أكد رؤساء البرلمانات والمجالس العربية ضرورة توطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الدول العربية وإجراء بحوث عربية حولها للحاق بالسباق العلمي في هذا المجال مع ضمان التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي الذي يراعي القيم والثوابت والمصالح العربية ، كما دعوا الخبراء والمختصين للتعاون مع البرلمان العربي والبرلمانات العربية في هذا الملف.

زعيم دولة إفريقية يدعو إلى مراجعة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي دولة في الاتحاد الأوروبي تسعى لتعويض إفريقيا عن العبودية

 

جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، الذي انطلق اليوم بمقر الجامعة العربية تحت عنوان "رؤية برلمانية عربية لتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي".

وجدد رؤساء البرلمانات والمجالس العربية في كلماتهم إدانة الحرب الإسرائيلية على غزة ، وانتقدوا المواقف الدولية التي تتيح لإسرائيل الإفلات من المحاسبة، مؤكدين دعم بلدانهم الراسخ للشعب الفلسطيني والعمل على نيل حقوقه في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ونيلها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وأكد رئيس مجلس النواب البحريني أحمد بن سلمان أن موضوع الذكاء الاصطناعي يتطلب رؤية عربية شاملة للتعامل مع الاقتصاد الرقمي، والتطورات التكنولوجية وصياغة تشريعات محكمة لاستثمار الفرص الراهنة، وتعزيز الاستثمارات في هذا المجال، وتحسين جودة الحياة، والتعامل مع التهديدات للأمن السيبراني.

ووجه رئيس مجلس النواب البحريني التهنئة إلى مصر بمناسبة عيد تحرير سيناء، كما وجه الشكر لرئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفي جبالي على حسن الاستقبال، ولرئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي على تنظيم هذا المؤتمر.

من جانبه، نوه على بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى البحريني، بجهود البرلمان العربي في مساندة الدبلوماسية العربية وتعزيز التعاون البناء بين الدول العربية.

وأكد أن مملكة البحرين، تولي اهتماماً بالتطورات التقنية والتكنولوجية وتمتلك منظومة من التشريعات والقوانين في هذا المجال، بجانب حرصها على إبرام العديد من الاتفاقيات مع الدول الصديقة والشقيقة في مجال التكنولوجيا.

وقال إن هذا المؤتمر مهم لأنه يرتبط بالبعد البرلماني في التعامل الآمن مع الذكاء الاصطناعي، ودعا إلى تشكيل مجموات عمل من خبراء الذكاء الاصطناعي وقادة الاعمال وأصحاب المصلحة لمساعدة البرلمان العربي في وضع استراتيجية للتعامل الآمن مع الذكاء الاصطناعي.

على صعيد آخر، جدد موقف البحرين الداعم للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته على أراضي 1967 وعاصمتها القدس والرفض القاطع للحرب على غزة ودعمها لتحقيق حل سلمي لقضية الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هذا ما سيتم تأكيده في القمة العربية القادمة بالبحرين، المقرر عقدها في المنامة منتصف الشهر القادم.

من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني الشعبي الجزائري إن الاهتمام بملف الذكاء الاصطناعي أصبح لزاماً علينا كمجتمعات عربية في ظل السباق المحموم بين دول العالم في هذا المجال.

وأضاف "أنه يجب أن نحاول اللحاق بما فاتنا في هذا الحقل وأن يكون لدينا برنامج موحد يساعد على تحقيق التطور في مجال الذكاء الاصطناعي بما يمكننا من الاستفادة من مواردنا وثرواتنا".

وتابع قائلاً "وفي الوقت ذاته يجب ألا نغفل ما لهذه التقنيات من آثار سلبية، فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يغير حياتنا للأفضل، ولكن ذلك يجب أن يكون من خلال الاستخدام الآمن، لتوسيع نطاق الاستفادة بشكل أمثل.

وطالب بالتفاعل مع بقية برلمانات العالم في مجال الذكاء الاصطناعي لنكون في مستوى الشعوب الأخرى التي قطعت أشواطاً في هذا المجال.

وأكد أهمية مراعاة قيمتها العربية في التعالم مع الذكاء الاطناعي ودعا إلى تعزيز مهارات مواطني الدول العربية في الذكاء، ودعم برامح تدريبية وبحثية عربية في هذا المجال.

وشدد على الإنسان سيبقى محوراً لأي تقدم وأن أي تقدم في الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون مسخراً لخدمة الإنسان، إذ لا يمكن السماح بتحويل الآلات لأداة لتدمير الإنسان أو التأثير سلباً عليه، ويجب أن تكون نظرة برلماناتنا حريصة على مصالحنا الوطنية وحماية الإنسان وصون كرامته.

وأشار إلى دور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، مؤكداً أهمية إيصال صوت الشعب الفلسطيني عبر تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار، والوصول لحل الدولتين وحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة للأمم المتحدة.

من حانبه، أشاد رئيس مجلس الشوري القطري حسن عبد الله الغانم بصمود الشعب الفلسطيني على أرضه على مدى أكثر من 6 أشهر، ارتكب خلالها الاحتلال جرائم إبادة جماعية وحرمان قسري على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي وفي ظل عجز تام من أجهزة الأمم المتحدة.

ودعا إلى إيجاد آلية تجمع مختلف البرلمانيين لوقف هذا العدوان الغاشم المستهتر بكافة القوانين الدولية.

وقال إن العالم يشهد حراكاً طلابياً في العديد من الجامعات المرموقة، في أمريكا امتد لدول أخرى، والكيفية التي تعاملت بها هذه الدول مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس يكشف زيف حديثها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وأشار إلى أنه خلال الشهر الماضي قدمت اللجنة الدائمة للسلم والأمن الدوليين للاتحاد البرلماني الدولي مشروع قرار حول الأسلحة ذاتية التشغيل التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أنه رغم أهمية الذكاء الاصطناعي، ولكن استخداماته تشكل تحديات في كثير من المجالات خاصة في المجال العسكري، بما يهدد الأمن والسلم الدوليين.

وقال إنه تقع على عاتقنا كبرلمانيين مهمة التعاون مع المختصين والعلماء لسن تشريعات للتعامل مع الذكاء الاصطناعي.داعيا العلماء والباحثين العرب لإجراء بحوث في هذا الصدد وتقديمها للبرلمان العربي والبرلمانات العربية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي كوبا محل الاهتمام الذکاء الاصطناعی البرلمان العربی فی هذا المجال العربیة فی رئیس مجلس مع الذکاء عربیة فی یجب أن

إقرأ أيضاً:

رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي

بعد أن جرى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي فـي مسلسلات رمضان الماضي كمشاهد الحرب والديكورات الفخمة والمؤثرات السمعية والبصرية، هل سيتغلغل الذكاء الاصطناعي أكثر، ويوسّع دائرته، ليصبح عنصرا أكثر فاعلية فـي الدراما؟

الإجابة واضحة، ومتوقّعة، فاستعانة مخرج مسلسل (الحشّاشين) بيتر ميمي، بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة الإنتاجية، لقيت قبولا من الجمهور، فالتطورات سريعة، والطوفان الذي انطلق قبل سنوات لا يمكن إيقافه، فضلا عن أنّ مواكبة التطوّرات مطلوبة، كما أنّ توظيف التكنولوجيا الحديثة فـي الدراما صارت واقعا.

المشكلة أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يكتب، ويخرج ويمثّل ويصمم ويلحن ويغني «ويفعل ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسير، هو لا يؤمن إلّا بقدرته وأقداره» كما يقول الباحث السوداني يوسف عايدابي.

وخلال حضوري المؤتمر الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان المسرح العربي، شاهدت تجربة مسرحية سورية، عُرضت بواسطة الفـيديو، ونفّذت بطريقة الذكاء الاصطناعي حملت عنوان (كونتراست) للمخرج أدهم سفر وقد بلغت مدة عرضها (17) دقيقة كانت مزيجا من الرقص التعبيري والباليه، وقد حضر الإبهار لكن غاب الإحساس، والمسرح الذي ألفناه، وتربينا عليه، وعلى عناصره التي يمكن إجمالها، بالحوار والسرد والبناء الدرامي، والرسالة، فقد حضرت التكنولوجيا بقوّة، لتزيح بعضا من تلك العناصر، عبر التركيز على الأداء الجماعي، والمشاهد البصرية، والأمر نفسه بالنسبة للدراما التلفزيونية، خصوصا أنّ المخرج محمد عبدالعزيز خاض قبل عامين تجربة من هذا النوع فـي مسلسله (البوابات السبع) فقدّم صناعة درامية كاملة لأعمال من الذكاء الاصطناعي، وبكلّ ثقة قال: «فـي المستقبل القريب لن نكون بشرا لوحدنا، بل سنندمج مع الذكاء الاصطناعي ونصبح طرفا واحدا، نحن هنا على مشارف نهاية هذا الإنسان والبدء برحلة جديدة للإنسان المندمج مع التطبيقات الذكية».

وإذا كان الممثل الأمريكي توم هانكس يتوقّع أنّه سيستمر بالتمثيل حتى بعد رحيله عن هذا العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر حصل بالفعل مع الممثل المصري طارق عبدالعزيز الذي وافته المنية قبل استكمال تصوير مشاهده فـي مسلسل (بقينا اثنين)، فلجأ المخرج إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ليستكمل تصوير مشاهده المتبقية، وبذلك قلّلت، هذه التقنية، من مخاوف المخرجين من رحيل أحد الممثلين قبل استكمال تصوير مشاهده، كما حصل مع الفنان رشدي أباظة عندما توفّي عام 1982 أثناء تصوير فـيلمه الأخير (الأقوياء)، فجاء المخرج أشرف فهمي ببديل هو صلاح نظمي، وكانت معظم المشاهد التي صوّرها للممثل البديل جانبية لإيهام الجمهور أنّ الذي يقف أمام عدسة الكاميرا هو رشدي أباظة، وهذه (الخدعة) لم تنطلِ على الجمهور، وغاب الفعل الدرامي، فكان نقطة ضعف فـي الفـيلم.

ومع هذه المحاسن، سيواجه هذا النوع من الدراما معارضة فـي بادئ الأمر، من قبل المشتغلين بصناعة الدراما والسينما، لأن الذكاء الاصطناعي سيجعل المنتجين يستغنون عن خدمات الكثير من العاملين فـي هذا القطاع، وهو ما جعل العاملين فـي استوديوهات هوليوود يضربون عن العمل مطالبين نقابة الممثلين بتوفـير حماية لهم من هذا الخطر الذي هدّدهم برزقهم! أما بالنسبة للجمهور فسيتقبلها تدريجيا، ويعتاد عليها مثلما تقبل مشاهدة اللقطات التي جرى تصويرها رقميا فـي أعماق البحر بفـيلم (تيتانك)، للمخرج جيمس كاميرون (إنتاج 1997)، وأظهر السفـينة بحجمها الكامل فـي تجربة رائدة فـي التصوير الرقمي، سينمائيا، وزاد ذلك فـي رفع وتيرة المؤثرات، والإبهار وأضاف، رقميا، الكثير من الماء والدخان، فنجح الفـيلم نجاحا كبيرا، وكان الإبهار الذي صنعه التصوير الرقمي من عوامل النجاح، تبعا لهذا، يمكننا تقبّل دخول الذكاء الاصطناعي فـي حقل الدراما إذا لعب الذكاء الاصطناعي دورا تكميليّا، كما قال د. خليفة الهاجري خلال حديثه عن التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، فهو «ليس بديلًا للمصمّم البشري، بل أداة تكميليّة يمكن أن تعزّز الإبداع، والابتكار فقط» وعلينا أن نضع فـي الاعتبار احتمالية الاستغناء عن الكومبارس والإبقاء على الممثلين الرئيسيين لأسباب تسويقية، والمخيف حتّى هؤلاء سيطالهم الاستغناء، وينسحبون تدريجيا ليصيروا ضيوف شرف على مائدة دراميّة تعدّ بالكامل فـي مطبخ الذكاء الاصطناعي !!

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي ينقذ عقوباته على روسيا بعد اتفاق مع المجر
  • الخارجية: عبد الفتاح صالح عضوا بمجموعة الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأفريقي
  • الاتحاد الأوروبي يحدد الخط الأحمر لأي اتفاق أوكراني مع روسيا
  • مسؤولة أوروبية: لا يمكن إبرام اتفاق خاص بأوكرانيا بدون الاتحاد الأوروبي
  • التخطيذ والتعاون الدولي تعلن الموقف التنفيذي لمشروعات محور الغذاء في إطار المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي»*
  • قرار جمهورى بالموافقة على اتفاق قرض بـ 131 مليون دولار لتنمية القطاع الخاص
  • برلماني: التحرك العربي المشترك ضروري لضمان حقوق الشعب الفلسطيني
  • رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
  • الاتحاد الأوروبي يرحّب بالبيان المشترك الصادر عن أوكرانيا وأمريكا عقب اجتماعهما في المملكة
  • الاتحاد الأوروبي: اتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية يمهّد الطريق أمام تعزيز استقرار وازدهار سوريا