كيف ساهمت الدولة في صناعة القبلية (3-3)
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
عصام الدين عباس أحمد
في الحلقة السابقة توقفت عند طلبي من اللجنة العليا للسجل المدني – لجنة عليا شكلها رئيس الجمهورية برئاسة مساعد الرئيس – النظر في إمكانية حذف بيانات القبيلة من السجل الإلكتروني وكيف هاجت وماجت اللجنة وكأنني جئت شيئا نكرا. توقعت استبعادي من مهمة مدير مشروع السجل المدني أو الا تتم دعوتي للاجتماع القادم الذي سينعقد بعد ثلاث شهور وكم كانت دهشتي حينما وصلتني الدعوة مرفق معها الأجندة ومداولات الاجتماع السابق التي خلت وكما توقعت من اي إشارة لأمر القبيلة الذي اثرته وجلب علي الغضب.
بثقة تامة وقناعة بسلامة رؤيتي شرعت في تقديم دفوعي التي انحصرت في التي:
١. لا يوجد سند قانوني لتعريف السوداني استنادا لقبيلته.
2. إمكانية منح الهوية السودانية لغير السودانيين من منسوبي القبائل الحدودية والمشتركة مما يشكل تهديد للهوية السودانية اذا تم حصر تعريف السوداني في القبيلة.
3. اعتبار القبيلة بيان ديموغرافي قد يتسبب في إنتاج سجلات واحصاءات لتوزيع السودانين وفقا لقبائلهم وبالتالي الربط المباشر بين القضايا السياسية والاقتصادية بالقبيلة .
كالعادة ووفق المتبع تبارى حضور الاجتماع وتماشيا مع غضبة رئيس المجلس في الاجتماع السابق تباروا في شرعنة أمر القبيلة وتاصيله دينيا وكيف انها وردت في القرآن الكريم وان انكارها يعتبر ضربا من العلمانية البغيضة واسهب بعضهم في أن الرسول (ص) حثنا علي صلة الرحم وما القبيلة الا تلك الصلة التي امرنا بها. بدا مسار الاجتماع ينزلق الي ان حذف بيانات القبيلة يتعارض مع اصول الدين ولكني تذكرت في تلك اللحظة المقولة السودانية ( اركز للسوط) فتمسكت بوجهة نظري وفي تعقيبي علي مداخلات الأعضاء أكدت أن حذف بيانات القبيلة من السجل الإلكتروني لا يعني حذف حقيقة وجود القبيلة وانه لا يوجد ما يمنع أن تستخدم من ضمن بينات اخري لإثبات الهوية ولكنها ليست المعرف الوحيد ولا يجب تدوينها رقميا في السجل الالكتروني وقررت أن اتبع ذات نهجهم في اقحام الدين في الدفوع مستشهدا بأن السيرة النبوية لم تشهد ولم تعرف تمييز بين الصحابة وتعريفهم استنادا لقبائلهم وحتي تصنيف الصحابة كمهاجرين وانصار ما هو إلا تصنيف مكاني منسوب الي مكة والمدينة وليس الي القبائل ينتمون اليها وهو ذات المعني الوارد في المادة الرابعة من قانون الجنسية التي ربطت منح الهوية بحق الاقليم.
في تلك اللحظة شعرت بتغيير في ملامح وجه رئيس المجلس فقد كنت اتحدث وانا اختلس النظر لقراءة تعابير وجهه لمعرفة الي اي مدى يوافقني ام يخالفني وحينما بدات علامات الرضا تظهر عليه حمدت الله كثيرا ان معركتي في نهاياتها وبالفعل فقد ابتدر رئيس المجلس حديثه بانني قلت قولا مقنعا وانه يتفق مع دفوعي وطلب راي الحضور وفور قوله ذلك تغيرت لغة جميع الحاضرين واصطفوا الي جانب وجهة نظري بعد ان كانوا قبل بدء الجلسة ينظرون الي شذرا شذرا وكانني قد أتيت بما أتى به التجاني يوسف بشير في المعهد العلمي حينما دافع عن شعر شوقي.
فور صدور القرار شرعت الفرق الفنية في إجراء التحديث الضروري المطلوب علي النظام الإلكتروني وتم تحديث جميع السجلات السابقة بأن تكون عبارة ( سوداني) كبيان للقبيلة وبذا نكون أن تخلصنا من تعريف السودانيين في سجلهم الرقمي قبليا. الوسومعصام الدين عباس أحمد
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: رئیس المجلس
إقرأ أيضاً:
كبيرة ومتنوعة.. عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان
أوضح الرئيس اللبناني جوزف عون، أن من التحديات التي يواجهها لبنان، تنفيذ القرار 1701، مؤكدًا أن الوضع في لبنان لن يستقر في ظل استمرار التوتر على حدوده الجنوبية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأضاف: اتفاق وقف إطلاق النار كقضية محورية تستدعي اهتمامنا وعنايتنا، متابعًا: لا يمكن أن يستقر لبنان ويزدهر في ظل استمرار التوتر على حدوده الجنوبية".التحديات التي يواجهها لبنانوذكر عون: "لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من دون تطبيق القرارات الدولية التي تضمن سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وانسحاب المحتل من أرضنا وعودة الأسرى إلى أحضان وطنهم وأهلهم".
أخبار متعلقة معبر رفح البري يستقبل 35 مصابًا فلسطينيًا و44 مرافقًابينهم صحفيون ومصورون.. استشهاد 9 فلسطينيين في شمال قطاع غزةوأضاف: "هذا يوجب أيضا وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للإيفاء بضماناته وتعهداته، وتجسيد مواقفه الداعمة للدولة ووضعها موضع التنفيذ".
وقال عون إن إعادة إعمار ما دمرته الحرب تتطلب منا جميعا العمل بجد وإخلاص، وتستدعي تضافر جهود الدولة في الداخل والخارج، والمجتمع المدني والأشقاء والأصدقاء، والقطاع الخاص، لكي نعيد بناء ما تهدم، ونضمد جراح المتضررين، ونفتح صفحة جديدة من تاريخ لبنان".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جوزف عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان - وكالات
وتابع الرئيس اللبناني: "التحديات التي يواجهها لبنان كبيرة ومتنوعة، لكن إرادة الحياة لدى اللبنانيين أكبر وأقوى، من أجل بناء لبنان القوي بدولته ومؤسساته، المزدهر باقتصاده وموارده، المتألق بثقافته وحضارته، المتمسك بهويته وانتمائه، المنفتح على محيطه العربي والعالمي".مؤسسات الدولة اللبنانيةوواصل عون: "إذا كان الصوم يعلمنا التضامن والوحدة، فإن رمضان يذكرنا بأهمية المشاركة والانخراط الإيجابي في قضايا وطننا. فلبنان الذي نعتز به جميعا، هو وطن الرسالة والتنوع والتعددية، وطن يتسع للجميع بمختلف انتماءاتهم ومعتقداتهم".
وأضاف: من هنا تأتي أهمية المشاركة السياسية لجميع شرائح المجتمع اللبناني، من دون تهميش أو عزل أو إقصاء لأي مكون من مكوناته. وإن هذه المشاركة تقوم على مبدأ أساس وهو احترام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وتفسيرهما الحقيقي والقانوني لا التفسير السياسي أو الطائفي أو المذهبي أو المصلحي".
وأكد أن "الدولة اللبنانية بمؤسساتها المختلفة، وبقدر حرصها على حماية التنوع اللبناني وخصوصيته، فإنها ملتزمة، وقبل أي شيء، بحفظ الكيان والشعب، فلا مشروع يعلو على مشروع الدولة القوية القادرة العادلة، التي ينبغي بناؤها وتضافر جميع الجهود لأجل ذلك.