صدى البلد:
2025-03-15@02:40:05 GMT

أحمد نجم يكتب: مستقبل حماس في غزة

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT

البيان الذي صدر عن مجموعة الـ18 بزعامة أمريكا في البيت الأبيض ويطالب بضرورة الإفراج الفوري عن المحتجزين الإسرائيليين لدي حركة المقاومة الفلسطينية حماس حمل فخأ سياسيا لها، إذ يطالبها بالإفراج الفوري دون قيد أو شرط عن المحتجزين مع عدم الإشارة إلي المقابل الذي تناله حماس سواء إيقاف دائم لإطلاق النيران أو الإفراج عن الأسري الفلسطينيين لدي جيش الاحتلال.

وجاء الرد الحاسم من قادة حماس برفض البيان لما يحمل من تهديد  و إجحاف وعدم الأخذ في الإعتبار المطالب الفلسطينية و اهمها إيقاف دائم لإطلاق النار في القطاع و خروج قوات جيش الإحتلال وعودة النازحين . وأبدت حماس مرونة في مستقبلها السياسي علي الساحة حيث أكدت انه في حالة إيقاف إطلاق دائم للنار وخروج جيش الإحتلال من قطاع غزة وعودة النازحين يمكن أن تترك السلطة في غزة لمنظمة فتح و أن تتحول إلي حزب سياسي بلا جناح عسكري شريطة تدعيم قيام الدولة الفلسطينية .

تكاد تكون تلك النقطة هي علامة فارقة في تاريخ حركة حماس النضالي وإبداء مرونة في ترك السلطة في القطاع لمنظمة فتح بالإضافة لإمكانية ترك سلاحها وإقامة الدولة الفلسطينية علي حدود 1967. لكن البيان الذي صدر عن البيت الابيض لم يشر لوقت ومدة إيقاف إطلاق النار وكذلك الإفراج عن الأسري الفلسطينيين لدي جيش الإحتلال إذ جاءت الصياغة خالية من آي بارقة أمل  للفلسطينيين ..

أمريكا تسير في درب الخداع و الضغط علي حماس دون أن تحدد إمكانية الإفراج عن الأسري الفلسطينيين من سجون الإحتلال .كما أن المطالبة بتشكيل وفد دولي يزور المحتجزين الإسرائيليين لدي حماس يحمل بين سطور القرار خبث سياسي وأمني إذ من ورائه سيتمكن جيش الإحتلال من تحديد أماكنهم ومن ثم تحريرهم فورا  لانه بالطبع سيكون من بين الوفد عملاء للموساد يحملون أجهزة حديثة لتحديد الأماكن .

بايدن يتلاعب بالألفاظ و يغازل اللوبي العربي في أمريكا حرصا علي مساندتهم له في الانتخابات الامريكية القادمة أمام ترامب غير أنه يواجه خطرأ حقيقيا من الحركة الطلابية في بعض الجامعات الأمريكية التي أعلنت رفضها للعدوان علي غزة و طالبت بإيقاف تمويل إسرائيل بالسلاح الموجه للمدنيين في فلسطين واعتصم الطلاب في حرم الجامعة رافضين سياسة بايدن تجاه غزة  .

مافعله طلاب بعض الجامعات الأمريكية فضح السياسة الأمريكية التي تدعم علي أرض الواقع تصفية القضية الفلسطينية حين تفتح مخازن السلاح إلي إسرائيل التي تستهدف كل من هو علي أرض غزة و تستخدم أعمال إبادة جماعية للسكان المدنيين خاصة النساء و الأطفال للقضاء علي جيل قادم لن يرضي بالإحتلال تحت بصر ورؤية وتدعيم أمريكي .

يخطئ من يظن أن هناك احتلالا دام  أو دائم ، فستظل روح المقاومة تمتد من جيل إلي جيل لنيل الإستقلال . وكان يجب علي أمريكا التي يتوهم الكثير أنها تسعي للحل و ترفض قتل المدنيين أن لا تمد جيش الإحتلال بمزيد من الأسلحة التي دمرت البنية البشرية و التحتية لقطاع غزة .وتمنع امريكا آية محاولات للضغط علي إسرائيل او مطالبتها بإيقاف. 
إطلاق النيران  ..

حماس قدمت تسهيلات كان يجب علي المجتمع الدولي إستغلالها في نجاح مفاوضات الهدنة سواء التي أجريت برعاية قطرية  أو مصرية غير أن ألصهيوأمريكية لا ترغب في إنهاء الحرب .

و برغم قرار مجلس الأمن الدولي الذي طالب بإيقاف الحرب في القطاع إلا أن الإحتلال لم يستجيب للقرار وهو ما يدلل علي عجز المجتمع الدولي علي التصدي للغطرسة الصهيوامريكية ولا عزاء علي فقدان الآعتراف بالقوانيين الدولية  ..

نتنياهو يتوهم أنه يمكنه القضاء علي حركة المقاومة حماس بمزيد من أعمال القتل و الإبادة للمدنيين وإعلانه عن اجتياح رفح و هو الأمر الذي إن حدث فسيكون عنصر دمار لقوي فلسطينية كثيرة سواء من المقاومة أو المدنيين.

ويظن نتنياهو أنه يمكنه القضاء علي حماس في رفح ولذلك قرر إخراج قوات لواء ناحال و الفرقة 162 من قطاع غزة و إعطاء تعليمات التأهب للقيام بمهام قتالية في رفح قريبا ، علي ان تحل محلها في قطاع غزة قوات من الإحتياط لفرض السيطرة الأمنية ومراقبة الأوضاع .

في إعتقادي أن نتنياهو سوف ينفذ مزيد من الجرائم في رفح لتغطية دعوات إسرائيلية داخلية بإقالته ومحاكمته . هو يريد إستمرار إرتكاب المجازر لتصفية القضية الفلسطينية وإستمراره هو شخصيا في السلطة و أيضا لتحقيق الحلم الذي لم يحققه حتي الأن بالقضاء علي حماس . و يمارس مزيد من قتل الامهات و الأطفال وهما اساس في بناء آي دولة .

قد يتم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيلين لدي حماس لكن لن يتم القضاء علي حركة مقاومة أبدا حتي لو تم إجتياح رفح .  

و تثق إسرائيل في اهمية الدور المصري علي الصعيد التفاوضي و جاءت زيارة رونين بار رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي و رئيس الأركان هرتسي هليفي لمصر و هو اللقاء الذي تم بحضور اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات  المصرية و اللواء أسامة عسكر رئيس الأركان .

قدمت مصر مبادرة هامة علي الصعيد التفاوضي اهم بنودها تجميد إجتياح رفح وهدنة طويلة تمهد لإيقاف إطلاق النار و مواصلة جهود الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين وفي المقابل الإفراج عن أسري فلسطينيين في السجون الإسرائيلية . وقد أعطت إسرائيل الضوء الأخضر للمفاوض المصري بالإستمرار في مفاوضات الإفراج عن المحتجزين ..

حالة التأهب القصوي فرضتها الأحداث علي مصر لتظل دائما في حالة إستعداد دائم للوقوف بجانب القضية الفلسطينية . واستعدت محافظات الحدود بمستشفياتها  للمساندة وقتما تتطلبها الأحداث . غير أننا نامل ان تأتي القوة الإلهية لتعيق قرار نتنياهو بإجتياح رفح الذي لو حدث سوف يسبب كوارث إنسانية أكثر وأكثر للفلسطينيين الذين نزحوا إلي تلك المنطقة بإعتبارها ملاذ أمن و أمان لهم وسوف تتراجع حماس عن قرارها بالتخلي عن السلطة وتزداد شراسة في العمل العسكري ..
الدور المصري هذه الأيام قادر إن شاء الله على التوصل إلى اتفاق بين الطرفين  .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عن المحتجزین جیش الإحتلال الإفراج عن

إقرأ أيضاً:

من واشنطن يبحث مستقبل مفاوضات الولايات المتحدة المباشرة مع حماس

ووفقا للبرنامج، فإن هذه المفاوضات التي جرت بأمر مباشر من ترامب، قد تكون نوعا من الميكافيلية السياسية، رغم أن إسرائيل أبدت استياءها منها.

وبحث البرنامج ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل هذه المفاوضات رغم الرفض الإسرائيلي، أم أنها ستتراجع عنها إرضاء لتل أبيب.

وهذه المفاوضات ليست الأولى التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة تصنفها "إرهابية"، فقد كسرت مبدأ سابقا بعدم تفاوض واشنطن مع من يبتزها.

فقد سبق أن تفاوضت مع حركة "أيلول الأسود" عندما احتجزت عددا من الرهائن الأميركيين بمن فيهم السفير الأمير ونائب رئيس البعثة الدبلوماسية بالخرطوم عام 1973.

وقد طلبت الحركة آنذاك الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في عدد من الدول بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن الرئيس ريتشارد نيكسون أعلن آنذاك أن واشنطن لا تتفاوض مع من يبتزها، وبعدها بساعات قتل الدبلوماسيان الأميركيان اللذان كانا محتجزين لدى الحركة.

لسنا وكيلا لإسرائيل

ووفقا للمبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر، فقد تناولت المباحثات مع حماس الإفراج عن الأسير الأميركي الحي آلي ألكسندر وأربعة آخرين موتى.

وشملت النقاشات أيضا ما يمكن التوصل إليه في نهاية المطاف، كما قال بولر إن حماس أبدت استعدادا لهدنة طويلة الأمد تضمن نزع سلاحها وعدم تعريض إسرائيل للخطر وإعادة إعمار القطاع.

إعلان

لكن تل أبيب لم تخف انزعاجها من هذه المفاوضات التي جرت بعيدا عنها، وقد كتب رئيس معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكي مقالا قال فيه إن الضغط على حماس واستمرار الردع الأميركي يتطلبان تنسيقا أميركا مع إسرائيل في المفاوضات والمواقف.

ولم تقف إسرائيل صامتة إزاء هذه المفاوضات، فقد شنت حملة انتقادات واسعة لبولر الذي أكد مرارا اهتمامه بمصير الأسرى الإسرائيليين. لكن المبعوث الأميركي خالف المعتاد أيضا ورد بقوة على هذه الانتقادات قائلا إن الولايات المتحدة ليست وكيلا لتل أبيب وإن لديها معايير محددة تلتزم بها.

المحامي والمؤرخ جيمس روبينوت قال إن ما حصل مؤخرا يشير إلى أن ترامب يواصل الإدارة من خلال الفوضى من أجل الوصول لأمر ما، مشيرا إلى أن الشارع الأميركي "لا يقبل التفاوض مع الإرهابيين لكن هذه الأمور تجري خلف الأبواب المغلقة حتى لو صرح الرئيس بعكس ذلك".

أما الكاتب ومستطلع الرأي جون زغبي فقال إن غالبية العالم العربي لا تعتبر حماس إرهابية، وترى أنها ممثل شرعي لغزة، في حين أن الولايات المتحدة وآخرين لا يرونها كذلك، وهذا أمر يؤثر في تقييم هذه المفاوضات.

لذلك، فإن الحكم على مواقف المواطنين الأميركيين والإسرائيليين أيضا من هذه المفاوضات يبدو معقدا لأن هناك من سئم الحرب ويرى أن على ترامب فعل ما من شأنه وقفها أيا كان. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة سبق لها التفاوض مع حركة طالبان الأفغانية التي كانت تصنفها إرهابية أيضا.

ترامب لن يتخلى عن إسرائيل

أما السفير جيمس جيفري -المبعوث الأميركي السابق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية– فقال إن الرؤساء الأميركيين بخلاء ولا يتشاركون القرارات التي يتخذونها بشأن بعض الدول كما هي الحال مع أوكرانيا حاليا.

ويرى جيفري أن ترامب يحاول توسيع اتفاقات أبراهام خصوصا مع المملكة العربية السعودية، ومن ثم فإنه قد يتخذ خطوات تؤدي إلى حدوث توترات مع إسرائيل، وهو ما يحدث الآن.

إعلان

وخلص إلى أن ترامب سيواصل فعل كل ما من شأنه توسيع التطبيع، لكنه لن يدير ظهره لإسرائيل ولن يقبل بعدم تخلي حماس عن سلاحها حتى لو أدى ذلك لعدم عودة الأسرى.

وأضاف "الأمر يتوقف على حجم التنازلات التي سيقبل الإسرائيليون بتقديمها، لكن ترامب لن يقبل في النهاية بتعرض إسرائيل لهجوم آخر".

أما الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، فقال إن تفاوض الولايات المتحدة المباشر مع حماس ليس إلا تغييرا في طريقة التفاوض لأنها تتفاوض معها بالفعل بشكل غير مباشر منذ بداية الحرب.

ووفقا للبرغوثي، فإن فشل إسرائيل في القضاء على حماس واسترداد الأسرى بالقوة والسيطرة على قطاع غزة دفع واشنطن للتفاوض مع الحركة في محاولة لمساعدة بنيامين نتنياهو في تحقيق ما فشل فيه.

وهناك سبب آخر دفع ترامب لهذه الخطوة -برأي البرغوثي- وهو عدم ثقته في رغبة نتنياهو التوصل إلى صفقة تعيد بقية الأسرى الموجودين في غزة خوفا على حكومته.

ويعتقد البرغوثي أن الاتصال مع حماس أصبح أكثر عمقا لأنهم أدركوا عدم قدرة إسرائيل على تحقيق الأهداف المطلوبة، وقال إنه لا يعتقد أن هذه الاتصالات ستتوقف.

وختم بأن ترامب يريد الحصول على أموال واستثمارات من دول المنطقة ولا يريد إنفاق أموال على حروب غيره، ومن ثم فهو يتحرك بالطريقة التي تحقق مصالحه أيا كانت.

13/3/2025-|آخر تحديث: 13/3/202511:11 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • حماس توافق على الإفراج عن جندي إسرائيلي و4 جثث
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: قاموس الأفكار
  • وزير الخارجية الأمريكي: الإفراج عن جميع الرهائن في غزة أولوية لواشنطن
  • حماس تعلن موافقتها الإفراج عن مجند في الجيش الإسرائيلي وتسليم رفات 4 رهائن آخرين
  • حماس توافق على الإفراج عن رهينة أمريكي-إسرائيلي واحد وجثث 4 آخرين من مزدوجي الجنسية
  • حماس توافق على الإفراج عن جندي يحمل الجنسية الأمريكية وويتكوف يقدم مقترحات جديدة
  • حماس توافق على الإفراج عن جندي يحمل الجنسية الأميركية وويتكوف يقدم مقترحات جديدة
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. أنا السجّان الذي عذّبك
  • من واشنطن يبحث مستقبل مفاوضات الولايات المتحدة المباشرة مع حماس
  • المستشار السياسي السابق لـ”حميدتي” يكتب عن مستقبل الدعم السريع في السودان