خبير آثار يطالب بحسن توظيف واستثمار تراث سيناء الثقافي والطبيعي واللامادي
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
فى إطار الاحتفالات بالذكرى 42 لتحرير سيناء، عقدت أمسية تفاعلية أونلاين عبر تطبيق زووم تحت عنوان "سيناء مهد الأديان والحضارات وأرض التضحيات" 25 إبريل الجارى، والذى نظمها المجلس الأعلى للثقافة وأدارها المهندس زياد عبد التواب مساعد أمين عام مجلس الوزراء لنظم المعلومات والتحول الرقمى وعضو اللجنة، وشارك بها 17 متخصص فى العلوم السياسية والتكنولوجيا والإعلام والتاريخ والآثار والجغرافيا والأدب وأدب الطفل والدراما والفنون وعلم الاجتماع
وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية وأحد المشاركين بالأمسية إلى أن مداخلته عن آثار سيناء عبر العصور تضمنت وضع التراث العالمى بسيناء، بخصوص التراث العالمى الثقافى، فالمسجل منه مدينة سانت كاترين، وهناك ممتلكات بسيناء موضوعة على القائمة المؤقتة لليونسكو عام 1994 مثل معبد سرابيط الخادم وتل المشربة بدهب وآثار وادى فيران ودير رايثو أو دير الوادى، وعام 2002 رأس محمد بشرم الشيخ، وعام 2003 قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا، قلعة الجندى برأس سدر، طريق الحج إلى مكة المكرمة وقلعة نخل
وطبقًا لاتفاقية اليونسكو عام 1972 المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، فإن الدول تختار من قوائمها المؤقتة ممتلكًا لإعداد ملف لتقديمه للجنة التراث العالمى وفقًا لمعايير الاستثنائية المحددة ليتم تقييمه وقبوله أو رفضه وتجتمع اللجنة كل عام ومنذ عام 2002 لم تتقدم مصر بأى ملفات للتراث الثقافى
ومن هذا المنطلق أوصى الدكتور ريحان فى الأمسية باختيار معبد سرابيط الخادم من هذه القائمة لإعداد ملف تسجيله طبقًا للمعايير المتعارف عليها باليونسكو والبدء فى مشروع ترميم وتوثيق نقوش المعبد وتقديمه هذا العام، ويرجع تاريخ البناء إلى الأسرة الثانية عشرة (1985-1795ق.
وقد نشأت الأبجدية السينائية المبكرة Proto- Sinatic Alphabet الأبجدية الأم فى سيناء بين القرنين 20- 18 قبل الميلاد فى منطقة سرابيت الخادم ثم انتقلت إلى فلسطين فيما عرف بالأبجدية الكنعانية مابين القرنين 17 – 15 قبل الميلاد حتى انتقلت هذه الكتابة للأرض الفينيقية
وأشار الدكتور ريحان إلى أن معبد سرابيط الخادم مصرى 100% ولم يطلق على سيناء أرض الفيروز من فراغ بل لأنها كانت مصدر الفيروز فى مصر القديمة حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروزعلى صخور معبد سرابيط الخادم بسيناء الذى يبعد 268كم عن القاهرة، وأن سبب التسمية بسرابيت الخادم هو أن السربوت مفرد سرابيت تعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها و هو ما يعرف بالأنصاب ومفردها نصب، وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرون ينقشوا أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد، أمّا كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة
وكان قدماء المصريين يستخرجون الفيروز من منطقة سرابيط الخادم ومن منطقة المغارة القريبة منه ولا تزال حتى الآن بقايا عروق الفيروز التى استخرجها المصريون القدماء وأرسلت البعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء منذ عهد الدولة القديمة، ففى الأسرة الثالثة (2686- 2613 ق.م.) أرسل الملك زوسر حملة تعدين لسيناء وفى الأسرة الرابعة (2613- 2498 ق.م .) أرسل سنفروعدة بعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء وتوالت البعثات بعد ذلك فى الأسرة الخامسة والأسرة الثانية عشر والأسرة التاسعة عشر
وينوه الدكتور ريحان إلى أنه رغم وجود 8 ممتلكات تراث لامادى لمصر منها 3 ممتلكات تراث لامادى مشترك مع دول عربية شقيقة لكن التراث السيناوى بكل زخمه غير موجود بينها ، ولأن اليونسكو تشترط اعتراف الدولة بتراثها أولًا قبل التقدم بتسجيله
لذا أوصى الدكتور ريحان بتبنى وزارة الثقافة لتوثيق وتسجيل التراث السيناوى اللامادى من موسيقى وغناء وشعر صناعات يدوية مثل التطريز والمنتجات السيناوية المتعددة وطب الأعشاب وعادات وتقاليد الزواج والقضاء العرفى بأكاديمية البحث العلمى كحق ملكية فكرية لمصر ثم تبدأ بإعداد ملف تسجيله على القائمة التمثيلية لليونسكو طبقًا لاتفاقية صون التراث اللامادى 2003
وأردف الدكتور ريحان بأن سيناء غنية بالتراث الطبيعى وتتميز بجبالها ذات القيمة الروحية والجيولوجية خاصة محمية سانت كاترين، وقد رفضت اليونسكو تسجيل جبل موسى كتراث طبيعى منفرد واكتفت بتسجيل مدينة سانت كاترين كلها تراث ثقافى عام 2002
لذلك أوصى بأن تقوم وزارة البيئة بإعداد ملف تسجيل كل المحميات الطبيعية بسيناء كتراث طبيعى وهى محميات نادرة واستثنائية مثل محمية سانت كاترين ومحمية رأس محمد ومحمية نبق ومحمية أبو جالوم ومحمية طابا ومحمية الزرانيق، وهناك اعتراف بالدولة بهذه المحميات المسجلة والمطلوب إعداد ملف لتسجيلها تراث طبيعى بسيناء طبقًا للمعايير الدولية
وأوضح أن التراث السيناوى الثقافى والطبيعى واللامادى قيمة كبرى بسيناء ومادة للاستثمار حيث بدأت الدولة منذ 2020 بمشروع قومى وهو مشروع التجلى الأعظم لتعظيم الاستفادة من كل المقومات السياحية بسيناء، وأن توثيق التراث السيناوى يساهم فى حسن تنميته واستثماره وتسجيله تراث عالمى يعد دعاية مجانية له
ومن الجدير بالذكر أن توصيات الأمسية بالكامل ستكون موضع اهتمام كبير من وزارة الثقافة ممثلة فى المجلس الأعلى للثقافة وسيتم رفعها للوزارات والجهات المعنية عن طريق لجان المجلس بعد الموافقة عليها واعتمادها من الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة ورفعها إلى وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى طبقًا لما جاء فى ختام الأمسية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تحرير سيناء المجلس الأعلى للثقافة الأعلى للثقافة الدکتور ریحان سانت کاترین
إقرأ أيضاً:
افتتاح الملتقى الإقليمي حول "حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في الوطن العربي" بمكتبة الإسكندرية
تنظم مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” الملتقى الإقليمي حول "حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في الوطن العربي"، وذلك غدًا الثلاثاء، في تمام الساعة العاشرة صباحًا بمركز مؤتمرات وذلك برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
ويستمر الملتقى على مدار ثلاثة أيام خلال الفترة من 24 إلى 26 ديسمبر، ويهدف إلى استعراض أحدث الأنشطة والتطورات العلمية المرتبطة بتنفيذ اتفاقية اليونسكو لعام 2001 لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أبرز المستجدات في هذا المجال على مستوى الدول العربية.
ويؤكد الملتقى على الدور الريادي لمصر في حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه وتعزيز التعاون الإقليمي، ويشارك في الملتقى ممثلون من 11 دولة عربية، هي “تونس، المغرب، الأردن، العراق، سلطنة عمان، البحرين، قطر، الكويت، ليبيا، السودان، ومصر”، إلى جانب عدد من ممثلي الهيئات والمؤسسات المعنية.