أثبت دواء "بيفورتوس" (Beyfortus) من شركة "سانوفي"، بعد اختباره على نطاق واسع هذا الشتاء في عدد من الدول كفرنسا، فاعليته في حماية الأطفال الرضّع من الأنواع الحادة من التهاب القصيبات، وفي الحؤول دون إدخالهم المستشفيات، ما يؤكد كونه علاجاً وقائياً مشابهاً للقاح، على ما أكدت دراستان فرنسيتان.

وقالت المسؤولة عن الأمراض المعدية في هيئة "سانتيه بوبليك فرانس" لوكالة الصحافة الفرنسية "من المشجع جداً أن نرى في الحياة الواقعية أن كل الدراسات تسير في الاتجاه نفسه، وهي تأكيد فاعلية (هذا الدواء) الكبيرة في تجنب دخول المستشفى".

ونشرت الهيئة الصحية الفرنسية بالتنسيق مع معهد باستور دراستين الجمعة تتضمنان تقييماً إيجابياً لفاعلية دواء "بيفورتوس".

وكان الأطباء وسلطات الصحة العامة ينتظرون هاتين الدراستين بفارغ الصبر. فدواء "بيفورتوس" الذي توصلت إليه شركة الصناعات الدوائية العملاقة "سانوفي"، يشكّل إلى جانب أدوية مماثلة أخرى ظهرت أخيراً فاتحة تغيير كبير في مكافحة التهاب القصيبات.

ويصيب هذا الالتهاب عدداً كبيراً من الأطفال كل شتاء، يعانون أياماً عدة من مشاكل في الجهاز التنفسي، ليست خطيرة عموماً، لكنها قد تؤدي إلى إدخالهم المستشفى.

وفي معظم الحالات، تكون هذه الأعراض ناجمة عما يسمى الفيروس المخلوي التنفسي، وهو الذي يستهدفه جزيء نيرسيفيماب الذي يتكون منه "بيفورتوس".

ولهذا الدواء هدف اللقاح إياه، لكنّ المبدأ مختلف، إذ ليست مهمته دفع الجسم إلى تطوير أجسام مضادة للفيروس المخلوي التنفسي، بل حقن الفيروس مباشرة.

أبريسفو

و"بيفورتوس" واحد من مجموعة أدوية حديثة، تحمل للمرة الأولى أملاً بتحصين الكثير من الأشخاص ضد الفيروس المخلوي التنفسي، من بينها لقاح "أبريسفو" (Abrysvo) الذي تنتجه شركة الأدوية العملاقة "فايزر".

وبالتالي، قررت السلطات الصحية في عدد من البلدان، منها فرنسا، إطلاق حملات واسعة النطاق في الخريف لتحصين الأطفال بواسطة "بيفورتوس". وبلغ عدد الجرعات في فرنسا أكثر من 200 ألف، واضطرت السلطات إلى تقنينها بفعل الطلب القوي من الأهل عليها.

ومع أن قرار التحصين حظي بدعم واسع من أطباء الأطفال، لم يخْلُ الأمر من بعض الانتقادات، إذ اعتبر بعض المراقبين أن من السابق لأوانه الذهاب إلى هذا الحد استنادا فقط إلى نتائج تجارب سريرية وفرتها شركة "سانوفي".

ومن المهم تالياً تقويم المنافع الحقيقية لـ"بيفورتوس" في أعقاب وباء التهاب القصيبات هذه السنة.

لكنّ هذه الفوائد بدت مؤكدة وغير قابلة للجدل في الدول التي اختُبر فيها الدواء. وأظهرت دراسة أجريت في لوكسمبورغ، ثم أخرى في إسبانيا، في الأشهر الأخيرة، أن "بيفورتوس" قلل بشكل كبير من خطر إدخال الأطفال إلى المستشفى.

كذلك أعطت السلطات الصحية الأميركية إشارات في هذا الاتجاه في آذار/مارس الفائت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات التهاب القصیبات

إقرأ أيضاً:

دراسة: عصير الكرز يعالج أمراض القالون بنسبة 40%

متابعات:

كشفت دراسة بريطانية حديثة أن تناول عصير فاكهة محددة مرتين يوميا قد يساعد على تخفيف أعراض التهاب القولون التقرحي بشكل ملحوظ.

وتعد الدراسة التي أجراها باحثون من جامعتي هيرتفوردشاير ووسط لانكشاير، الأولى من نوعها من حيث الحجم والتركيز على البشر.

وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تناولوا 130 مل من عصير الكرز المخفف مرتين يوميا لمدة ستة أسابيع، شهدوا انخفاضا بنسبة 40% في مستويات الكالبروتكتين البرازي، وهو مؤشر رئيسي على التهاب الأمعاء. كما أفاد المشاركون بتحسن بنسبة 9% في جودة حياتهم الصحية العامة، وهي نتيجة ذات دلالة إيجابية للمرضى الذين يعانون من هذه الحالة المزمنة.

ويعزو الباحثون هذه الفوائد إلى احتواء عصير الكرز الحامض من نوع Montmorency على تركيزات عالية من مركبات الأنثوسيانين المضادة للالتهاب، حيث توفر كل 30 مل من العصير المركز ما يعادل تناول 100 حبة كرز كاملة.

ورغم أن العصير لا يعد بديلا عن الأدوية التقليدية مثل مضادات الالتهاب والستيرويدات، إلا أنه قد يصبح مكملا غذائيا قيما في خطة العلاج الشاملة.

وقالت ليندسي بوتومز، المؤلفة المشاركة في الدراسة، وأستاذة علوم التمارين والصحة ورئيسة مركز أبحاث علم النفس والرياضة بجامعة هيرتفوردشاي: “مع أن عصير الكرز لا يمكن أن يحل محل الدواء، إلا أن نتائجنا تبشر بإمكانية استخدامه إلى جانب العلاجات الدوائية للمساعدة في تحسين جودة حياة المريض وتقليل الأعراض، وربما حتى المساعدة في تأخير المزيد من العلاج الطبي المكثف أو الجراحة”.

وتم إجراء الدراسة على 35 مريضا تتراوح أعمارهم بين 18-65 عاما، مع ضبط دقيق للعوامل المؤثرة مثل النظام الغذائي والأدوية الثابتة. وقد لاحظ الباحثون أن التأثير الإيجابي للعصير كان واضحا على مستوى التهاب الأمعاء، رغم عدم ظهور تغيرات ملحوظة في تحاليل الدم.

ويعد التهاب القولون التقرحي من الأمراض المزمنة التي تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى، وهو مرض يسبب التهابات وقرحا مزمنة في البطانة السطحية للأمعاء الغليظة (التي تعرف باسم القولون)، وكذلك المستقيم. ويعاني المصابون من أعراض مزعجة مثل آلام البطن المتكررة والإسهال الحاد.

ويمكن أن يضعف التهاب القولون التقرحي الجسم وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى مضاعفات تهدد الحياة. وفي حين أنه ليس له علاج معروف، يمكن أن يقلل العلاج من أعراض المرض ويخففها إلى حد كبير.

وفي ضوء هذه النتائج الواعدة، يخطط الفريق البحثي لتوسيع نطاق الدراسة ليشمل مرضى داء كرون، في مسعى لتقديم حلول طبيعية تكميلية لمختلف أمراض الأمعاء الالتهابية. ويؤكد الخبراء أن هذا النوع من الأبحاث يمثل خطوة مهمة نحو تحسين حياة المرضى وتقليل الاعتماد على العلاجات الدوائية المكثفة التي قد تكون لها آثار جانبية غير مرغوب فيها.

 

مقالات مشابهة

  • الرعاية الصحية: بدء تشغيل وحدة مناظير الشعب الهوائية بمستشفى الجهاز التنفسي
  • الرعاية الصحية: بدء تشغيل وحدة مناظير الشعب الهوائية بمستشفى الجهاز التنفسي بالسويس
  • دراسة جديدة تظهر فعالية دواء تجريبي في علاج مرض ألزهايمر
  • خبراء مشاركون في «أسبوع أبوظبي للصحة»: صياغة جديدة لمفاهيم مستقبل الرعاية الصحية العالمية
  • عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
  • دراسة: عصير الكرز يعالج أمراض القالون بنسبة 40%
  • عبر الوريد.. أوروبا توافق على دواء لعلاج الزهايمر
  • نشرة المرأة والمنوعات| الرجيم للأطفال يهدد النمو والصحة النفسية.. الوجه الخفي للفيروس المخلوي التنفسي
  • دراسة تكشف الوجه الخفي للفيروس المخلوي التنفسي لدى البالغين.. خطر الوفاة يتضاعف
  • الصحة تختتم أولى دورات تأهيل أطباء الأطفال بمراكز الرعاية الصحية الأولية