"الحشاشين" و"جودر" إبداع حقيقى وراءه فكر وجهد كبير تفصيل الأدوار ومسلسلات "القص واللصق" واللهث وراء "الترند" تضع الدراما فى مأزق"افتكاسات" المخرجين تصنع دراما لا علاقة لها بالواقعالتكرار فى الشخصيات يفقد النجوم الكثير من رصيدهم الفنىالجيل الجديد من الفنانين يفتقر إلى الموهبة والذكاء"المتحدة" بدأت إعادة الاعتبار للدراما بقدر كبير جداً والقادم أفضل

 

 


حالة التخبط والهبوط التى أصبحت عليها الدراما المصرية الآن والتى أصابت المشاهدين بنوع من خيبة الأمل تدفعنى للكتابة مجدداً عن الدراما المصرية وذلك حتى نضع أيدينا على نقاط الضعف ونكشفها لصناع المحتوى الدرامى، حتى تعود الأعمال الدرامية المصرية لمكانتها وسابق عهدها.

 


واللافت للنظر أن الدراما المصرية  أصابها الوهن خاصة فى الفترة التى تلت ثورة يناير مباشرة، وشهدت ترديا فى المحتوى أدى لمردودات سلبية، وللحق فإن الشركة المتحدة عندما تولت زمام الأمور بدأت إعادة الاعتبار للدراما بقدر كبير جدا، فالدراما المصرية مازالت تعد أحد روافد القوة الناعمة لمصر بما تمتلكه من أدوات كثيرة للتأثير فى المحيط العربى ككل والتأكيد على التفوق الثقافى والفنى، بأعمالنا الدرامية، لذلك حرصت فى هذا المقال على أن أقوم بقراءة للمشهد الدرامى، وكشف بعض النقاط التى يجب وضعها فى الحسبان بهدف التجويد وانتقاء الأفضل والتدقيق فى اختيار النص وإفساح المجال لظهور نجوم جدد.
وفى تقديرى فإن قضية الدراما المصرية قضية شائكة، ورغم المحاولات الجيدة والمبهرة من الشركة المتحدة لإعادة الريادة للدراما كما كانت فى السابق، فإن بعض الأعمال الدرامية والمسلسلات التليفزيونية لا تشبع رغبات المشاهد العربى، فنحن إما أمام دراما عنف و«أكشن»، أو دراما تراجيدية، أو كوميديا بائسة لا تسمن ولا تغنى من جوع، أو مشاهد فانتازيا خالية من الدراما ولا تمت للواقع بأى صلة، يصنعها المخرج من أجل تصدر الترند للحظات أو لساعات ثم ما يلبث حتى ينسى المشاهد الحلقة بل المسلسل بأكمله، هذا ما شاهدناه خلال السنوات الماضية، وذلك للأسف الشديد جعل المشاهد العربى والمصرى يتخلى بعض الشىء عن الدراما المصرية.

 ورغم أن الدراما التى تعرض حاليا لها جمهور ولكنها عبارة عن ضجيج وجمهور بلا فن، وخالية من المعنى، والجمهور الحقيقى متعطش للدراما الحقيقية فى ظل ظروف اجتماعية متغيرة، تسببت فى تغيير الحالة المزاجية للمواطن، الذى يسعى وبقوة إلى إحداث تغيير عام فى سلوكياته، ما يجعله أكثر إقبالا على الدراما "المريحة للأعصاب"، التى تقدم له تلك الجرعة الكبيرة من الحب والحنان والمشاهد التى «تدغدغ» مشاعره.


وأعتقد أن الاستسهال والتذاكى والفهلوة من جانب بعض المخرجين، هو ما سبب تلك الفجوة الكبرى بين المشاهد وعدم تقبله العمل الدرامى، وهو ما يتطلب جهودا مضنية للتخلص من هذه الظاهرة التى ستأخذ من رصيد صناعة الدراما المصرية، وهى ظاهرة لم تشهدها أى من دول العالم، فقد أصبح التعامل مع الأعمال الدرامية يمثل صورا من الاستهانة بالجمهور والمجتمع، بعد أن كانت لها دور بارز ومهم فى تشكيل وجدان ووعى المشاهد على مر العصور
وعندما نتحدث عن الدراما المصرية 2024 والأعمال التى عرضت فى موسم شهر رمضان، سنجد أن هناك أعمالا دون المستوى، وجاءت أحداثها خيالية وليست واقعية.

وهناك أعمال حققت نجاحا منقطع النظير والتف الجمهور حولها وأقبل بشراهة على متابعتها منها مثلا مسلسلا "الحشاشين" لكريم عبد العزيز و"جودر" لياسر جلال، حيث الإبهار فى المناظر والتصوير والأزياء، إلى جانب الرومانسية التى تحويها بعض المشاهد.

ونجح العملان فى خطف الأنظار إليهما، خاصة أن القائمين عليهما نجحوا فعليا فى جذب المشاهد بموضوعات وصور وتقنية غير موجودة فى الدراما المصرية، فمسلسل الحشاشين" تدور أحداثه فى إطار تاريخى، فى القرن الـ11، حيث جسد كريم عبد العزيز دور زعيم الحشاشين حسن الصباح، ويتحدث المسلسل عن قيادته الفرقة التى اشتهرت بتنفيذ عمليات اغتيالات دموية لشخصيات مرموقة فى تلك المرحلة، و"الحشاشين" ليسوا أشخاصا يتعاطون المخدرات، وإنما تُرجمت هذه الكلمة فى اللغات الأوروبية بأكثر من معنى اتفقت جميعها فى مضمون واحد هو: القتل خِلسةً أو غدرًا، أو بمعنى القاتل المحترف المأجور، إذ اشتهرت فرقة الحشاشين فى ذلك العصر بالقيام باغتيالات دموية لشخصيات مهمة، وكان اسمها يثير فى نفوس المسلمين والمسيحيين على السواء الرعب والفزع.

وشارك النجم كريم عبدالعزيز بطولة مسلسل الحشاشين عدد كبير من نجوم الفن أبرزهم نضال الشافعى، فتحى عبدالوهاب، أحمد عيد، ميرنا نورالدين، نيكولا معوض، إسلام جمال، محمد رضوان، سامى الشيخ، عمر الشناوى، نور إيهاب، سوزان نجم الدين، ياسر على ماهر، ومسلسل الحشاشين من تأليف عبدالرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمى، كما استطاع مسلسل "جودر" بطولة ياسر جلال، تحقيق معادلة الإبهار والتميز، حيث تدور أحداثه فى إطار تاريخى وطابع حكايات ألف ليلة وليلة حول عائلة "عمر" التاجر الثرى، الذى ينجب ثلاثة أولاد: سالم، سليم، وجودر، يواجه جودر، أصغر الأبناء، مصيرًا صعبًا يموج بالخيانة والغدر، بينما يعيش سالم حياة البذخ والسلطة، والعمل ككل يعد صراعًا مُحتدمًا بين الخير والشر، حيث يواجه جودر قوى الشر شمعون ورجاله.

 ويُظهر جودر شجاعة وحكمة استثنائية فى مواجهة هذه التحديات، ليُصبح رمزًا للأمل والعدالة.

وأيضا من الأعمال الشعبية التى حققت نجاحا ورواجا طوال شهر رمضان مسلسل "حق عرب" للنجوم أحمد العوضى ودينا فؤاد ورياض الخولى ووفاء عامر، للمخرج إسماعيل فاروق.


أما بعض الأعمال الأخرى التى عرضت فقد جاءت دون المستوى المطلوب، وأضاع بعض النجوم رصيدهم من النجاح السابق بعد التكرار فى الشخصيات وخضوعهم لظاهرة تفصيل الدور للنجم.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدراما المصریة

إقرأ أيضاً:

رغم مرور السنوات.. دراما رمضانية خالدة في ذاكرة المشاهدين

على مدار سنوات طويلة، ظل موسم دراما رمضان هو الأهم بالنسبة للنجوم وصناع الدراما، حيث يتنافس الجميع لتقديم أفضل الأعمال التي تترك بصمة لدى الجمهور.

إسلام فوزي يسخر من دراما رمضان 2025 بأسلوب كوميدي لاذعياسين السقا.. احدث أبناء النجوم المشاركين في دراما رمضان 2025

ورغم وجود احدث الانتاجات الرمضانية يظل الحنين إلى المسلسلات التي عرضت في الثمانينيات والتسعينيات حاضرا بقوة، حيث بقيت هذه الأعمال محفورة في ذاكرة المشاهدين، تزداد قيمتها مع مرور الزمن.

"لن أعيش في جلباب أبي".. شخصيات خالدة

يبقى مسلسل لن أعيش في جلباب أبي أحد أكثر الأعمال الرمضانية شهرة وتأثيرا فمنذ عرضه في رمضان 1996، وهو يحقق شعبية مستمرة، بفضل أداء الراحل نور الشريف وعبلة كامل ومحمد رياض وناهد رشدي وغيرهم.

حيث أن حفل زفاف ثنية ابنة عبد الغفور البرعي، لا تزال تتصدر محركات البحث حتى اليوم.

"عائلة الحاج متولي".. مسلسل أيقوني

حقق مسلسل عائلة الحاج متولي نجاحا كبيرا عند عرضه، وأصبح نقطة تحول في مسيرة العديد من الفنانين، مثل غادة عبد الرازق، سمية الخشاب، مصطفى شعبان، و رانيا يوسف، كما عزز من مكانة النجم نور الشريف، مضيفا إلى رصيده الفني علامة مميزة.

ليالي الحلمية" ملحمة درامية خالدة

يعد مسلسل ليالي الحلمية واحدا من أبرز الأعمال الرمضانية التي لا تزال تحظى بمكانة خاصة لدى الجمهور، فقد استطاع هذا العمل، الذي أخرجه الراحل إسماعيل عبد الحافظ وكتبه أسامة أنور عكاشة، أن يجمع بين كوكبة من النجوم، مثل صلاح السعدني، يحيى الفخراني، وصفية العمري. واستمرت الملحمة على مدار ستة أجزاء، محققة نجاحًا استثنائيًا.

حديث الصباح والمساء.. دراما أدبية بلمسة رمضانية

لا يمكن الحديث عن مسلسلات رمضان دون التطرق إلى حديث الصباح والمساء، المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ، والذي ضم قائمة كبيرة من النجوم مثل ليلى علوي، خالد النبوي، أحمد خليل، وعبلة كامل، هذا العمل لم يكتفِ بتحقيق نجاح لحظي، بل كان بوابة لانطلاق العديد من الفنانين نحو النجومية.

أرابيسك دراما لا تُنسى

من بين الأعمال الرمضانية التي تركت أثرا قويا يأتي مسلسل أرابيسك، الذي عرض عام 1994، وحقق نجاحا باهرا بفضل قصته المتماسكة وأداء أبطاله، وعلى رأسهم صلاح السعدني، هدى سلطان، وسهير المرشدي، ولا يزال هذا العمل يحظى بجماهيرية واسعة عند إعادة عرضه.

مقالات مشابهة

  • وزارة التضامن تشيد بمسلسل ولاد الشمس وتؤكد دعمه لقضايا اجتماعية هامة
  • ليلى عز العرب تسترجع بطولات الأعمال الدرامية فترة الثمانينيات
  • سامح قاسم يكتب: ماركيز.. ذاكرة من الحكايات لا تموت
  • الأعمال الدرامية الليبية في رمضان 2025.. تنوع جذب المشاهدين
  • البطولات النسائية تحكم النصف الثاني من دراما رمضان
  • إذا لم تفشل.. فأنت لم تحاول من الأساس
  • ليلى عز العرب: صناع الدراما بيعتبروا شهر رمضان هو الوقت الأمثل لعرض مسلسلاتهم
  • الصعيد.. و"ناسه"
  • أعمال الأجزاء بـ"دراما رمضان".. جودر 2 عمل تاريخي بطابع مختلف
  • رغم مرور السنوات.. دراما رمضانية خالدة في ذاكرة المشاهدين