جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-24@09:48:53 GMT

الفنتازيا الفرعونية

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT

الفنتازيا الفرعونية

 

الطليعة الشحرية

تصنع الشعوب الطُغاة فتتحتم الظروف الاجتماعية والنفسية والتي تُسيطر عليها بواعث الخوف والتوجس وغياب الرفض في الشعوب تحت شعار الحكمة العربية الأزلية "اصبر على مجنونك لا يجيك اجن منه".

لا يولد الطاغية طاغية؛ بل يصنع بأيدٍ شعبية رغائبية مُغيّبة، ولا ينمون إلّا في بيئة التخلف والجهل وقلة الوعي والركون إلى زعيم يُحمَل على الأكتاف له مُطلق الحقوق وليس عليه أية واجبات، ففي "معادلة التنمية"، الثراء حاصله ثراء، والتخلف حاصله قبول بالطغيان والظلم، ولكن صاغت الحريات التي روجتها الرأسمالية الأمريكية الصهيونية الصليبية قاعدة مستحدثة للطغاة حُرية مُطلقة وهيمنة مطلقة محصلتهما طغيان نرجسي.

في البدء ما هو الديكتاتور أو الطاغية؟ وفقًا للموسوعة البريطانية، فإن الدكتاتورية هي صورة من صور الحكم يمتلك خلالها شخص واحد أو مجموعة صغيرة سلطة مطلقة دون قيود دستورية فعَّالة. أما الطاغية فتُعرِّفه الموسوعة ذاتها بأنه حاكم قاسٍ وظالم، استولى على السلطة بطريقة غير دستورية، أو ربما يكون قد ورث هذه السلطة.

فنتازيا فرعون سرقتها أمريكا

إنها القصة المعتادة المتواترة في التاريخ البشري؛ زعيم يسيطر وحاشية تُمجِّد وتنافق، وطغيان النفس بالتمادي وإذلال الضعفاء من أبناء الشعب، ورقص السماري الفنان ونفاقه للزعيم والتألِيه المطلق للزعيم المستبد "مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي" (القصص: 38).

والاختلاف في نوع الاستبداد، أن فرعون كان ملكًا، والتاريخ يعج بالملوك الطغاة، بينما أمريكا نظام رأسمالي سرطاني بعقيدة صهيونية صليبية ترتدي غطاء الحريات.

شخصية الدكتاتور متسلط وقاسٍ وشديد ولا يهتم بآراء الآخرين، وحين تسقط السلطة في أيدي أشخاص متلاعبين يتمتعون بكاريزما يمتلكون شخصية مُعادية للمجتمع ويفتقرون للتعاطف ويتعطشون للعظمة والسلطة والسيطرة والكذب والخداع ولا يبالون بالقوانين أو القواعد التقليدية أو الأخلاق فيتحول بذلك إلى ما يسمى "بالنرجسي الخبيث"، وذلك حسب ما عرف المحلل النفسي أوتو كيرنبرغ.

نظام نرجسي خبيث

أهم صفات النرجسي الخبيث الغرور وتتجلى في سمات مثل الغطرسة الحاجة إلى القوة والاعتراف والتأييد والميل إلى استخدام أو استغلال الآخرين لأسباب شخصية. إن مغبة الوقوع في فلك نظام نرجسي سرطاني خبيث يجلب الحسرات والويلات والخسائر الفادحة. واحدة من العلامات الرئيسية للنرجسي الخبيث كذلك هي تاريخه الطويل في إساءة توظيف الناس من حوله، ثم التخلُّص من الأشخاص الذين لم يعودوا مفيدين له. أيضًا غالبًا ما يكون النرجسيون الخبيثون متعطشين للسلطة ومهووسين باتباع مختلف الطرق للحصول على المزيد منها، وغالبًا ما يتنافسون على كل ما يمنحهم هذه القوة، لأنهم يفتقرون إلى القدرة على إيجاد القوة داخل أنفسهم، لذلك يكون لديهم حاجة ماسَّة إلى مناصب تسمح لهم بالمزيد من السلطة لتجعلهم يشعرون بالاستحقاق.

وهناك الكثير ممن تخلى عنهم النظام الأمريكي بانتهاء أو تقويض المصلحة كشاه إيران السابق محمد رضا بهلوي الذي حول بلاده منذ توليه الحكم عام 1949 إلى تابع مسلوب الإرادة للولايات المتحدة، ووظف كل إمكانيات إيران ومواردها في خدمة سياسة واشنطن وأهدافها الإقليمية والدولية قبل أن تتركه يواجه بمفرده مصير السقوط، واجهه الرئيس الفلبيني المخلوع فرديناند ماركوس الذي ساهمت في وصوله إلى السلطة عام 1965، وسعى ماركوس طوال سنوات حكمه لرد جميل واشنطن فجعل بلاده وكيلا لها بجنوب شرق آسيا وملأ الأراضي الفلبينية بالقواعد الأمريكية.

ولم يشفع كل ذلك لماركوس عندما ثار الشعب ضده بقيادة كورازون أكينو، ليرضخ في النهاية لطلب السفير الأمريكي في مانيلا آنذاك ستيفن بوزورث بمغادرة البلاد، وهرب مع زوجته إيميلدا إلى هايتي.

رفضت الولايات المتحدة في عام 1986، استقبال الرئيس السوداني الراحل جعفر النميري على أراضيها ليكون لاجئًا سياسيًا بعد ثورة السودانيين عليه، وتناسى الأمريكيون ما أسداه لهم النميري من خدمات لا سيما دفنه لنفاياتهم النووية في بلاده، حسب بعض المزاعم، ومساعدته في ترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى فلسطين المحتلة.

والكثير من الشواهد المشبعة بسلوك مغرور وتنم عن نرجسية خبيثة فكل ما زادت السلطة في يد النرجسي الخبيث رافقتها خسائر فادحة ويحل الخراب.

غزة فقأت عين أمريكا

بعد سيطرة الرأسمالية الصهيونية الصليبية وتفشي نظامها النرجسي الخبيث على العالم باستخدامهم قدرا كبيرا من العنف لترهيب معارضيهم وإحكام سيطرتهم عبر وسائل الإعلام المعولمة والتقنيات المتطورة وفرض ما على البشرية أن تقرأ وما يجب أن تؤمن به وما لا يجب أن تؤمن به. وبعد محاولات إماته القضية الفلسطينية بالهرولة للتطبيع ظهر "التيك توك" ونسف "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر صفقة القرن وترهات الديانات الإبراهيمية. وبعد أن جدعت أفغانستان أنف أمريكا جاءت غزة لتفقأ عين أمريكا وتوقظ الفطرة البشرية السوية واحتياجها لقيم إنسانية أصيلة كالعدالة والمساواة.

أضرمت مقاطع "التيك توك" عن الإبادة الجماعية المستمرة والتجويع لشعب أعزل وبدعم أمريكي ومساندة أوربية ومساهمة من مرتزقة هنود وغيرهم وبمساهمات جليلة وحصار عربي من كيانات وظيفية تستشعر بجبن الطغاة الخطر الذي يُهدد وجودها.

خلّفت هذه الكماشة الإسرائيلية الأمريكية النرجسية السرطانية أكثر من34 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف مصاب فلسطيني.

وما تشهد الجامعات الأمريكية، خاصة النخبة منها، حراكًا شبيهًا بحراك حرب فيتنام بهدف وقف الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي، ووقف التعاون العلمي والبحثي بين جامعات المحتجين وإسرائيل، وسحب أي استثمارات فيها. والشكر كل الشكر لمخرجات الطغاة العرب رئيسة جامعة كولومبيا، نعمة شفيق أو مينوش في المساهمة في إشعال النار في الهشيم وذلك عقب استدعائها للشرطة من أجل فض اعتصام طلابي احتجاجي سلمي، وفق ما ذكرته في جلسة استماع بمجلس النواب الأمريكي.

من أين تأتي بذور الطغيان؟

أنجبت بعض المجتمعات العقيمة فكريًا وروحيًا المستبدين الذين يحسنون صعود سلالم الطغيان خطوة بخطوة، وقبل كل هذا وذاك هو في حاجة إلى تربة خصبة تحتضن بذور الجبروت الخاصة به، وهنا تبرز الحاجة الى مؤسسات تعليمية وعسكرية وأنظمة نرجسية خبيثة.

اتبع النظام الأمريكي النرجسي الخبيث مهنة تدجين العقول، فيفخر الأمريكي بأنه واهب الحريات للعالم وأنه النظام الذي أسس نظام حقوق الإنسان وأهداه للبشرية؛ فالجيش الأمريكي يحرر الشعوب المغلوبة ويُسقط الحكام الديكتاتوريين ويمحي الطغاة من سجل التاريخ.

شطب تمرد جامعة كولومبيا تلك الهبات المهداة للعالم بعد حديث مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي، من قلب الجامعة إلى الطلاب اليهود، وطالب بوقف ما اعتبره تهديدًا لهم ومواجهة ما وصفه بانتشار "معاداة السامية" في حرم الجامعات. كيف لمشهد ساخر أن يجتمع في صورة مينوش شفيق، ربيبة فنتازيا فرعونية دكتاتورية لم تهذب روحها الهبات السخية من النظام النرجسي الخبيث، وبين مايك جونسون في حديثه كفرعون مستبد. لم يكتف النظام الأمريكي النرجسي الخبيث بسرقة خيراتنا؛ بل زاد عليه سرقة أنموذج الطغاة المستبدين وجعله أكثر شمولية.

من التناقض الساخر المحض أن يكفل الدستور الأمريكي للمواطن الأمريكي حقه في التعبير عن رأيه وتعد معارضة إسرائيل في الولايات المتحدة حقًا يحميه الدستور، وكل الأفراد أو الجماعات أحرار في التعبير عن آرائهم حول هذه القضية، أو أي قضية أخرى دون خوف من أية عواقب قانونية، بينما يُعتقل مئات الطلاب. لقد أسقطت الاحتجاجات الطلابية كل الآيدولوجيات التي يتشدق بها النظام النرجسي الخبيث؛ فاستخدام كل تلك الآيدولوجيات والمصطلحات والتلويح بمعاداة السامية ما هي إلّا لإقناع أتباعهم أو حتى أنفسهم شكليًا أن مظهرهم لائق ومتحضر أمام المستعبدين المتطلعين للتحضر. لم تعد أمريكا مؤهلة لتحاضر وتهذب العالم أخلاقيًا، لقد وقعت أمريكا في فخها الذي تُفاخر به وتُنصبه لغيرها!

يا عزيزي كلنا طغاة..

هناك شعوب صنعت الطغاة وألهتم مرات عديدة، فلم يجعل فرعون من نفسه طاغية؛ بل صنعه الشعب واحتياجاته للعيش، وإن كانت معيشة مغموسة بمذلة؛ فخصوبة أرض التخلف والجهل وغياب روح الرفض وتدجين العقول من قبل فئات تُتقن النفاق، قادرة على سحق الحقائق وتفخيم فرعون وتألِيهَهُ، كما أعطت الفرعون الحق في الاستعلاء وسفك الدماء. وتلك هي أغلب وقائع المستبدين في التاريخ. بينما تفوقت أمريكا في تطوير وتهذيب النسخة التاريخية من الفنتازيا الفرعونية الدكتاتورية المستبدة، وذلك بصناعة نظام متكامل شامل نرجسي خبيث يحتوي في بطنه الكثير من الفراعنة الصغار، وهو نظام ذو عقيدة صهيونية صليبية هيمنته اقتصادية شمولية خلف هذا النظام الخراب والخسائر أينما حل ودون رادع، ماشيًا على المثل العربي "قول يا فرعون مين فرعنك؟ قال: ما لقيت حد يردني".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حضرموت بين مطرقة الانفصال وسندان الحكم الذاتي

عدن- في خضم تعقيدات الأزمة اليمنية، تبرز محافظة حضرموت كساحة حاسمة لاختبار موازين القوى ومستقبل الوحدة، حيث تتصارع مشاريع الانفصال ومطالب الحكم الذاتي، وسط تنافس محموم من قوى متعددة لفرض نفوذها على هذه المحافظة الحيوية التي تُعد شريان الاقتصاد اليمني ومفتاح استقراره.

تحظى حضرموت بأهمية إستراتيجية بالغة، إذ تمثل 36% من مساحة البلاد، وتضم موانئ رئيسية كميناءي المكلا والشحر، إضافة إلى ميناء الضبة النفطي، وتنتج نحو 80% من نفط اليمن، فضلا عن امتلاكها أكبر احتياطي نفطي ما يجعلها بوابة اقتصادية وسياسية يتنافس الجميع للسيطرة عليها.

وتشهد المحافظة تصاعدا حادا في التوتر السياسي في ظل صراع ثلاثي بين الحكومة الشرعية المتمسكة بوحدة اليمن، والمجلس الانتقالي الجنوبي الساعي إلى الانفصال، و"حلف قبائل حضرموت" المطالب بالحكم الذاتي والمدعوم بقوى قبلية وتشكيلات مسلحة محلية، ما ينذر بانفجار وشيك.

حلف قبائل حضرموت مدعوم بقوى قبلية وتشكيلات مسلحة محلية (الجزيرة) جذور الصراع

ورغم أن هذا التنافس ليس جديدا، إذ تعود جذوره إلى عام 2013 مع تأسيس "حلف قبائل حضرموت" كإطار شعبي وقبلي يسعى إلى نيل الحقوق وتحقيق شراكة عادلة في السلطة والثروة، فإن التطورات الأخيرة أعادت المحافظة من جديد إلى واجهة المشهد السياسي اليمني.

في منتصف أبريل/نيسان الجاري، تجلى تصاعد التوترات بتنظيم هذا الحلف لتجمعات جماهيرية حاشدة في مناطق نفوذه شرقي المحافظة، رُفعت خلالها شعارات تطالب بـ"الحكم الذاتي" و"تقرير المصير"، ويُعد هذا التحرك الأول من نوعه من حيث الطابع السياسي العلني، بعد سنوات اقتصرت فيها مطالبه على قضايا ذات طابع حقوقي.

وفي تطور جديد، دعا المجلس الانتقالي أنصاره لتنظيم فعالية حاشدة الخميس القادم، في خطوة يُنظر إليها كتحرك مضاد لتحركات الحلف، ما يثير مخاوف من اندلاع صدامات أو موجة عنف مسلح بين الطرفين.

إعلان

وكان "مؤتمر حضرموت الجامع" حذر -في بيان سابق- من دخول أكثر من 2500 مسلح، من محافظات عدن ولحج والضالع، إلى حضرموت خلال الفترة من 11 إلى 14 أبريل/نيسان الجاري، معتبرا ذلك محاولة لفرض أجندات خارجية بالقوة.

وجاء هذا التحذير في أعقاب بيان أصدرته "المقاومة الجنوبية بحضرموت"، وهي إحدى التشكيلات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي، تحدثت فيه عن "تحركات مشبوهة" تهدد مديريات الساحل، وأعلنت استعدادها للتصدي لأي اعتداءات محتملة.

الديني حذر من منزلق خطير يواجه حضرموت (الجزيرة) منزلق خطير

وعلى وقع هذا التصعيد، يصف الصحفي عماد الديني رئيس تحرير صحيفة "أخبار حضرموت"، الوضع الراهن في المحافظة بأنه أصبح ينذر بوقوع كارثة وشيكة، وقال للجزيرة نت إن الصراع دخل مرحلة غير مسبوقة، وقد يدفع بالأمور نحو منزلق خطير، محملا السلطة المحلية مسؤولية ما يحدث.

واعتبر أن التصعيد جاء ردا على ما وُصف بـ"محاولات فرض الوصاية والهيمنة" من أطراف سياسية، في إشارة إلى زيارة رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي إلى المكلا، والتي فجرت موجة من التوترات.

وكان الزبيدي قد وجّه انتقادات لاذعة للمكونات المحلية في حضرموت خلال زيارته إلى المحافظة منتصف مارس/آذار الماضي. وفي أواخر الشهر ذاته، أعلن عن تشكيل لجنة تحضيرية لكيان جديد تحت مسمى "مجلس شيوخ الجنوب العربي".

ورغم الاستقرار النسبي الذي شهدته حضرموت منذ عام 2015 مقارنة ببقية المحافظات اليمنية، فإنها لم تكن بمنأى عن الاستقطابات السياسية والعسكرية، فخلال السنوات الماضية ظهرت تكتلات محلية وقبلية وسياسية، سعت إلى استغلال حالة الضعف التي تمر بها الحكومة اليمنية لتثبيت حضورها في أي ترتيبات سياسية مقبلة.

الجريري يرى أن المطالب التي يرفعها حلف القبائل تعبّر عن هموم الشارع (الجزيرة)

اليوم، تتقاسم 3 قوى رئيسية النفوذ في المحافظة:

إعلان الحكومة الشرعية التي تسيطر على وادي حضرموت وعاصمته سيئون. المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يهيمن على الساحل وعاصمته المكلا. حلف قبائل حضرموت الذي يطالب بالحكم الذاتي مدعوما بقوات "حماية حضرموت"، ويتمتع بنفوذ متزايد في كل من الساحل والوادي.

ويُظهر الشارع الحضرمي تفاعلا لافتا مع هذه التحولات المتصاعدة في ظل تدهور الأوضاع المعيشية، حيث ينسجم كثير من السكان مع مطالب الحلف، لا سيما فيما يخص الحكم والإدارة الذاتية والتمثيل العادل.

يرى الناشط الحضرمي عبد الجبار الجريري أن المطالب التي يرفعها "حلف القبائل" تعبّر عن هموم الشارع وتراكم طويل من التهميش، مع تصاعد الدعوات لتحسين الخدمات وإنهاء الفساد ومعالجة القضايا التاريخية في المحافظة.

وقال للجزيرة نت إن أبناء حضرموت يرفضون محاولات المجلس الانتقالي لفرض مشروعه بالقوة، وهو ما دفعهم لتبني مشروع هذا الحلف وخيار الحكم الذاتي.

فشل حكومي

ويحذّر مراقبون من أن يؤدي هذا التصعيد إلى واقع جديد يفاقم تعقيدات المشهد اليمني، ويمنح القوى الإقليمية والدولية فرصة أوسع للتدخل، ما يهدد وحدة البلاد واستقرارها.

ويُرجع رئيس مركز أبعاد للدراسات، عبد السلام محمد، ما يجري في حضرموت إلى فشل الحكومة في التنمية، وعجز السلطة المحلية في إدارة الملفات الخدمية. وأضاف للجزيرة نت أن هذا الفشل فسَح المجال أمام التشكيلات المسلحة والمطالب المناطقية المدعومة خارجيا، ما يقوض فرص استعادة الدولة.

وفيما يخص سيناريوهات المستقبل، يرى الباحث أن الخيارات تشمل تدخلا حكوميا لحل الأزمة، أو تصاعد الصراع إلى فوضى وتقسيم فعلي للمحافظة إلى مناطق نفوذ، تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

بدوره، أكد عبد الهادي التميمي، وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء، ورئيس اللجنة التحضيرية للمجلس الموحد للمحافظات الشرقية، أن حضرموت تعاني تبعات الأزمة الوطنية الممتدة منذ "انقلاب" الحوثيين، وما رافقها من انهيار اقتصادي وبنى تحتية.

إعلان

وقال للجزيرة نت إن هناك جهودا حثيثة من شخصيات ومكونات محلية بدعم من السلطة، لتخفيف التوتر، مشددا على ضرورة تغليب لغة الحوار والعقل باعتبارها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.

وأشار إلى أن السلطة المحلية تقف على مسافة واحدة من الجميع، وكانت من أوائل المطالبين بتمكين حضرموت من مواردها، مؤكدا أن مطالب المحافظة -كما هو الحال في شبوة والمهرة وسقطرى– تتمثل في نيل شراكة عادلة ضمن دولة اتحادية لامركزية.

مقالات مشابهة

  • محمود عباس.. أي سقوط؟!
  • «صحة دبي» تطبق نظام «جينيسس» المدعوم بالذكاء الاصطناعي
  • عاجل - قبل مناقشة القانون في مجلس النواب.. خبير برلماني: القائمة النسبية تهدد بعدم دستورية النظام الانتخابي والجمع بين نظام القائمة والفردي الأفضل للبلاد
  • حماية الإعلام الحر في السودان- “السودانية 24” بين مطرقة السلطة وسندان الحقيقة
  • 127 عامًا من الصحافة الكردية… من صوت الشعب إلى أداة بيد السلطة
  • حضرموت بين مطرقة الانفصال وسندان الحكم الذاتي
  • كيف نحمي القائد المنتصر من التحوّل إلى مستبد؟
  • أحكام مشددة بتونس في قضية التآمر على أمن الدولة
  • تونس: الأزمات الاجتماعية والتأزيم السياسي
  • رفع أنقاض الماضي