الجزيرة:
2025-02-23@22:27:41 GMT

القسام وياسين وحماس.. التاريخ يرسم المستقبل

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT

القسام وياسين وحماس.. التاريخ يرسم المستقبل

علمتنا المقاومة في غزة كيف تصبح التجارب التاريخية مصدر قوّة، تطلق القدرات الإنسانية للإبداع والتخطيط، وتجنب أسباب الفشل والهزائم، وتحقيق الانتصارات.

والشعب الفلسطيني يمتلك تراثًا في مقاومة الاحتلال منذ عام 1919، أنتجه الكثير من القادة الذين أضافوا لكفاح هذا الشعب أفكارًا شكلت في مجموعها رؤية للمستقبل، ولا تزال تضيء للأجيال طريق تحرير فلسطين.

وليس أدلّ على الدور الذي يمكن أن يلعبه الاهتمام بالتراث في تعبيد الطريق نحو مستقبل حرّ، إلا حفاوة حركة حماس بقيادات ذلك النضال الذين سبقوها على هذا الطريق، منذ أكثر من مائة عام، ولنتوقف تحديدًا عند علاقتها بالقائدين: عز الدين القسام، وأحمد ياسين.

ملهم البدايات

أما الشيخ عز الدين القسام، فكان من أهم القيادات التي أثرت في تشكيل رؤية المقاومة الفلسطينية، وعندما أطلقت حركة "حماس" اسمه على كتائبها المقاتلة، لم يكن ذلك مجرّدَ بادرة وفاء له، وتخليدًا لتجربته في الصمود والمقاومة، ولكنها كانت رسالة من أهم دلالاتها أن هذه الكتائب تشكل امتدادًا لمسيرة راسخة، وأنها صاحبة تاريخ، وأن رحلة النضال لم تنكسر تحت وطأة الإجرام الوحشي، فالمشعل لا يزال مرفوعًا، وتجارب التاريخ تضيف إلى رصيد الخبرة، ووضوح الرؤية.

هناك رسالة إضافية كذلك، وهي أن النضال لا يرتبط بحياة قائد، فكلما مات قائد، وُلد آخر، كما تقول؛ إن سقوط الجسد ليس موتًا، فها هو الشيخ القسام حيًا بعد قرن من الزمان، وشباب حماس ومتحدثوها يحرصون على افتتاح كلامهم واختتامه بعبارته الأثيرة: "وإنه لجهاد، نصر أو استشهاد".

ثم إنها رسالة أيضًا تقول؛ إن قادة المقاومة كجنودها، حياتهم ليست أغلى من غيرهم، وهم يذوقون الشهادة في سبيل القضية كما يذوقها الجميع.

معظم الأفكار التي قدّمها الشيخ القسام في بدايات القرن الماضي، وقبل عقود من قيام دولة الكيان الصهيوني، لا تزال أساس رؤية المقاومة وكل قادتها.. لا تموت الأفكار بالرصاص، بل تحيا. والمقاومة قضية عادلة وقضية رابحة لا تحتاج إلا إلى إيمان وعمل وصبر.

دفع الشيخ القسام روحه في سبيل قضيته، وتدفع حماس وقادتها اليوم، ولكن تبقى المسيرة مستمرة.

بين الشيخ والصاروخ

أما الشيخ القعيد أحمد ياسين – وقد مات قبل عقدين من الزمان بصاروخ إسرائيلي على كرسيه المتحرك – فلا يزال ينهمر على رؤوس الإسرائيليين في صورة قذائف تحمل اسمه، وينفجر في آلياتها المدرعة في شكل ألغام لا يقف أمامها أحد.. فهل قتلته إسرائيل حقًا عندما اغتالته؟

الشيخ أحمد ياسين هو من أسس حركة حماس، وقد كان وقتها – كما نعلم – شيخًا قعيدًا، ولكنه مع ذلك بثّ روحًا في شباب فلسطين لا تزال تهدر حتى اليوم كشلال غاضب. واحتفاء حماس باسمه ليس أيضًا مجرد بادرة تقدير ووفاء لمؤسسها ولنضاله، بل هي رسالة داخلية لشبابها: أن المقاومة لا ينبغي أن تتوقف حتى تلفظ آخر أنفاسك، فلا عذر في القعود وإن كنت قعيدًا، وهي رسالة أيضًا: أن القضية الفلسطينية متواصلة يتسلمها جيل ويسلمها لآخر، ولن تنتهي بنهاية أحد.

المعنى الأخير هو رسالة لإسرائيل أيضًا. رسالة تقول لها؛ إن القتل الوحشي لن ينقذها، وإن أصحاب الحق لا يزدادون إلا إصرارًا، وإن كل فلسطين بكل أبنائِها حتى المقعدين منهم لا يزالون قادرين على النضال والمقاومة وإثارة رعب ذلك الكيان.

وهناك رسالة لإسرائيل تقول؛ إن المقاومة تعلمت كيف تصنع كيانًا مؤسسيًا، يحترم القادة وعطاءهم، لكنه لا ينهار إن سقط جسد القائد.

ثم هناك رسالة لهم تقول؛ إن النصر في المعارك لا تحكمه قوة السلاح وحدها، فقوة الإيمان، وقوة الإصرار، وقوة العقل الذي يبحث دائمًا عن طريق لتحقيق الأهداف يمكنها أن تقلب الموازين. لقد كان الشيخ أحمد ياسين قعيدًا، ولكنه ترك أثرًا، وكذلك كانت حماس محاصرة، ضعيفة التسليح والخبرات، لكنها بما تملكه من إيمان بعدالة القضية، وعقل يبتكر، استطاعت أن تحقق ما لم تحققه الجيوش العربية مجتمعة، وكانت ولا تزال قلعة حصينة في وجه أعتى القوى العالمية.

من أهم إنجازات الشيخ أحمد ياسين، إعداده لقادة المقاومة. لقد عمل على تربيتهم لسنوات، وغرس أفكار الحرية في عقولهم، فأثمر الغرس في قلوبهم حتى وهم أسرى، ونحن نرى اليوم كيف أن يحيى السنوار، وهو أحدُ ثمار الشيخ وأبنائه، خرج من أسره ليقود مسيرة الحرية ويحمل مشعلها. وهو الذي كان تحدى سجّانه قبل سنوات مؤكدًا أن النصر للمقاومة، وأن فلسطين ستتحرر.

هل يمكن أن يفسر ذلك رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد صفقة تبادل أسرى مع حماس؟

هل يخشى أن يخرج من السجون ألف سنوار جديد؟

لم يتعلم نتنياهو درس التاريخ، وهو يظن واهمًا أن هدفه المعلن بالقضاء على قادة حماس، سيقضي على المقاومة. هل نجح هذا أمسِ لينجح اليوم؟!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات أحمد یاسین لا تزال

إقرأ أيضاً:

عاجل. نتنياهو: الجثة التي أُعيدت تعود لامرأة من غزة

نتنياهو: الجثة التي أُعيدت تعود لامرأة من غزة

اعلان

نتنياهو: الجثة التي أُعيدت تعود لامرأة من غزة

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في تطور مفاجئ: إسرائيل تتحدث عن "جثة مجهولة" ضمن صفقة تبادل مع حماس! نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟ نتنياهو يتحدث للإسرائيليين عن "يوم صادم" تسلم فيه حماس أربع رهائن غزةأسرىبنيامين نتنياهواعلاناخترنا لكيعرض الآنNext تصعيد دموي في السودان: أكثر من 200 قتيل في هجوم لقوات الدعم السريع خلال ثلاثة أيام يعرض الآنNext فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة" يعرض الآنNext ساحل العاج تستعيد السيطرة على آخر القواعد الفرنسية في البلاد يعرض الآنNext مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا: "نحن في مرحلة وقف النزيف" بعد انسحاب واشنطن يعرض الآنNext قلق أوروبي من المحادثات الأمريكية-الروسية في الرياض.. ما أسبابه؟ اعلانالاكثر قراءة تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية عاجل. مقتل امرأتين بعملية طعن في جمهورية التشيك نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟ حب وجنس في فيلم" لوف" شاهد.. دونالد ترامب يحاول مجددا الإمساك بيد زوجته ولكنها ترفض اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبحركة حماسإسرائيلغزةأسرىالاتحاد الأوروبيفرنساقطاع غزةواشنطنفن معاصرقتلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعلن تأجيل موعد الإفراج من الأسرى الفلسطينيين وحماس ترد
  • آية قرآنية .. سر رسالة حماس خلال تسليم الأسرى في رفح | شاهد
  • رسائل حماس في تسليم الدفعة السابعة.. انتشار وسيطرة وتنظيم
  • حماس تسلم 6 أسرى صهاينة للصليب الأحمر في قطاع غزة
  • تسليم جديد في غزة.. وحماس تؤكد إعلانها حول الأسرى.. هل تبدأ المرحلة الثانية؟
  • حماس: جاهزون للانتقال إلى المرحلة الثانية والإسرائيليون أمام خيارين
  • رسالة دكتوراه تناقش الزمن بين التاريخ والمتخيّل في الملهاة الفلسطينيّة
  • جثة مجهولة تشعل أزمة بين حماس والاحتلال..نتنياهو يتوعد وحماس ترد
  • نتنياهو: سنتحرك لاستعادة جثمان شيري بيباس.. وحماس ستدفع ثمن خرق الاتفاق
  • عاجل. نتنياهو: الجثة التي أُعيدت تعود لامرأة من غزة