لماذا هرب الفنان عبد العزيز مخيون من القاهرة؟..«بحس بالفزع في شوارعها»
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
«محصلش ألفة بيني وبين القاهرة».. بتلك الكلمات عبر الفنان عبد العزيز مخيون في تصريحات تلفزيونية عن عدم حبه للقاهرة وتفضيله العيش في مسقط رأسه بمركز أبو حمص التابع لمحافظة البحيرة، مؤكدًا شعوره الدائم بوجود فجوة كبيرة بينه وبين مدينة القاهرة.
سبب عدم حبه للقاهرةاعتبر الزحام وسرعة وتيرة الحياة سببًا أساسيًا لعدم حبه العيش في القاهرة، لهذا السبب قرر مخيون النزول لوسط مدينة القاهرة في بداية حياته للدراسة والعمل وكان دائم التردد على منطقة ميدان التحرير ورمسيس، ورافقه دومًا الشعور بالفزع وعدم الراحة عند التجول في شوارعها: «بحس المدن الكبرى بتفترس الإنسان جواها بيكون ضئيل اوي».
حاول الفنان عبد العزيز مخيون التغلب على مشاعر عدم حب القاهرة وفزعه من فكرة العيش بها بشراء بيت في مدينة السادس من أكتوبر ليبتعد عن زحام المدينة، إلا أن مشاعره لم تتغير أبدًا ليقرر في نهاية الأمر العودة للعيش في مسقط رأسه مركز أبو حمص بمحافظة البحيرة.
شغوف بالعزف على الكمان«بحب أقضي وقتي في القراءة وسماع الموسيقى»، أضاف مخيون في حديثه أنه يجد راحته وسط أبنائه وهواياته التي يحب ممارستها، منها العزف على الكمان إذ يهوي عزف المقطوعات الأجنبية، كما يحب مشاهدة التليفزيون والمشي: «مبقتش أنزل القاهرة إلا لو فيه شغل.. ولو حبيت أخرج مع ولادي بنروح إسكندرية».
عبد العزيز مخيون هو فنان مصري ولد 3 يونيو 1946 في مركز أبو حمص بمحافظة البحيرة، تخرج من معهد الفنون المسرحية ودرس الموسيقى والتمثيل، ومن أهم الأدوار التي برز فيها شخصية الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب في مسلسل أم كلثوم و شخصية طه السماحي في مسلسل ليالي الحلمية، ومن أعماله السينمائية أيام العمر معدودة وإسكندرية ليه وحدوتة مصرية مع المخرج يوسف شاهين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التمثيل الموسيقى عبد العزيز مخيون محافظة البحيرة عبد العزیز مخیون
إقرأ أيضاً:
عمّال البناء في رمضان.. إرادة لا تنكسر لأجل لقمة العيش
تحت شمس الظهيرة وبين أسقف بنايات عالية تُكتب قصة صيامٍ مختلفة في قلب مواقع البناء، من هنا يتحوّل عرق الجبين إلى شاهد على الإرادة، والقماش المبلل لتفادي وهج الظهيرة، يقف عمال البناء يصارعون الجوع والعطش وذكريات الأوطان البعيدة، ساعات الصيام في رمضان تقاس بعدد الأحجار التي ينهون تصفيفها قبل أذان المغرب، يجتمعون من مختلف الجنسيات على موائد إفطار بلا زخارف، تُضاء بضحكات تُخفي دموع الغربة، ووجبات يطبخونها بأيديهم، وأحيانا تصلهم مبادرات مجتمعية.
خلال الأسطر القادمة تغوص "عُمان" في عالم لا يعرف الموائد الفاخرة، ولا الفوانيس والإضاءات الرمضانية المضيئة، عالم تُختزل فيه روح الشهر الفضيل في قطرة ماء وصمود يومي يُعيد تعريف معنى "الروح الرمضانية".
مع أول خيوط الفجر، يتناول محمد حنيف علي سحوره بسرعة قبل أن يبدأ يومه، بينما ينتظر أذان الفجر لبدء الصوم، يعد نفسه لساعات من العمل الشاق تحت أشعة الشمس، قال "أبدأ عملي الساعة السادسة والنصف صباحا وأنتهي عند الساعة الخامسة مساءً وأحيانًا الساعة الرابعة والنصف، وأشعر بالتعب في حدود الساعة الثانية ظهرًا وأن طاقتي قاربت على الانتهاء" هكذا بدأ حديثه محمد حنيف - عامل بناء وهو يمسح عرقه الممزوج بغبار الأسمنت.
وتنهد وأكمل مبتسمًا "تم تقليل عدد ساعات العمل من عشر ساعات إلى تسع ساعات فقط ولدينا استراحة ساعة واحدة خلال فترة العمل".
ويضيف محمد عبد الحسين: نصرُّ على الصوم رغم مواجهة بعض التحديات، وعند الإفطار أشعر أن تعبي ذهب برضا الله وهذا يكفيني".
أما علم عبدالعلي فحوَّل موقع البناء إلى مائدة أمل، عند الساعة الخامسة عصرا يُنهي علم عمله في البناء لكن يومه لم ينتهِ بعد، بينما يسرع زملاؤه للاستحمام وأخذ قسط من الراحة استعدادًا لتناول الإفطار، يذهب علم الذي يرتدي حذاءً مهترئا لإعداد بعض الوجبات البسيطة ليشعر زملاؤه بالدفء الأسري، حيث حوَّل علم عبدالعلي زاوية في موقع العمل إلى "مطبخ مؤقت" عبارة عن صندوق خشبي يضم موقدا صغيرا وأواني قديمة وبعض البهارات، ورغم التعب ينعش علم المكان برائحة الأرز والعدس لأنها الوجبات المفضلة لزملائه.
ويعلّق محمد عبد الحسين قائلا: "نجتمع على الفطور نضحك ونتبادل الأحاديث وبينما يوزع علم الطعام أشعر أنني وسط عائلتي، حيث إن طعم الأكل ليس مهما، بل دفء علم عبدالعلي الذي يطعمنا كأبنائه له شعور مختلف". ويتوقف للحظة ويشرح بكلمات أكثر بساطة وهو يمسح وجهه المغبّر بكم قميصه "لم يغيّر علم عبدالعلي موقع البناء إلى مائدة طعام فحسب، بل صنع ألفة بين عمّال من مختلف الدول، فأطباقه البسيطة تُذيب حدود الغربة، وتثبت أن روح شهر رمضان المبارك قادرة على إيجاد الفرح حتى بين أعمدة الحديد والإسمنت".
وكان إقبال أبو البشر يقف بعيدا ويلف رأسه بقطعة قماش مبللة بالماء واقترب وقال: "الصوم وقت العمل تحت الشمس معجزة، ورمضان هذا العام جاء كريما حتى بطقسه فالجو لطيف ليلا ومعتدلا نهارا، ولا أخفي شعوري بحرارة الشمس فوق رأسي بعض الأوقات مثل اليوم!".
وعن سؤالنا لماذا تضع قطعة القماش المبلولة على رأسك قال "منذ أولى ساعات العمل أغمس قطعة القماش في دلو ماء وألفها حول رأسي وكل ساعة أُعيد تبليلها لأنها تحميني من حرارة الشمس وتقلل شعور العطش والجفاف لديّ". ويستكمل بعد تبليله لقطعة القماش "عند الإفطار أول جرعة ماء تذوّب التعب، نحن هنا نعمل من أجل أسرنا البعيدة التي تنتظر منا مصروفا شهريا لمتطلباتهم واحتياجاتهم".
ويختتم محمد حنيف قائلا: "سلطنة عمان بلد كريم والعمانيون شعب طيب ومبتسم دائما، في بعض الأحيان تصلنا وجبات ساخنة من متبرعين، ولكننا نعتمد على زميلنا علم عبدالعلي في إعداد الفطور بوجبات بسيطة نتشاركها معا، وينتهي يومنا بعد رجوعنا من صلاة التراويح مشيا على الأقدام، ونستعد ليوم عمل جديد".