وزير الأوقاف: رؤية الرئيس في امتلاك قوة رشيدة تحمي ولا تبغي.. عظيمة
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي في امتلاك القوة الرشيدة التي تحمي ولا تبغي رؤية عظيمة، فما يتحقق بقوة الردع أولى ألف مرة مما يتحقق بالحرب، وأن قوة الردع كثيرًا ما تغنيك عن كلفة الحرب.
واضاف وزير الأوقاف، خلال كلمته التى ألقاها اليوم السبت 27 أبريل 2024م في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: "المبادئ الأخلاقية والتشريعية في أوقات الصراع الدولية"، بقاعة الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، أننا ندرك أن الحرب ليست غاية ولا هدفًا لأي دولة رشيدة أو أمة عاقلة، وقديمًا قال شاعرنا العربي زهير بن أبي سُلمى:
وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ
مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً
وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ
فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُم
كَأَحمَرِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِمِ
على أنها لو فرضت على قوم وجب عليهم الدفاع عن أنفسهم وأوطانهم، وفق ما أجمع عليه الفقهاء من أنه إذا دخل العدو بلدة من بلادنا وجب على أهل هذه البلدة التي يدخلها العدو الدفاع عن أنفسهم ووطنهم.
وأضاف: لم يقل أحد ممن يُعتدُّ بقوله من أهل العلم: إن لهم أن يفروا بدينهم أو بأنفسهم خشية القتل، حيث يقول الحق سبحانه: "وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ".
فالحرب في الإسلام حرب دفاعية شرعية لرد الظلم والعدوان، حيث يقول الحق سبحانه: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ".
ففي قوله تعالى: "أُذِنَ" عبَّر في الإذن بالبناء للمجهول ولم يقل سبحانه: أذن الله، ليكون العمل بالإذن على قدر الحاجة والضـرورة، وألا يستخدم الإذن على إطـلاقـه، فيؤدي ذلك إلى الإسراف في القتال والدماء، حيث يقول الحق سبحانه: "وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا".
وفي قـوله تعالى: "لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ" لم يقل سبحانه: أذن للمـؤمنين، أو للمسلمين، أو من أخرجوا من ديارهم وأموالهم، فلم يكن كل ذلك وحده مسوغًا لاستخدام هذا الإذن، وإنما هي علة واحدة أن يُقاتَلوا.
واضاف: لم يكتف النص القرآني في قضية الإذن بأن يكون العدو هو البادئ بالقتال، بل جعل العلة الثانية والاشتراط الثاني للإذن ظلم عدوهم لهم، حيث يقول الحق سبحانه: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا"، وهنا يأتي التأييد الإلهي حتى لو كانوا قلة مستضعفين "وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ", طالما أن العلة هي ردّ الظلم وحماية الدولة والوطن لا البغي ولا الطمع.
وأكد أن أخلاقيات الإسلام في الحرب لا تقل عظمة عن أخلاقياته في السلم، فلا يُجهز على أسير، ولا جريح، ولا يقتل طفل ولا امرأة ولا أحد من غير المقاتلين، ولا يهدم بنيان ولا يخرب عامر، فقد حافظ الإسلام حتى في الحرب على البشر والحجر معًا.
وأشاد وزير الأوقاف بكلمة ممثل جامعة الدول العربية التي أكدت أن كل الحقوق الإنسانية قد انتهكها العدو الصهيوني في فلسطين، حق الإنسان في الحياة، حق الإنسان في الصحة، حق الإنسان في التعليم، حق الإنسان في السكن، فأين دعاة حقوق الإنسان ومؤسساته المتشدقة في العالم بحقوق الإنسان؟ أين حقوق الإنسان الفلسطيني؟ أليسوا بشرًا لهم نفس الحقوق الإنسانية؟.
كما أكد وزير الأوقاف على الآتي:
1- أن أمتنا أمة سلام ؛ لكنه سلام لا استسلام، سلام الشجعان الذي له حميَّة ودرع وسيف ورجال يفتدون أرضهم وعرضهم وأوطانهم بدمائهم وأنفسهم.
2- أن القوة الرشيدة هي القوة التي تحمي ولا تبغي، وقديمًا قال الحجاج الثقفي: إياكم وأهل مصر في ثلاث: أرضهم، وعرضهم، ودينهم، فإنكم إن اقتربتم من أرضهم حاربتكم صخور جبالهم، وإن اقتربتم من عرضهم افترسوكم كما تفترس الأسد فرائسها، وإن اقتربتم من دينهم أفسدوا عليكم دنياكم.
وتوجه الدكتور مختار جمعة بالتحية والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حرص على بناء قوة رشيدة وجيش رشيد يحمي ولا يبغي لكن هذا الجيش العظيم نار تحرق المعتدي، فرؤية سيادته في امتلاك القوة الرشيدة التي تحمي ولا تبغي رؤية عظيمة، فالقوة الحقيقية هي في امتلاك القوة للردع وضبط النفس معًا، يقول الحق سبحانه: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"، فما يتحقق بالردع أولى ألف مرة مما يتحقق بالحرب، وقوة الردع كثيرًا ما تغنيك عن كلفة الحرب، والقوة الرشيدة هي التي تحرس المبادئ السامية، وقد قال النابغة الجعدي في حضرة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ولا خير في حِلْمٍ إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يُكَدَّرا فأثنى عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) خيرًا.
وتوجه بكل الشكر والتحية والتقدير للرئيس لجهوده في الحفاظ على أمننا القومي.
3- أننا نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني أو تفريغ أرضه وإنهاء قضيته، ونؤكد أنه لا حل لمشكلات الشرق الأوسط إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
4- أننا نرفض كل عمليات التصعيد والتصعيد المضاد في المنطقة، وندعو إلى وقف فوري للعدوان على غزة، كما ندعو كل عقلاء العالم ومؤسساته الدولية للعمل الجاد على وقف هذا العدوان الذي قد لا يقف خطره عند حدوده القائمة ولا عند حدود منطقة الشرق الأوسط، بل ربما ينال أثره وخطره الجميع ويتسع أفقه ومداه في عالم قابل للتصدع والانفجار أكثر من أي وقت مضى نتيجة الاستقطاب والاستقطاب المضاد.
5- التأكيد على أن مصالح الأوطان والحفاظ عليها والعمل على قوتها في مختلف المجالات من صميم مقاصد الأديان.
من جانبه أهدى الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر والدكتور عطا السنباطي عميد كلية الشريعة والقانون درع كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تقديرًا لجهوده في نشر الفكر الوسطي المستنير وخدمة الدعوة الإسلامية.
جاء ذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبحضور الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور منير الفاسي ممثل جامعة الدول العربية، ود. علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية السابق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، ود/ مصطفى الفقي المفكر السياسي، ود/ نظير محمد عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حیث یقول الحق سبحانه حق الإنسان فی وزیر الأوقاف جامعة الأزهر فی امتلاک
إقرأ أيضاً:
هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج.. وهل كان الحوار باللغة العربية؟
رحلة الإسراء والمعراج جبر الله فيها خاطر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، وهي المعجزة الكبرى التي أيد الله عز وجل بها نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وذكرها في القرآن، حيث رأى فيها النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عجائب آياته الكبرى، ومنحه فيها عطاءً رُوحيًّا عظيمًا؛ وذلك تثبيتًا لفؤاده، مع بيان الحكمة الإلهية منها وموقف أهل مكة وماذا يستفاد منها في الواقع.
ويتساءل الكثيرون: “هل رأى النبي الله فى رحلة الإسراء والمعراج وكيف كان الحوار؟”.
وسُئلت السيدة عَائِشَة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ؟ فَقَالَتْ: «لَقَدْ قَفَّ شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلَاثٍ مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ، فَقَدْ كَذَبَ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ سورة الأنعام آية 103 وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ سورة الشورى آية 51، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا سورة لقمان آية 34، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ سورة المائدة آية 67 الْآيَةَ، وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ».
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه رآه سبحانه بعين رأسه، قَالَ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى قَالَ رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ» رواه مسلم (الإيمان/258)، وروى عطاء عنه أنه رآه بقلبه كذا ذكرهما في المدارك، وعن أبي العالية أنه رآه بفؤاده مرتين، وروى شريك عن أبي ذر في تفسير الآية: «ما كذب الفؤاد ما رأى»، وحكى السمرقندي عن محمد بن كعب القرظي وربيع بن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: هل رأيت ربك ؟ قال: رأيته بفؤادي ولم أره بعيني.
هل رأى النبي محمد الله في رحلة الإسراء والمعراج؟
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن كلمة أسرى يعني سار بالليل وليست الروح هى التى سارت بالليل فقال العلماء بعبده اى بكله ولم يقل بروح عبده اى أخذ الجسد الذي بداخله الروح الذي بداخله النفس.
وأوضح جمعة، خلال لقائه ببرنامج "الله أعلم"، أن الكثير يتساءل الرؤيا التي رآها سيدنا النبي هل رأى ربه بعينه أم بقلبه؟ مستشهدا بقوله تعالى( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) فهو رأى ربه بالفؤاد تقول عائشة ((من قال ان محمدا رأى ربه بعينه فقد كذب لأنه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار))، فالله عز وجل لا يرى بالعين المجردة وإنما يرى بالقلب والفؤاد، فالعين له البصر والفؤاد له البصيرة ففى القلب عين تسمى البصيرة، ويرى بها الانسان.
وأشار الى أن الله عز وجل ليس له طول وعرض حاشاه فالله خارج الزمان والمكان فإذا ما رأيناه، رأيناه بصورة أخرى غير التي نرى بها سائر المخلوقات، فنراه بقلوبنا وبوجوهنا النضرة ولذلك يقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) فالله سبحانه وتعالى ليس جسماً وكل ما خطر ببال الإنسان كيف شكل الله، فالله بخلاف ذلك، وهناك فارق بين الخالق والمخلوق.
وأضاف أن رؤية العين كانت رؤية جبريل، فهو مخلوق فرآه النبي صلى الله عليه وسلم على حاله، ولذلك عندما سئل النبي أرايت ربك فقال لهم نوراً أن أراه وليست الرؤية بالتاء البصرية إنما هى الرؤيا التى يراه فيها الروح والقلب والبصيرة .
هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج؟
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن العلماء اختلفوا في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لله تعالي في رحلة الإسراء والمعراج.
وأضاف عثمان، أن الجمهور اتفقوا فيه على عدم رؤية النبي لله تعالي في رحلة المعراج وصعد إلى أماكن لم يرق إليها نبي من الأنبياء واقترب منها ولكن كان هناك حجاب بينه وبين الله.
وأشار إلى أن السيدة عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قالت "من ادعي أن محمدا قد رأى ربه فقد كذب".
هل كان الحوار بين الله والنبي باللغة العربية فى رحلة الإسراء والمعراج؟
تروي لنا قصة الإسراء والمعراج ووصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى أن حوارًا دار بينه وبين الله سبحانه وتعالى، فهل كان الحوار ما بين المولى عز وجل وبين النبي صلى الله عليه وسلم باللغة العربية التي نعرفها أم أنه كان بوسيلة أخرى؟ هذا ما أجاب عنه تفصيلًا الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في إحدى حلقات برنامجه "والله أعلم".
يوضح جمعة فارقًا بين الحقيقة والمجاز في اللغة العربية، فيقول إن الله سبحانه وتعالى حين قال: "وكلم الله موسى تكليمًا"، كان ذلك على سبيل الحقيقة، ففي اللغة العربية إذا استعمل المصدر بعد الفعل فهو على الحقيقة ولا يجوز فيه المجاز، وأضاف جمعة أن كلام الله سبحانه وتعالى قائم بنفسه ليس فيه لا صوت ولا حرف، لأنهما يقتضيان الترتيب وهو يقتضي التركيب والتركيب يقتضي الحدوث، والحدوث لا يكون في ذات الله تعالى، ولذا، يقول جمعة أن كلام الله سبحانه قديم على غير هيئة المخلوقات، فذات الله ليست مخلوقة، أما كلمة "الله" مثلًا فهي كلمة مخلوقة، أما العلاقة بين كلمة "الله" وبين الله سبحانه وتعالى فهي العلاقة بين الدال والمدلول، فالله تدل على الذات العليا غير المخلوقة، وكذلك في اللغة.
فيقول جمعة إن اللغة العربية أو لغة سيدنا موسى أو نحوها فهي عبارة عن دال، أما المدلول القائم بذاته تعالى، فلما نزلت التوراة بالعبرية والإنجيل بالآرامية والقرآن بالعربية، فكلها دالة على ما في ذات الله، وأوضح جمعة أن البشر هم من لديهم الحرف والصوت (فهو كتاب الله المقدور)، والكتاب مخلوق، فيقول العلماء: “خلق الله سبحانه وتعالى في الشجرة كلامه مع سيدنا موسى، وخلق الله سبحانه وتعالى في السدرة كلامه مع سيدنا محمد”.
"وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ"، يشرح جمعة كيف يكلم الله سبحانه وتعالى عباده وأصفياءه، فيقول إن الآية تعني أن الله سبحانه وتعالى يخاطب البشر في ثلاث طرق، أولاها أن يطبع الكلام في قلبه، فالله لا يتكلم بحرف أو بصوت، ولكن يخلق ما يشاء من الدال على كلامه في ذات الإنسان، فخلق في محمد وموسى وعيسى ما شاء من الوحي أو الكلام، أو أنه يرسل جبريل ما يكلمهم به، "فالله يخلق في جبريل ما يبلغه للأنبياء".
كيف رأى الرسول الجنة والنار في الإسراء والمعراج؟قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار في الجنة برحلة الاسراء والمعراج، سار في زمن آخر، وذكر قول الإمام السيوطي أنه من الوارد أن يكون قد رآها بعينيه، ووارد أن يكون قد كشف الله له ما فيها، فكشف الله الغيب الذي يعلمه.
وأوضح جمعة أن الغيب بالنسبة لله هو كائن بالفعل، فهو بالنسبة لله تحقيق وبالنسبة لنا تقدير، فالله يراه لكننا مازلنا لا نعرفه، ولذا، يقول جمعة، الله لا يظلم أحدًا لأن الله يعلم إن كنت سوف تصلي أو لا، فهو يعرف الإنسان منذ أن خلق حتى مات، "مظلمش لكنه رأى لأنه لا زمن هناك".