الفصائل الفلسطينية تعيد تدوير الذخائر غير المتفجرة لاستخدامها في الحرب
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تواصل الفصائل الفلسطينية عملياتها العسكرية وحربها ضد الاحتلال فى عدوانه المستمر منذ السابع من شهر أكتوبر 2023، وبينما تستمر الهجمات والكمائن التى تنفذها الفصائل فى مناطق المعارك وينال بسببها جيش الاحتلال خسائر فادحة، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى تقريرها، أن مصدر أسلحة الفصائل الفلسطينية هو الجيش الإسرائيلى نفسه.
ووصفت الصحيفة الأمريكية مصدر أسلحة الفصائل الفلسطينية بغير المتوقع، وبحسب ما توصل إليه مسئولون عسكريون واستخباراتيون إسرائيليون، قالوا إن عدداً كبيراً من الأسلحة التى استخدمتها الفصائل فى هجمات السابع من أكتوبر والحرب المستمرة فى غزة مصدرها إسرائيل.
وكشفت المعلومات الاستخباراتية، التى تم جمعها خلال أشهر من الحرب، أنه مثلما أساء الاحتلال تقدير قدرات الفصائل الفلسطينية على شن هجوم قوى، قللوا أيضاً من قدرتها على الحصول على الأسلحة لكن هى نفسها التى استخدمتها القوات الإسرائيلية لفرض الحصار على غزة على مدى السنوات الماضية، أصبحت حالياً تُستخدم ضدها.
وأكد خبراء أن الذخائر غير المنفجرة هى المصدر الرئيسى لأسلحة وقذائف الفصائل، فهم يحصلون على هذه القنابل، ويقومون بإعادة تدويرها واستخدام الكثير منها للمتفجرات والصواريخ.
الطب الشرعى لدولة الاحتلال يكتشف أن متفجرات حماس العسكرية جاءت من صاروخ أطلق على غزة خلال حرب سابقةيقول خبراء الأسلحة إن ما يقرب من 10% من الذخائر فى الحروب عادة لا تنفجر، وأحياناً يمكن أن تصل إلى أكثر من 15% من الذخائر، خاصة مع إسرائيل، إذ تشمل ترسانتها صواريخ تعود إلى سنوات طويلة، منذ الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وفيتنام.
وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلى قطاع غزة، بآلاف من الصواريخ خلال السنوات الطويلة الماضية وبسببه تناثرت آلاف الأطنان من الذخائر غير المنفجرة التى استغلتها الفصائل الفلسطينية فى إعادة تدويرها واستخدامها، كما أن القنبلة الواحدة التى تزن 750 رطلاً، والتى لا تنفجر يمكن أن تتحول إلى مئات الصواريخ والقذائف.
وكان المسئولون الإسرائيليون يعلمون قبل هجمات السابع من أكتوبر، أن الفصائل الفلسطينية قادرة على إعادة تدوير بعض الأسلحة الإسرائيلية، لكن ما حدث من قدراتها أذهل خبراء الأسلحة فى إسرائيل وأمريكا.
سلطات «تل أبيب» اكتشفت سرقة آلاف الطلقات والأسلحة والقنابل من قواعدها بسبب الحراسة السيئةوتوصلت السلطات الإسرائيلية إلى أن مستودعات الأسلحة الخاصة بها كانت عرضة للسرقة، وأشار تقرير عسكرى صدر فى أوائل العام الماضى إلى أن آلاف طلقات الرصاص ومئات الأسلحة والقنابل اليدوية قد سُرقت من بعض القواعد بسبب الحراسة السيئة عليها.
وبعد هجوم 7 أكتوبر، قام أعضاء فريق الطب الشرعى الإسرائيلى بجمع واحد من الصواريخ التى أطلقتها «حماس» فى الهجوم، وبفحصه اكتشفوا أن متفجراته العسكرية جاءت على الأرجح من صاروخ إسرائيلى غير منفجر أطلق على غزة خلال حرب سابقة، وذلك بحسب ضابط مخابرات إسرائيلى.
وتستخدم الفصائل الفلسطينية المتفجرات المضادة للدبابات، والرؤوس الحربية «آر بى جى»، والقنابل الحرارية والعبوات الناسفة، وجميعها، تمت إعادة استخدامها كأسلحة إسرائيلية، وتتطلب الصواريخ والقذائف كميات هائلة من المواد المتفجرة، وهو ما حصلت عليه خلال السنوات الماضية.
ووفقاً لمسئول عسكرى غربى، قال إن معظم المتفجرات التى تستخدمها الفصائل فى حربها مع الاحتلال الإسرائيلى تم تصنيعها باستخدام ذخائر غير منفجرة أطلقتها إسرائيل، مضيفاً أن أحد الأمثلة على ذلك هو فخ مفخخ أدى إلى مقتل 10 جنود إسرائيليين فى ديسمبر الماضى.
4 جنود صهاينة يكتشفون جثة للمقاومة تحمل قنبلة يدوية عليها كتابة عبرية تعرّف بأنها يدوية إسرائيلية مضادة للرصاصوخلال الحرب المستمرة، استشهد أحد عناصر الفصائل الفلسطينية، وحينها اكتشف 4 جنود إسرائيليين جثمانه، وقالوا إن القنبلة اليدوية التى كان يحملها فى حزامه كانت عليها كتابة عبرية، وتعرف بأنها قنبلة يدوية إسرائيلية مضادة للرصاص، وهى من طراز حديث.
وتشير تقديرات جيش الاحتلال الإسرئيلى، إلى أنه نفذ عشرات الآلاف من القذائف الصاروخية على غزة منذ 7 أكتوبر، ما يعنى أنه من المحتمل أن الآلاف منها لم تنفجر، واستخدمتها «حماس» فى عملياتها ضد القوات الإسرائيلية.
ولم يقتصر الأمر حول أسلحة الفصائل الفلسطينية فى غزة وحسب، بل أيضاً المقاومة الفلسطينية فى الضفة الغربية، حيث كشف تقرير نشرته وسائل إعلام عبرية، أن السلاح الذى يحمله المستوطنون الإسرائيليون بشكل رسمى فى الضفة الغربية، تحول إلى أيدى المقاومة، وذلك عن طريق سرقة مستودعات الأسلحة الإسرائيلية فى الضفة، وأيضاً قيام المستوطنين ببيع أسلحتهم إلى الفلسطينيين طمعاً فى تحصيل الأموال.
ما يؤكد تعرض مستودعات الأسلحة الإسرائيلية للسرقة، وهو ما قاله المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى دانيال هاجارى، فى شهر يونيو من العام الماضى، حيث تحدث عن سرقة كمية كبيرة من الذخيرة تقدر بنحو 30 ألف رصاصة من مخزن «تسيئيليم»، ولم تكن المرة الأولى التى تتعرض فيها مستودعات الأسلحة والذخائر الإسرائيلية للسرقة.
وفى تقرير لوكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية، تناول مصدر أسلحة الفصائل الفلسطينية، حيث ذكر أن العديد منها جديد نسبياً، وتعتمد على بنادق دقيقة، وهجومية وقذائف صاروخية وصواريخ مضادة للدبابات، واستطاعت الفصائل تجميع وإعداد ترسانة متنوعة من الأسلحة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أسلحة المقاومة الفلسطينية معسكرات إسرائيل أسلحة الفصائل الفلسطینیة على غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير يتحدث عن هشاشة سلاح الجو الفرنسي..الرافال لا تكفي
سلّط موقع "لو ديبلومات" الفرنسي الضوء على تقرير صادر عن المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية يثير مخاوف بشأن قدرة سلاح الجو الفرنسي على مواجهة صراع عالمي كبير ضد قوى عظمى مثل روسيا والصين.
وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه الوثيقة تكشف عن ثغرات هيكلية وعملياتية تهدد التفوق العسكري الفرنسي في المجال الجوي.
التقرير من إعداد الخبيرين العسكريين، المقدم أدريان غوريمان، والضابط السابق في سلاح الجو الفرنسي جان-كريستوف نويل، وهو يعمل حاليًا باحثًا في مركز دراسات الأمن التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية.
تغيّر موازين القوى
وفقًا للتقرير، فإن تطور أنظمة الدفاع الجوي الروسية والصينية يقلص بوتيرة سريعة الفجوة التكنولوجية مع الغرب في مجال السيطرة الجوية. وتلعب الطائرات المسيرة المتطورة، والصواريخ الفرط صوتية، والأنظمة المتقدمة للحرب الإلكترونية، دورا محوريا في تغيير موازين القوى، مما يزيد من صعوبة حفاظ القوى الغربية على تفوقها الجوي.
وأشار التقرير إلى هذا التفوق الذي استمر منذ عام 1945 وحتى حرب الخليج الأولى، قد يكون الآن على وشك الانتهاء، حيث إن نزاعات العقود القادمة لن تكون فيها المقاتلات قادرة على تنفيذ مهامها بنجاح من خلال على التخفي عن الرادارات، بل سيكون من الضروري التفوق في تدمير الدفاعات الجوية للأعداء، وهو مجال تتخلف فيه فرنسا بشكل مثير للقلق.
وأضافت الوثيقة أن العقيدة العسكرية الفرنسية، التي كانت ترتكز تاريخيًا على الردع النووي وحماية الأراضي الفرنسية، قد تكون غير ملائمة لمواجهة صراع واسع النطاق.
مخزون الذخائر غير كافٍ
كما أوضحت الوثيقة أن إحدى أكثر النقاط إثارة للقلق مخزون الذخائر، إذ يُعتبر هذا العامل نقطة الضعف الحقيقية في سلاح الجو الفرنسي. وتعدّ الصواريخ جو-جو٬ وجو-أرض المتاحة غير كافية بشكل واضح، مما يحد من قدرة فرنسا على خوض صراع طويل الأمد.
ووفقًا لمؤلفي التقرير، فإن سلاح الجو الفرنسي لن يتمكن في حال اندلاع حرب، من القتال بكامل طاقته إلا لمدة ثلاثة أيام فقط، وذلك بسبب نقص الصواريخ.
بالنسبة لبعض أنواع الذخائر، مثل صواريخ ميتيور، فإن هذه المدة تنخفض إلى يوم واحد فقط من العمليات القتالية المكثفة. وقد تفاقمت هذه المشكلة بسبب تزويد أوكرانيا بالأسلحة، حيث تم سحب صواريخ "سكالب" و"أستر-30" من المخزون الفرنسي، مما أدى إلى وصول الاحتياطيات إلى مستوى حرج، دون وجود خطة واضحة لتعويض النقص.
وبعد مصادقة فرنسا على اتفاقية أوسلو بشأن الذخائر العنقودية في عام 2010، فقدت إحدى أهم مواردها الاستراتيجية لضرب الأهداف المنتشرة على مساحات واسعة.
وفي الوقت الحالي، يعدّ الحل الوحيد لتدمير البنى التحتية الحيوية، مثل مدارج المطارات التابعة للعدو، استخدام عدد كبير من الصواريخ البعيدة المدى، لكن هذا النهج يتطلب مخزونًا أكبر بكثير مما تمتلكه فرنسا حاليا، وفقا للتقرير.
التخلف التكنولوجي
إلى جانب مشكلة الذخائر، يسلط التقرير الضوء على مشكلة جوهرية أخرى، وهي غياب طائرة مقاتلة من الجيل الخامس. وبعد ظهور الطائرات الشبحية الأمريكية في التسعينيات، اعتمدت فرنسا بالكامل على طائرة رافال، وهي مقاتلة عالية الأداء، لكنها تظل طائرة وسيطة بين الجيل الرابع والجيل الخامس.
وحسب التقرير، يؤثر ذلك بشكل مباشر على الأداء العملياتي، حيث يواجه الطيارون الفرنسيون صعوبة في المنافسة عند إجراء التدريبات مع الحلفاء الذين يمتلكون طائرات مقاتلة من الجيل الخامس مثل إف-35.
واعتبر مؤلفا التقرير أنه في ظل غياب طائرات مقاتلة من الجيل الخامس، والنقص الحاد في الصواريخ بعيدة المدى، لن يكون سلاح الجو الفرنسي أكثر من مجرد قوة داعمة داخل تحالف عسكري في حال نشوب حرب واسعة النطاق.
مستقبل مقلق
أكد الموقع أن تقييم المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية واضح: سلاح الجو الفرنسي غير قادر حاليا على مواجهة صراع عالي الكثافة.
ويرى الموقع أن العوامل التي ذكرها التقرير يُظهر أن القوات الجوية الفرنسية في موقف ضعيف أمام التحديات المستقبلية، مقابل نجاح إيطاليا في اعتماد خيار استراتيجي مغاير من خلال مشاركتها في برنامج المقاتلة إف-35.
فمن خلال استحواذه على طائرات إف-35، بات سلاح الجو الإيطالي والبحرية الإيطالية يمتلكان طائرة مقاتلة من الجيل الجديد، مما يمكنهما من الحفاظ على دور قيادي في أي معركة قادمة، وضمان تكامل أفضل مع الحلفاء.
وختم الموقع بأن فرنسا إن لم تتمكن من سد فجواتها التكنولوجية واللوجستية، فإنها قد تفقد نفوذها داخل التحالفات الغربية مستقبلا، وقد تُجبر على لعب دور ثانوي في عالم أصبحت فيه الهيمنة الجوية تحدّيا صعبا للغاية.