زغرتا حزينة... هكذا فارق الشاب بشار الحياة
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تُوفي الشاب بشار جوزيف دحدح، بعدما أُصيب بنوبة قلبيّة في العاصمة القطريّة الدوحة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الشاب الراحل من زغرتا.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
النموذج السورى
آثرت الانتظار ولا أعلق على ما حدث فى سوريا الشقيقة.. وانهيار نظام بشار الأسد فى ليلة وضحاها.. أمام ميليشيات عسكرية دون أدنى مقاومة.. وما تلاها من مظاهر وتصريحات من القيادة الجديدة لسوريا.. والتعيينات التى جرت فى الحكومة المؤقتة وفى الجيش السورى ومنح أجانب رتباً عسكرية.
ما يجرى فى سوريا شبيه تماماً بما جرى مع صدام حسين، بغداد سقطت فى يد الأمريكان فى غمضة عين بنفس السيناريو وبنفس الطريقة وبنفس الخيانة وعلى ما يبدو أن حزب البعث بنى على الخيانة وليس المبادئ كما كان يزعم منظروه.. ولكن هذه المرة سقوط دمشق كان بتدبير أمريكى وبتوافق روسى إيرانى إسرائيلى تركى.. وهروب بشار إلى موسكو خوفاً من أن يلقى مصير صدام حسين.
ولأن بشار رفض كل النصائح بإدارة حوار مع المعارضة المدنية ورفض فكرة توسيع الهامش الديمقراطى فى البلاد، وكلنا نتذكر قانون الأحزاب الذى أصدره فى بداية الثورة السورية كان يمنع قيام الأحزاب ومصادرتها، وما حدث لبشار درس لكل حاكم يرفض الديمقراطية والتعددية وحرية الرأى والتعبير ويحبس الناس على النوايا بقوانين ألفاظها مطاطة.. التداول السلمى للسلطة هو المنجى من هذه التقلبات.
والملاحظ أن جبهة النصرة هى التى سيطرت على مقاليد البلاد، وأبعدت كل فصائل المعارضة الأخرى مثل الائتلاف الوطنى وغيرها من الجماعات التى كون قياداتها ثروات كبرى نتيجة معارضة النظام السورى وهم لا صمتوا ولم يبدوا أى امتعاض على التعيينات والتشكيل الحكومى المؤقت والتعيينات فى الجيش والشرطة السورية. ولأن من كان يمول هذه الفصائل ارتضى بما يجرى فى سوريا، فكان صمت قادتها هو الأسلم لأن هناك نموذجاً جديداً يتشكل فى سوريا دولة دينية منفتحة نسبياً يحكمها تنظيم منذ أيام كان يصنف قائده بالإرهابى.. وتبنى القائد الجديد خطاباً يبدو منفتحاً ليس مثل خطاب طالبان فى أفغانستان ولا خطاب الإخوان فى مصر عندما حكموا فهو ما زال يتحدث عن فترة انتقالية قد تطول عن 3 أشهر لكنه يتعهد فى كل مرة بمشاركة كل أطياف الشعب السورى فى إدارتها رغم أن قراراته تؤكد العكس تماماً.
هذا النموذج الذى لن يعادى الكيان الصهيونى وهى الحجة التى يرددها قادة جميع الفصائل الإسلامية التى تحارب الأنظمة الحاكمة فى بلادها لأنها متخاذلة فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين كما يزعمون وحجتهم أن الاحتلال عدو بعيد وأن الأنظمة السياسية هى العدو القريب، أما الآن فسقطت هذه الحجة بينهم وبين إسرائيل، وأصبح العدو الإسرائيلى أمامهم مباشرة، ولكن منذ هروب بشار احتلت إسرائيل أراضى أكثر من سوريا وسط صمت تام من النظام الجديد فى دمشق والعناصر المتحالفة معه حتى لم يكلف قائده سفير سوريا فى الأمم المتحده تقديم شكوى فى مجلس الأمن.
الغرب يبحث عن دولة دينية إسلامية بجوار دولة دينية يهودية بينهما تعاون وعلاقات واتفاقيات ويكون نموذجاً يتمتع بالتسامح مع الآخرين ومع حقوق المرأة فى التعليم لكنه سيفرض قواعده الأخرى المتعلقة بالزى والعمل والسفر وغيرها من الحقوق الأخرى وهو النموذج الذى فشل فى أفغانستان ومصر فى حكم الإخوان.
أما الأرض التى احتلتها إسرائيل فى سوريا ودخولها العمق السورى، فقد يكون هناك اتفاق مع القيادة الجديدة تمهيداً لنقل مواطنى غزة والضفة إلى هذه الأراضى بعد الموقف المصرى والأردنى الرافض لعمليات التهجير القسرى وتصفية القضية الفلسطينية.. إسرائيل والولايات المتحدة يمهدان الطريق إلى هذا الهدف وهذه المرة سيكون على يد الدواعش والنصرة والقاعدة والجماعات الإسلامية والسلفية وحتى الإخوان.
المشهد السورى الحالى والتطورات القادمة ستكون هى المحرك الأساسى فى المنطقة وعلى ضوء السيناريو الحالى سوف يتحدد مصير المنطقة كلها وكذلك مصير التنظيمات المتطرفة فى المنطقة والعالم وعلينا أن نراقب ما يحدث بدقة حتى لا تفاجأ بانهيار دول أخرى فى المنطقة.