عربي21:
2024-11-23@13:39:03 GMT

إيهود باراك.. العبد نتنياهو والمسيح المخلص

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT

أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، مؤخرا، تصريحا للقناة التلفزيونية الإخبارية الفرنسية LCI، كان من المفترض "نظريا" أن يثير الجدل في هذه القناة وفي فرنسا، التي يرفع إعلامها وطبقتها السياسية شعار الدفاع عن "اللائكية" (العلمانية الفرنسية)، التي تحولت إلى ما يشبه "دين الدولة" بتفسيرات "أصولية متطرفة"، لا تدعو فقط إلى فصل الدين عن الدولة (للمفارقة!) بل استبعاد مظاهر الدين (والمقصود أساسا الإسلام) أيضا عن الفضاء العام بشكل تراجيكوميدي.



ولكن "اللائكية" المستغلة من هؤلاء "الأصوليين المتطرفين اللائكيين" المنحازين بشكل مفضوح لإسرائيل المبررين لجرائمها المتواصلة في غزة وفلسطين، لا يناقشون بمنظارها ما صرح به إيهود باراك وغيره من اليهود، سواءً الصهاينة الأصوليين أوالعلمانيين المزعومين، الذين "لا يؤمنون بوجود الله، لكن يؤمنون بأنه وعدهم بالأرض المقدسة في فلسطين"!

لقد تحولت "اللائكية" إلى سلاح يستهدف الإسلام والمسلمين فقط وخطرهم المزعوم عليها مثلما يحدث مثلا وبشكل "هستيري" في الصحف والمواقع والقنوات التلفزيونية العنصرية والإسلاموفوبية المملوكة لأحد أباطرة الإعلام فانسون بالوري للذي هو للمفارقة "أصولي كاثوليكي". لكن وسائل إعلامه لا تتوقف عن مهاجمة المسلمين وخطرهم على "اللائكية" المقدسة، وتقوم للمفارقة، مثلما هو الشأن بشكل أوضح وأفظع في قناة "سي نيوز"، ببث القداس المسيحي من الكنائس كل أحد على المباشر، وتروج لما تسميه "فرنسا ذات المرجعية الثقافية والحضارية "المسيحية ـ اليهودية".. في المقابل يوثق المذابح التي قام بها المسيحيون وخاصة الكاثوليك، مثل بالوري، في حق اليهود، الذين يعتبرونهم قتلة المسيح..

فيما لا يعترف اليهود فقط بالمسيح، بل يقولون كلاما مسيئا في حقه وحق مريم البتول، ويعتبرون "البصق على المسيحيين تقليدا قديما محمودا يجب ممارسته"، كما برر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، هذه الممارسة التي يقوم بها اليهود المتطرفون في القدس المحتلة بشكل خاص ضد المسيحيين، إلى جانب التضييقات والاستفزازات التي يتعرض لها هؤلاء مثل المسلمين ومقدساتهم خاصة في المسجد الأقصى.. المسلمون الذين في المقابل يعتبرون المسيح نبياً ويعلون شأنه هو وأمه مريم التي نزلت سورة كاملة باسمها في القرآن الكريم.

بينما من جهة أخرى فالمسيحيون الإنجيليون، الذين يوصفون بالمسيحيين الصهاينة، وأكثرهم في أمريكا، حيث يبلغ عددهم نحو 80 مليون، فهم لا يرون في اليهود إلا "مطية" فقط، إذ أنهم يدعمون إسرائيل ليس حباً في اليهود، الذين يكرهونهم في الحقيقة، إنما بمعتقدات غريبة وتفسيرات عجيبة للإنجيل يعتقدون فيها بأن تجمع اليهود في الأرض المقدسة في فلسطين عبر إنشاء دولة الكيان الصهيوني، هو علامة من علامات عودة المسيح المخلص وحرب نهاية العالم، وأنه عندما يعود المسيح فإنه سيخير اليهود بين التحول إلى المسيحية أو الذهاب إلى الجحيم، حيث سيتحولون "إلى كباب"، كما قال حرفيا، المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه!

المفارقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك تحدث في مقابلته مع القناة الفرنسية LCI عن عودة المسيح المخلص هو الآخر، حيث صرح "رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو يوجد تحت تأثير وزرائه المسيحانيين (اليهود) العنصريين لحماية مكانته في السلطة، ولأنه لا يريد فقدان السيطرة على البلد. وقد تحول إلى أشبه بعبد لدى هؤلاء الوزراء الاستعباديين، الذين يفرضون خياراتهم عليه، مع أن الخيار الأفضل لإسرائيل هو العمل إلى جانب الحلفاء الأمريكيين. ولكن على العكس من ذلك فهؤلاء الوزراء يريدون مزيدا من التصعيد نحو حرب أوسع لتسريع مجيء المسيح المخلص".

وتجدر الإشارة إلى أن المشيح أو المِسّيّا بالعبرية، ومعناها المسيح، في الإيمان اليهودي هو إنسان مثالي من نسل الملك داود، يبشر بنهاية العالم ويخلص الشعب اليهودي.

واللافت أن باراك لا يتوقف عن انتقاد نتنياهو وأدائه قبل وبعد 7 أكتوبر 2023، واتهامه بتقديم حساباته الشخصية للبقاء في السلطة.

وأكد في تصريحات سابقة أنه لو كان نتنياهو في دولة بوضع طبيعي لاستقال بعد هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر الماضي، والذي اعتبره فشلا أمنيا كبيرا لإسرائيل. وصرح أنه "لا يمكن القضاء على حركة حماس بشكل كامل، فحماس هي أيديولوجية، وهي موجودة في أحلام الناس في قلوبهم وفي عقولهم".

الخيار الأفضل لإسرائيل هو العمل إلى جانب الحلفاء الأمريكيين. ولكن على العكس من ذلك فهؤلاء الوزراء يريدون مزيدا من التصعيد نحو حرب أوسع لتسريع مجيء المسيح المخلصلكن باراك لا يقل إجراما عن نتنياهو ومن معه. وفي هذا السياق، وحتى قبل 7 أكتوبر، قام الكاتب والصحافي الإسرائيلي المعروف جدعون ليفي، الذي هو أشرف في انتقاد إسرائيل، من الكثير من الصحافيين الغربيين وحتى العرب الدعائيين المبررين لجرائم الدولة الصهيونية، بنشر مقال في يوليو 2023 بعنوان "مجرم يتحدث عن الديمقراطية.. إلى إيهود باراك: ماذا لو ولدت فلسطينياً؟" في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية رداً على مقال نشره باراك في الصحيفة نفسها، انتقد فيها الأخير نتنياهو "معادي الديمقراطية" في خضم الاحتجاجات الصاخبة ضده.

وقد كتب جدعون ليفي ردا على باراك يقول "كيف يمكن لسياسي وعسكري إسرائيلي له سجل كهذا (رئيس أركان ورئيس حكومة ووزير دفاع سابق) أن يتحدث بهذا القدر الكبير عن الديمقراطية.. والحقيقة الخالدة التي شارك في تشكيلها بدرجة لا تقل، وربما أكثر، عن اليمين. سياسي إسرائيلي مثل باراك غير مخول بالتحدث عن الديمقراطية ما دام يتحدث عن الديمقراطية لليهود فقط".

وذكر ليفي "أنه قبل 25 سنة بالضبط وقبل بضعة أشهر على انتخابه لرئاسة الحكومة، سألته في مقابلة أجريتها معه: “لو ولدتَّ فلسطينياً، كيف ستكون حياتك؟”، رد بجواب وحيد وحقيقي: “أتخيل بأنني لو كنت في الجيل المناسب في مرحلة معينة، لانضممت إلى أحد التنظيمات الإرهابية (ويقصد هنا طبعا حركات المقاومة الفلسطينية)".

وأضاف ليفي أنه "بعد عشر سنوات على ذلك، قاد باراك بصفته وزيرا للدفاع آنذاك عملية “الرصاص المصبوب”، وهو الهجوم الأكثر بربرية لإسرائيل على قطاع غزة والذي خلف 1385 قتيلاً فلسطينياً، أكثر من نصفهم مواطنون عاجزون، من بينهم 318 طفلاً و109 نساء و248 شرطي سير. هذا الهجوم البربري كان رقماً قياسياً آخر في الحكم العسكري الاستبدادي لإسرائيل على الشعب الفلسطيني. باراك هو الذي أشرف على العملية ولا يمكن نسيان ذلك".

وشدد الصحافي على أن باراك "وزير الدفاع السابق في حكومة بنيامين نتنياهو، حينها، إضافة إلى أن يديه الملطخة بالدماء، فقد أفشل التوصل إلى حل سياسي للصراع، حين عرض على الفلسطينيين أقل بكثير مما نصت عليه قرارات المؤسسات الدولية".

*كاتب جزائري مقيم في لندن

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فرنسا اليهود المسيحيون فرنسا علاقات يهود مسيحيون رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عن الدیمقراطیة إیهود باراک

إقرأ أيضاً:

ما الدول التي يواجه فيها نتنياهو وغالانت خطر الاعتقال وما تبعات القرار الأخرى؟

أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي أوامر اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتنياهو، ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، وذلك يعني أن أكثر من 120 دولة موقعة على معاهدة روما ملزمة باعتقالهما على أراضيها.

وجاء في تقرير لصحيفة "معاريف" أن أكثر من 120 دولة موقعة على معاهدة روما ملزمة باعتقال رئيس نتنياهو غالانت، في حال دخولهما أراضيها، ويأتي القرار في ظل الشبهات حول ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. 

وتشمل قائمة الدول الموقعة في أوروبا 39 دولة، بينها قوى كبرى مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى ذلك، فإن الدول المجاورة لـ"إسرائيل" مثل قبرص واليونان، التي تعتبر وجهات مفضلة للشخصيات الإسرائيلية الرفيعة، ملزمة أيضًا بالمعاهدة. 


وفي أفريقيا، وقعت 30 دولة على المعاهدة، بما في ذلك دول هامة مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا، في قارة أمريكا، انضمت 24 دولة إلى المعاهدة، من بينها قوى إقليمية مثل البرازيل وكندا والمكسيك، بينما تغيب عن المعاهدة الولايات المتحدة التي لم توقع عليها.

في آسيا، وقعت ثماني دول فقط على المعاهدة، من بينها اليابان وكوريا الجنوبية والأردن، في أوقيانوسيا، انضمت ثماني دول إلى المعاهدة، بما في ذلك أستراليا ونيوزيلندا. 

وأكد التقرير أن "توقيع الدول على المعاهدة يلزمها بالتعاون مع المحكمة الدولية وتنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عنها، ومعنى هذا القرار هو أن نتنياهو وغالانت قد يجدان نفسيهما محدودين بشكل كبير في حركتهما الدولية، خصوصًا في الدول الغربية المتقدمة".

وأشار إلى أن هذا الوضع قد يؤثر على قدرتهما على عقد لقاءات دبلوماسية وتمثيل "إسرائيل" على الساحة الدولية، وحتى الآن، أكد وزير الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن "أوامر الاعتقال ليست سياسية ويجب تنفيذها". 

من جانبه، انضم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إلى دعوة احترام وتنفيذ قرار المحكمة، مضيفًا أن الفلسطينيين يستحقون العدالة بعد جرائم الحرب التي ارتكبتها "إسرائيل" في غزة. 

في الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن رد فعل بلاده على أوامر الاعتقال سيكون وفقًا لأنظمة المحكمة، وهو انضمام مهم آخر من الدول التي تعترف بسلطة المحكمة في لاهاي.

وفي تقرير آخر للصحيفة، أكد الخبير في القانون الدولي وقوانين التسليم من كلية الحقوق في كلية الإدارة، يارون زامر، أنه "من الناحية العملية، يمكننا القول الآن أنه من المحتمل ألا يتمكّنوا من الوصول إلى أي من الدول الأعضاء في المحكمة، وهذا يشمل حوالي 124 دولة. ولحسن الحظ، أو ربما لحظنا، الولايات المتحدة ليست واحدة منها".

وفقًا للمحامي زامر، يحمل القرار تبعات أخرى: "في الأساس، يفتح هذا المجال لمحاكمة مستقبلية لأشخاص في رتب أدنى، السبب هو أن المحكمة تبعث برسالة من عدم الثقة في النظام القضائي الإسرائيلي، والتبعات التي قد نشعر بها فعلا، هي أن الدول ستسعى لتجنب العلاقات مع إسرائيل".

وأضاف "تخيلوا وجود دولة ديمقراطية تريد الآن التجارة بالأسلحة مع إسرائيل أو تقديم مساعدات أمنية لإسرائيل في الوقت الذي يكون فيه زعيم الدولة مطلوبًا من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب".

ووفقًا لبيان المحكمة، فإن نتنياهو وغالانت "يتحملان المسؤولية الجنائية عن الجرائم التالية كمشاركين في تنفيذ الأفعال مع آخرين وهي: جريمة الحرب باستخدام المجاعة كوسيلة حرب؛ وجرائم ضد الإنسانية من قتل واضطهاد وأفعال غير إنسانية أخرى".


وكانت هولندا، التي تستضيف المحكمة في لاهاي، أول دولة تعلن أنها ستلتزم بأوامر الاعتقال، وفيما يتعلق بإمكانية إصدار أوامر اعتقال إضافية، يعتقد زامر: "من الصعب أن أصدق أن المحكمة ستقوم فعلاً بمحاكمة الأشخاص في أعلى المناصب، ليس عبثًا تم إصدار الأوامر ضد رئيس الحكومة ووزير الدفاع، أشك في أنه تم إصدار أوامر ضد شخصيات أخرى، لكن من الناحية النظرية، قد يكون هناك وضع استثنائي".

وأوضح أنه "من الناحية النظرية، قد يكون هناك وضع استثنائي، لكن أعتقد أن المحكمة ستوجه اهتمامها بشكل رئيسي إلى الأشخاص في المناصب العليا، في النهاية، التوجه العام للمحكمة هو محاكمة كبار المسؤولين الذين يتحملون المسؤولية الأكبر عن القرارات السياسية والعسكرية".

وذكر زامر أنه على الرغم من التحديات التي قد يواجهها القادة الإسرائيليون في السفر إلى دول أخرى بسبب أوامر الاعتقال، فإن "إسرائيل" قد تتخذ خطوات دبلوماسية لمواجهة هذه التحديات، لكن ذلك قد يتطلب تضافر الجهود على المستوى الدولي لتخفيف الضغط، وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن بعض الدول قد تلتزم بالأوامر بينما أخرى قد تحاول تجنب ذلك لأسباب سياسية أو أمنية.

وفيما يخص تأثير هذه الأوامر على العلاقات الدولية لـ"إسرائيل"، أكد زامر إن الدول ستتردد في التعامل مع إسرائيل بشكل طبيعي إذا كانت تواجه ضغوطًا من المحكمة الجنائية الدولية، قد يؤدي ذلك إلى عواقب كبيرة على مستوى التجارة، التعاون الأمني، والعلاقات الدبلوماسية مع العديد من الدول حول العالم.

وختم أن هذه التطورات ستكون بمثابة نقطة تحول في كيفية تعامل "إسرائيل" مع العالم الخارجي، حيث ستواجه تحديات إضافية على صعيد العلاقات الدولية والشرعية القانونية.

مقالات مشابهة

  • كل اليهود لإسرائيل جنود / الجزء الرابع
  • العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
  • باحثة سياسية: قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو صفعة دبلوماسية لإسرائيل
  • باحثة: قرار «الجنائية الدولية» ضد نتنياهو صفعة دبلوماسية لإسرائيل
  • ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟
  • تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 185 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق
  • ما الدول التي يواجه فيها نتنياهو وغالانت خطر الاعتقال وما تبعات القرار الأخرى؟
  • ما الدول التي لا يستطيع «نتنياهو» دخولها بعد قرار المحكمة الجنائية؟
  • بعد قرار الجنائية الدولية.. ما الدول التي ستنفذ قرار اعتقال نتنياهو وغالانت؟
  • إيهود باراك: نتنياهو يحتاج لاستمرار حرب غزة وائتلافه يمين متطرف