لأول مرة.. الكشف عن محاولة لاغتيال ثعلب السياسة الإيرانية
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
السومرية نيوز – دوليات
كشف فرشاد طولابي، الحارس الشخصي السابق للرئيس الإيراني الأسبق زعيم الإصلاحيين محمد خاتمي، عن أول محاولة لاغتيال رئيس تشخيص مصلحة النظام الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني.
وقال طولابي، في مقابلة مع موقع "إنصاب نيوز" الإصلاحي، إنه "خلال العام الأخير من رئاسة هاشمي رفسنجاني، عندما كان في زيارة إلى محافظة لرستان (غرب إيران)، كنت في وضع كان من الممكن أن أقوم باغتياله فيه".
وأضاف: "لولا تقدير القيادة (المرشد علي خامنئي) لقتله رفسنجاني في ذلك العام"، موضحاً: "وصلت إلى خرم آباد (مركز لرستان)؛ لاغتيال رفسنجاني، لكن عندما رأيت أن هذا ليس من اجتهاد القيادة، تخليت عن هذا العمل".
وسرد طولابي بعض ذكرياته غير المعلنة خلال الفترة التي كان يعمل فيها بصفة الحماية الشخصية لزعيم الإصلاحيين محمد خاتمي.
وعن نيته لاغتيال رفسنجاني، اعتبر أن الأخير كان يخالف توجهات النظام الإيراني والمرشد خامنئي، مضيفًا: "كنت أريد أن أوجه رسالة بهذا الاغتيال إلى خاتمي وبعض الإصلاحيين، لافتاً أنه "خطط حتى لاغتيال خاتمي أيضاً".
وتابع طولابي عن حال قضيته بعد اعتقاله: قال قاضي القضية إنه ثبت لنا عدم خبثك وإلا كنا حكمنا عليك بالإعدام؛ لأنك التزمت بمخطط الاغتيال لو كان باجتهاد القيادة ولم تتحرك؛ لقد تم إثبات براءتك". ويعد رفسنجاني من أبرز الشخصيات السياسية في إيران بعد الثورة عام 1979، كما أنه يوصف بـ"ثعلب السياسة الإيرانية"، وقد فاز بمنصب رئاسة الجمهورية عام 1989، ثم فاز بولاية ثانية عام 1993 فأبقته في منصبه حتى عام 1997.
واشتهرت فترة رفسنجاني بمرحلة من الإعمار والازدهار الاقتصادي، وأسس المشروع النووي لإيران والمراكز الخاصة بتصنيع الصواريخ المتطورة، وحاول تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول المنطقة والعالم التي تضررت طوال فترة الحرب مع العراق.
توفي في 10 من يناير/كانون الثاني 2017 عن عمر ناهز 82 عاماً، وأعلنت السلطات أن وفاته كانت طبيعية وجرى دفنه في ضريح مؤسس النظام روح الله الخميني جنوب طهران.
فيما رفضت عائلته التقارير الطبية الصادرة عن النظام، متهمة السلطات وأجهزة المخابرات بتصفيته واغتياله في منزله.
واختلف رفسنجاني مع المرشد علي خامنئي بعد الاحتجاجات التي عصفت في إيران عام 2009 والتي قادتها المعارضة الإصلاحية بعد اتهام النظام بتزوير نتائج الانتخابات لصالح الرئيس الأسبق المتشدد محمود أحمدي نجاد للفوز بولاية ثانية على منافسه الإصلاحي مير حسين موسوي الذي يقبع تحت الإقامة الجبرية منذ عام 2011.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
“ساعة للتاريخ”.. شهادة من قلب السياسة اليمنية
في خضم الأحداث المتسارعة التي شهدتها اليمن عبر العقود الماضية، يبرز كتاب “ساعة للتاريخ” كشهادة حية على مرحلة مفصلية في التاريخ السياسي اليمني؛ الكتاب ليس مجرد توثيقٍ للأحداث، بل نافذةٌ يطلُّ منها القارئ على كواليس الصراع السياسي، والمناورات التي دارت بين القوى المحلية والدولية، من خلال تجربة شخصية غنية بالتحولات والصراعات.
لماذا هذا الكتاب؟
يستند “ساعة للتاريخ” إلى سلسلة من الحوارات التي أجريت مع الأستاذ محمد النعيمي- عضو المجلس السياسي الأعلى، أحد الفاعلين السياسيين الذين كانوا جزءًا من المشهد اليمني بكل ما فيه من تقلبات؛ فهو ذو القول الصادق، والرأي الصائب، والرؤية العميقة التي تجمع بين الهوية الإيمانية، والهوى الوطني والهواية المدنية، بعيداً عن الأهواء الذاتية والمناطقية والفئوية الضيقة؛ وتمتد الحوارات التي بُني عليها الكتاب إلى عمق الأحداث، فتتجاوز السرد التقليدي لتقدم تحليلًا معمّقًا لتاريخ اليمن الحديث، بدءًا من الصراع بين الملكيين والجمهوريين، مرورًا بتشكُّل الأحزاب السياسية، وصولًا إلى التدخلات الخارجية التي لم تزل تحاول رسم مسار البلاد حتى اليوم.
في مقدمة الكتاب، يوضح المحاور “الأستاذ/ عبدالرحمن الأهنومي- معد ومقدم برنامج ساعة للتاريخ الذي عُرض على قناة المسيرة الفضائية” أن الفكرة انطلقت من رغبةٍ في تقديم قراءة موضوعية لتاريخ اليمن السياسي من وجهة نظر شاهد عيان، وليس مجرد باحث يقرأ من الكتب؛ وهذا ما يجعل الكتاب مختلفًا عن غيره من الدراسات، فهو شهادة شخصية تخاطب القارئ بلسان من عاش التجربة، وليس فقط من حللها.
محتوى الكتاب.. بين السياسة والتأريخ
يقدم الأستاذ النعيمي رؤية تفصيلية لمراحل الصراع السياسي في اليمن، ويركز على أبرز المحطات التي شكلت المشهد العام، ومنها:
– الصراع بين الملكيين والجمهوريين، وكيف بدأت الحرب السياسية ودور القوة الثالثة، ومن كان اللاعب الأكبر في تحديد مصير اليمن في تلك الفترة؟.
– التأثير الإقليمي والدولي، وكيف لعبت السعودية دورًا في تشكيل المشهد السياسي اليمني؟.
– نشأة وتطور حزب “الاتحاد”، وكيف ظهر هذا الحزب؟، وما علاقته بالقوى السياسية الأخرى؟.
– الوحدة اليمنية والتحديات التي واجهتها، ولماذا لم تكن الوحدة كما تخيلها الكثيرون؟، وما الذي قد يعرقل نجاحها؟.
– التحولات الكبرى والثورات، وكيف تأثرت الأحزاب والتيارات المختلفة بالأحداث المفصلية؟.
– التحرر من التبعية والارتهان، وكيف صمد الشعب اليمني العظيم في مواجهة العدوان؟.
– الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، وكيف يمكن لليمن أن تواكب التطورات العالمية حتى تصبح منافسة لتلك التطورات؟.
ما يميز الكتاب أنه لا يكتفي بعرض الوقائع، بل يسعى إلى فهم الخلفيات السياسية والاجتماعية التي دفعت باتجاه تلك الأحداث، مما يجعله مصدرًا مهمًا للباحثين، وصنّاع القرار، وحتى المواطن العادي الذي يريد فهم ما جرى بعيدًا عن الخطابات الرسمية والمواقف المعلبة.
لماذا يجب أن يُقرأ هذا الكتاب؟
لأنه شهادة تاريخية من الداخل، فليست كل الكتب السياسية تروي الأحداث من منظور من عاشها، لكن هذا الكتاب يحمل تجربة شخصية موثقة.
لأنه يكشف كواليس السياسة اليمنية، فيتناول قضايا لم تكن تُطرح بشكل مباشر، ويوضح كيف جرت الأمور خلف الأبواب المغلقة.
لأنه يقدم قراءة عميقة للأحداث، فالكتاب ليس مجرد أرشيف زمني، بل تحليل للأخطاء والدروس المستفادة، ما يجعله دليلًا لفهم مستقبل اليمن.
في الختام.. «هذا الكتاب» لا يُفوّت
يوضح الأستاذ النعيمي أهمية التوثيق السياسي، وكيف يمكن لهذه الشهادات أن تضيء الطريق للأجيال القادمة؛ فالتاريخ ليس مجرد ماضٍ يُحكى، بل دروسٌ تُستخلص، وتجاربٌ تكرَّر.
«ساعة للتاريخ” هو أكثر من مجرد كتاب سياسي، إنه وثيقة تنبض بالحياة، تأخذ القارئ إلى دهاليز السياسة اليمنية، حيث الحقيقة ليست دائمًا كما تبدو، ولكنها دائمًا تحمل أثرها على المستقبل.
إن اختيار عبارة “علينا أن نتعض من دروس التاريخ وعبره وعضاته” على واجهة الكتاب يعكس أسلوبًا غير تقليدي أكثر إثارة، لأنها توضح أن الكتاب يجمع بين الدرس والعبرة والأثر المؤلم الذي تتركه الأحداث في الذاكرة الجمعية؛ فكلمة “نتعض” تحمل في طياتها معنى التأثر العميق والاستفادة من التجارب بطريقة تتجاوز الإدراك العقلي إلى الإحساس الحقيقي بوقع الماضي؛ أما استخدام “عضاته” بدلًا من “عظاته”، فيكسر النمطية المعتادة في الحديث عن التاريخ، حيث يبرز الوجه القاسي له، ذلك الذي يعضّ الأمم والشعوب إن هي تجاهلت دروسه، ويجعل القارئ يتفاعل معه على مستوى أعمق، كأنه يستشعر الألم والتحذير المخفي وراء كل تجربة.
وبهذا التكوين، يصبح الكتاب أكثر تأثيرًا، فهو لا يكتفي بدعوة باردة لاستخلاص العبر، بل يدفع القارئ دفعًا إلى الشعور بأن التاريخ ليس مجرد روايات تُسرد، بل أحداث تُعيد تشكيل الواقع، إما بإلهام يقود للتغيير، أو بندوب تظل شاهدة على أخطاء لم يُتعظ منها.
هل تبحث عن قراءة مختلفة في التاريخ السياسي اليمني؟ “ساعة للتاريخ” هو الكتاب الذي تحتاجه.