الجزيرة:
2025-02-01@17:37:01 GMT

ماذا تريد الصين من دعوة فتح وحماس لزيارتها؟

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT

ماذا تريد الصين من دعوة فتح وحماس لزيارتها؟

رام الله- مجددا تلتقي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للحوار وبحث سبل الدفع قدما بملف المصالحة العالق منذ عام 2007، لكن هذه المرة في الصين، التي وصلها الجمعة وفدان يمثلان الحركتين.

وقالت الحركتان ودبلوماسي مقيم في بكين لوكالة رويترز الجمعة، إن الصين ستستضيف محادثات لمناقشة جهود المصالحة الداخلية، ونقلت عن مسؤولين في الحركتين قولهما إن وفد حماس يرأسه عضو المكتب السياسي في الحركة موسى أبو مرزوق، في حين يرأس وفد حركة فتح عزام الأحمد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، أمس الجمعة "ندعم تقوية السلطة الوطنية الفلسطينية، وندعم كل الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة، وزيادة التضامن عبر الحوار والتشاور".

الصين استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار أميركي لإدانة حماس على خلفية هجوم 7 أكتوبر (الفرنسية) المصالحة وملفات أخرى

وإن كان المعلن هو ملف المصالحة، مع ضآلة فرص إحراز أي تقدم فيه، يقول محللان سياسيان للجزيرة نت إن الدعوة الصينية لا تقتصر عليه، إنما تأتي أيضا ضمن مساعيها لدعم الموقف الفلسطيني في مجلس الأمن، والدفع للأمام باتجاه حل الدولتين، كما تتضمن رسالة أخرى لمواطنيها المسلمين ولمسلمي العالم.

ووفق مدير مركز القدس للدراسات الدكتور أحمد رفيق عوض فإن دخول الصين "بهذه القوة" في الملف الفلسطيني، يعني أنها لم تعد كما كانت من قبل، إنما "أصبحت لها مصالح وعلاقات متشابكة، ولا سيما الاقتصادية منها".

وأضاف أن تدخل الصين "يأتي استكمالا لأدوارها المختلفة، كونها قوة عالمية كبرى تشكل قطبا يقابل القطب الرأسمالي الأميركي الأوروبي، ولها مصالحها ورؤيتها".

ومن اللافت أيضا أن الصين معروفة بدعمها للشعب الفلسطيني في مختلف المحافل، وخاصة في مجلس الأمن، بما في ذلك دعمها العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة.

لذا يعتبر عوض أن الصين قد ترى في نفسها القدرة والرغبة على التدخل في الشأن الفلسطيني "باعتباره شأنا إقليميا وعالميا، وبالتالي ستترجم قوتها الاقتصادية إلى قوة سياسية".

ويشير المحلل الفلسطيني إلى علاقة قديمة وقوية بين الصين وحركة فتح، وعلاقة حديثة مع حركة حماس، ويرى أنه بالإضافة لمحاولة الدفع بملف المصالحة، فإن في استضافة الصين لحركة حماس "رسالة مزدوجة"، كونها متهمة باضطهاد مسلمي الإيغور، يمكن أن يقرأ فيها العالم الإسلامي وسكان الإقليم "أنها ليست ضد الإسلام".

أما على صعيد ملف المصالحة، فيجزم رئيس مركز بالقدس باستبعاد تحقيق أي تقدم، لأنه "لا حماس ولا فتح تقبل أو ترضى أو ترى أنه من المناسب إعطاء الصين ميزة إنهاء الاقسام، مع وجود أطراف وقوى عربية إقليمية بذلت جهودا في ذلك ولم تنجح"، في إشارة لمصر.

علاقة تاريخية ومتوازنة

مسؤول وحدة الأبحاث في المركز الفلسطيني للأبحاث والسياسات الإستراتيجية خليل شاهين يرى أن الصين حافظت على علاقة متوازنة مع كل الأطراف الفلسطينية، لكن علاقتها تاريخية مع الجانب الرسمي ممثلا بمنظمة التحرير الفلسطينية ثم السلطة الفلسطينية، وتبدو حذرة في علاقتها مع الفصائل.

ولا تعد الدعوة الصينية الرسمية لوفد حماس هي الاتصال الأول لبكين مع الحركة، بل سبقتها لقاءات بين قيادات من حماس ومسؤولين صينيين قبل وبعد الحرب على غزة.

وهو ما يعتبره شاهين محاولة من الصين لتلعب دورا أكثر نشاطا في مجلس الأمن وفي إطار علاقتها مع الولايات المتحدة، وتتحدث عن ضرورة التركيز على المعالجة السياسية للعدوان على غزة، من خلال إطلاق أفق سياسي يؤدي للتوصل إلى ما بات يعرف بـ"حل الدولتين".

ويبدو أن الموقف الصيني يستند إلى مبادرة سابقة للرئيس الصيني بهذا الخصوص، لكن شاهين يعتبر أنه "لا توجد روافع في واقع الحال لتحقيق أي تقدم"، حيث تبدو الصين ضعيفة من ناحية ممارسة نفوذ أكبر على مختلف الأطراف ذات العلاقة بالعملية السياسية، نظرا لاستمرار هيمنة الولايات المتحدة على هذا الملف.

أما عن هدف دعوة حماس وفتح، فقال إن "الهدف الرئيس المعلن هو دفع الفلسطينيين للتوصل إلى رؤية مشتركة وموحدة، وهو عنوان عام، لأنه من الصعب أن تنجح الصين فيما فشل فيه آخرون، يمتلكون وزنا وأوراق ضغط على الطرفين، وتحديدا مصر الراعي الأساسي للمصالحة، والتي تعتبر غزة التي تسيطر عليها حماس جزءا من أمنها القومي".

وإضافة لعدم امتلاكها أوراق ضغط، يتابع المحلل السياسي أن "سياسة الصين لا تقوم على ممارسة الضغوط على الأطراف لخلق بيئة إيجابية للحوار"، لافتا إلى أن كلا من الأحمد وأبو مرزوق ذاتهما جلسا وتحاورا عشرات المرات، "ولا أعتقد أنهما مخولان من قيادتيهما بتحقيق اختراق".

عاجل| مصادر لـ"شبكة قدس": الصين توجه دعوة إلى حركتي حــماس وفتح لزيارتها خلال الأيام القادمة. pic.twitter.com/nlCXtQrYd8

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 24, 2024

الصين وطوفان الأقصى

وفي مارس/آذار الماضي، اجتمع الدبلوماسي الصيني وانغ كيجيان مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قطر، بحسب وزارة الخارجية الصينية.

ولا تعتبر الصين حماس تنظيما إرهابيا، كما أنها لم تدن عملية طوفان الأقصى، بل قالت إن "إسرائيل بالغت في رد الفعل على العملية"، كما استخدمت هي وروسيا حق الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن لإدانة حماس على خلفية هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

​وفي مقابلة مع الجزيرة الخميس، أكد وزير خارجية الصين وانغ يي "الدعم الثابت لدفع المصالحة بين الفصائل الفلسطينية عبر الحوار" و"الدعم الثابت لفلسطين بالحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة".

ويأتي لقاء الصين، بعد أقل من شهرين من لقاء مماثل نهاية فبراير/شباط الماضي في موسكو، لبحث تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة، وفق ما أُعلن وقتها، إلا أنه لم يحقق تقدما كبيرا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

بعد توليها الرئاسة.. هل تستطيع الصين تغيير معادلات القوة في مجلس الأمن؟

تتولى الصين اعتبارا من اليوم السبت، الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، لشهر شباط الحالي خلفاً للجزائر.

من المتوقع أن تؤدي رئاسة الصين لمجلس الأمن إلى تغيير في المعادلات السياسية والدبلوماسية على الساحة الدولية، مما يستدعي مراقبة دقيقة من قبل الدول الأعضاء والمراقبين الدوليين.

محمولين على الأكتاف.. لحظات وصول الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم (شاهد)

وفي هذا السياق أبرز د. أدهم السيد، المحلل اللبناني المتخصص في الشؤون الصينية، في تصريحاته ل" الوفد"، الدور الداعم الذي تلعبه الصين في القضايا العربية، لاسيما في ظل الأزمات الراهنة مثل حرب الإبادة في غزة ولبنان. حيث أشار إلى أن الموقف الصيني كان واضحًا منذ البداية، إذ سعت بكين لتعزيز القرارات العربية داخل مجلس الأمن، خاصة خلال فترة رئاستها للمجلس. 

ورغم هذه المواقف الإيجابية، تظل فعالية مجلس الأمن نفسه موضع تساؤل، في ظل الهيمنة الأمريكية على اتخاذ القرارات. 

تولي الصين رئاسة مجلس الأمن في الشهر القادم قد يؤثر على الحسابات الدولية بشكل ملحوظ، حيث من المتوقع أن تعكس الرئاسة الصينية أولويات بكين في السياسة الدولية، مثل تعزيز التعاون الاقتصادي والأمن الإقليمي.

و قد تسعى الصين لتعزيز مواقفها في قضايا مثل بحر الصين الجنوبي وكوريا الشمالية، مما يمكن أن يغير ديناميكيات النقاشات.

تولى رئاسة مجلس الأمن تدور شهريًا بين الدول الأعضاء، ويُعطى الرئيس عددًا من الصلاحيات والمهام الأساسية، منها: تحديد جدول الأعمال للرئيس دور رئيسي في تحديد القضايا التي سيتم مناقشتها خلال فترة رئاسته.

كما بقود الرئيس الاجتماعات ويُسير النقاشات، مما يؤثر على الأجواء العامة للمحادثات، ويعمل على تسهيل التفاوض بين الأعضاء، خاصةً في القضايا الحساسة التي تتطلب توافقًا.

وعن مدى قدرة الصين على التأثير في المشهد الدولي وخاصة على للقضاياالعربية وخاصة القضية الفلسطينية ، وكيف يمكن أن يتشكل مستقبل العلاقات بين القوى العظمى. 

أكد د. أدهم السيد أن الموقف الصيني في مجلس الأمن كان داعمًا للقضايا العربية، حيث حاولت الحكومة الصينية دفع الأمور نحو وقف العدوان في غزة ولبنان، ووجهت انتقادات شديدة للمندوب الإسرائيلي خلال فترة رئاستها للمجلس. ومع ذلك، أشار السيد إلى أن المشكلة الكبرى تكمن في فعالية مجلس الأمن نفسه، حيث تهيمن الولايات المتحدة على عملية اتخاذ القرارات، مما يضعف قدرة المجلس على تطبيق قراراته.

 أشار السيد إلى أن تطبيق القرارات الدولية، مثل وقف إطلاق النار، غالبًا ما يظل دون تنفيذ، مما يثير تساؤلات حول دور الصين في الضغط لتحقيق الالتزام بالقوانين الدولية. في سياق العلاقات الصينية الأمريكية، أكد السيد أن الصراع بين القوتين سيكون له تأثير كبير على الأمن الدولي، وأن الصين تواجه تحديات متزايدة في ظل محاولات الولايات المتحدة للحد من نفوذها.

ومن الناحية الآخري يعقد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير فو كونغ مؤتمرا صحفيا بعد ظهر يوم الاثنين، بتوقيت نيويورك، يطلع خلاله الصحافة المعتمدة على برنامج عمل المجلس بعد أن يجيز مجلس الأمن البرنامج في جلسة صباحية.

 يمثل الرئيس مجلس الأمن في الفعاليات الرسمية والمناسبات الدولية. بالإضافة إلى الإشراف على القرارات، حيث يضمن تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها خلال فترة الرئاسة.

يؤدي تولي الصين للرئاسة إلى تزايد التوترات مع الولايات المتحدة ودول الغرب، حيث يمكن أن تتبنى الصين مواقف أكثر تحديًا ، حيث تتعامل الصين مع الأزمات الدولية بشكل مختلف، مما قد يؤثر على كيفية استجابة المجلس للعديد من القضايا العالمية.

يتكون المجلس من 15 دولة، لكل منها صوت واحد، منها خمس دول دائمة العضوية، ولها حق النقض “الفيتو” وهي: الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، و 10 دول أعضاء غير دائمة تنتخب لمدة عامين من قبل الجمعية العامة، وهي: الجزائر وغويانا وكوريا الجنوبية وسيراليون وسلوفانيا بالإضافة الى الصومال والباكستان وبنما والدنمارك واليونان.

ومجلس الأمن، هو أحد أجهزة الأمم المتحدة الرئيسية الستة، التي تشمل الأمانة العامة والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية، إضافة إلى مجلس الوصاية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي.


 

مقالات مشابهة

  • القناة 12 العبرية: الوسطاء يبحثون تسريع صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
  • بعد توليها الرئاسة.. هل تستطيع الصين تغيير معادلات القوة في مجلس الأمن؟
  • محلل إسرائيلي: لا نملك أي نفوذ في غزة وحماس تسيطر عليها بالكامل
  • محلل إسرائيلي: لا نملك أي نفوذ على غزة وحماس تسيطر عليها بالكامل
  • وكيل خارجية الشيوخ: مقترح التهجير دعوة لتصفية القضية الفلسطينية
  • ديب سيك ماذا في جعبة الصين أيضا؟
  • كوماندوز فلسطين..كل ما تريد معرفته عن مروان عيسى بعد اغتياله
  • أول تعليق من تايلاند بعد إفراج حماس عن مواطنيها
  • 3 محتجزات إسرائيليات أمام منزل «السنوار» في غزة.. ماذا فعلت الفصائل الفلسطينية؟ | عاجل
  • دعوة من حماس لأهالي الضفة والقدس والداخل المحتل