د. الشيماء المشد تكتب: التسويق في العالم العربي.. تحولات وآفاق في عصر الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تشهد الثورة التكنولوجية في العالم تحولات جذرية في مجال التسويق، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي محوراً رئيسياً في استراتيجيات العلامات التجارية. في هذه المقالة، سنلقي نظرة عميقة على كيفية تطور التسويق في العالم العربي في عصر الذكاء الاصطناعي وما يمكن توقعه للمستقبل.
بدايةً في ظل التقدم التكنولوجي ومن خلال استخدام التحليلات الضخمة وتعلم الآلة، يمكن للشركات في العالم العربي فهم أفضل لاحتياجات عملائها وتوجيه استراتيجياتها التسويقية بشكل أكثر دقة وفعالية.
تبرز أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة العملاء وتسهيل التفاعل مع العلامات التجارية في العالم العربي، من خلال الأمثلة المتنوعة، مثل استخدام روبوتات الدردشة وتحليل المشاعر. يمكن للشركات تقديم دعم فعّال للعملاء وفهم احتياجاتهم بشكل أفضل، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة الحملات الإعلانية بشكل أكثر فاعلية ودقة. وستتكامل التقنيات مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي والواقع المختلط لخلق تجارب مذهلة ومفعمة بالتفاعل للعملاء. وسيتم التركيز بشكل متزايد على استراتيجيات التسويق بالتجربة، حيث يتم تشجيع العملاء على تجربة المنتجات والخدمات قبل الشراء من خلال تجارب تفاعلية افتراضية.
وعلى الرغم من الفرص الواعدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في التسويق، إلا أنه يترتب عليه تحديات مثل قضايا الخصوصية والأمن. ومع ذلك، يمكن للشركات العربية الاستفادة من التكنولوجيا الذكية لتوسيع نطاق عملها وتحقيق تفاعل أفضل مع الجمهور وزيادة كفاءة الحملات التسويقية. فمع الاستثمار المستمر في التكنولوجيا وتطور البنية التحتية الرقمية، يمكن أن يتحقق المزيد من التقدم والنجاح في المستقبل.
في الختام: تؤكد التحولات الجارية في مجال التسويق في العالم العربي على أهمية التكنولوجيا ودور الذكاء الاصطناعي في تعزيز فعالية الحملات التسويقية وتحقيق التواصل الأمثل مع العملاء. ومن خلال الابتكار والتطور المستمر، يمكن للشركات العربية تحقيق المزيد من النجاح والاستدامة في سوق يتسم بالتنافسية والتغير المستمر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی العالم العربی یمکن للشرکات من خلال
إقرأ أيضاً:
لماذا كتبتُ بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي لكتابي؟
«من أين تجد الوقت؟» - لسنوات طويلة، عندما كنتُ أُعلن لأصدقائي عن صدور كتاب جديد لي، كنتُ أستقبل هذا السؤال كوسام فخر.
خلال الأشهر الماضية، أثناء الترويج لكتابي الجديد عن الذكاء الاصطناعي «إلهيّ الملامح* (God-Like)، حاولتُ ألّا أسمع في الكلمات ذاتها نبرة اتهام خفيّة: «من أين تجد الوقت؟» -أي أنّك لا بدّ استعنتَ بـ ChatGPT، أليس كذلك؟
الواقع أنّ مقاومة المساعدة من الذكاء الاصطناعي أصبحت أصعب فأصعب. مُعالج الكلمات الذي أستخدمه صار يعرض عليّ صياغة الفقرة التالية، أو تنقيح التي سبقتها.
عملي في مؤسسة بحثيّة تستكشف آثار الذكاء الاصطناعي في سوق العمل البريطاني يجعلني أقرأ يوميا عن تبعات هذه الثورة التقنيّة على كل مهنة تقريبا. وفي الصناعات الإبداعيّة، يَظهر الأثر بالفعل بصورة هائلة.
لهذا السبب، وبعد أن انتهيتُ من الكتاب، أدركتُ أنّ أصدقائي كانوا مُحقّين: يجب أن أواجه السؤال الحتمي مباشرة وأُقدّم إفصاحا كاملا. احتجتُ إلى «بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي» يُطبع في صدر كتابي.
بحثتُ في الإنترنت متوقعا أن أجد نموذجا جاهزا؛ فلم أجد شيئا. فكان عليّ أن أضع قالبا بنفسي. قرّرتُ أن يشمل الإفصاح أربع نقاط رئيسيّة:
1- هل وُلد أي نصّ باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
2- هل جرى تحسين أي نصّ عبر الذكاء الاصطناعي؟ - مثل اقتراحات «غرامرلي» لإعادة ترتيب الجمل.
3- هل اقترح الذكاء الاصطناعي أي نص؟ ـ على غرار طلب مخطَّط من ChatGPT أو استكمال فقرة استنادا إلى ما سبق.
4- هل صُحِّح النصّ بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ وإذا كان كذلك، فهل قُبلت الاقتراحات اللغوية أم رُفضت بعد مراجعة بشرية؟
بالنسبة لكتابي، جاءت الإجابات: 1) لا، 2) لا، 3) لا، 4) نعم – مع اتخاذ قرارات يدوية بشأن ما أقبله أو أرفضه من تصحيحات إملائية ونحويّة. أعترف بأنّ هذا النموذج ليس كاملا، لكنّي أقدّمه أساسا يمكن تطويره، على غرار رخصة «كرييتف كومونز» في عالم الحقوق الرقمية.
أردتُ أن أضمّنه لتعزيز نقاش صريح حول الأدوات التي يستخدمها الناس، لا سيّما أنّ الأبحاث تبيّن أنّ كثيرا من استعمالات الذكاء الاصطناعي تتمّ خِفية. ومع تصاعد ضغط العمل، يخشى البعض إبلاغ رؤسائهم أو زملائهم أنّهم يعتمدون أدوات تُسرِّع بعض المهام وتمنحهم فسحة للتنفّس.. وربّما وقتا للإبداع. فإذا كان ما يدّعيه إيلون ماسك صحيحًا ـ بأنّ الذكاء الاصطناعي سيُحلّ «مشكلة العمل» ويُحرّرنا لنزدهر ونبدع ـ فنحن بحاجة إلى الشفافية منذ الآن.
لكن، بصفتي كاتبا يعتزّ بمهنته، أردتُ كذلك بيان الشفافية بسبب لقاء ترك في نفسي قلقا عميقا. اجتمعتُ مع شخص يعمل لدى جهة تنظّم ورشا وملتقيات للكتابة، وسألتُه: كيف تفكّرون في التعامل مع شبح الكتابة التوليدية؟ فأجاب: «أوه، لا نرى أنّ علينا القلق من ذلك».
وأنا أعتقد أنّنا بحاجة ماسّة للقلق. إلى أن نمتلك آلية حقيقية لاختبار أصل النص ـ وهو أمر بالغ الصعوبة ـ نحتاج على الأقل وسيلة تُمكّن الكتّاب من بناء الثقة في أعمالهم بالإفصاح عن الأدوات التي استخدموها.
ولكي أكون واضحا: هذه الأدوات مدهشة ويمكن أن تُصبح شرارة شراكة إبداعيّة. ففي أغسطس 2021 نشرت فاوهيـني فـارا مقالة في مجلة The Believer كتبتها بمساعدة نسخة مبكرة من ChatGPT، فجاءت قطعة عميقة ومبتكرة عن وفاة شقيقتها. بيان الشفافية الخاص بها سيختلف عن بياني، لكن ذلك لا ينتقص من عملها، بل يفتح أفقا لإمكانات خَلّاقة جديدة.
عندما نستثمر وقتا في قراءة كتاب، فإنّنا ندخل علاقة ثقة مع الكاتب. والحقيقة أنّ قلّة من أصحاب شركات التقنية تلاعبوا بفعل بروميثيوس ومنحوا هدية اللغة للآلات مجانًا، وهو ما قوّض تلك الثقة التاريخيّة. لا أشك أنّ ذكاء اصطناعيا سيؤلّف عمّا قريب كتابًا «رائعًا» – لكن هل سيهتمّ أحد؟ سيكون التصفيق فاتِرًا. سيُشبه ألماسة مختبرية بلا شوائب: حيلة مُتقنة، نعم، لكنها ليست فنا.
في هذا الواقع الجديد، يقع على عاتق الكُتّاب أن يُثَبّتوا ثقة القارئ في «أصالة جواهرهم» عبر الشفافية حيال الكيفيّة التي نُقّبت بها تلك الجواهر. تجاهُل السؤال بدعوى أنّ الكتابة حِرفة نبيلة لا تستدعي إجراءات ثقة هو، برأيي، سذاجة خالصة.
كما أشرح في كتابي، فإنّ الذكاء الاصطناعي ـ شأنه شأن القنبلة الذرية ـ ابتكار بشري فائق القوّة، لا خيار لنا إلا تعلّم التعايش معه. أن نكون صريحين بما في ترسانتنا خطوة صغيرة لتجنّب سباق تسلّح أدبيّ لا يجرّ إلا إلى الارتياب والانقسام.
كيستر بروين كاتب ورئيس قسم الاتصالات في معهد مستقبل العمل.
عن الجارديان البريطانية
تم ترجمة النص باستخدام الذكاء الاصطناعي