طالب أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي بفرض عقوبات مباشرة على قوات الدعم السريع في السودان وقائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حسبما أفاد مقال في مجلة فورين بوليسي.

وأفادت كاتبة المقال، نصموت غباداموسى، بأن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ بعثت رسالة مؤرخة يوم الجمعة الماضي إلى الرئيس الأميركي جو بايدن تدعوه فيها إلى فرض العقوبات بموجب قانون ماغنيتسكي، وجاء فيها أن حميدتي "ارتكب انتهاكات تستحق العقوبات"، في إشارة إلى اتهامات موجهة للدعم السريع بتنفيذ عمليات اغتصاب جماعي واختطاف وانتهاكات واغتيال شخصيات سياسية بارزة.

 

وذكرت كاتبة الموجز الأفريقي بالمجلة الأميركية في مقالها أن المشرعين أمهلوا بايدن 120 يوما ليقرر ما إذا كانت قوات الدعم السريع قد ارتكبت انتهاكات ضد حقوق الإنسان، وما إذا كان الرئيس ينوي فرض عقوبات.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت، في سبتمبر/أيلول الماضي، عقوبات على شقيق حميدتي "عبد الرحيم دقلو" الذي يشغل منصب نائب قائد قوات الدعم السريع.

وفي اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة، قال مسؤولون بالأمم المتحدة إن حوالي 800 ألف شخص في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، معرضون "لخطر شديد ومباشر" بسبب القتال بين قوات الدعم السريع وقوات الحماية المشتركة في دارفور، وهي مجموعات مسلحة تحالفت مع الجيش السوداني.

ونقلت غباداموسى عن روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية قولها بمجلس الأمن إن التقارير التي تشير إلى احتمال أن تشن قوات الدعم السريع هجوما وشيكا على مدينة الفاشر، التي تعد مركزا لتوزيع مواد الإغاثة، يثير المخاوف من "شبح فتح جبهة جديدة في الصراع".

وأضافت ديكارلو أن القتال في الفاشر قد "يطلق العنان لصراع دموي بين طوائف المجتمعات المحلية في أنحاء إقليم دارفور كافة". 

وأبلغت ديكارلو أعضاء مجلس الأمن أن الحرب تغذيها أسلحة من دول أجنبية تنتهك عقوبات الأمم المتحدة، وفق مقال فورين بوليسي الذي أضاف أن رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي المعنية بالسودان والممثل السامي لمبادرة "إسكات البنادق في أفريقيا"، محمد بن شمباس، قال إن الإمدادات الأجنبية من الأسلحة "كانت السبب الرئيسي وراء استمرار هذه الحرب لفترة طويلة".

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلفت أكثر من 13 ألف قتيل ونحو 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة، وأخفقت جهود وساطة محلية وعربية وأفريقية في إنهاء الحرب.

المصدر : فورين بوليسي

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات

الانسحابات وإعادة التموضع

شهدت قوات الدعم السريع خلال الأسابيع الأخيرة تحولات ملحوظة في انتشارها الميداني داخل السودان. انسحبت بعض وحداتها من أجزاء من الخرطوم وولاية الجزيرة، وهو ما يراه المحللون خطوة محسوبة ضمن استراتيجية إعادة التموضع. هذه الخطوة قد تكون استعدادًا لحرب طويلة الأمد بدلاً من الاكتفاء بالمواجهات المباشرة التي قد تؤدي إلى إنهاك القوات.
الوضع في الفاشر ومعارك النفوذ
لا تزال الفاشر نقطة محورية في العمليات العسكرية، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى تثبيت نفوذها في دارفور، والتي تعد معقلًا رئيسيًا لها. تدور المعارك في محيط المدينة وسط تقارير عن تعزيزات جديدة وتحركات تكتيكية، ما يشير إلى أن الدعم السريع يسعى لتأمين موقعه هناك كجزء من خطته للحفاظ على عمقه الاستراتيجي.
التحضير لحرب طويلة الأمد
وفقًا لمحللين عسكريين، فإن الدعم السريع يعيد هيكلة وجوده العسكري بما يسمح له بخوض صراع طويل الأمد. من خلال الانسحاب المنظم من بعض المناطق والتوجه نحو مناطق نفوذه القوي، يحاول حميدتي وقادته تحويل الصراع إلى معركة استنزاف بدلاً من المواجهات المفتوحة مع الجيش السوداني. ويؤكد بعض التقارير أن الدعم السريع يتبنى سياسة "الأرض المحروقة" في بعض المناطق، ما أدى إلى تدمير بنى تحتية واستهداف مرافق حيوية.
الوضع الدولي والقانوني
أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أن مكتبه سيطلب إصدار مذكرات توقيف ضد المتهمين بارتكاب فظائع في منطقة غرب دارفور بالسودان. ويعكس هذا الإعلان تصاعد الاهتمام الدولي بالانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في تلك المنطقة، وهو ما قد يكون له تداعيات على مسار الصراع مستقبلًا.
تأمين مستقبل الحكومة القادمة
في ظل غياب تسوية سياسية شاملة، يبدو أن قوات الدعم السريع تسعى إلى ترسيخ نفوذها على الأرض بحيث تكون جزءًا لا يمكن تجاوزه في أي عملية تفاوضية مستقبلية. تسعى القوات إلى فرض واقع عسكري وسياسي يجعل من الصعب استبعادها من أي اتفاق بشأن الحكم في السودان.
التحسب لخطوات الجيش والقوى السياسية
في المقابل، يراقب الدعم السريع التحركات السياسية والعسكرية التي قد يقوم بها الجيش، خصوصًا فيما يتعلق بتحالفاته مع القوى السياسية والمليشيات المناصرة له. قد يكون أحد أهداف الدعم السريع من إعادة التموضع هو تقليل فرص الجيش في فرض حل عسكري شامل. وفي هذا السياق، قامت قوات الدعم السريع بشن هجمات بطائرات مسيرة على مرافق حيوية، مثل المحطة التحويلية للكهرباء في منطقة الشوك بولاية القضارف، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدة ولايات.
معركة ود مدني والتحديات المستقبلية
في 11 يناير الجاري، تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وقد أشارت تقارير إلى ارتكاب انتهاكات بحق المدنيين أثناء هذه العملية، مما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل من الصعب الوصول إلى حل سياسي في المدى القريب.
يتجه الدعم السريع نحو فرض معادلة عسكرية وسياسية جديدة على الأرض، تضمن له موطئ قدم قويًا في أي تسوية مقبلة. ومن خلال إعادة التموضع وتحسين انتشاره في مناطق النفوذ، يحاول الدعم السريع الاستعداد لمرحلة طويلة من الصراع، مع التركيز على تأمين دوره في مستقبل الحكم في السودان. في ظل هذه التطورات، ستظل معارك السيطرة على الأرض وتحالفات القوى المتصارعة عوامل رئيسية في تحديد مسار النزاع خلال الفترة القادمة.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • حميدتي يعترف بخسارة ميليشيات الدعم السريع بعض المناطق أمام الجيش السوداني
  • حميدتي يقر بخسائر قواته في الخرطوم ويتوعد بـاستلام مناطق محددة
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش (شاهد)
  • حميدتي يعترف بخسارة قوات الدعم السريع مناطق لصالح الجيش
  • الدعم السريع يعترف بالانتكاسات ويتعهد بطرد الجيش من الخرطوم  
  • السودان.. حميدتي يقر بخسارة "الدعم السريع" مناطق لصالح الجيش
  • وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات
  • في ظروف غامضة.. مقتل 8 من أبرز قادة الدعم السريع السودانية
  • واشنطن تدعو لوقف القتال وانسحاب القوات الرواندية من شرق الكونغو
  • اسرار العقوبات الأمريكية على حميدتي ومأزق الإمارات والسعودية