دمشق-سانا

بخطوات مدروسة وممنهجة وبخبرات وطنية تمضي سورية قدماً في تطوير واستكمال منظومة الدفع الإلكتروني محققة قفزات نوعية منذ انطلاقة المنظومة في نيسان عام 2020، على الرغم من الحصار الجائر والإجراءات الأحادية القسرية التي تسببت بصعوبة توريد الأجهزة والمعدات والبنى المصرفية والتقنية الضرورية جداً لعمل المنظومة.

وترافقت الجهود الحكومية المبذولة لتطوير عمليات الدفع الإلكتروني مع السعي الحثيث والمتواصل والمحاولات الدؤوبة من كل الجهات العامة والخاصة لتأمين الربط الشبكي الموحد بين المؤسسات المالية والمصرفية من جهة والشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية وشركات الدفع الخاصة من جهة أخرى، إلا أن ذلك اصطدم بعدم توافر الأدوات التكنولوجية واللوجستية، الأمر الذي اضطر الكفاءات الوطنية إلى إنجاز الربط على مراحل عبر شركات الدفع الإلكتروني العامة والخاصة.

وشكل تعزيز البنية التشريعية للدفع الإلكتروني خلال العام الماضي أرضاً صلبةً لتطوير عمليات دفع الفواتير والرسوم عبر بوابات الخدمات الإلكترونية، ومع صدور القانون رقم 21 لعام 2023 الذي تم بموجبه إلزام اعتماد الحسابات المصرفية لاستيفاء المطالبات المالية لأصحاب المهن والنشاطات بدأت كل الفعاليات التجارية والصناعية والسياحية وغيرها بالتوجه نحو رقمنة أعمالها، بالتوازي مع التحديث الحاصل في النظام المالي والمصرفي بهدف تبسيط الإجراءات وتسهيل تقديم الخدمات والمنتجات للمواطنين، والابتعاد عن مخاطر التعامل بأوراق البنكنوت المصرفية، وتوفير الوقت والجهد.

التطوير المستمر لبنية الدفع الإلكتروني وزيادة الإقبال عليه من قبل المواطنين أسهم في ارتفاع قيمة المطالبات المالية التي سددت منذ نيسان عام 2020 حتى نهاية الربع الأول من العام الجاري، من خلال منظومة الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية لتصل إلى 44.214.066 مطالبة بقيمة إجمالية تجاوزت 1.68 تريليون ليرة سورية، وذلك وفقاً لبيانات الشركة.

وحسب هذه البيانات بلغ عدد المطالبات المالية المسددة عبر منظومة الشركة ذاتها من بداية العام ولغاية الـ 22 من شباط الماضي 8.374.294 مطالبة مالية، بقيمة إجمالية تجاوزت 270.5 مليار ليرة سورية، حيث تجاوزت هذه القيم عدد المطالبات المسددة للفترة نفسها من العام الماضي، مع العلم أن عدد المطالبات المالية المسددة خلال عام 2023 بلغ 16.02 مليون مطالبة.

وبناء على مؤشرات عمل وزارة الاتصالات والتقانة بلغ عدد المشتركين بالخطوط الخلوية الذين يمتلكون حسابات زبائن 381.025 مشتركاً، في حين بلغ عدد مشتركي الخطوط الخلوية الذين يمتلكون حسابات تجار 901 مشترك، وذلك منذ انطلاق منظومة الدفع الإلكتروني حتى نهاية 2023.

وشهد العام الماضي خطوات متسارعة أكدت نجاح عملية الدفع الإلكتروني، ووصل عدد المطالبات المالية المسددة إلكترونياً عبر منظومتي الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية مدفوعات وسيب أونلاين إلى 14.459 مليون مطالبة بقيمة 758.9 مليار ليرة سورية، في حين تجاوزت قيمة الفواتير المسددة إلكترونياً عبر الخطوط الخلوية 41.9 مليار ليرة سورية، كما تجاوزت القيمة المالية لعمليات الدفع الإلكتروني المسددة من زبون لتاجر 31.3 مليار ليرة سورية.

كما أصدر مركز خدمة المواطن الإلكتروني في العام ذاته أكثر من 2.2 مليون معاملة إلكترونية موزعة على المحافظات، وعبر بوابة المكتب القنصلي الإلكتروني تم إنشاء 43.098 حساباً إلكترونياً، وأصدر المكتب للمغتربين عبر هذه الحسابات خلال العام الماضي 40.008 معاملات الكترونية لعدة خدمات حكومية، كما أضاف مركز خدمة المواطن الإلكتروني خدمات التجنيد للمغتربين السوريين عبر المكتب القنصلي الإلكتروني، وهي خدمات التأجيل والخدمات التجنيدية بالإضافة إلى خدمة تسهيلات زيارة المغتربين.

وزارة النقل بدورها أعلنت العام الماضي إنجاز أكثر من 1.26 مليون معاملة عبر عمليات الدفع الإلكتروني، وكذلك المصرف الصناعي الذي أكد أن قيمة الفواتير المسددة عبر منظومة الدفع الإلكتروني خلال شباط الماضي وحده بلغت 450 مليون ليرة، إضافة إلى أنه نتيجة الإقبال على الخدمات الإلكترونية أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان تمديد مهلة منح بطاقة الدفع الإلكتروني لمكتتبي السكن الشبابي والعمالي.

من جانبها استمرت وزارة المالية بتطوير البنية التحتية في المصارف العامة وتأمين التجهيزات اللازمة لمواكبة متطلبات الدفع الإلكتروني والتحول الرقمي متضمنة الربط مع شركات الدفع الإلكتروني، ما مكن عملاء المصارف من الاستفادة من كل وسائل الدفع الإلكتروني الخاصة بشركات الدفع والمصارف، إضافة إلى التوسع في نشر نقاط البيع أجهزة ال بي أو إس في فروع المصارف العامة ومراكز المؤسسة العامة للبريد.

وفي خطوة متقدمة تم إطلاق خدمة تسديد قيمة الوقود إلكترونياً باستخدام البطاقات المصرفية للبنوك العاملة في 16 محطة في دمشق وطرطوس وغيرهما، ووفقاً لبيانات الوزارة أتاحت منظومة الدفع الإلكتروني تسديد الضريبة عبر وسائل الدفع الإلكتروني، كما تم إطلاق خدمة تسديد ضريبتي ريع العقارات والدخل المقطوع إلكترونياً في محافظات دمشق وحلب وريف دمشق عبر الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية.

وفيما يتعلق بالربط الإلكتروني للفواتير المصدرة مع الإدارة الضريبية أصدرت الهيئة العامة للضرائب والرسوم جملة قرارات ألزمت بموجبها مكلفي مهن متعددة بآلية الربط المعتمدة من قبل الهيئة، بهدف تحقيق الشفافية الضريبية وتسهيل إجراءات تسديد الضرائب ومكافحة التهرب الضريبي والاستغناء عن العامل البشري.

ويأتي كل ذلك بينما تواصل الإدارة الضريبية مشروعها الطموح لأتمتة نظام الإدارة الضريبية المتكامل للهيئة العامة للضرائب والرسوم ضمن مشروع التحول الرقمي، كما سبق أن أصدرت وزارة المالية قراراً يقضي بوضع الطابع الإلكتروني اللصاقة بالتداول اعتباراً من أول تشرين الثاني القادم، وذلك ضمن خطتها لأتمتة العمل الضريبي وتبسيط الإجراءات للمكلفين والإدارة الضريبية، وتوفير الوقت والجهد، والحد من التهرب الضريبي، ومنع ارتكاب أي حالات فساد، بينما سيصار لاحقاً إلى ربط هذا الطابع مع أدوات الدفع الإلكتروني وأي وسيلة متاحة للدفع إلى جانب الدفع النقدي.

وسيم العدوي وطارق السيد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: منظومة الدفع الإلکترونی المطالبات المالیة ملیار لیرة سوریة العام الماضی

إقرأ أيضاً:

قانون الصحة العامة.. منظومة متكاملة للرعاية والوقاية والاستدامة

العمانية: يرتكز قانون الصحة العامة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم "44/ 2025" على مجموعة من الرؤى والأهداف باعتبارها أولوية وطنية ضمن "رؤية عُمان 2040" لتقديم خدمات أكثر شمولية تتجسّد في تحقيق الصحة للجميع، وتقديم رعاية وجودة أفضل مع التركيز على مبدأ المشاركة في عملية التنفيذ مع القطاعات الصحية الأخرى والجهات ذات العلاقة.

ويتضمّن قانون الصحة العامة مواد قانونية تغطي كل الجوانب المتعلقة بالصحة العامة، بوصفها مجموعة من القواعد العامة التي توضع لتعزيز سلامة صحة أفراد المجتمع بدنيا وعقليا ونفسيا واجتماعيا للوقاية من الأمراض ولضمان سلامة وصحة البيئة التي يعيشون بها وخلوّها من الملوثات التي تؤثر على الصحة العامة.

ويحتوي القانون على جملة من الأسس تترجم في لوائح وقرارات تنظّم كافة الإجراءات والأعمال في مجال الصحة العامة، ليشكّل مرجعا يوحّد المفاهيم المتداولة في هذا المجال، بالإضافة إلى توضيح مهام وعلاقة كل الأطراف ذات الصلة بالصحة العامة وتنظيم أدوار هذه الأطراف وآليات التنسيق فيما بينها وطرق تكامل الجهود معها، وتأطير وتعزيز وتطوير كل البرامج الصحية الممكنة للوقاية من الأمراض ومكافحتها والسيطرة عليها والحدّ من انتشارها ومكافحة مسبباتها ورفع مناعة المواطنين لحماية أنفسهم منها، والبرامج العلاجية والتأهيلية، والتعريف بجميع الجوانب التشريعية والتنفيذية المتعلقة بالصحة العامة؛ الأمر الذي يجعل سلطنة عمان بيئة جاذبة للاستثمار في هذا المجال في ظل وضوح الواجبات وحفظ الحقوق.

ويغطي القانون العديد من الجوانب والموضوعات المتعلقة بالصحة العامة، منها: تحديد الخدمات الصحية بجميع أوجهها الوقائية والعلاجية والتأهيلية لكافة المواطنين وأسرهم والمقيمين والزائرين على أرض سلطنة عُمان، وحقوق المريض وواجباته، وحماية فئات المجتمع الأكثر عرضة للمخاطر، إضافة إلى التنسيق بين كافة القطاعات ذات العلاقة بما يخصُّ تعزيز الصحة العامة، ومكافحة الأمراض المعدية والتدبير المتكامل لنواقل الأمراض وصحة المنافذ الحدودية (الموانئ)، والسياسات والاستراتيجيات الخاصة بتعزيز الصحة البيئية، وأخلاقيات البيولوجيا مثل: الاستنساخ والنقل والصحة العامة والأنسجة، والإجهاض.

ويهدف قانون الصحة العامة إلى وضع منظومة متكاملة من القواعد والنظم العلمية والتطبيقية لغايات تعزيز وحماية الصحة العامة، وتعزيز التنسيق والتعاون المحلي والدولي في مجال التأهب والاستجابة لمواجهة المشاكل المتصلة بالصحة العامة، ورفع مستوى وعي المجتمع بالعوامل والمخاطر التي تؤثر عليها.

وتسعى مواد الفصل الأول من قانون الصحة العامة إلى ضمان توفير الخدمات الصحية بجميع أوجهها الوقائية والعلاجية والتأهيلية بمختلف مستوياتها وتخصصاتها لكافة المواطنين وأسرهم والمقيمين والزائرين من خلال المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة وغيرها من وحدات الجهاز الإداري للدولة والمؤسسات الصحية الخاصة أو تلك التي تُدار بعقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وفي هذا السياق، يتمتّع المرضى بكافة حقوقهم المكفولة بموجب القوانين النافذة، ويمنع التمييز بين الأشخاص في الحصول على الوقاية أو الرعاية الصحية.

وجاء الفصل الثاني من قانون الصحة العامة بعدد من المواد التي تعنى بالصحة الجسدية والنفسية، والتي تحظر القيام أو الشروع أو الاشتراك أو التحريض أو المساهمة أو التمويل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في شأن الصحة الجسدية والنفسية للفرد.

وناقش الفصل الثالث الأمراض المعدية والأوبئة وصحة المنافذ الحدودية، على أن تقوم وزارة الصحة بالتنسيق مع الجهات المختصة والجهات الخاصة والأهلية بوضع استراتيجية لحماية المجتمع من الأمراض المعدية والأوبئة والوقاية منها ومكافحتها والحدّ من مضاعفاتها والعمل على تنفيذها.

وتطرّق الفصل الرابع من القانون إلى الصحة الغذائية والمهنية والبيئية، ويضع هذا الفصل السياسات والاستراتيجيات الخاصة بتعزيز التغذية الصحية والعلاجية للمجتمع، ووضع المواصفات القياسية لتصنيع الأغذية.

مقالات مشابهة

  • 230 مليون درهم تسلمها 18 ألف عامل عبر محكمة أبوظبي العمالية العام الماضي
  • جدة.. استكمال تأجير 97% من مخطط السكراب وبدء تسليم أراضي التشاليح
  • تعاون بين «المالية و«لولو» لتوفير عروض للكتالوج الاتحادي
  • 1.6 مليون نزيل بفنادق الشارقة العام الماضي بنمو 11%
  • اليوم.. استكمال محاكمة 13 متهمًا في قضية «خلية داعش كرداسة»
  • المالية عن حصيلة الضرائب في 2025: حققنا ريكورد بزيادة 40% عن العام الماضي
  • المالية تكشف أهمية أنظمة الفاتورة والإيصال الإلكتروني
  • استكمال محاكمة 13 متهما في قضية خلية داعش كرداسة.. غدًا
  • قانون الصحة العامة.. منظومة متكاملة للرعاية والوقاية والاستدامة
  • بخطوات بسيطة.. طريقة الاستعلام عن مخالفات المرور 2025