شرعت إسرائيل فى ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فى مشهد غير مسبوق لم يحدث مثيل له عبر التاريخ. أمعنت إسرائيل فى ارتكاب جرائم الاستنزاف البشرى وتقويض البنى التحتية للمدن الفلسطينية، بالإضافة إلى الاعتقالات والتعذيب وعمليات الاختفاء القسرى. فعلت وتفعل كل هذا دون أن يحرك المجتمع الدولى ساكنًا، وكأنه غدا كمتفرج على إنجازات المذابح التى فرضتها إسرائيل على الأراضى الفلسطينية من أجل اقتناص أكبر عدد ممكن من أرواح الفلسطينيين.
ولا شك أن وراء استمراء إسرائيل لعمليات القتل الممنهج هذه هو إدارة «جو بايدن»، فلقد أسهم الرئيس الأمريكى بجهده ودعمه لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا فى أن يصل بالمشهد فى الأراضى الفلسطينية إلى هذا الحد من المآسى ليجرى ذلك على مرأى من العالم كله. ومؤخرًا أقرت الولايات المتحدة الأمريكية سبعة عشر مليار دولار دعمًا لإسرائيل لتبعث عبرها رسالة مفادها: (الطريق أمامك مفتوح على مصراعيه كى تمضى قدمًا فى ارتكاب كل ما تريدين من جرائم وآثام). الغريب أن تحذو ألمانيا حذو أمريكا وتدعم منطق الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وتواصل بذلك سياستها العنصرية.
واليوم نتساءل: أين محكمة العدل الدولية من جرائم القتل على الهوية التى أودت بأرواح آلاف الفلسطينيين سجل فيها الأطفال والنساء نسبة 75% من حصيلة عمليات الإبادة الجماعية؟. لم ترحم إسرائيل المرضى ولا الكوادر الطبية فقامت بإعدام العشرات منهم فى وليمة قتل ممنهج، وهى تدرك أنها لن تحاسب على ما تقترفه من جرائم. ومؤخرًا قام الجيش الإسرائيلى بحفر مقبرتين جماعيتين داخل أسوار مجمع مستشفى «ناصر» الطبى لإخفاء الجرائم البشعة التى ارتكبها على الملأ. وقيل بأن عدد الشهداء فى تلك المقابر يصل إلى 700 شهيد. خلافًا لما تم قتلهم رميًا بالرصاص، كما أن العشرات ممن كانوا فى مجمع «ناصر» ما زال مصيرهم مجهولًا.
إحدى المقابر الجماعية تم اكتشافها فى هذا المجمع الطبى وكانت تضم أكثر من خمسين شهيدًا تم إعدامهم بدم بارد ومواراتهم بالجرافات العسكرية تحت التراب. وهناك العديد من المقابر الجماعية التى تم العثور عليها فى باحات المستشفيات، والتى جاءت شاهدًا على حجم الجرائم والفظائع التى يرتكبها الجيش الصهيونى. وهنا تطرح التساؤلات حول مصير آلاف الفلسطينيين الذين ما زالوا مفقودين بعد انسحاب جيش الاحتلال الغاشم من مناطق فى القطاع، وبعد أن طمرت جثامين الآلاف منهم تحت الأنقاض؟ إنها عن حق وليمة القتل الممنهج والدم المسفوح التى طبقتها إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية دون رقيب ودون حسيب.
ولا شك بأن الدعم الأمريكى السياسى والعسكرى لإسرائيل شجعها على أن تمضى قدمًا فى مسلسل المجازر غير آبهة بفداحة جرائمها وفظاعتها، فهى على يقين من أنها لن تحاسب ولن تساءل ولن تقع تحت طائلة العقاب. لتظل مبرأة من كل ما ارتكبته من جرائم وعمليات قتل بالجملة للمدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ سواء ممن كانوا فى المستشفيات أو ممن كانوا فى خيام الإيواء والنزوح، فما كانت إسرائيل دولة الاغتصاب تواصل جرائمها البشعة لولا الدعم الأمريكى السياسى والعسكرى اللامحدود، ولولا الغطاء الذى تمنحه إدارة بايدن لهذا الكيان الفاشى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سناء السعيد إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين من جرائم جرائم ا
إقرأ أيضاً:
القاهرة الإخبارية ترصد تفاصيل خطة إسرائيل لجعل رفح الفلسطينية منطقة عازلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد مراسل فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن هناك خططا إسرائيلية لجعل رفح الفلسطينية بأكملها منطقة عازلة، حيث يواصل الاحتلال نسف المباني في منطقة موراج بين خان يونس ورفح الفلسطينية.
وأضاف مراسل القاهرة الإخبارية، أن الاحتلال استهدف مربعا سكنيا مكتظا بالسكان في حي الشجاعية بمدينة غزة، وهناك عدد كبير من الجرحى والمفقودين جراء مجزرة الشجاعية.
وفي نفس السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلي نقلا عن مصادر أمنية، أن الجيش بدأ توسيع ممر موراج الفاصل بين خان يونس ورفح الفلسطينية ويعمل على تدمير المباني على طوله، وأن خطط الجيش تتضمن هدم جميع المباني في رفح الفلسطينية وتحويلها إلى منطقة مماثلة لشمال قطاع غزة.
وأضاف إعلام إسرائيلي عن مصادر أمنية، أن تحرك الجيش في رفح الفلسطينية يستهدف إيجاد أدوات ضغط جديدة على حماس.