحد في جيله اشتهر بما اشتهر هو به من انشغال بقضية الإعجاز العلمي في القرآن، فكان هذا المجال من أهم وأبرز مجالات تميّز الرجل، ونشر عددا كبيرا من الأشرطة والمحاضرات التي فصّل فيها تأملاته في مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية.

 

كما أسهم، بالإضافة إلى ذلك، في تأسيس هيئة عالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وهي الهيئة التي ترأسها لاحقا واتخذت من المملكة العربية السعودية مقرا لها.

 

وقد توج الرجل بحوثه واهتماماته العلمية بإعلانه في العام 2004 عن اكتشافه علاجا لفيروس الإيدز القاتل، محتفظا لنفسه بسر وملكية هذا العلاج، خوفا عليه من "مافيا شركات الأدوية" كما قال حينها.

 

وقد أثمرت المسيرة العلمية للشيخ الزنداني عددا كبيرا من البحوث والدراسات والمحاضرات والرحلات العلمية والدعوية، كما أنتجت كتبا مهمة من أشهرها: تأصيل الإعجاز العلمي، التوحيد، البينة العلمية في القرآن الكريم، علم الإيمان، طريق الإيمان، نحو الإيمان.. إلخ.

 

ولقد كانت قصة الشيخ الراحل مع الإيمان بشكل عام هي أكبر هم الرجل وأعلى مدراج فكره، فقد ملك القرآن شغاف قلبه، وتحدث العديد ممن عرفوه عن شغف الرجل بالقرآن وطول صلاته، وإذ تراءت سمعة الرجل ومكانته العلمية والاجتماعية، فإنه كان حريصا غاية الحرص على إخفاء عبادته، ونشيجه الذي يقطع به الليل تسبيحا وقرآنا عن أقرب مقربيه، كما كان حريصا على أن تكون له "مع الله خبيئات" يضن بها عن أعين الرقباء، حسب ما يقول هؤلاء.

 

وقد حوّل الرجل المصطلحات الأثيرة مثل علم الكلام وعلم العقيدة إلى علم الإيمان، مستخدما في ذلك قرآنية المصدر ونبوية التسنن والاقتداء.

 

ولقد وقف الزنداني في وجه موجات الإلحاد، مخاطبا العقل العلمي للعالم ببينات من إشراق الأسلوب القرآني، ودامغ حججه العلمية، وجداله العقلي المستنير.

 

ولجمع أشتات المعارف والإشراقات التي يرى الزنداني أنها أساس تربية وتعليم الشاب المسلم، أنشأ الرجل جامعة الإيمان في قلب العاصمة صنعاء، وفتح لها عددا من الفروع في أنحاء مختلفة من اليمن، وتزايد طلابها إلى آلاف من أكثر من 55 جنسية، كما توزع أساتذتها بين جنسيات ومرجعيات علمية متعددة.

 

خرّجت جامعة الإيمان آلاف الطلاب من حملة الشهادات العالية، وتفرّق طلابها في أمصار العالم كالورود والشذا تحمله الريح من قمم الجبال إلى السفوح والوديان والأنهار والأمصار.

 

لكن جامعة الإيمان لم تكن في أيامها الأخيرة إلا جرحا يمينا من بين جراحات أخرى، حيث دمر ومزق حاضرها وتاريخها وإشعاعها برصاص الحوثيين الذين كانوا يصفونها بأنها "محضن السلفيين والتكفيريين".

 

ولم تكن الجامعة الهدف الوحيد لخصوم الزنداني، بل توجهوا إلى منزله في قرية زندان، وحوّلوه إلى حجارة وركام وأكوام من الذكريات بعد أن دوى صوت القنابل والمتفجرات في أركانه في سعي للانتقام من الرجل الذي رأى فيه هؤلاء خطرا على مشروعهم لحكم اليمن.

 

ولم يكن خروجه من اليمن نزهة بين أودية وسهول ومرتفعات عرفها وعرفته حقبا من الزمن، بل كانت رحلة ضرورة بعد أن أصبح هدفا مطلوبا بذاته، يغذ خصومه السير بحثا عنه، وقد كان الزنداني يدرك حقا أن رحلة الخروج من اليمن مغامرة قد تودي بحياته، كما قال في تصريحات صحيفة، فقد كان عليه تجاوز نقاط التفتيش في 4 محافظات يسيطر عليها الحوثيون، وبالفعل انطلق من محافظة تعز مع رفقة يتوزعون على 4 سيارات، مرورا بـ30 نقطة تفتيش حوثية قبل وصولهم إلى السعودية.

 

مكث الزنداني نحو 5 سنوات في السعودية بعد أن وصلها في منتصف يوليو/تموز 2015، ثم غادرها في نوفمبر/تشرين الأول 2020 إلى تركيا، ليجد في إسطنبول المثوى والمأوى الأخير، والمدفن الذي انتهت فيه رحلة شيخ اليمن والإيمان والإعجاز.

 

أحب الشيخ الزنداني يمنه وجامعته، وتعلق بطلابه وتعلقوا به، وسعى لخدمتها بكل ما أوتي من فكر وثروة وعلاقات، فاستجلب لها أجلاء العلماء من كل بلد، وحرص على بقائهم فيها ما وسعهم ذلك.

 

ويذكر الدكتور محمد المختار الشنقيطي -وهو أحد المدرسين السابقين في جامعة الإيمان- حدب الشيخ على مشايخ جامعته، وحرصه على خدمتهم وبقائهم فيها، ورفضه الاستقالة أو المغادرة "ثم أزفتْ ساعة الرحيل من اليمن ختام العام 1999 من أجل الدراسات العليا في الولايات المتحدة (..) لكن الشيخ الزنداني لكرم نفسه أصرَّ على عدم سفري، ورفَض استقالتي من الجامعة، حتى اضطررتُ لوضعه أمام الأمر الواقع بحجز التذكرة، وزيارته للوداع سحَرًا، وأنا مسافر فجرًا. ومن واشنطن تحركت الشجون والذكريات الصنعانية في قلبي، وكان من ثمار ذلك قصيدة "ريَّاكِ صنعاء" التي كتبتها ختام العام 1999، وبعثت بها إلى الشيخ، فسُرَّ بها كثيرًا، ونشرها صديقي الكاتب اليمني الراحل حميد شحرة في إحدى الصحف اليمنية".

 

بين السياسة والدعوة.. مواقف متعددة

 

أخذت السياسة نصيبا كبيرا من حياة وثقافة الشيخ الزنداني، فكان عنصرا فاعلا في كل المتغيرات التي شهدها اليمن منذ الإطاحة بعبد الله السلال، وصعود نظام القاضي عبد الرحمن الأرياني سنة 1967، حيث تدرج في مناصب متعددة إلى أن صار مديرا للشؤون العلمية في وزارة التربية والتعليم، ثم تولى بعد ذلك مكتب التوجيه والإرشاد سنة 1975.

 

أما في المسار السياسي فقد بدأ مبكرا مع ستينيات القرن الماضي، فكان من النشطاء الذين واكبوا الثورة اليمنية التي أنهت الحكم الإمامي، وأسهم في حمايتها وتوجيها، كما كان له حضور فعال وقوي في كل المحطات السياسية التي مرت بها البلاد، وأسهم في تأسيس حزب الإصلاح اليمني في العام 1991، وتولى رئاسة مجلس شوراه، واستطاع مع الشيخ عبد الله الأحمر أن يضمن الدستور اليمني النص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريعات.

 

وقد ترقت بالرجل رواحل السياسة حتى أصبح في منصب نائب الرئيس عضوا في المجلس الرئاسي الذي أدار حكم اليمن في منتصف تسعينيات القرن الماضي، بعد أن تعافت البلاد من حربها الأهلية الثانية.

 

كما ظل دائما في قمرة القيادة السياسية والمجتمعية في اليمن حتى وصفته إحدى الصحف بأنه لو صاح في رأس جبل لاجتمع الناس حوله، فكانت مجالسه ومحاضراته مهرجانات أمة واستفتاءات شعب ورهانات حركة تغيير سياسي وفكري ومجتمعي.

 

ولم يخف أن رحلته "مع الشريعة والحياة" جلبت له كثيرا من الشهرة ووضعت بيده كثيرا من أوراق التأثير في القلوب والعقول والمواقف والقرارات، إلا أنها جلبت له أيضا عداء أطراف قوية في العالم لتصنفه الولايات المتحدة سنة 2004 ضمن المطلوبين للاعتقال، ورفعت سقف التهمة لتقول إنه الأب الروحي لزعيم وقائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأحد ممولي الإرهاب، ثم اشتدت التهم وتواصلت لتطلب واشنطن سنة 2011 من اليمن اعتقاله.

 

أما الزنداني فكان أكثر وثوقا من براءته وبعده عن ما اتهمته به واشنطن، ليرد برفض التهم ومطالبة الولايات المتحدة بتقديم أدلتها إلى القضاء اليمني، غير أن عنفوان الموج الثوري وعاصفة الربيع العربي كانت متغيرا آخر غيّر من أولويات واشنطن، كما أنهى من جهة أخرى، دعم الزنداني لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وحوّله إلى داعم قوي ومؤثر لشباب الثورة المعتصمين، ورأى في الاعتصام الشعبي إنكارا للمنكر وتعريفا بمعروف العدالة السياسية والاجتماعية.

 

الحكيم اليماني

 

ورغم علو المكانة وسمو الرتبة في المجتمع اليمني، فقد كان الرجل قريبا من الناس يألف ويؤلف، ذا دعابة وطرافة، وقد كان من مواقفه الطريفة موقفه من القات، حيث كان يقف ضده في مسارين شرعي وآخر تاريخي، إذ يرى أن اليمنيين القدماء لم يعرفوا القات، وأن المولعين به لا يمكن أن يثبتوا أنه كان معروفا لدى الأسلاف القدماء، أما الجانب الشرعي فكان يتحفظ عليه، ويراه مضيعة للأجساد والعقول والأموال.

 

وقد روى مدير مكتبه الأسبق عبد السلام المجيدي أنه عندما انتخب الشيخ في عام 1993 عضوا في مجلس الرئاسة المكون من 5 أشخاص، حاول أن يقرب بين الأربعة الذين يرأسهم علي عبد الله صالح، ويجمعهم على كلمة سواء، وذات مرة دخل عليهم وهم يتناولون القات، فرمى إليه الرئيس علي عبد الله صالح بحزمة منه، قائلا ينبغي أن تخزّن يا أخ عبد المجيد، فقال له الشيخ: أنت تعلم أنني لا أخزن، فرد صالح: ينبغي أن لا ترد كلام رئيسك (أو نحو ذلك)، ثم تدخل الشيخ عبد الله الحسين الأحمر قائلا: ينبغي أن تثبت يمنيتك (ويقصد أن اليمني لا يكون يمنيا حقا إلا إذا استخدم القات) ليرد الشيخ بالقول إن القات لم يدخل إلى اليمن إلا قبل نحو 400 سنة، ويعني ذلك أن من لا يخزن ينتمي إلى اليمنيين الأصلاء، ولكن صالح عاد فألحّ عليه، بيد أن ذلك لم يجعله يتزحزح عن موقفه وظل على تحفظه، ليتمكن بحكمته وسرعة بديهته وتعدد حججه من التخلص من إصرار الرئيس صالح على أن يتناول معه القات.

 

ومع ذلك فقد كان مرغما على تقديم القات لضيوفه من أهل البادية، الذين يرون كل إكرام ناقصا ما لم يتضمن عشبة القات، كما روى ذلك الدكتور الشنقيطي في حادثة أخرى قائلا "وكان من ظرائف كرمه وطرائفه التي لا أزال أذكرها أنْ زرتُه مع زملاء من أساتذة جامعة الإيمان، فوجدْنا صالة الضيافة الفسيحة في بيته مَلْأَى ببقايا نبتة القات، ونحن نعرف تحفُّظه الفقهي على استعمال القات، وتحذيرَه من أضراره الصحية والاجتماعية. وحينما استفسرْنا منه عن هذا المشهد الذي أدهشَنا، تبسَّم ضاحكًا من قولنا، وأجاب: كان عندي ضيوف قَرويون اليوم قدِموا إلى صنعاء من النواحي، وهم لا يفهمون هذه النقاشات الفقهية والصحية، والقات جزء أصيل من إكرام الضيف في أعرافهم القبَلية، ولو لم أُكرمْهم بالقات لانتشروا في أرجاء اليمن وهم يتهمونني بعدم إكرام الضيف، ويذمُّونني في كل نادٍ!".

 

ولا يختلف اليمنيون كثيرا قبل أن تدق بينهم الحرب عطر منشم على أن الزنداني كان من كبار علمائهم وعبادهم، وكبار حكمائهم، وأنه اليوم من كبار من تركوا بصماتهم التاريخية والثابتة في حاضر اليمن ومستقبله.

 

وفي المهجر التركي تتلاقى أرواح وتلتحف الأرض أجسادا بعضها يزيده الموت خلودا؛ فهذا ابن زندان وشيخ الإيمان موسد الثرى جوار أبي أيوب الأنصاري، وربما تناسبت المعاني بين صحابي جليل ورجل كان يسعى في كل حياته ليعيد حياة الصحابة إلى مدارج الإيمان.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الزنداني ثقافة علامة الشیخ الزندانی جامعة الإیمان عبد المجید الشیخ عبد من الیمن عبد الله فقد کان على أن کان من بعد أن قبل أن

إقرأ أيضاً:

العلامة فضل الله: المرحلة تتطلب الكثير من الثبات والحكمة

عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك بعد الانتهاء من صلاتي المغرب والعشاء، أجاب  خلاله على عدد من الأسئلة والاستفسارات حول آخر المستجدّات في لبنان والمنطقة، إضافة إلى عدد من القضايا الفكريّة والدينيّة والفقهيّة والتاريخيّة.

 

بداية، اعتبر العلامة فضل الله في خلال الحوار "أننا نعيش مرحلة معقّدة وصعبة على غير صعيد ونتعرض فيها للكثير من التحديات والضغوط ما يتطلب منا جميعًا ان نكون على قدر هذه التحديات ونعمل على تحصين أنفسنا حتى نستطيع مواجهة نقاط الضعف التي قد ينفذ منها من لا يريد خيرًا بنا ولا بهذا الوطن".

 

أضاف: "المرحلة تتطلب الكثير من الثبات والصبر والحكمة والتصرف بوعي وعقلانية وان لا نسمح لمشاعر اليأس والإحباط أن تضعضع ثقتنا بإيماننا بالله أو نصاب بالهزيمة الداخلية التي تنعكس هزيمة على مستوى واقع الأمة جمعاء".

 

وأشار فضل الله إلى "الأسلوب الذي انتهجه الإمام زين العابدين(ع) والدور الذي قام به بعد واقعة كربلاء حيث عمل على اصلاح مواقع الخلل في الأمة التي أدت إلى هذه المأساة من خلال العمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة التي سادت لدى الناس وأدت إلى تقاعسها عن نصرة الحق والوقوف مع المظلوم والسكوت عن الباطل فعمل على تغييرها من خلال مواقفه ومحاضراته وكلماته وبثّ روح الدّعاء وتثبيت دعائم الإيمان".

 

وتابع : "مسؤوليّتنا العمل على مراجعة جديّة ونقديّة لهذه المرحلة لكي نأخذ العبر ونعمل على تعزيز نقاط القوّة الموجودة لدينا ونبني عليها وفي الوقت نفسه نسد كل الثغرات ونقاط الضعف ونعمل لمعالجة أي إحباط أو يأس قد يتسلّل إلى روح المجتمع".

 

وقال: "لقد واجهتنا التحديات عبر العصور ولم نسقط ولن نسمح لأحد بأن يسقطنا أو يستضعفنا فنحن متجذرون في هذا الشرق وتاريخنا يشهد على التضحيات الكبيرة التي قدمناها في الماضي وفي الحاضر في وجه كل من أراد أن يستبيح هذا الوطن ويحتل أرضه من أجل الحفاظ على هويّتنا وعلى أرضنا وكرامتنا ورفضا للظلم، ايمانًا منّا بأن هذا الوطن لجميع أبنائه ومكوّناته وأن تكون العدالة هي الحاكمة بين الجميع بعيدًا من الرهان على الخارج أو الارتهان له أو القول بمنطق التّهميش والإقصاء".

 

وأردف: "إياكم أن تسقطوا أمام كلمة من هنا أو هناك أو تتحرّكوا من وحي رد الفعل غير المدروس على استفزازات الآخرين فلبنان كان دائمًا أرض التجاذبات والصراعات الّتي كانت كل مرة تأخذ طابعًا يختلف عن السّابق فمسؤوليّتنا أن لا ننجرّ لأي صدام داخلي، فنحن أصحاب الحجة والمنطق ولدينا رسالة تحكمها القيم الأخلاقية والإيمانية والإنسانية".

 

ولفت "إلى خطورة التّحدي الثقافي الذي يغزو مجتمعاتنا والذي يعمل على التّرويج لأفكار ومفاهيم بعيدة كل البعد من ديننا وأخلاقنا وقيمنا ويهدف إلى سلب ارادتها وثرواتها"، مشيرًا إلى أنّ "علينا أن نحصّن أنفسنا لكي نكون قادرين على مواجهة هذه التّحديات"، داعيًا إلى "ضرورة تعزيز مفهوم التّكافل في مجتمعنا في ظل العدوان الصهيوني المستمر وما يتركه من آثار ودمار وتداعيات على مجتمعنا".

 

وختم كلامه بالإجابة عن سؤال حول توقيت ظهور الإمام المهدي(عج) فقال: "نحن نؤمن بالغيب المبني على قواعد سليمة"، مشيرًا الى "أن الأمور الغيبية تتحرك عندما تشعر الأمة بنوع من الإحباط والهزيمة"، لافتًا إلى أن "كل ما يشاع عن أننا في عصر الظهور هو أحاديث غير واضحة، ففي التاريخ حصلت أحداث كثيرة جعلت الكثيرين يعتقدون بأننا دخلنا في عصر الظهور ولكن الأيام أثبتت عكس ادعاءاتهم. فمسؤوليتنا أن نقوم بتكلفينا وأن نتحمل مسؤوليّتنا اتجاه قضايانا ونعمل ما هو المطلوب منا ونترك تدبير الأمور لله تعالى". مواضيع ذات صلة العلامة فضل الله: الحديث عن السّلاح يكون بناء على المصلحة الوطنيّة وليس بحسب املاءات العدو Lebanon 24 العلامة فضل الله: الحديث عن السّلاح يكون بناء على المصلحة الوطنيّة وليس بحسب املاءات العدو 22/04/2025 12:41:09 22/04/2025 12:41:09 Lebanon 24 Lebanon 24 العلامة فضل الله: لتعزيز لغة الحوار ونبذ الخطاب الإلغائي والإقصائي Lebanon 24 العلامة فضل الله: لتعزيز لغة الحوار ونبذ الخطاب الإلغائي والإقصائي 22/04/2025 12:41:09 22/04/2025 12:41:09 Lebanon 24 Lebanon 24 العلامة فضل الله: منع الحجاب على شاشة تلفزيون لبنان يسيء إلى الأديان والتنوع Lebanon 24 العلامة فضل الله: منع الحجاب على شاشة تلفزيون لبنان يسيء إلى الأديان والتنوع 22/04/2025 12:41:09 22/04/2025 12:41:09 Lebanon 24 Lebanon 24 العلامة فضل الله: لبنان لن يكون ضعيفا إن توحّدت قواه واستنفر دبلوماسيته Lebanon 24 العلامة فضل الله: لبنان لن يكون ضعيفا إن توحّدت قواه واستنفر دبلوماسيته 22/04/2025 12:41:09 22/04/2025 12:41:09 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً الفتوش يلمع عالميا.. والتبولة بمرتبة مفاجئة Lebanon 24 الفتوش يلمع عالميا.. والتبولة بمرتبة مفاجئة 04:30 | 2025-04-22 22/04/2025 04:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بو صعب من عين التينة: هناك إصرار على ألا يحصل أي تأجيل في الانتخابات البلدية Lebanon 24 بو صعب من عين التينة: هناك إصرار على ألا يحصل أي تأجيل في الانتخابات البلدية 05:34 | 2025-04-22 22/04/2025 05:34:43 Lebanon 24 Lebanon 24 إستهداف "بيك اب" على طريق بلدة الحنية Lebanon 24 إستهداف "بيك اب" على طريق بلدة الحنية 05:34 | 2025-04-22 22/04/2025 05:34:30 Lebanon 24 Lebanon 24 سليمان من دار الفتوى: لاحترام الشفافية في الانتخابات البلدية والاختيارية Lebanon 24 سليمان من دار الفتوى: لاحترام الشفافية في الانتخابات البلدية والاختيارية 05:33 | 2025-04-22 22/04/2025 05:33:21 Lebanon 24 Lebanon 24 مياه الجنوب : انجاز صيانة خطوط الدفع والجرّ وشبكات التوزيع في دائرتيّ بنت جبيل والنبطية Lebanon 24 مياه الجنوب : انجاز صيانة خطوط الدفع والجرّ وشبكات التوزيع في دائرتيّ بنت جبيل والنبطية 05:07 | 2025-04-22 22/04/2025 05:07:35 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة نتنياهو يهدّد لبنان: الردّ القاسي سيشملكم Lebanon 24 نتنياهو يهدّد لبنان: الردّ القاسي سيشملكم 11:21 | 2025-04-21 21/04/2025 11:21:04 Lebanon 24 Lebanon 24 تحذير ودعوة إلى أخذ الاحتياطات من الأب خنيصر.. عاصفة رملية ستضرب لبنان والأمور نحو الأسوأ Lebanon 24 تحذير ودعوة إلى أخذ الاحتياطات من الأب خنيصر.. عاصفة رملية ستضرب لبنان والأمور نحو الأسوأ 12:23 | 2025-04-21 21/04/2025 12:23:05 Lebanon 24 Lebanon 24 الكشف عن هوية المستهدف في الغارة على سيارة في بعورتا Lebanon 24 الكشف عن هوية المستهدف في الغارة على سيارة في بعورتا 02:47 | 2025-04-22 22/04/2025 02:47:02 Lebanon 24 Lebanon 24 في لبنان.. هذا ما سيشهده سعر البنزين غداً Lebanon 24 في لبنان.. هذا ما سيشهده سعر البنزين غداً 15:49 | 2025-04-21 21/04/2025 03:49:07 Lebanon 24 Lebanon 24 "قنبلة نووية" في لبنان.. باحث إسرائيلي يتحدّث فماذا قال؟ Lebanon 24 "قنبلة نووية" في لبنان.. باحث إسرائيلي يتحدّث فماذا قال؟ 15:31 | 2025-04-21 21/04/2025 03:31:20 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 04:30 | 2025-04-22 الفتوش يلمع عالميا.. والتبولة بمرتبة مفاجئة 05:34 | 2025-04-22 بو صعب من عين التينة: هناك إصرار على ألا يحصل أي تأجيل في الانتخابات البلدية 05:34 | 2025-04-22 إستهداف "بيك اب" على طريق بلدة الحنية 05:33 | 2025-04-22 سليمان من دار الفتوى: لاحترام الشفافية في الانتخابات البلدية والاختيارية 05:07 | 2025-04-22 مياه الجنوب : انجاز صيانة خطوط الدفع والجرّ وشبكات التوزيع في دائرتيّ بنت جبيل والنبطية 05:00 | 2025-04-22 هذه قصة تسليم "سلاح حزب الله".. رسائل كشفها قاسم فيديو بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 22/04/2025 12:41:09 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 22/04/2025 12:41:09 Lebanon 24 Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) 04:17 | 2025-04-14 22/04/2025 12:41:09 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • السيسي: الإيمان بالله شرف عظيم.. وعلينا استثمار المساجد في بناء الإنسان وتعزيز الهوية الدينية
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • ما الأماكن التي استهدفتها الغارات الأميركية في اليمن؟
  • رائد فضاء يعود إلى الأرض بعد 7 أشهر بحفنة ساحرة من الصور التي وثقها للكون
  • العلامة فضل الله: المرحلة تتطلب الكثير من الثبات والحكمة
  • عاجل:- الأزهر الشريف يشارك في جنازة البابا فرنسيس.. وشيخ الأزهر ينعيه بـ 4 لغات
  • رائد فضاء يعود في يوم عيده الـ70 إلى الأرض
  • رجال أعمال سعوديون مهتمون بالإستثمار في الجزائر
  • «الأخوة الإنسانية».. قصة وثيقة جسدت الصداقة بين البابا فرانسيس وشيخ الأزهر؟
  • بتصميم رائد ومعالج قوي.. هاتف جديد من وان بلس