شهد مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في دورته العاشرة حدثًا استثنائيًا لم يسبق له مثيل، تمثل في إطلاق "سينما المكفوفين" بمساعٍ مشتركة بين المهرجان، ووزارة التضامن الاجتماعي، حيث تخطت المبادرة حدود المألوف لتُتيح لذوي الإعاقة البصرية فرصة الاستمتاع بتجربة سينمائية غنية، من خلال عروض أفلام مصحوبة بترجمة صوتية، وصفية تُقدم شرحًا دقيقًا للمشاهد، والأحداث بلغة عربية فصحى حيث لم تقتصر على مجرد عرض أفلام، بل ساهمت في خلق تجربة سينمائية فريدة من نوعها تُلبي احتياجات ذوي الإعاقة البصرية، وتُتيح لهم الانغماس في عالم السينما بكل تفاصيله.

وقد حرصت إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير على تنويع عروض سينما المكفوفين لتشمل 4 أفلام، حيث أقيمت عروض سينما المكفوفين في سينما مترو بمحطة الرمل، والتي تم تجهيزها بأحدث التقنيات لضمان تجربة سينمائية مريحة للجمهور، بما في ذلك تقنية الترجمة الصوتية الوصفية، التي تولّى تقديمها راوي متخصص لضمان نقل دقيق للمشاهد والأحداث.

ومن جانبه أكد المخرج محمد محمود رئيس المهرجان على حرصه الدائم في تقديم الجديد والمميز للتواصل دائما مع المجتمع المدني من خلال الفعاليات والورش الفنية التي تقام جميعها بالمجان لأبناء مدينة الإسكندرية، وتعد الشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعي في هذه الدورة خطوه إيجابية تتيح لنا الفرصة في تقديم المزيد من الفرص لذوى الهمم من فعاليات موازية، كونهم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا ولهم الحق في جميع المزايا التي يتمتع بها أي مواطن، وهو ما حرصت عليه جمعية دائرة الفن غير الهادفة للربح والتي من أولوياتها تقديم جميع الفعاليات الفنية التي تخدم المجتمع المدني.

وأضاف الممثل محمد جلال منسق عام المهرجان ومؤسس برنامج سينما المكفوفين بأن البرنامج يعد خطوه أولى ضمن عدد من الفعاليات، والورش الفنية الموجهة لذوي الهمم بالتعاون والشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعي، بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بدمج اخوتنا من ذوي الهمم في جميع المجالات ولاسيما الفنية، وتلبية لهذا النداء سوف نبذل قصارى جهدنا إنجاح الفكرة، وقد أبدت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي إعجابها الشديد بالفكرة، ويعد مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير هو صاحب السبق في تنفيذ هذا البرنامج بمصر.

ومن جانبها قال الإعلامية المغربية هناء العايدي مسؤول سينما المكفوفين في تصريحات صحفية لموقع الأسبوع تُعدّ سينما المكفوفين خطوة هامة نحو تحقيق دمج حقيقي لذوي الإعاقة البصرية في المجتمع، من خلال تعزيز مشاركتهم في مختلف الفعاليات الثقافية والفنية، وتوفير فرص متكافئة للوصول إلى الإبداع السينمائي لافته أن المبادرة تأتي لتُلهم وتُحفّز على بذل المزيد من الجهود لخلق بيئة مجتمعية أكثر شمولاً تُتيح لذوي الإعاقة البصرية المشاركة بفعالية في مختلف مجالات الحياة.

وأضافت أن العروض سينما المكفوفين حظيت عروض بحضور لافت من ذوي الإعاقة البصرية وعائلاتهم، الذين عبروا عن سعادتهم الغامرة بهذه المبادرة الرائدة التي تُتيح لهم المشاركة في فعاليات ثقافية مميزة وتُثري تجربتهم السينمائية مؤكده أن مبادرة سينما المكفوفين تُجسد قيم التضامن والاندماج، وتُرسل رسالة قوية مفادها أنّ السينما لغة عالمية تُخاطب جميع الحواس، وأنّ حقّ الاستمتاع بالفن هو حقّ للجميع دون استثناء مؤكده أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يُثبت من خلال مبادرة سينما المكفوفين ريادته في مجال نشر ثقافة الفن والسينما، وحرصه على دمج جميع فئات المجتمع دون استثناء حيث تُعدّ المبادرة تعد إنجازًا هامًا يُضاف إلى رصيد المهرجان، و يُؤكّد على التزامه بنشر ثقافة الفن والسينما وتعزيز قيم التضامن والاندماج في المجتمع.

وأضاف المنتج محمد العدل رئيس شرف المهرجان ان مبادرة سينما المكفوفين تعد خطوه أولى ضمن عدد من الفعاليات والورش الفنية الموجهة لذوي القدرات الخاصة، بالتعاون والشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعي، وهي تجربة تقدم لأول مرة على هذا النحو وبهذا الحجم في المهرجان صاحب الحضور الجماهيري الضخم.

وتتكون إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير من محمد محمود رئيسًا، وموني محمود للإدارة الفنية، ومحمد سعدون مديرًا، وهو احتفالية سينمائية تقام كل عام، أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويهدف لنشر ثقافة الفيلم القصير، وتبادل الثقافات العربية الدولية، برعاية وزارة الثقافة، وزارة التضامن الاجتماعي، الهيئة العامة لتنشيط السياحة، ريد ستار، الدكتور يوسف العميري وخليجيون في حب مصر، مؤسسة دروسوس، مؤسسة اكت، أفلام مصر العالمية، نيوسينرش، محافظة الإسكندرية، ونقابة المهن السينمائية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية سينما المكفوفين مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير مهرجان الإسکندریة للفیلم القصیر وزارة التضامن الاجتماعی الإعاقة البصریة سینما المکفوفین من خلال التی ت

إقرأ أيضاً:

لطيفة بنت محمد تفتتح النسخة الـ13 من مهرجان سكة للفنون والتصميم

 

افتتحت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، بحضور معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، أمس ، النسخة الـ 13 من مهرجان سكة للفنون والتصميم التي تنظمها “دبي للثقافة” في حي الشندغة التاريخي، بهدف توفير بيئة مبتكرة قادرة على دعم المبدعين والفنانين الرواد والناشئة من المواطنين والمقيمين على أرض الدولة ودول الخليج، وتمكينهم من عرض إنتاجاتهم والمساهمة في إثراء المشهد الفني في دبي.
ويشهد المهرجان – المبادرة التي تندرج ضمن استراتيجية “جودة الحياة في دبي” – والذي يستمر حتى 9 فبراير الالمقبل، عرض أكثر من 350 عملاً فنياً وتركيباً، حيث تعد نسخة هذا العام الأكبر في تاريخ المهرجان من حيث عدد الفعاليات والأنشطة وورش العمل والعروض الفنية، ما يعكس التزام دبي بزيادة الفرص أمام المبدعين وتعزيز المشهد البصري للإمارة.
وقامت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم بجولةٍ في المهرجان، والتقت بعدد من الفنانين الإماراتيين والخليجيين والمقيمين على أرض الدولة. وأشادت سموها بتميز مشاريعهم وأفكارهم ورؤاهم وتنوع أعمالهم التي تجسّد جوهر دبي الثقافي وتعكس تفرّد هويتها الإبداعية.
واطلعت سموّها على ما يقدمه المهرجان من مساحات تفاعلية لتطوير المهارات، وما يتضمنه من أعمال وتركيبات فنية مبتكرة ومنحوتات تم توزيعها على 19 بيتاً في حي الشندغة التاريخي، كما زارت مجموعة من بيوت المهرجان الفنية والإبداعية، ومن بينها “بيت تصميم المسرح العالمي” المتخصص في تقديم العروض المسرحية، و”البيت الخليجي” الذي يستضيف فنانين من جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وغيرها.
وأكدت سموّها أن دبي نجحت في تحقيق مكانة مرموقة على الخريطة الثقافية العالمية بفضل الرؤى المُلهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، والتي جعلت من الإمارة موطناً للطاقات الإبداعية ومركزاً للابتكار الفني، مشيرةً سموها إلى أن مهرجان سكة للفنون والتصميم تمكّن عبر دوراته من إحداث حراكٍ فني فاعل على الساحة المحلية، وتحوّل مع مرور الوقت إلى محطة التقاء مهمة تجمع الفنانين من الإمارات والمنطقة.
وقالت سموها ” يُمثل المهرجان حاضنة إبداعية تجمع كافة مكونات المشهد الفني، وتحتفي بإبداعات روّاد الفن في الإمارات والمنطقة على اختلاف تخصصاتهم، ما يبرز حجم تأثيره في إبراز تنوّع دبي الثقافي ودوره في إثراء مشهدها الفني، حيث أثبت قدرته على فتح الآفاق أمام أصحاب المواهب وتحفيزهم على عرض أفكارهم الإبداعية ووجهات نظرهم أمام الجمهور، وتمكينهم من مد جسور التواصل مع أصحاب الكفاءات الفنية العربية والعالمية المتميزة، وتبادل الخبرات والرؤى معهم، ما ساهم في تعزيز قوة الحركة الفنية في الدولة”.
ولفتت سموّها إلى أن أهمية مهرجان “سكة للفنون والتصميم” تكمن في تنوع توجهاته الفنية وغنى برامجه وفعالياته، ما مكّنه من تأسيس بيئة فنية مستدامة قادرة على تحفيز روح الابتكار لدى المبدعين وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم، والمساهمة في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، وتحقيق أهداف استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي.
وتقدم نسخة المهرجان الـ 13 التي نظمت تحت إشراف القيم الفني الشيخ مكتوم بن مروان آل مكتوم، برنامجاً غنياً بالمعارض والفعاليات الفنية والترفيهية المختلفة، وعروض الأداء والفن التشكيلي، حيث تعرض أكثر من 40 عملاً وتركيباً فنياً تدعم استراتيجية “الفن في الأماكن العامة” التي تقود “دبي للثقافة” حركة تفعيلها لتعزيز الثقافة البصرية في دبي.
كما تتضمن 13 جدارية مبتكرة تحمل بصمات نخبة من الفنانين الرواد والناشئة وتعكس جماليات الفن الحضري، ويخصص المهرجان 3 بيوت وساحتين لتطوير مهارات أصحاب المواهب، ومساحة لأصحاب الهمم بهدف تحفيزهم على عرض إبداعاتهم، ويعرض أيضاً أول تركيب فني يعتمد على الماء، ومعرض “رياح القماش” بمشاركة 6 فنانين مواطنين ومقيمين على أرض الدولة.
ويشمل برنامج الحدث الذي يندرج تحت مظلة “موسم دبي الفني” أكثر من 30 مشاركة إقليمية ودولية، وأكثر من 450 ورشة عمل وجلسة حوارية ونقاشية، ونحو 100 عرض حي، و13 عرضاً مسرحياً ستقدم على 3 مسارح خارجية، و6 عروض أوركسترا بزيادة نسبتها 200% عن العام الماضي، من بينها “أوركسترا الفردوس” التي يشرف عليها الموسيقار العالمي إي. آر. رحمان، و”أوركسترا الإمارات السيمفونية للشباب”، و”فرقة دبي سيتي ساوند”، إضافة إلى ليلة مخصصة للموسيقى الإماراتية، و9 عروض بيانو مقدمة من “هاوس أوف بيانوز”، إضافة إلى عرض لرواية القصص باستخدام دراجة هوائية، يُعد الأول من نوعه في المهرجان الذي يتضمن مجموعة من المبادرات النوعية، ومن بينها برنامج “هيكل الفن العام – مَرِنْ” الذي يُركز على أساليب العمارة وجمالياتها، وكذلك فعالية “مبدعون على عجَل” التي يقودها الحكواتي وتتخللها عروض الظل على أنغام العود.
كما يشهد المهرجان تنظيم مجموعة من التجارب الفريدة التي يقدمها أكثر من 50 بائعاً للمأكولات، إلى جانب “بيت الزعفران” الذي يستضيف سلسلة من نوادي العشاء التي سيتولى الإشراف عليها 9 طهاة معروفين.
وتتضمن نسخة هذا العام أكثر من 50 متجراً للبيع بالتجزئة، بزيادة قدرها 400% مقارنة بالنسخة السابقة، مما يساهم في توسيع الفرص أمام رواد الأعمال الإبداعية المحليين والإقليميين وتعزيز الاقتصاد الإبداعي للإمارة.
يذكر أن “دبي للثقافة” كانت قد استقبلت أكثر من 1000 طلب للمشاركة في نسخة المهرجان الحالية، بزيادة نحو 50% مقارنة مع نسخة العام الماضي، ويقام المهرجان بالشراكة مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وبلدية دبي، وشرطة دبي، وإسعاف دبي، والدفاع المدني في دبي، ومجلس الإمارات للتنمية المتوازنة.وام


مقالات مشابهة

  • الأمير فهد بن جلوي يتوج الفائزين في مهرجان خادم الحرمين للهجن
  • تعرف على أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان الإسماعيلية
  • خالد هنو.. فنان يوثق جمال الإسكندرية عبر لوحاته الفنية| شاهد
  • انطلاق مهرجان الكليجا الـ 16 في بريدة
  • انطلاق فعاليات مهرجان الوثبة للعسل في أبوظبي
  • لطيفة بنت محمد تفتتح مهرجان سكة للفنون والتصميم
  • لطيفة بنت محمد تفتتح النسخة الـ13 من مهرجان سكة للفنون والتصميم
  • مهرجان “بلد بيست 2025” ينطلق بعروض مبهرة تشعل سماء جدة التاريخية
  • ما بعد الفلسطيني يفتتح منافسة أفلام مهرجان كليرمون بفرنسا
  • المغربي نبيل عيوش ضمن لجنة التحكيم الدولية بمهرجان برلين السينمائي