الذكاء الاصطناعي يكشف مكان قبر أفلاطون
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
يعمل الذكاء الاصطناعي على تسريع الاكتشافات الجديدة في مجال الصناعات، بدءا من إنتاج الفيديو وحتى الطب، ولكن المجال الجديد الآن الذي دخل فيه الذكاء الاصطناعي هو فك ألغاز العصور القديمة.
فبحسب موقع "زدنت" (ZDNET)، فقد أعلن باحثون في جامعة بيزا في إيطاليا أنهم نجحوا في استخدام الذكاء الاصطناعي لفك رموز مخطوطة من ورق البردي تم العثور عليها في هيركولانيوم، وهي بلدة قريبة من بومبي دمرت أيضًا عندما ثار بركان جبل فيزوف في عام 79 بعد الميلاد.
المخطوطة هي واحدة من 1800 مخطوطة تم حفظها في فيلا البرديات -التي كانت مملوكة سابقا لوالد زوجة يوليوس قيصر- عندما دفنت الممتلكات في الطين والرماد اللذين خلفهما بركان جبل فيزوف.
ونظرا لأن اللفائف متفحمة، وبالتالي فهي هشة للغاية بحيث لا يمكن لمسها من قبل الإنسان، يجب فك شفرتها باستخدام تقنية المسح من دون استخدام اليدين.
ووفقًا لوكالة الأنباء الإيطالية (آنسا)، استخدم الباحثون التصوير فوق الطيفي بالأشعة تحت الحمراء والتصوير المقطعي التوافقي البصري (أو سي تي) لرؤية ورق البردي المتفحم.
ومن خلال تحديد وترجمة ألف كلمة، أو ما يقرب من 30% من المخطوطة، اكتشف الفريق المثوى الأخير للفيلسوف اليوناني أفلاطون، وهو مكان بحديقة في موقع الأكاديمية الأفلاطونية في أثينا.
ويكشف النص أيضا أن أفلاطون تم بيعه كعبد إما في عام 404 أو 399 قبل الميلاد، وليس في عام 387 قبل الميلاد، كما كان يعتقد المؤرخون قبل اكتشاف يوم الثلاثاء.
ويؤكد الكشف على إمكانات هذه التكنولوجيا في تحسين معرفتنا بالمعلومات التاريخية لهذا العصر، وأبرز شخصياته.
ويأتي هذا الاكتشاف في أعقاب الإنجازات التي حققها الذكاء الاصطناعي في فبراير/شباط الماضي في تحدي فيزوف، وهي مسابقة عالمية تم إطلاقها في مارس/آذار 2023 لفك تشفير المجموعة الكاملة من مخطوطات هيركولانيوم باعتبارها آخر مكتبة سليمة من العصور القديمة، حيث يمكن أن تقدم المخطوطات نظرة جديدة عن التاريخ.
تستخدم التكنولوجيا الأساسية للمشروع مزيجا من التصوير المقطعي المحوسب والتعلم الآلي لفك رموز ما هو مكتوب على اللفائف دون الحاجة إلى المخاطرة بإتلاف المخطوطات فعليا.
واختصر برنت سيلز الباحث في جامعة كنتاكي وهو أحد الأشخاص الذين يقفون وراء التحدي، لموقع زدنت الخطوة العملية في ثلاث خطوات هي: المسح الضوئي والتجزئة والكشف عن الحبر. حيث يقوم الباحثون بإنشاء فحوص مقطعية دقيقة للأجزاء الداخلية من اللفائف، وتقسيمها إلى صفحات فردية، ثم فك تشفير ما هو مكتوب عليها باستخدام التعلم الآلي.
ونظرًا لأن اللفائف والحبر الخاص بها متفحمان بسبب الانفجار البركاني، فهي في الأساس باللون الأسود على الأسود، مما يجعل من الصعب تمييزها بواسطة الحاسوب.
وعمل الباحث ستيفن بارسونز مع سيلز لتدريب نموذج تعلم الآلة على قراءة النص الكربوني. بعد ذلك، أنشأ الفريق برنامج "فوليوم كارتوغرافر" (Volume Cartographer)، وهو برنامج مفتوح المصدر يفهم النص، بحسب تقرير زدنت.
ولا يزال الباحثون يواجهون بعض التحديات بما في ذلك تطبيق النماذج على اللفائف الكاملة بدلاً من الأجزاء، وإنشاء المزيد من "بيانات حقيقة أساسية" لتحسين دقة النموذج، والهندسة العكسية للنماذج للكشف عن الأنماط التي تستخدمها للكشف عن الحبر، وفقا لموقع تحدي فيزوف.
وفي تحدي هذا العام، سيحاول المتسابقون نسخ مخطوطات كاملة عن طريق توسيع نطاق تجزئة ومسح أجزاء العملية. ويقول موقع تحدي فيزوف "سنحدد هدفنا لعام 2024 في قراءة 90% من المخطوطات، وتقديم جائزة كبرى قدرها 100 ألف دولار للفريق الأول الذي يحقق هذا الإنجاز".
يعد اكتشاف جامعة بيزا شهادةً على ما يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشافه والذي لم يكن من الممكن معرفته. وكما قال الباحث في التحدي مايكل ماكوسكر لموقع زدنت، فإن هذا النهج يمكن أن يساعد في كشف ما يعادل حوالي 200 كتاب جديد من مكتبة هيركولانيوم.
الإمكانات لا تنتهي عند هذا الحد، إذ يعتقد الباحثون أيضًا أنه يمكن تطبيق هذه التقنية في مجالات أخرى، حيث يمكن للتعلم الآلي تحسين ما يمكن أن تكتشفه الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، مثل الأورام في التصوير الطبي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الذکاء الاصطناعی فی عام
إقرأ أيضاً:
Manus AI يثير الضجة في عالم الذكاء الاصطناعي.. هل يهدد عرش ChatGPT؟
مع مطلع عام 2025، لمع نجم نموذج الذكاء الاصطناعي Manus AI كأحد أبرز اللاعبين الرئيسيين في مجال الذكاء الاصطناعي، بعدما أحدث نقلة نوعية في سوق النماذج اللغوية الكبري LLMs داخل الصين، حيث تفوق بقدراته المتقدمة على روبوتات الدردشة التقليدية مثل ChatGPT، مقدما أداء أكثر فاعلية وتطبيقات عملية واسعة تتجاوز حدود المحادثات النصية.
ما هو Manus AI؟لفت نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني Manus AI الأنظار محليا ودوليا بعد عرضه لقدرات تشمل تصميم المواقع وتحليل البيانات المالية وتقديم نصائح عقارية بالإضافة إلى تخطيط دقيق للرحلات عبر موقعه الالكتروني على الإنترنت.
ويعد Manus AI هو وكيل ذكاء اصطناعي عام، تم تطويره بواسطة شركة Monica، يهدف إلى تحويل الأفكار إلى أفعال من خلال التخطيط والتنفيذ الذاتي للمهام.
يتميز Manus AI بقدرته على استخدام أدوات متعددة مثل البرمجة، تصفح الإنترنت، وتحليل البيانات، مما يجعله أكثر تقدما من روبوتات الدردشة التقليدية التي تقتصر على تقديم النصائح فقط.
القدرات الرئيسية لـ Manus AI- التخطيط والتنفيذ الذاتي: يستطيع Manus تحليل المهام المعقدة وتفكيكها إلى خطوات قابلة للتنفيذ، ثم تنفيذها بشكل مستقل.
- استخدام أدوات متعددة: يدمج Manus بين البرمجة، تصفح الإنترنت، وتحليل البيانات، مما يسمح له بأداء مهام متنوعة مثل تطوير البرمجيات، إعداد التقارير المالية، وتنظيم الرحلات.
- التفاعل البشري الآلي: يقدم Manus تجربة تفاعلية تشبه العمل مع زميل بشري، حيث يمكنه فهم التعليمات وتنفيذها دون الحاجة إلى إشراف مستمر.
- الخصوصية والأمان: تركز Manus على حماية بيانات المستخدم، حيث لا تقوم بتخزين المعلومات الشخصية أو سجل المهام، مما يعزز من ثقة المستخدمين في استخدامها.
الانتشار والاستخدامعلى الرغم من أن Manus لا تزال في مرحلة الوصول المحدود، إلا أن لديها قائمة انتظار تضم أكثر من مليوني مستخدم، مما يدل على الاهتمام الكبير بها.
تستخدم Manus في مجموعة متنوعة من المجالات مثل التحليل المالي، تخطيط الرحلات، تطوير المحتوى، وإدارة الموارد البشرية.
رغم إمكانياتها المتقدمة، تواجه Manus بعض الانتقادات المتعلقة بالخصوصية والأمان، خاصة فيما يتعلق بجمع البيانات الحساسة.
كما أن استخدامها في بيئات حساسة قد يثير تساؤلات حول الشفافية والمساءلة، ومع ذلك، تواصل الشركة تحسين تقنياتها وتوسيع نطاق استخداماتها لتلبية احتياجات المستخدمين.
ووصف "ريد شياو هونج"، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، وكيل الذكاء الاصطناعي Manus بأنه "أقرب إلى الإنسان" من ربوت دردشة، لأنه لا يكتفي بالإجابة بل يتفاعل مع البيئة، ويجمع الملاحظات ويعيد استخدامها لتحسين أدائه، وهو ما يمثل نقلة نوعية في الطريقة التي ينظر بها إلى الذكاء الاصطناعي.
وأوضح شياو في مقابلة حديثة أنه لم يكن مهتما بتطوير نماذج لغوية من الصفر، بل فضل التركيز على التطبيقات المباشرة، لأن هذا المجال لا يزال في بداياته مقارنة بتقنيات النماذج نفسها.
وقد تم بناء "Manus" على نماذج موجودة مسبقا مثل "Claude" من شركة Anthropic، ونسخ معدلة من نموذج Qwen التابع لمجموعة علي بابا.
وفي حين تتنافس عشرات الشركات الصينية لتطوير نماذج لغوية خاصة بها، تتبع "Butterfly Effect" طريقا مختلفا يركز على تقديم منتج تطبيقي فعال وذو قيمة مباشرة، مما لاقى دعما كبيرا في أوساط المستثمرين، حتى أن شركة "ByteDance" حاولت الاستحواذ عليها مقابل 30 مليون دولار في أوائل عام 2024، لكن العرض رفض.
ومؤخرا، أبرمت Manus شراكة مع نموذج الذكاء الاصطناعي Qwen التابع لشركة على بابا، مما يعزز من قدراتها التكنولوجية ويوسع نطاق استخدامها في السوق الصينية.
كما حصلت على دعم من الحكومة الصينية، حيث تم تسليط الضوء على إنجازاتها في وسائل الإعلام الرسمية مثل CCTV، مما يعكس التزام الصين بتطوير شركات الذكاء الاصطناعي المحلية ذات الإمكانات العالمية.