المجموعة ليست جاهزة| هل تخلت "بريكس" عن حلم العملة الموحدة؟.. وصدمة كبيرة للدولار
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تتشارك مجموعة البريكس التي تضم قوى متباينة الحجم الاقتصادي والنظام السياسي هدف واحد وهو الحد من سيطرة الدولار على حركة التجارة، وكذلك إيجاد بدائل لنظام عالمي يهيمن عليه الدولار والقوى الغربية.
مجموعة البريكسأكد نائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي ريابكوف”، أن فكرة إصدار عملة موحدة لمجموعة بريكس لم يتم وضعها على الرف، لكن تنفيذها مرتبط بجوانب محددة.
وقال الدبلوماسي الروسي في مؤتمر صحفي: "لن أقول إن هذه الفكرة تم وضعها على الرف، على الرغم من أن تنفيذها، كما نفهم جميعا، ينطوي على جوانب مثل إنشاء بنك مركزي لإصدار العملة ودراسة سعر الفائدة لبنوك الدول الأعضاء".
وأقر أن مجموعة بريكس ليست جاهزة لإصدار عملة موحدة، لكن ذلك لا يعني أن الفكرة قد تم تأجيلها.
وتتجه مجموعة بريكس إلى توسيع المدفوعات غير المرتبطة بالدولار، حيث تسعى دول المجموعة للتخلي عن منظومة "سويفت" التي تسيطر عليها الولايات المتحدة.
وتتضمن خطط المجموعة، التي تضم روسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند والسعودية والإمارات ومصر وإثيوبيا، إنشاء نظام دفع دولي "بريكس باي" BRICS Pay يستند على تقنية "بلوك تشين" blockchain، أي على أساس أصول رقمية.
وفي ظل استخدام الولايات المتحدة للدولار كأداة في العقوبات ووصول الدين العام الأمريكي إلى مستوى فلكي، تعمل دول في العالم وعلى رأسها دول مجموعة "بريكس" على زيادة استخدام العملات الوطنية في التجارة الدولية.
وترى لجنة التجارة في اتحاد الصناعات المصري، أنه رغم صعوبة الوصول إلى اتفاق على التجارة بالعملات المحلية بين دول البريكس أو الوصول إلى عملة موحدة بعيدا عن الدولار، إلا أن الدفع في الاتجاه للاعتماد على العملات المحلية يحد من الضغط على اقتصاد الدول الأفريقية خاصة وأن الميزان التجاري لأغلب الدول الأفريقية يتعرض لضغط كبير من ارتفاع الدولار، وهو ما سيكون فرصة جيدة لدول القارة الأفريقية.
من جانبه، قال الدكتور وائل سلام، الخبير في الاقتصاد والإدارة الاستراتيجية، إن مصر تمتلك جميع الإمكانيات اللازمة للانضمام إلى بريكس والاستفادة من إطلاق العملة الجديدة المقررة في القمة التي ستعقد في جنوب أفريقيا قريبًا.
وأضاف “سلام لـ ”صدى البلد"، أن انضمام مصر لبريكس يمثل فرصة جيدة لزيادة التبادل التجاري مع دول تمثل حوالي 31.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومن المتوقع أن تصل اقتصاديات الحلف إلى نحو نصف الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.
وأكد أن مصر تسعى لتعزيز التعاون مع بريكس والاستفادة من خبراتها في مجالات تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، وأن هناك اهتمامًا كبيرًا من القيادة السياسية في مصر بهذا الملف.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن البرازيل وروسيا لديهما رغبة كبيرة في إطلاق العملة الموحدة لبريكس للابتعاد عن الاعتماد على الدولار الأمريكي، وهناك تراجع في استخدام الدولار على مستوى العالم، مما يؤكد أنه في المستقبل قد لا يكون الدولار العملة الأولى.
إنشاء عملة مشتركة لدول بريكسوتصطدم فكرة التخلص من هيمنة الدولار بأزمة التوصل إلى اتفاق بين الدول الأعضاء في التجمع بهدف اصدار عملة موحدة لدول التجمع، يمكن الاعتماد عليها كعملة لحركة التجارة أو الاعتماد على العملات المحلية للدول الأعضاء، فالبرازيل تدعم فكرة إنشاء عملة موحدة بين دول "بريكس"، حيث شدد رئيس البرازيل، على أن تدشين عملة هي خطوة لا تهدف إلى تحدي التكتلات العالمية، أو الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد، أن المجموعة لا ترفض الدولار الأميركي، وإنما تسعى لإتمام التبادل التجاري بين أعضائها بالعملات المحلية في بعض الأحيان، تصريحات الرئيس البرازيلي تتفق إلى حد كبير مع تأكيدات مستمرة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على رغبة دول البريكس في الاعتماد على العملات المحلية في التبادلات التجارية، وقال "بوتين" "هدف التخلص من الدولار بلا رجعة في علاقاتنا الاقتصادية يكتسب قوة دافعة".
وكان دعا الرئيس البرازيلي “لولا دا سيلفا” دول البريكس إلى إنشاء عملة مشتركة للتجارة والاستثمار فيما بينها، كوسيلة للحد من تعرضها لتقلبات أسعار صرف الدولار، بحسب وكالة رويترز، وهذه الدعوة قابلها ترحيب من روسيا التي كشفت من جانبها أن دول مجموعة "بريكس" تبحث إطلاق منصات دفع موحدة للدول الأعضاء وفق ما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
وقال "لافروف"، إن هناك توجيهًا من رؤساء الدول الأعضاء في "بريكس" صدر في قمة العام الماضي للبنوك المركزية ووزارات المالية بأن تقدم حتى القمة المقبلة في روسيا توصيات تخص وسائل الدفع البديلة لأنظمة الدفع الغربية، بحسب وكالة الأنباء الروسية "تاس".
الهند تدعو "بريكس" إلى إجراءات ملموسة للحيلولة دون وقوع أعمال إرهابية الخارجية الروسية: الـ«بريكس» تدرس إنشاء منصة مالية للدول الأعضاءوأضاف أن البرازيل تدعم وتروج بنشاط لإطلاق أنظمة الدفع البديلة وعملة موحدة لمجموعة "بريكس"، مضيفًا أن مسألة إطلاق عملة موحدة للمجموعة لديها آفاق ضئيلة في الوقت الراهن، لكنه شدد على وجود توجيهات من قادة "بريكس" في المرحلة الحالية للنظر في مسألة إطلاق منصات دفع موحدة.
جدير بالذكر أنه في يناير الماضي، انضمت مصر رسمياً إلى مجموعة "بريكس"، وهي خطوة ينتظرها عدد كبير من القطاعات الإنتاجية في البلاد بهدف تقليل الطلب على الدولار والمساهمة في توفير الاحتياجات التصنيعية ومداخلات الإنتاج من الدول الأعضاء في البريكس وبتسهيلات تساهم في خفض الضغط على الدولار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البريكس مجموعة البريكس بريكس مجموعة بريكس دول البريكس العملات المحلیة الدول الأعضاء عملة موحدة
إقرأ أيضاً:
خبير اقتصادي: قمة العشرين فرصة لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر
قال الدكتور أشرف غراب الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بجامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية، إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة التاسعة عشر لمجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية بدعوة من الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، تحت عنوان «بناء عالم عادل وكوكب مستدام»، التي تعد المشاركة الرابعة لمصر في قمم المجموعة، يسهم في تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين مصر ودول المجموعة، خاصة وأن الاتحاد الأفريقي تم قبول عضويته رسميا في مجموعة العشرين العام الماضي، ومصر هي صوت وبوابة أفريقيا والمتحدثة باسمها.
مجموعة العشرين تعد أغنى دول العالموأوضح أن أعضاء مجموعة العشرين تعد أغنى دول العالم، وتمثل نحو أكثر من 80% من حجم التجارة العالمية، ومشاركة مصر في هذه القمة يعزز من الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بينها ودول المجموعة، خاصة أن القمة ستناقش عددا من القضايا، على رأسها زيادة حجم التجارة والاستثمار والتعاون بين الدول الأعضاء وقضايا الذكاء الاصطناعي، وتحقيق التنمية المستدامة والأمن والقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي، مضيفا أن القمة تعد فرصة لجذب الاستثمارات الأجنبية من دول مجموعة العشرين لمصر، خاصة مع امتلاك مصر بنية تحتية قوية ومناطق اقتصادية كبرى كالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وبنية تشريعية اقتصادية محفزة وتقديمها كل المحفزات الاستثمارية والتيسيرات الضريبية والجمركية للمستثمرين.
وأشار إلى حرص الرئيس السيسي في أثناء مشاركته بالقمة، على عقد لقاءات ثنائية جانبية مع العديد من رؤساء وزعماء دول المجموعة والمجموعات الاستثمارية العالمية، وعرض الفرض الاستثمارية المتاحة بمصر يسهم بلا شك في زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية من دول المجموعة إليها، إضافة إلى نقل الخبرات والتكنولوجيا المتقدمة الحديثة من دول المجموعة لمصر، فضلا عن نقل التجارب التجارية والتعاون المتبادل في مجال التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات، خاصة أن مجموعة العشرين تمثل 90% من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد العالمي، وتضم نحو 65% من سكان العالم، كما تضم في عضويتها 5 دول أعضاء دائمين في مجلس الأمن الدولي، فضلا عن أعضاء مجموعة البريكس ومجموعة الدول السبع.
تعزيز التجارة البينية وزيادة حجم التبادلوقد أوضح أن مشاركة مصر بقمة العشرين يعمل على تعزيز التجارة البينية وزيادة حجم التبادل التجاري بينها ودول مجموعة العشرين، ويفتح أسواقا جديدة للمنتج المصري بدول المجموعة، إضافة لتعزيز التعاون الدولي والشراكة الاقتصادية بين مصر ودول مجموعة العشرين في مجالات متعددة كالتجارة والاستثمار والأمن الغذائي والتنمية المستدامة، وجذب الوفود السياحية من دول المجموعة لزيارة مصر.