على مدار سنوات ظلت قصة زواج نجيب الريحاني من بديعة مصابني، مثار أحاديث كثيرين، خصوصًا الذين كانوا يؤكدون دومًا أنّ زواجهما من أنجح الزيجات في الوسط الفني، على الرغم من أنّ أحدا لم يكن يعرف أنّ «الريحاني» وافق على الزواج من «مصابني» مضطرًا.

وكشف الكاتب بديع خيري رفيق درب «الريحاني» في مذكراته التي نُشرت في «الكواكب» بعد رحيل نجيب الريحاني، تفاصيل الواقعة وقال: «لقد لاقى نجيب الكثير من غدر النساء، وصُدم في حياته مرات بسببهن وشقي أكثر ما شقى في حياته مع بديعة، فقد كانت مادية إلى أبعد الحدود وكان حب المادة يتغلب على حياتها الزوجية ويكدر صفاءها العائلي، وكان هذا مبعث ألم شديد لنجيب، وكان لا يستطيع الخلاص من بديعة لأنّ الطلاق في المسيحية وعلى الأخص في المذهب الكاثوليكي شبه مستحيل».

وتابع بديع: «كان نجيب دائمًا يأسف على اليوم الذي ألغى فيه عقله وتزوج بديعة، وزاد ألمه أنها وهي منسوبة إليه كزوجة ولو بصورة صورية تعمل في الكباريهات، والحقيقة أنّ زواجه من بديعة كان اضطرار، فقد كان يمر بحالة مالية متدهورة جدًا».

وفسر قائلًا: «حدث أنّ جاء إلى القاهرة ثري من المهجر في البرازيل اسمه إلياس قمر، وكان معجب بنجيب ومقدرًا لفنه، فعرض عليه أنّ يصحبه هو والفرقة في رحلة على حسابه إلى البرازيل وكانت نجدة لنجيب، وكان لا بد من أن تسافر بديعة مع الفرقة لأنها كانت البريمادونا وعنصر الغناء والتمثيل والرقص الأول للفرقة في نفس الوقت، ولما عرض عليها نجيب السفر قالت له (أسافر، بس بشرط إنك تتجوزني قبل السفر) واضطر نجيب في النهاية إلى الزواج منها لكي لا تضيع عليه فرصة السفر والنجاة من أزمته المادية الطاحنة، لقد كان زواج مصلحة ولا أثر للحب فيه بالمرة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نجيب الريحاني الفنان نجيب الريحاني الوسط الفني من بدیعة

إقرأ أيضاً:

الطلاق العاطفي.. عزلة داخل إطار اجتماعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تبدو مؤسسة الزواج في ظاهرها حصنًا للطمأنينة وواحة للأمان، لكن داخل هذا الكيان الذي يفترض أن يكون ملاذًا، تتشكل أحيانًا عزلة أكثر ضراوة من تلك التي يواجهها الإنسان بمفرده. الطلاق العاطفي، ذلك الطيف الصامت الذي يخيم على العلاقات الزوجية، ليس مجرد فتور في المشاعر، بل هو غربة حقيقية يعيشها شريكان تحت سقف واحد، وقد تكون أكثر قسوة من الطلاق التقليدي.

في فلسفة الزواج، تبدو العلاقة الزوجية انعكاسًا لفكرة الوحدة في التنوع، حيث يجتمع شخصان مختلفان ليشكلا كيانًا مشتركًا يتغذى على الحوار، والاحترام، والعاطفة.. لكن ماذا يحدث عندما يتآكل هذا الكيان بفعل غياب التفاعل الحقيقي؟  

يتحول الزواج حينها إلى قوقعة خاوية، مجرد إطار اجتماعي يتمسك به الشريكان خوفًا من المجتمع أو حفاظًا على الأطفال، بينما القلوب تنبض في عزلة، وكأن كلاهما يسير في درب لا يلتقي أبدًا بدرب الآخر.

الطلاق العاطفي ليس مجرد غياب للحب، بل هو حالة وجودية يتلاشى فيها الشغف، ويُختزل فيها التواصل إلى مجرد كلمات سطحية، أو ربما صمت مدوٍ. إنه نوع من الانفصال الداخلي الذي يترك الإنسان يتساءل عن جدوى استمراره في علاقة فقدت عمقها.  

اللافت أن الطلاق العاطفي لا يحدث فجأة، فهو نتيجة تراكمات صغيرة تبدأ بإهمال التفاصيل اليومية، أو بتجاهل احتياجات الآخر، حتى يصبح الشريكان غريبين داخل علاقة من المفترض أن تجمعهما.

غالبًا ما يُلقى اللوم في حالة الطلاق العاطفي على ظروف خارجية، مثل العمل، وضغوط الحياة، أو تربية الأطفال. لكن الحقيقة أعمق من ذلك. في جوهر الأمر، قد يكون الشريكان شركاء في صناعة هذه الفجوة، سواء عن قصد أو عن غير قصد.  

 فعندما تُختزل العلاقة الزوجية إلى أدوار نمطية، يتحول الزواج إلى مؤسسة بيروقراطية، حيث يصبح الشريكان موظفين يؤديان واجباتهما دون روح.  

في كثير من الأحيان، يتجنب الأزواج الحديث عن المشكلات خوفًا من تفاقمها، مما يؤدي إلى تراكمها وتعمّق الفجوة بينهما.  

  وعندما يتوقف أحد الشريكين أو كلاهما عن العمل على تطوير نفسه أو الحفاظ على هويته الشخصية، تصبح العلاقة عبئًا، حيث يشعر الطرف الآخر بأنه مسؤول عن سد فجوة عاطفية لا يمكنه ملؤها.

في مجتمعاتنا العربية، يُعتبر الطلاق التقليدي وصمة اجتماعية، مما يجعل الطلاق العاطفي خيارًا غير مُعلن لكثير من الأزواج. يعيشون تحت وطأة ضغوط اجتماعية تمنعهم من اتخاذ قرار الانفصال، رغم أنهم منفصلون عاطفيًا منذ زمن طويل.  

هذا التناقض يعكس قصورًا في فهمنا للعلاقات الزوجية، حيث يُنظر إلى الزواج كواجب اجتماعي أكثر من كونه شراكة حقيقية تستدعي التفاعل العاطفي.

ربما تكون البداية في فهم الزواج كحالة ديناميكية تتطلب إعادة التفاوض باستمرار حول الاحتياجات، والحدود، والتوقعات. في هذا السياق، يمكن طرح تساؤل: هل يمكننا تجاوز الطلاق العاطفي؟  

الإجابة تكمن في إدراك أن العلاقات الزوجية ليست ثابتة، وأن التغيير قد يكون مفتاحًا لإعادة إحياء الحب والشغف.  

فالحوار الحقيقي ليس مجرد كلمات، بل هو استماع بفهم، واستجابة باحترام. حين يشعر الشريك بأن صوته مسموع، تتجدد الثقة والدفء في العلاقة.  

 والتذكير بسبب بدء العلاقة في المقام الأول يمكن أن يكون عاملًا محفزًا لإعادة النظر في العلاقة بشكل إيجابي.  

إن العلاقات القوية هي تلك التي تقبل هشاشة الإنسان وضعفه. فمشاركة المخاوف والأحلام بصراحة تعيد بناء جسور التواصل.  

لذا فإن الطلاق العاطفي ليس فشلًا بقدر ما هو دعوة لإعادة النظر في معنى الزواج. قد يكون الزواج في جوهره مساحة للحرية العاطفية والتواصل الإنساني، لا مجرد قيد اجتماعي.  

إن الاعتراف بوجود الطلاق العاطفي هو الخطوة الأولى نحو معالجته. بدلًا من الهروب إلى صمت قاتل، يمكننا العمل على بناء علاقات زوجية أكثر صدقًا وعمقًا، حيث يصبح الزواج رحلة مستمرة من النمو والاكتشاف المشترك.

في النهاية، قد لا يكون الحل المثالي في إنقاذ كل علاقة تعاني من الطلاق العاطفي، لكن الأهم هو أن ندرك قيمة الإنسان داخل العلاقة، وألا نتركه وحيدًا في مواجهة العزلة، سواء كان داخل الزواج أو خارجه.

مقالات مشابهة

  • الطلاق العاطفي.. عزلة داخل إطار اجتماعي
  • محمد العدل: محمد رحيم مات من عدم التقدير وكان دايمًا بيشتكيلي
  • تكساس تدخل الإنجيل في المناهج الدراسية
  • عادل الفار: آخر تفاصيل حياته وتدهور حالته الصحية في الساعات الأخيرة
  • زيزو وافق على الانتقال للأهلي في هذا التوقيت.. ومفاجأة بشأن أسعار الذهب والدولار.. أخبار التوك شو
  • الكاتب إبراهيم الخليل: الأدب لم يكن محايدًا في الحروب وكان تابعًا للسياسي عند كثيرين
  • لماذا ندم عادل الفار على مقاطعة ابنه قبل وفاته وتفاصيل ساعاته الأخيرة
  • عندما تفقد المرأة قيمتها!!
  • مصطفى بكري: مجلس النواب وافق عى قانون تغليظ عقوبة سرقة الكهرباء
  • عمرو سعد:" دخلت معهد السينما وسقطت وكان عندي ثقة في نفسي"