عربي21:
2025-05-02@08:47:42 GMT

إيهود باراك.. العبد نتنياهو والمسيح المخلص

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT

أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، مؤخرا، تصريحا للقناة التلفزيونية الإخبارية الفرنسية LCI، كان من المفترض "نظريا" أن يثير الجدل في هذه القناة وفي فرنسا، التي يرفع إعلامها وطبقتها السياسية شعار الدفاع عن "اللائكية" (العلمانية الفرنسية)، التي تحولت إلى ما يشبه "دين الدولة" بتفسيرات "أصولية متطرفة"، لا تدعو فقط إلى فصل الدين عن الدولة (للمفارقة!) بل استبعاد مظاهر الدين (والمقصود أساسا الإسلام) أيضا عن الفضاء العام بشكل تراجيكوميدي.



ولكن "اللائكية" المستغلة من هؤلاء "الأصوليين المتطرفين اللائكيين" المنحازين بشكل مفضوح لإسرائيل المبررين لجرائمها المتواصلة في غزة وفلسطين، لا يناقشون بمنظارها ما صرح به إيهود باراك وغيره من اليهود، سواءً الصهاينة الأصوليين أوالعلمانيين المزعومين، الذين "لا يؤمنون بوجود الله، لكن يؤمنون بأنه وعدهم بالأرض المقدسة في فلسطين"!

لقد تحولت "اللائكية" إلى سلاح يستهدف الإسلام والمسلمين فقط وخطرهم المزعوم عليها مثلما يحدث مثلا وبشكل "هستيري" في الصحف والمواقع والقنوات التلفزيونية العنصرية والإسلاموفوبية المملوكة لأحد أباطرة الإعلام فانسون بالوري للذي هو للمفارقة "أصولي كاثوليكي". لكن وسائل إعلامه لا تتوقف عن مهاجمة المسلمين وخطرهم على "اللائكية" المقدسة، وتقوم للمفارقة، مثلما هو الشأن بشكل أوضح وأفظع في قناة "سي نيوز"، ببث القداس المسيحي من الكنائس كل أحد على المباشر، وتروج لما تسميه "فرنسا ذات المرجعية الثقافية والحضارية "المسيحية ـ اليهودية".. في المقابل يوثق المذابح التي قام بها المسيحيون وخاصة الكاثوليك، مثل بالوري، في حق اليهود، الذين يعتبرونهم قتلة المسيح..

فيما لا يعترف اليهود فقط بالمسيح، بل يقولون كلاما مسيئا في حقه وحق مريم البتول، ويعتبرون "البصق على المسيحيين تقليدا قديما محمودا يجب ممارسته"، كما برر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، هذه الممارسة التي يقوم بها اليهود المتطرفون في القدس المحتلة بشكل خاص ضد المسيحيين، إلى جانب التضييقات والاستفزازات التي يتعرض لها هؤلاء مثل المسلمين ومقدساتهم خاصة في المسجد الأقصى.. المسلمون الذين في المقابل يعتبرون المسيح نبياً ويعلون شأنه هو وأمه مريم التي نزلت سورة كاملة باسمها في القرآن الكريم.

بينما من جهة أخرى فالمسيحيون الإنجيليون، الذين يوصفون بالمسيحيين الصهاينة، وأكثرهم في أمريكا، حيث يبلغ عددهم نحو 80 مليون، فهم لا يرون في اليهود إلا "مطية" فقط، إذ أنهم يدعمون إسرائيل ليس حباً في اليهود، الذين يكرهونهم في الحقيقة، إنما بمعتقدات غريبة وتفسيرات عجيبة للإنجيل يعتقدون فيها بأن تجمع اليهود في الأرض المقدسة في فلسطين عبر إنشاء دولة الكيان الصهيوني، هو علامة من علامات عودة المسيح المخلص وحرب نهاية العالم، وأنه عندما يعود المسيح فإنه سيخير اليهود بين التحول إلى المسيحية أو الذهاب إلى الجحيم، حيث سيتحولون "إلى كباب"، كما قال حرفيا، المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه!

المفارقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك تحدث في مقابلته مع القناة الفرنسية LCI عن عودة المسيح المخلص هو الآخر، حيث صرح "رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو يوجد تحت تأثير وزرائه المسيحانيين (اليهود) العنصريين لحماية مكانته في السلطة، ولأنه لا يريد فقدان السيطرة على البلد. وقد تحول إلى أشبه بعبد لدى هؤلاء الوزراء الاستعباديين، الذين يفرضون خياراتهم عليه، مع أن الخيار الأفضل لإسرائيل هو العمل إلى جانب الحلفاء الأمريكيين. ولكن على العكس من ذلك فهؤلاء الوزراء يريدون مزيدا من التصعيد نحو حرب أوسع لتسريع مجيء المسيح المخلص".

وتجدر الإشارة إلى أن المشيح أو المِسّيّا بالعبرية، ومعناها المسيح، في الإيمان اليهودي هو إنسان مثالي من نسل الملك داود، يبشر بنهاية العالم ويخلص الشعب اليهودي.

واللافت أن باراك لا يتوقف عن انتقاد نتنياهو وأدائه قبل وبعد 7 أكتوبر 2023، واتهامه بتقديم حساباته الشخصية للبقاء في السلطة.

وأكد في تصريحات سابقة أنه لو كان نتنياهو في دولة بوضع طبيعي لاستقال بعد هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر الماضي، والذي اعتبره فشلا أمنيا كبيرا لإسرائيل. وصرح أنه "لا يمكن القضاء على حركة حماس بشكل كامل، فحماس هي أيديولوجية، وهي موجودة في أحلام الناس في قلوبهم وفي عقولهم".

الخيار الأفضل لإسرائيل هو العمل إلى جانب الحلفاء الأمريكيين. ولكن على العكس من ذلك فهؤلاء الوزراء يريدون مزيدا من التصعيد نحو حرب أوسع لتسريع مجيء المسيح المخلصلكن باراك لا يقل إجراما عن نتنياهو ومن معه. وفي هذا السياق، وحتى قبل 7 أكتوبر، قام الكاتب والصحافي الإسرائيلي المعروف جدعون ليفي، الذي هو أشرف في انتقاد إسرائيل، من الكثير من الصحافيين الغربيين وحتى العرب الدعائيين المبررين لجرائم الدولة الصهيونية، بنشر مقال في يوليو 2023 بعنوان "مجرم يتحدث عن الديمقراطية.. إلى إيهود باراك: ماذا لو ولدت فلسطينياً؟" في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية رداً على مقال نشره باراك في الصحيفة نفسها، انتقد فيها الأخير نتنياهو "معادي الديمقراطية" في خضم الاحتجاجات الصاخبة ضده.

وقد كتب جدعون ليفي ردا على باراك يقول "كيف يمكن لسياسي وعسكري إسرائيلي له سجل كهذا (رئيس أركان ورئيس حكومة ووزير دفاع سابق) أن يتحدث بهذا القدر الكبير عن الديمقراطية.. والحقيقة الخالدة التي شارك في تشكيلها بدرجة لا تقل، وربما أكثر، عن اليمين. سياسي إسرائيلي مثل باراك غير مخول بالتحدث عن الديمقراطية ما دام يتحدث عن الديمقراطية لليهود فقط".

وذكر ليفي "أنه قبل 25 سنة بالضبط وقبل بضعة أشهر على انتخابه لرئاسة الحكومة، سألته في مقابلة أجريتها معه: “لو ولدتَّ فلسطينياً، كيف ستكون حياتك؟”، رد بجواب وحيد وحقيقي: “أتخيل بأنني لو كنت في الجيل المناسب في مرحلة معينة، لانضممت إلى أحد التنظيمات الإرهابية (ويقصد هنا طبعا حركات المقاومة الفلسطينية)".

وأضاف ليفي أنه "بعد عشر سنوات على ذلك، قاد باراك بصفته وزيرا للدفاع آنذاك عملية “الرصاص المصبوب”، وهو الهجوم الأكثر بربرية لإسرائيل على قطاع غزة والذي خلف 1385 قتيلاً فلسطينياً، أكثر من نصفهم مواطنون عاجزون، من بينهم 318 طفلاً و109 نساء و248 شرطي سير. هذا الهجوم البربري كان رقماً قياسياً آخر في الحكم العسكري الاستبدادي لإسرائيل على الشعب الفلسطيني. باراك هو الذي أشرف على العملية ولا يمكن نسيان ذلك".

وشدد الصحافي على أن باراك "وزير الدفاع السابق في حكومة بنيامين نتنياهو، حينها، إضافة إلى أن يديه الملطخة بالدماء، فقد أفشل التوصل إلى حل سياسي للصراع، حين عرض على الفلسطينيين أقل بكثير مما نصت عليه قرارات المؤسسات الدولية".

*كاتب جزائري مقيم في لندن

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فرنسا اليهود المسيحيون فرنسا علاقات يهود مسيحيون رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عن الدیمقراطیة إیهود باراک

إقرأ أيضاً:

هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا في ذكرى مرور نصف قرن على حرب فيتنام التي وضعت أوزارها في 30 أبريل/نيسان 1975 وانتهت بتوحيد شطري البلاد بسقوط سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية، وهزيمة القوات الأميركية على يد قوات فيتنام الشمالية.

وتقول الصحيفة إن العديد من الفيتناميين الذين نجوا من تلك الحرب وهربوا إلى الولايات المتحدة، لا يزالون يبذلون جهدهم لغرس قيم وطنهم الأصلي في نفوس أبنائهم الذين اكتسبوا الجنسية الأميركية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عرض عسكري ضخم في احتفال فيتنام بمرور 50 عاما على نهاية الحربlist 2 of 2ما أشبه فيتنام قبل 50 عاما بغزة اليوم.. الصورة تقول ما لا يقوله كتابend of list

وتضيف أن مئات الآلاف من الفيتناميين استقر بهم المقام في الولايات المتحدة في السنوات التي تلت نهاية الحرب، حيث تمثل الذكرى السنوية بالنسبة لهم منعطفا معقّدا كتب نهاية لحياتهم في موطنهم الأصلي، وأملا في أن تكون أيامهم في أميركا أكثر إشراقا.

صراع هوية

ووفق الصحيفة الأميركية، فقد عاش بعضهم ممن كانوا ينتمون إلى الطبقة المتوسطة حياة مريحة في بَلداتهم الأصلية، لكنهم اليوم يعملون في وظائف عمالية في أرض أجنبية حيث واجهوا في البداية حواجز لغوية وثقافية.

ولا يزال أبناؤهم في صراع، إذ يكابدون للتوفيق بين قيم آبائهم وأسلوب نشأتهم في الولايات المتحدة، وما سيورثونه لأبنائهم في الجيل القادم من الأميركيين الفيتناميين.

إعلان

ومن بين هؤلاء فيت ثانه نغوين الذي فرّ من فيتنام إلى الولايات المتحدة مع عائلته في 1975 ولم يكن قد تجاوز الرابعة من العمر.

وقال نغوين الحائز على جائزة بوليتزر في الأدب عام 2015، إنه يريد أن يُفهِم أطفاله التضحية التي قدمها أجداده الذين تركوا وراءهم وطنهم وعائلتهم للقدوم إلى الولايات المتحدة.

واعتبر أن ذلك التزام يتعين عليه أخذه على محمل الجد من أجل التأثير على أحفاده وتذكيرهم بما فعله أجدادهم، إدراكا منه أنه إذا لم يفعل ذلك فسوف ينشؤون كأميركيين، وأن من المهم أن يتعرف أبناؤه على تاريخ وطنهم الأم.

دروس التاريخ

ونقلت واشنطن بوست عن لونغ بوي، أستاذ الدراسات العالمية والدولية في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، أن طلابه الأميركيين الفيتناميين غالبا ما يتساءلون لماذا لا يتحدث الناس علانية عن الحرب.

وقال إن دروس التاريخ الأميركية تميل إلى تقديم الحرب في فيتنام على أنها كانت معركة أرادت بها الولايات المتحدة الحد من انتشار الشيوعية، رغم أن هذا التعريف لا يضعها في سياق الصراعات العالمية الأخرى.

وأعرب عن اعتقاده بأن الطريقة التي تُدرس بها مادة التاريخ مجردة تماما من الطابع السياسي، بينما كانت الحرب سياسية بامتياز. ووفقا له، فإن الأميركيين الفيتناميين عرفوا عن الحرب من والديهم.

وأجرت الصحيفة مقابلات مع 3 فيتناميين أميركيين لاستجلاء أوضاعهم ومعرفة ذكرياتهم مع حرب فيتنام، ومن بينهم تروك كريستي لام جوليان التي ترعرعت في مدينة  سان خوسيه بولاية كاليفورنيا.

جروح الماضي

تقول إنها عاشت في كنف الثقافة الفيتنامية، واحتفلت مؤخرا بالسنة القمرية الجديدة في أرض المعارض المحلية، وحضرت قداسا في المعبد البوذي بالمدينة. لكن عائلتها لم تحضر فعاليات "أبريل الأسود" التذكارية للجالية الفيتنامية المحلية التي كانت تقام حدادا على سقوط سايغون.

إعلان

كان الأمر مؤلما للغاية، خاصة بالنسبة لوالدها الذي لم يتحدث أبدا عن وصولهم إلى الولايات المتحدة في عيد الشكر عام 1975.

ولم تنجح لام جوليان في حث أشقائها الأكبر سنا لمشاركة ذكرياتهم عن الفرار من فيتنام وقضاء عدة سنوات في مخيم للاجئين في ماليزيا إلا عندما بلغت سن الرشد، واصفة محاولاتها إقناعهم بأنها كانت "أشبه بعملية خلع ضرس".

وعندما أصبحت أما لطفل اسمه جاكسون يبلغ من العمر الآن 8 سنوات، أرادت لام جوليان أن تربطه بتراث أجداده، فتحدثت إليه عن قصة هجرة عائلتها، وأخبرته عن حرب فيتنام وكيف أن الناس في بلدها الأم لم يكونوا متفقين على الطريقة التي يرغبون العيش بها. وأبلغته أيضا أن جدها ساعد القوات الأميركية.

مواطن آخر يدعى هونغ هوانغ (60 عاما)  تحدث إلى الصحيفة باللغة الفيتنامية قائلا إنه لم يكن يشعر بالخوف إبان تلك الحرب لأنه كان طفلا صغيرا آنذاك، لكنه أضاف أنه كان يرى من خلف باب منزل عائلته جنود فيتنام الشمالية وهم يتخلصون من أسلحتهم ويخلعون زيهم العسكري.

وأعرب هوانغ عن أمله في أن يتمكن الجيل الشاب من الفيتناميين في أميركا من الاستمرار في الحفاظ على الطابع الجيد لوطنهم الأصلي.

تعايش

وثالث الأشخاص الذين التقت بهم واشنطن بوست، امرأة تدعى آنه فونغ لوو، التي ترعرعت في مدينة نيو أورليانز، ثم عادت إلى مسقط رأسها في بورتلاند، أوريغون، في عام 2020 وانخرطت في تعاونية زراعية أسسها مزارعون أميركيون فيتناميون بعد أن دمر التسرب النفطي لشركة النفط البريطانية (بريتيش بتروليوم) عام 2010 حرفة صيد الجمبري المحلية.

وقالت إن والديها وأشقاءها -وهم من هانوي التي كانت عاصمة فيتنام الشمالية- فروا من وطنهم في عام 1979 بسبب ما يسمى عادة بحرب الهند الصينية الثالثة، وهي سلسلة من النزاعات بين فيتنام وتايلاند وكمبوديا والصين.

إعلان

ولم تحتفل عائلتها بذكرى سقوط سايغون، ونادرا ما تحدثوا عن الحرب، على الرغم من أن والدها كان يعاني من ندوب جراء شظايا قصف بالقرب من الجامعة التي كان يدرس فيها الموسيقى. وتدير لوو الآن مطعما فيتناميا في سوق كريسنت سيتي للمزارعين في مدينة نيو أورليانز.

وفي لقاء جمعها مؤخرا مع خالاتها وأعمامها في فيتنام، علمت أن العديد من أقاربها أصيبوا بالسرطان نتيجة للأسلحة الكيميائية خلال الحرب.

وقالت "لم أكن أدري حقا أن عائلتي قد تأثرت بالحرب بهذا الشكل"، مضيفة أنها أدركت أثناء حديثها مع أقربائها أن "50 عاما لم تكن تلك الفترة الطويلة جدا".

مقالات مشابهة

  • تقارير إعلامية تفضح “كذب” نتنياهو بخصوص حرائق القدس
  • فضيحة مدوية: تقارير تكشف كذب نتنياهو بشأن حرائق القدس!
  • لماذا أحرق هتلر اليهود ؟
  • عبد المسيح: فلتكن العدالة التربوية أولوية لا شعارًا
  • هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
  • هل يتعرّض كل البشر لفتنة المسيح الدجال؟.. الإفتاء تجيب
  • إعلام إسرائيلي: فحص طرد مشبوه في مكتب نتنياهو
  • إعلام إسرائيلي: تعرض مركبة من موكب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لحادث سير في القدس (صورة)
  • نتنياهو يتعرض لحادث سير
  • نتنياهو: إعادة الرهائن من غزة أولوية قصوى لإسرائيل