تربى في عائلة فنية جعلته موهوبًا بالفطرة، يهوى العزف والغناء يمتلك صوتًا عذبا، عاصر نجاة الصغيرة وسعاد حسني والتقى بهما وهو صغير، ليكن لذلك أثر كبير على موهبته، لكن الانشغال بالعمل الأكاديمي أجل انطلاق الدكتور عبد الحميد يحيى صاحب الـ77 عامًا، لتحقيق حلمه، ليرى أن «من لا هٌواية له لا هوية له».

أٌمسيات فنية يقضي بها أغلب وقته، يٌدندن تارة ويلتقط العود ليعزف عليه تارة أخرى، صوت لا يخلو من حلاوة النطق وسلاسة الألفاظ، والنطق الصحيح للكلمات، فقد حفظ «عبد الحميد» القرآن الكريم كاملًا منذ نعومة أظافره، ليكن لذلك تأثير كبير على صقل موهبته: «ختمت القرآن الكريم مبكرًا، وكان لذلك عامل كبير في تعلم أساسيات النطق ومخارج الألفاظ، أنا معايا دكتوارة في إدارة الأعمال، وأستاذ الإدارة في جهاز المركزي للتنظيم والإدارة جامعة حلون، لكن بحب العزف والغناء من صغري وقررت أكرس ليه بعض الوقت» بحسب حديثه لـ«الوطن».

موهبة عبد الحميد في  الـ77 من عمره

ينتمي عبد الحميد، إلى العائلة الفنية «كروان» التي يرجع أصلها إلى بولاق، إلاً أنه تربى ونشأ في منطقة باب الشعرية بالقاهرة، ويمتلك موهبة الغناء،: «أحببت الغناء على يد خالي عازف الكمان، الذي كانت تجمعه علاقة نسب تجمعه مع الموسيقار الكبير عطية شرارة، وخالي كان الصديق الشخصي لشقيق المطربة نجاة الصغيرة عز الدين حسني، فكانت سعاد حسني ونجاة الصغيرة وأخوهم بيجوا عندنا البيت، بيقضوا عندنا يوم الجمعة كامل، فخالي كان على الكمانجا وعز الدين على الكمانجا ونجاة الصغيرة كانت بتغني».

ليكمل «عبد الحميد» حديثه حول نشأته الفنية، فقد نشأ في ذلك الجو لتتعلق آذنه بالغناء والموسيقى، إلا أن مال للعود ورغب في احترافه: «والدي رحمه الله كان مهندس، وقرر تأجيل العزف، لحين التخرج من  كلية وبالفعل تطرقت للعزف بعد التخرج من الجامعة، وبالفعل اشتريت عودا صغيرا وبدأت أتعلم عليه والكلام ده كان سنة 1970».

وتابع: «بعدها الوظيفة والعمل كانا سببا في عدم انتشار الموهبة، وفي سنة 2006 خرجت على المعاش ومن وقتها بدأت الانطلاقة في ذلك المجال العزف والغناء، وكان لي صالون يًسمى ملتقى الصفوة الثقافي، الذي يعقد شهريًا ويحضره أذواق ومواهب شبابية من مختلف الأعمار».

أشاد بالموهبة على منصات السوشيال ميديا

انتشر فيديو على منصات السوشيال حظى إعجاب رواده، الذين تفاجئوا بتلك الموهبة، لكنهم لم يعرفوا من صاحب ذلك الصوت العذب، فهو الدكتور عبد الحميد، الذي تفاجأ بتلك الإشادات الإيجابية.

«الفيديو كان صدفة وكان معايا عازف العود المهندس محمد سامي هو وموهبة كبيرة وجميلة، وكنا بندند سوا وقالي سمعني حاجة كده، فقلت جزءًا من أغنية كنت بتحلفلي أنك ليا للفنان محمد عبد الوهاب، وماكنتش متوقع الانتشار ده وبجد شكرًا لكل ذواقة الفن».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عبد الحميد يحيى العود الغناء عبد الحمید

إقرأ أيضاً:

يد غادة الصغيرة - قصة ألم لا تنتهي جراء الإبادة الإسرائيلية في غزة

على الأرجوحة الصغيرة في ساحة مدرسة "دار الأرقم"، كانت الطفلة غادة دبابش (6 سنوات) تحاول أن تنتزع من الحرب فسحة لعب، كأنها ترفض أن تُسرق منها طفولتها. تضحك وتتمايل بخفة، ولم تكن تعلم أن تلك اللحظة البريئة ستكون آخر عهدها بكامل جسدها.

صاروخ إسرائيلي أنهى المشهد، وبتر يدها اليمنى بالكامل، اليد التي كانت تكتب بها، وتتناول طعامها، وتتشبث بها بأختها الكبرى، وتلوّح بها لأمها كل صباح.

وغادة، النازحة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة ، كانت ضمن عشرات الأطفال المقيمين في المدرسة التي تحوّلت إلى ملجأ للنازحين وسط المدينة.

في المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل مطلع أبريل/ نيسان، قُتل 31 فلسطينيًا وأُصيب أكثر من 100، كثير منهم أطفال مثل غادة.

وزعم الجيش أنه هاجم "مجمع قيادة" ل حماس بقصفه مدرسة الأرقم، فيما نفى مكتب الإعلام الحكومي بغزة ذلك، مؤكدا أن الهجوم استهدف نازحين مدنيين.

والجمعة، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن النساء والأطفال تصدروا قائمة الضحايا منذ استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي، موضحًا أن الجيش الإسرائيلي قتل خلال تلك الفترة 595 طفلًا و308 سيدات.

وتجلس غادة اليوم، في زاوية من مدرسة أخرى أُعيد تهجيرها إليها، لا تبوح بالكثير، لكنها تحمل في نظراتها ما يفوق الكلام. تبتسم حين تُسأل، لكنها تسرح سريعا في صمتها الطويل، كأنها تحادث شيئا لا يُرى.

يقول والدها أحمد دبابش، بصوت مُتعب: "كانت تلعب على الأرجوحة في ساحة المدرسة، وتضحك. وفجأة سقط صاروخ.. أصيبت بشظية في يدها مباشرة، وكانت الإصابة بالغة جدًا. أسعفتها بنفسي، ربطت يدها لأوقف النزيف، وركضنا إلى المستشفى. كنت أدرك أن يدها قد لا تُنقذ من شدة التهتك".

وأضاف: "دخلت غرفة العمليات.. حاول الطبيب، لكنه عاد ليخبرنا أن البتر لا مفر منه".

وتابع بألم: "وقّعت على العملية وقلبنا يتقطع، لكن هذه مشيئة الله ونحن مؤمنون. غادة كانت تستخدم يدها اليمنى في كل شيء: في الأكل، والكتابة، حتى دخول الحمام. الآن نحاول أن نواسيها، وندربها على استخدام يدها اليسرى، لكنها تتعب كثيرًا، حتى من الضحك".

وتقول الطفلة بصوت خافت ووجه شاحب: "أنا غادة دبابش.. عمري 6 سنين.. اليهود قطعوا إيدي وأنا نفسي بيد بدالها".

ولا تُعاني غادة من ألم الإصابة فقط، بل من تداعياتها اليومية، فلا تستطيع اللعب كما كانت، ولا استخدام الحمام دون مساعدة، ولا الكتابة التي كانت تحبها.

وتدخل شقيقتها الكبرى ملك (8 سنوات)، على خط الألم بصوت طفولي ممتزج بالحسرة: "كنت أحمل أخي الصغير عندما حدث القصف فجأة.. امتلأ المكان بالدخان ولم أرى شيئا.. كنت أتمنى أن ينتهي الدخان سريعا فقط لأعود لأمي".

ثم تستدرك بصوت مثقل بالمسؤولية: "أتمنى أن نحظى غادة بطرف صناعي حتى تستطيع الكتابة واللعب مثلنا (..) هي لا تستطيع دخول الحمام وحدها وأنا دائمًا أكون معها بوقف معها واتمنى أن أراها تضحك من قلبها".

وتختم همسًا، وهي تقبّل يد أختها المبتورة: " أجمل هدية لأختي هي الطرف الصناعي.. حتى تعود لحياتها الماضية".

وفي 24 مارس/ آذار الماضي قالت وزارة الصحة بغزة إن عدد الأطفال الذين قتلوا خلال حرب الإبادة الجماعية على مدار 19 شهرا (حتى 23 مارس) بلغ نحو 15 ألفا و613 طفلا، وهو ما يشكل 31 بالمئة من إجمالي القتلى في حينه.

وقالت في إنفوغرافيك نشرته آنذاك، إن الإصابات في صفوف الأطفال وصلت إلى 33 ألفا و900 طفل، بنسبة تصل إلى 30 بالمئة من إجمالي مصابي القطاع، البالغ 113 ألفا و408 أشخاص.

وأفاد الإنفوغرافيك بأن إسرائيل قتلت في ذات الفترة 825 رضيعا بعمر أقل من عام.

ولم تشر الوزارة إلى عدد الأطفال والنساء الذين قتلوا منذ استئناف إسرائيل إبادتاها الجماعية في 18 مارس الماضي، والتي أسفرت حتى ظهر الجمعة، عن مقتل 2062 وإصابة 5375 آخرين معظمهم من النساء والاطفال، وفق أحدث بياناتها.

ومطلع مارس الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.

وبينما التزمت "حماس" ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.

واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

المصدر : وكالة سوا - الأناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ ومُسيّرة أطلقا من اليمن تصعيد الاحتلال مستمر في مدينة طولكرم ومخيميها - 90 يوما من العدوان مصرع شاب إثر حادث سير ذاتي بمركبة غير قانونية شمال غرب رام الله الأكثر قراءة السيسي وملك الأردن يبحثان جهود إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة قوات الاحتلال تحوّل القدس إلى "ثكنة عسكرية" الخارجية تُحذّر من مخططات المنظمات الاستيطانية ضد الأقصى الرئيس الكولومبي: يجب التفكير في الشعب الفلسطيني عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • كيف تبلغ سن الـ70 بصحة مثالية؟ ابدأ بهذه التغييرات الذهبية اليوم
  • بعد فقدها 529 يوماً بجزيرة أسترالية.. تعرف إلى قصة نجاة الكلبة فاليري؟
  • أحمد عبد الحميد يكشف تفاصيل الحالة الصحية لابنته
  • إيقاف حمو بيكا عن الغناء.. وردّه الأول يشعل الجدل
  • يد غادة الصغيرة - قصة ألم لا تنتهي جراء الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • الجيل الجديد على الشاشة… موهبة حقيقية أم "كوسة فنية"؟ (تقرير)
  • أمير عبد المجيد لـ«بالخط العريض»: رفدوني من المدرسة لأني ضربت مدرسًا
  • محترم القرار.. أول تعليق من حمو بيكا بعد وقفه عن الغناء
  • الروقي: عاد كبير القارة الذي ترتعد منه الخصوم
  • عبد الحميد.. خطاط من الأنبار يُعيد للحرف العربي وهجه بشغف لا ينطفئ (صور)