عائض الأحمد
خلقت من أجل هذا فَامضِ إلى أهدافك دون النظر لمن هم خلفك، معايير النرجسية، وتخمة ثرائه المعرفي- كما يظن- تتسارع بشكل غريب يفوق قدرته على التوقف، أصابه فيضان أخلاقي مُميت، تراكمي حد استحالة رفع مخلفاته فطمر شكله الخارجي ولم يعد مشاهدا منه غير بعض أطرافه وفحيح صوته أنا هنا أين أنتم.
مصاب بعقد نفسية وضلالات ذهانية، جعلت منه رمزًا في الخرافة استعصت على أشهر أطباء زمانه حتى حذَّر أحدهم من أن تشخيص حالته سيرهب كل من حوله فدعوه يقول ويهذي بما شاء فليس على أمثاله حرج، وبنهايه الأمر لن ينقل تلك العدوى "الذهانية" حينما ينكفى على نفسه ويقص أثرها مخاطبا إياها بعظمة المكان الذي جعل الأرض تحمله والزمان الذي تمنى أشد أعدائه العيش بجواره فيه، جنون العظمة ليس سيرة لأحدهم فقط، فربما كان واقعا مَعيشا في أحلام البعض يريد فرضه بسلطة الظهور المظلم في ساعات ذروة تختبئ خجلاً ووجلا منه، كلنا يحمل تلك المشاعر البائتة خلف حطام نفسي بأثر رجعي لأحد الأسقام التي كنَّا نعانيها في أوقات مرت من أيامنا وتزورنا بين فينة وأخرى وتمر مثقلة الخطى لدى البعض وكومضة عند آخرين، لعل دلائلها حينما تكون وحيدة فتصدر تلك الابتسامة الخجولة كم كنت شقيا أرعنا.
جسده ووظائف عقله استهلكت أصبح كمصاب "اضطراب الهوية التفارقي" لا يكاد يفهم سلوكياته وتعدد حالاته منتقلا من عالم الى آخر.
فاصلة:
استقصاء المعرفه وتتبعها لم يعد حصرًا على فئة تحمل "جيناتها المعرفية"؛ فهي مُشاعة ولم تعد حصرًا على أولئك المُنظِّرين مما أفقد بعضهم الصواب ورشد الكلمة في وصف حالهم وانتفاء "رمزية" هالاتهم الأسطورية وتلاشيها إلى أبسط بسطاء العامة.
ختامًا: فلاسفة اليونان كانوا يبحثون عن إجابات لكل مظاهر الحياة، بما فيها العقل والسبيل إلى الحكمة، البحث عن الكمال نقص دائم.
شيء من ذاته: شيء ما سيأخذك إلى مصيرك الحتمي دون أن يشعر بك أحد، أنت دون غيرك من له حق الصمت أو الحديث.
نقد: الأصابع متشابهات، ولكنها لن تتطابق أبدًا حتى في اليد الواحدة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير الرباط وسلا…بنسعيد و “كيليميني” أو حينما يدعو وزير القطاعات الثلاثة مغاربة الهامش إلى كره السياسة والسياسيين
زنقة 20. الرباط
أطلق وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد حملته الإنتخابية مبكراً على بعد قرابة عام ونصف من إنتخابات 2026، وإتخذ العاصمة الرباط منبراً وقلعةً دائمة ووحيدة يخاطب منها المغاربة أو بالأحرى ناخبي الرباط.
بنسعيد الذي يحلم أن يصبح رئيساً للحكومة وهو طموح مشروع، يعتقد أن المغرب هو الرباط فقط، والرباط فقط هو المغرب.
حصر لقاءاته بصفته وزيراً لثلاث قطاعات حكومية، بمقاطعات الرباط أكدال وحي الرياض والسويسي، يثير عديد التساؤلات من المتابعين للشأن السياسي والحكومي، حيث يلاحظ بشكل واضح للعيان أن بنسعيد وكأنه أصبح وزيراً للرباط فقط وشيئاً من سلا (حدو مؤسسة الفقيه التطواني)، حيث يغدق الدعم من قطاعات وزارته الموجه لجمعيات الأحياء بالعاصمة دون كلل، ومروراً بتخصيص عشرات المليارات لإنجاز مشاريع لا تتجاوز حدودها العاصمة الرباط (مدينة الألعاب الإلكترونية)، وبالتحديد بالحي الذي يعتبره خزاناً إنتخابياً، يعقوب المنصور.
وبالعودة إلى أرشيف آخر نشاط تواصلي لوزير الشباب والثقافة والتواصل بمدينة هامشية، نجد أنه يعود إلى ثلاث سنوات مضت، وبالضبط يناير 2022 بإقليم شيشاوة، ومنذ ذلك الحين صام بنسعيد عن التواصل مع مغاربة الهامش، ليتفرغ لمشروعه المستقبلي وحلمه برئاسة الحكومة متسلقاً بسلالم القطاعات الحكومية الثلاثة.
خاال فترة وجيزة ظهر وزير الشباب والتواصل والثقافة في لقاءات تواصلية مكثفة (حزبية وحكومية) بالعاصمة الرباط، وهو ما يراه متتبعون للشأن السياسي ترسيخ للمركزية التي إعتقد الجميع أنها من الماضي. والأخطر أنه يوحي على إستمرار تهميش شباب المغرب العميق من كل شيء، سواءاً اللقاءات التواصلية أو المشاريع التنموية.
ما يريد الوزير بنسعيد ترسيخه خطير جداً، يدفع بالشباب المغرب بالمدن الهامشية والجهات النائية إلى الإبتعاد بل وكره السياسة والسياسيين، حينما يرى وزير القطاع المفترض أنه يهتم به، لا يتواصل سوى مع “كيليميني” العاصمة ولا يأبه لشباب طاطا ولا الطاقات الشابة بالحسيمة وبني ملال والرشيدية وفكيك والحوز.
المهدي بنسعيد