مؤرخ أميركي: التاريخ الأسود لاستخدام القوة المسلحة ضد الطلاب المحتجين بأميركا
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالا للمؤرخ براين فانديمارك استدعى فيه استخدام السلطات الأميركية القوة المسلحة قبل عقود، ليوضح الكيفية المثلى للتعامل مع الاحتجاجات الطلابية الحالية في الجامعات الأميركية المناهضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
واستهل الكاتب مقاله بتناول الاقتراح الذي قدمه 3 من أعضاء الكونغرس -من بينهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون- بضرورة الاستعانة بالحرس الوطني لإخماد الاحتجاجات في الجامعات بجميع أنحاء البلاد.
وقال فانديمارك إن مثل هذه الدعوات تثير ذكريات مأساة وقعت قبل 54 عاما في جامعة كينت شمال شرقي ولاية أوهايو، التي خرج طلابها في الأول من مايو/أيار 1970 في احتجاجات صاخبة ضد حرب فيتنام.
استدعاء الجنود عام 1970ولإخماد تلك الاحتجاجات، اتصل ليروي ساتروم عمدة مدينة كينت في اليوم التالي من التظاهرات بمكتب حاكم الولاية جيم رودس يلتمس منه المساعدة. وبعد وقت قصير، وصل إلى الحرم الجامعي رتل من ناقلات الجنود المدرعة وسيارات الجيب والشاحنات يحمل عدة مئات من رجال الحرس الوطني.
ولما كان رودس يقدم نفسه كمرشح عن الحزب الجمهوري لمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي في انتخابات تمهيدية بعد 48 ساعة فقط، وكانت استطلاعات الرأي تشير إلى احتمال خسارته التصويت، لجأ إلى استخدام القوة المفرطة لإنهاء الاحتجاجات الطلابية في الحرم الجامعي بجميع أنحاء الولاية.
وفي يوم الاثنين 4 مايو/أيار من ذلك العام، تجمع حوالي 3 آلاف طالب في حرم الجامعة للمشاركة في مسيرة مناهضة للحرب كانت مقررة مسبقا. وقرر قائد قوات الحرس الوطني في مكان الحادث، روبرت كانتربري، تفريق المتظاهرين.
وبحسب مقال "واشنطن بوست"، فقد فشل كانتربري "المتهور" في تحذير المتظاهرين وفق التعليمات الواردة في لوائح الحرس الوطني بشأن كيفية السيطرة على الحشود.
استدعاء الجنود أثار الغضب
وأثار وجود قوة مسلحة حفيظة الطلاب، حيث كان جنودها مدججين ببنادق يمكن أن تقتل من مسافة ألف ياردة، بل يمكنها اختراق خوذة مصنوعة من الحديد الصلب من على بُعد 200 ياردة وإحداث إصابة مباشرة في رأس الشخص المستهدف.
والحالة هذه، أطلق الجنود وابلا من الرصاص فأردوا 4 طلاب قتلى و9 آخرين جرحى، أُصيب أحدهم بالشلل مدى الحياة.
وعزا فانديمارك وقوع تلك المأساة في ذلك العام، والتي يرى أنه كان يمكن تفاديها، إلى سعي رودس لكسب أصوات الناخبين، مضيفا أن تلك الحادثة تقدم درسا عمليا لمسؤولين مثل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (جمهوري من ولاية كنتاكي) وحاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت، وكلاهما دعيا إلى استخدام القوة لقمع الاحتجاجات الطلابية الحالية المناهضة للحرب على غزة.
استبعاد العنفوأشار المقال إلى أنه كلما كانت هناك احتجاجات معادية للسامية، فإنها تتضمن تعبيرات "مستهجنة تنم عن تعصب وكراهية"، إلا أنها، مع ذلك، لم تجنح إلى العنف ولا ينبغي -من ثم- أن يُرد عليها بالعنف.
وخلص فانديمارك -وهو مؤلف كتاب سيصدر في أغسطس/آب المقبل تحت عنوان "جامعة كينت: مأساة أميركية"- إلى أن المسؤولين في الجامعات، وليس سلطات الدولة والقوات المسلحة"، يملكون من المعرفة والبصيرة المناسبة ما يجعلهم قادرين على التعامل مع أشكال التعبير المعارضة التي يحميها الدستور.
وختم بالقول إن الدرس المستفاد من احتجاجات طلاب جامعة كينت ضد حرب فيتنام في عام 1970 هو أن مهمة مديري الجامعات والكليات يجب أن يكون هدفها ضمان سلامة جميع الطلاب مع تعزيز المشاركة المدنية وليس فرض وجهات نظرهم العاطفية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
الإعلام الإسرائيلي يرصد اتساع دائرة المحتجين على استمرار حرب غزة
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية اتساع دائرة المحتجين على استمرار الحرب في قطاع غزة، وسط تصاعد الأصوات داخل الأوساط العسكرية والأمنية السابقة التي تطالب بوقف العمليات وتحرير الأسرى الإسرائيليين، وتوجه اتهامات مباشرة للحكومة بتعمد عرقلة أي اتفاقات لإنهاء الحرب.
وبحسب قناة 13 الإسرائيلية، فإن الاحتجاجات داخل صفوف قوات الاحتياط آخذة في التوسع، لا سيما بعد عزل الطيارين الموقعين على عريضة تطالب بإنهاء الحرب، وقد انضمت مجموعات جديدة من جنود الاحتياط إلى الحراك المتنامي، وأعلنت تضامنها مع الطيارين المفصولين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تقرير في غارديان: غزة قلبي ينفطر لرؤيتك في حالتك هذهlist 2 of 2موقع إيطالي: رسائل ترامب لأردوغان تعزز دور أنقرة إقليميا وعالمياend of listوقال مراسل الشؤون العسكرية بالقناة أور هيلر، إن العرائض الجديدة التي يتم التوقيع عليها تُكرر المطالبة ذاتها، وهي أولوية استعادة المخطوفين الـ59 من غزة، حتى وإن استدعى ذلك وقف الحرب مؤقتا، على أن يُستأنف القتال لاحقا إن اقتضت الضرورة.
من جهتها، ذكرت القناة 12 أن 3700 شخص وقعوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط على عريضة تطالب بوقف الحرب، وتشير التقديرات إلى أن العدد الإجمالي للموقعين بلغ الآلاف من الجنود السابقين من مختلف الوحدات.
وبحسب القناة، شملت قائمة الموقعين 1600 من جنود المظليين وسلاح البر، و1500 من سلاح المدرعات، ونحو 200 طبيب وطبيبة من الاحتياط، وأكثر من 250 من المتقاعدين في جهاز الموساد بينهم 3 رؤساء سابقون للجهاز، إضافة إلى عناصر من البحرية ووحدة 8200 وبرنامج "تلبيوت".
إعلانوفي المقابل، هاجم وزير الأمن القومي من حزب "قوة يهودية"، عميحاي إلياهو، هذه الاحتجاجات، وقال "لن نضحي بالمستقبل من أجل الحاضر بسلوك طائش كما فعلوا في اتفاقيات أوسلو"، واتهم المحتجين بانعدام الرؤية.
رسالة العريضةلكن حاييم تومر، وهو أحد المسؤولين السابقين في الموساد والموقعين على العريضة، شدد على أن هدف العرائض هو إرسال رسالة للرأي العام مفادها أن الحكومة لا تبذل جهدا كافيا لاستعادة الأسرى من غزة، وأعرب عن رفضه للتكهنات بشأن تداعيات الإفراج عنهم.
ورأى الدكتور نسيم كاتس المختص بالإعلام والسياسات الحزبية، أن استطلاعات الرأي تعكس "إجماعا شبه تام" بين الإسرائيليين على أن تحرير الأسرى يجب أن يكون أولوية تتفوق على استمرار الحرب.
ونقلت القناة 13 وقفة لأهالي الأسرى الإسرائيليين أمام منزل وزير الشؤون الإستراتيجية رئيس الوفد المفاوض بشأن الأسرى رون ديرمر، هاجمته فيه عيناف تسنغاوكر والدة أحد الأسرى قائلة: "ما الذي تفعله؟ لقد فككت طاقم المفاوضات وتماطل.. عليك العار!"، متهمة الحكومة بالإهمال المتعمد.
وبدوره، انتقد والدا الجندي الأسير عيدان ألكسندر الحكومة قائليْن: "بعد أكثر من 555 يوما، لا يزال قادة الدولة يحتفلون بعيد الفصح فيما ابننا لا يزال محتجزا في غزة"، واعتبرا أن الحكومة فقدت بوصلتها الأخلاقية.
أما مراسل الشؤون السياسية بالقناة 12 يارون أبراهام، فأشار إلى وجود قناعة لدى المستويين السياسي والعسكري بأن مواصلة الضغط العسكري والحصار قد يجبران حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على التراجع، لكنه أوضح أن هذا التقدير لا يحظى بإجماع داخل الدوائر المهنية.
وفي السياق ذاته، قال خبير الأمن القومي كوبي مروم إن ظهور الأسير الإسرائيلي (عيدان ألكسندر) في فيديو جديد "يؤكد استمرار إهمال الحكومة لهذا الملف"، موضحا أن السلطات سبق أن اتخذت قرارا شجاعا بشأن الصفقة ثم تراجعت عنه.
إعلانمن جهتها، نقلت قناة "آي 24" عن الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك عامي أيالون تأكيده أن الحكومة الإسرائيلية هي من انتهكت الاتفاق الذي كان من شأنه أن يفضي إلى استعادة الأسرى، مضيفا أن "بنيامين نتنياهو قرر أن الاتفاق سيئ فتم التخلي عنه، وهذه الحرب لن تنتهي ولن يعود الأسرى إن واصلنا هذا النهج".