بعد اندلاع الحرب في السودان قبل عام من الآن تكاثف وجود “الزول” في الدولة الجارة مصر، وصار لزاما على اللاجئين السودانيين هناك أن يحكتوا بالمجتمع المستضيف، إلا أن معضلة اللهجة أصابت الكثيرين بالحيرة

التغيير: عبدالله برير

ما أن تطأ قدماك أرض مصر وفور التعرف على جنسيتك ستسمع المصريين يهتفون وهم ينادنوك “يا زول يا زول”.

الحال لا يختلف في مصر كثيرا عن دول الخليج والمنطقة العربية، عند مناداة السوداني الذي يشتهر بين هذه المجتمعات بـ “الزول” وتعني الشخص، وهو مصطلح تمييزي له جوانب سلبية وأخرى إيجابية مثلما يرى الكثير من السودانيين ممن عاشوا خارج السودان في المنطقة العربية.

بعد اندلاع الحرب في السودان قبل عام من الآن تكاثف وجود “الزول” في الدولة الجارة مصر، وصار لزاما على اللاجئين السودانيين هناك أن يحكتوا بالمجتمع المستضيف، إلا أن معضلة اللهجة أصابت الكثيرين بالحيرة في كيفية التعامل مع المصريين والتخاطب معهم، فبينما يفضل البعض التحدث باللهجة المصرية ليسهل الأمر على نفسه، يرى آخرون الثبات  لهجتهم الأصلية وعدم تبديلها.

تقول “ر. ك” لـ «التغيير»، وهي ربة منزل مقيمة في القاهرة منذ فترة قصيرة إنها تجد صعوبة مثلا في أسماء أدوات المطبخ.

وتضيف: بحثت في السوق عن (طوّة) ولم أجدها لأفاجأ بأن اسمها (مقلاة) لدى المصريين! وقبلها أرسلت زوجي للسوق فأحضر لي صحنا من الاستيل وهو أيضا لم يتعرف على المصطلح الصحيح.

وترى  “ر. ك” إنه من الأفضل في هذه الحالة أن نسمي الأشياء بمسمياتها المصرية لكي لا يحدث لبس، مشيرة إلى أن الأمر ليس له علاقة بالتخلي عن لهجتنا فالمسألة حسب تقديرها عملية بحتة.

موجة تنمر

تنتشر على بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي السودانية موجة من التنمر والسخرية من بعض السودانيين الذين وصلوا إلى مصر بعد اندلاع الحرب. وتدور أكثر النقاشات الساخرة حول تغيير اللهجة، إذ يتهم – المتنمرون- بعض السودانيين بتبديل جلودهم بمجرد الوصول إلى القاهرة بحيث يلوي البعض لسانه بعد أيام معدودة من وصوله. ويذهب البعض المنتقدين إلى أكثر من ذلك حيث يصفون الأمر بـ “ظاهرة الاستلاب الثقافي وطمس الهوية”.

أبو مودة وهو سوداني مقيم في القاهره منذ زمن طويل، قال لـ «التغيير» إنه يتحدث اللهجة المصرية نتيجة للتعود.

وأضاف: أنا سمسار عقارات ويجب عليّ الحديث باللهجة المصرية بحكم عملي، لذلك استخدم لهجتهم لإقناع مالك الشقة وبقية السماسرة.. فاللغة الأم بالنسبة لهم هي الأقرب للتفاهم.

ويتابع: التحدث مع المصري بلهجته يجعلك أقرب إلى قلبه مما يسهل عليك التعامل معه.

من جهته يقول “ع .ا” وهو مقيم منذ ست سنوات بالقاهرة إنه يستخدم لهجة خليط بين السوداني والمصري.

ويؤكد “ع. أ” -ويعمل مدرسا – على أن استخدام المصطلحات المصرية في مكانها الصحيح هو مفتاح التواصل مع المجتمع المصري، مشيرا إلى أن لهجته في التخاطب مع المصريين بنسبة 80%.

ويعتقد “ع.أ” في إفادته لـ «التغيير» أن لغة السوق تختلف، ويضيف شارحا: عند شراء بعض الحاجات يجب عليك أن تتخاطب مع المصري بلهجة واضحة حتى لا يظن إنك جديد في البلد، وبالتالي تضمن السعر المناسب والجودة المطلوبة.

أصل اللهجة

على الرغم من أن أصل اللهجتين المصرية والسودانية واحد وهو اللغة العربية، وربما تكون هناك خصوصية أكبر بين لهجتي البلدين بحكم التجاور والتداخل الكبير، إلا أن هنالك الكثير من المصطلحات المختلفة التي قد نجدها للكلمة الواحدة، التي يختلف معناها في الاستخدام بين البلدين.

كوثر محمد، وهي طالبة سودانية “19 عاما” تقول إنها تتعمد التحدث باللهجة السودانية مع المصريين لأن ذلك يشعرها بـ “الوطنية” وتحقيق الذات على حد تعبيرها.

وتضيف لـ «التغيير»: إذا تحدثت بلهجتهم أشعر بانتقاص الوطنية وقلة الشخصية،  لذا أفضل لهجة بلدي السودانية التي أفاخر بها أمام الجميع.

وجهة نظر علمية

الصادق محمد أحمد، أستاذ اللغويات بالجامعات السودانية،  يرى أن مسألة اللهجات لا تختفي بل تكون موجودة لدرجة ما سواء للصغير أو الكبير. ويضيف في إفادته لـ «التغيير»: الطفل الصغير مثلا إذا ولد في السودان وذهب إلى مصر سيتحدث باللهجة السودانية مع أهله، ولكن سوف يتناساها أو تضعف لديه مع مرور الوقت، وسيتسخدم بدلا عنها اللهجة المصرية، بسبب احتكاكه اليومي مع المحيط المصري.

ويستدرك بالقول: لكن بالنسبة للكبار لا تختفي اللهجة لأنها موجودة معنا في مكوناتنا، لكن يمكن أن ننسى جزئيا بعضا منها مع مرور الوقت، لكن من المستحيل أن ننساها كليا.

ويختم بالقول: على العموم الأمر ليس فيه فصل واضح وهو متفاوت من شخص لـخر.

من جهته يعتبر الجيلي الصادق -وهو معلم لغة إنجليزية مقيم بمصر- إن اتقان اللغة أو اللهجة يتوقف على الفرد ومقدرته على التأقلم مع المجتمع.

ويضيف لـ «التغيير»: مثلاً هنالك أشخاص يتعلمون اللهجة المصرية بسرعة شديدة بسبب ارتباطنا بمصر ثقافياً منذ إن كنا نشاهد المسلسلات والأفلام المصرية.

ويتابع: معظم السودانيين لا يجدون صعوبة في فهم وتحدث اللهجة المصرية لارتباطهم الوجداني بمصر.

 

الوسومالزول السوداني اللاجئين السودانيين في مصر اللهجة المصرية مصر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الزول السوداني اللاجئين السودانيين في مصر اللهجة المصرية مصر

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة تتصدر الجامعات المصرية في تصنيف URAP لعام 2025

أعلن رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد سامي عبد الصادق، عن تحقيق الجامعة إنجازًا جديدًا في مجال التصنيفات العالمية، حيث تصدرت الجامعات المصرية، واحتلت المركز 249 عالميًا داخل تصنيف الأداء الأكاديمي للجامعات العالمية (URAP) لعام 2025.


وأوضح الدكتور محمد سامي عبد الصادق، أن تصنيف الأداء الأكاديمي للجامعات أظهر تقدم ترتيب الجامعة في العام الحالي 24 مركزًا مقارنة بالعام 2024 بنسبة زيادة قدرها 9% حيث كانت تحتل المرتبة 273، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يُضاف إلى سلسة الإنجازات التي حققتها الجامعة في مجال التصنيفات.


وقال:"إن جامعة القاهرة بمكانتها المرموقة وريادتها الأكاديمية من الطبيعي أن تأتي في صدارة الجامعات المصرية وتحتل هذا الترتيب على المستوى العالمي" موجهًا التهنئة على هذا الإنجاز لأسرة جامعة القاهرة من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والعاملين والطلاب.


وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن تصنيف الأداء الأكاديمي للجامعات أظهر أن الجامعة جاءت الأولى على مستوى الجامعات المصرية من بين 37 جامعة مصرية، وجاءت بعدها جامعة المنصورة في المرتبة 397، ثم جامعة عين شمس في المرتبة 445، ثم جامعة الإسكندرية في المرتبة 471، ثم جامعة الأزهر في المرتبة 484.


وقال د.محمد سامى عبد الصادق: إن تحقيق جامعة القاهرة لهذا الإنجاز يؤكد حرصها الكامل على التزام المعايير العالمية، حيث يعتمد هذا التصنيف على مؤشر تواجد الجامعة عالميا، وقياس أدائها الأكاديمي ومنشوراتها البحثية والاستشهاد بها، وتعاونها البحثي الدولي.


من جانبه، قال الدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، إن التقدم الذي حقته جامعة القاهرة داخل هذا التصنيف يعكس الجهود الاستراتيجية التي تبذلها الجامعة لتعزيز مكانتها في التصنيفات العالمية، من خلال تحسين جودة البحث العلمي ودعم أعضاء هيئة التدريس والباحثين في نشر أبحاثهم في المجلات العلمية المرموقة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي مع الجامعات العالمية الرائدة، لافتًا أن هذا التصنيف يعد مؤشرًا هامًا على الأداء الأكاديمي للجامعات، ويُعد من أبرز التصنيفات التي تعتمد على تقييم البحث العلمي والتأثير الأكاديمي للجامعات على مستوى العالم.


جدير بالذكر، أن تصنيف الأداء الأكاديمي للجامعات العالمية(URAP) يعتمد على بيانات تواجد الجامعة على مستوى العالم، كما تعتمد منهجيته على العديد من المؤشرات لقياس الأداء الأكاديمي والمنشورات البحثية، وعدد الاستشهادات بها، وأداء التعاون البحثي الدولي، ويعتمد المصنف على منصات بحثية عالمية مشهورة منها: Web of Science (Clarivate – Incites).

مقالات مشابهة

  • التصريح بدفن جثة شخص عثر عليه بأحد شوارع المطرية
  • جامعة القاهرة تتصدر الجامعات المصرية في تصنيف URAP لعام 2025
  • الخطة المصرية واعدة لغزة ولدور القاهرة
  • الممثلة السودانية إسلام مبارك في حوار مع «التغيير»: دور «مدينة» غلبت عليه الفكاهة والكوميديا
  • بين دفتين كتاب حكايات شعبية كورية.. نافذة على التراث والثقافة الكورية
  • الجيش السوداني يتقدم نحو القصر الرئاسي ويستعيد عدد من المناطق بالخرطوم
  • بين القاهرة وطهران .. كيف أثر زواج الأميرة فوزية على العلاقات المصرية الإيرانية؟
  • بالصور.. آلاف المصريين على مائدة إفطار واحدة بالمطرية
  • القبض على صاحب الفيديوهات الراقصة لخدش حياء الفتيات بأحد شوارع القاهرة
  • القاهرة: وفد حماس يتابع مع المسؤولين المصريين مستجدات المفاوضات