«يا حلاوة الإيد الشغالة، ورُّونا الهمة يا رجالة.. المكن الداير من شوقه، بيقول يا ولاد أحلى قوالة.. يا حلاوة الإيد الشغالة.. قسِّم يا مكن قول سمعنا، دا كلامك حلو وله معنى، وحياة الحب اللى جمعنا، دى جمايلك فى العين متشالة.. م الليلة المصنع بقى بيتنا، والبركة فى ولاد حتتنا، والهمة حاتفضل غنوتنا، ونقول يا أولاد أحلى قواله».
هكذا غنت المطربة شريفة فاضل عام ١٩٥٢ أغنيتها بعنوان «يا حلاوة الإيد الشغالة»، لمؤازرة الشباب وتشجيعهم فى مجالات العمل المتعددة. والأغنية من كلمات المؤلف شريف المهدى، وألحان الموسيقار حسن نشأت، وقد ارتبطت هذه الأغنية فى أذهان الجميع باحتفالات الأول من مايو من كل عام بعيد العمال.
وتعود جذور يوم العمال إلى بداية القرن التاسع عشر فى أستراليا قبيل عام ١٨٥٦ بعد أن نجح عمال البناء فى «ملبورن» و«سيدنى» بتحقيق مطالبهم بتخفيض ساعات العمل إلى ٨ ساعات يوميا، ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد حوالى ٣٠ عاما وباقى دول العالم، ليصبح عيدا رسميا فى أكثر من ١٠٠ دولة.
ومع بداية الثورة الصناعية، كانت حياة العمال جحيما بسبب الإنتاج الصناعى فى المصانع الكبيرة، حيث كان يوم العمل يتراوح ما بين ١٠-١٦ ساعة، طوال ستة أيام فى الأسبوع، فضلا عن تشغيل الأطفال دون أى اعتبارات، وقد أدى ذلك إلى ظهور حركة «٨ ساعات يوميا»، كإحدى الحركات الاجتماعية التى سعت نحو منع التجاوزات والانتهاكات فى حق العمال.
إلا أن عيد العمال يعود فى أصله إلى عام ١٨٦٩، حيث شكل عمال صناعة الملابس بفيلادلفيا فى أمريكا ومعهم بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم منظمة «فرسان العمل» كتنظيم نقابى يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل.
وجاء أول مايو ١٨٨٦ ليشهد أكبر عدد من الإضرابات العمالية فى يوم واحد فى تاريخ أمريكا، حيث وصل عدد الإضرابات التى أعلنت فى هذا اليوم نحو خمسة آلاف إضراب، واشترك فى المظاهرات ٣٤٠ ألف عامل، وكان المطلب العام لأحداث هذا اليوم هو «٨ ساعات عمل ليس أكثر».
وبعد كثير من الرفض الرأسمالى المطلق لهذه المطالبات، الذى صاحبه كثير من الإضرابات والاعتصامات التى تمت مواجهتها بالعنف المفرط. وبالرغم من مرور عامين من الانتهاكات الصارخة، لم يتوقف نضال الحركة العمالية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبلغ ذروته عام 1894، حينما قتل الجيش الأمريكى عددا من العمال المتظاهرين، وهو ما شكل ضغطا كبيرا على الرئيس الأمريكى، «غروفر كليفلاند»، ودفعه إلى التصالح مع حزب العمال، بتشريع عيد العمال، وإعلانه عطلة رسمية فى البلاد، تخليدا لذكرى «أوغست سبايز ورفاقه».
وفى النهاية يظل الفيلم المصرى «الأيدى الناعمة» والذى عرض عام ١٩٦٣، بطولة أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وصباح ومريم فخر الدين وليلى طاهر، والمأخوذ عن كتاب توفيق الحكيم تحت العنوان ذاته، ومن إخراج محمود ذو الفقار؛ يظل شاهدا على أيقونة مصرية للاحتفال بعيد العمال فى السينما المصرية.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب
جامعة المنصورة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة المنصورة د أحمد عثمان وحياة الحب
إقرأ أيضاً:
الجبهة تناقش الاستعداد للانتخابات النقابية ومجلسي الشيوخ والنواب والمحليات
شهد اجتماع الأمانة المركزية للعمال بحزب الجبهة الوطنية نقاشًا وتفاعلًا كبيرًا بين الحضور حول مقترحات تعزيز دور الأمانة و آليات التنسيق بين الأمانة المركزية وأمانات المحافظات وسبل التعاون بينهما بما يضمن تكامل الجهود وتحقيق الأهداف المرجوه، وعرض أفكار ورؤى تصب في صالح العمال والمواطن المصري، كما تم تناول الاستعداد للانتخابات النقابية العمالية خلال الشهور المقبلة، بالإضافة إلي انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب والمحليات .
وناقشت الأمانة برئاسة النائب عادل عبد الفضيل رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، وأمين العمال بالحزب، وبحضور اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية الأسبق، نائب رئيس الحزب، واللواء أحمد سعد فخر أمين العضوية بالحزب، خطة العمل للمرحلة المقبلة ، لبدء التنفيذ علي مستوى محافظات الجمهورية.
و وجه اللواء محمود شعراوي رسالة للعمال بأن يحافظوا على مصر، ويكونون في الصفوف الأولى للدفاع عنها فى الداخل والخارج، كما هنأ عمال مصر بمناسبة قرب عيدهم أول مايو، مقدما الشكر والتقدير لكل الأيادي التي تبني وتعمل بلا كلل وتسخر جهدها وعزمها لبناء كل شبر في أرض الوطن، مطالبا العمال ببذل قصارى جهدهم من أجل نهضة الدولة المصرية الحديثة.
ومن جانبه وجه اللواء أحمد سعد ، الشكر والتقدير لأعضاء أمانة العمال علي جهودهم في تنمية العضوية بالقطاعات العمالية المختلفة ، مؤكدا ضرورة تبني رؤية شاملة للقضايا التي تمس شرائح واسعة من العمال، والتنسيق مع الجهات التنفيذية المعنية لإيجاد حلول واقعية ومستدامة.
من جانبه استعرض النائب عادل عبد الفضيل ، خطة عمل الأمانة وأولوياتها، مؤكدًا على أهمية التواجد الفعّال بين العمال في المواقع المختلفة لعمل توعية وتثقيف مستمر بما يخدم أهداف التنمية المستدامة ، مشددا علي أولوية الأمانة هي العامل، لذلك يتم التعامل مع شكاواهم والاستماع لمطالبهم العادلة واحتياجاتهم والوقوف خلفهم والدفاع عن حقوقهم وإيجاد حلول وآليات تنفيذية لدمجها في توصيات تشريعية وتنفيذية، لمنع التلاعب بعقولهم من قبل الأطراف المعادية للدولة المصرية.
وقال "عبد الفضيل": إن المرحلة المقبلة سوف تشهد تدريب وتثقيف للقيادات داخل الأمانة لحث العمال علي العمل لزيادة الإنتاج وتنميته، مؤكدا أن العمال هم الركيزة الأساسية لأي اقتصاد ناجح، ويستحقون الرعاية والاهتمام من قبل الحزب والدولة.
وأضاف أمين العمال بالحزب، أن المرحلة المقبلة سوف تشهد التركيز علي حصر العمالة غير المنتظمة علي أرض الواقع علي مستوى الجمهورية، كما سيتم بحث أهم القضايا العمالية التي تمس العاملين بالجهاز الإدارى بالدولة ، وقطاع الأعمال العام والقطاع العام ، فضلا عن العاملين بالقطاع الخاص.
وأشار إلي أنه سيتم عقد ندوات تثقيفية للتعريف بقانون العمل الجديد وأهم مميزاته بالنسبة للعامل وصاحب العمل ، فضلا عن قانون التأمينات الاجتماعية ، وقانون المنظمات النقابية العمالية، بالإضافة إلي عقد لقاءات مع كافة المسئولين لمناقشة وحل مشاكل العمال في كل قطاع من قطاعات الدولة.