إخصائي تعديل سلوك: الطفل لا يستطيع التفرقة بين الحقيقة والكذب في عمر 4 سنوات
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت لمياء أحمد، أخصائي إرشاد نفسي وتعديل سلوك أطفال، إن هناك ما يعرف باسم الكذب الالتباسي عند الطفل خاصة البالغ من العمر 4 سنوات، ويكون فيه غير مدرك للحقيقة بشكل كامل أو لا يستطيع التفرقة بين الحقيقة والكذب، ولا يجب عقابه على أقل الأخطاء.
وشددت أحمد، خلال لقائها ببرنامج "8 الصبح" المذاع على قناة dmc، على أن وعي الطفل يكون غير مكتمل ولا يجب محاسبته على الكذب في هذه المرحلة، مشيرة إلى أن هناك نوعا من الكذب يمر به الطفل وهو الكذب التخيلي.
وأوضحت أن الكذب التخيلي عبارة عن تخيل عدد من القصص الخيالية، وبعدها يعيش الصغير داخل هذا الخيال الذي رسمه في عقله، ولابد أن نوعيه بالفرق بين الحقيقة والخيال، لافتة إلى أن الكذب من الممكن أن يكون لشد الانتباه أو الغيرة من شقيقه أو تخيلي من خلال تخيل عدد من الأشياء، ولا يجب أن نقابل هذا النوع الأخير بالضحك بل نسمعه فقط.
وشددت على ضرورة تحديد نوع الكذب وأسبابه، وهناك أنواع من الكذب تكون أسبابه أسرية، بعضها من خلال مبالغة الوالدين في الأمور، أو تعرض الطفل في أوقات عديدة للخوف من العقاب، موضحة أنه من الممكن أن نلجأ لمتخصص لحل مثل هذه المشكلات سريعًا.
ولفتت لمياء أحمد إلى أن دور الأم في الكذب التخيلي كبير جدًا من خلال توجيه خيال الطفل وتنمية مهاراته، مشددة على أن تعرض الطفل للتنمر أو العنف أو العقاب بشكل مفرط أو مشكلات أسرية من أبرز أسباب كذب الأطفال.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحقيقة والخيال تعديل سلوك الطفل
إقرأ أيضاً:
كيان.. استحلى رضاع الكذب
د. قاسم بن محمد الصالحي
طبعًا بما أن عنوان هذا المقال هو عن أولئك الذين استحلوا رضاع الكذب، اتصفوا به، أحب أن أشارككم خبرتي في أنني أخفقت تمامًا في أن أكون واهمًا أو كاذبًا، لأنني كنت منذ طفولتي -وربما لا زلت- شخصًا أحب واقعي الأُسَرِي، مجتمعي الذي يقدس الصدق ويسعى إليه وقناعاتي، حين أتعرض لموقف مبني على وهم أو هرطقة سرعان ما تفضحني ردت فعل واقعي وذاتي، بمجرد أن أتوهم ولو وهمًا للمرح سرعان ما أرى الاستهجان ويشتعل وجهي، يصيبني ذلك بالإحساس بأنني "انكشفت"!
توجهت مبكرًا للكتابة عن واقعي المقدس للصدق، ما يدور في محيطه، لفهم العالم الواهم الذي لا أجيد التواصل معه، ولفهم نفسي أيضًا.. كنت أطمح في تلك الكتابات دائمًا شفافية طرح الحقيقة، لتحقيق واقع نفسي لأكبر درجة ممكنة، أعتقد أن تلك الخبرة أفادتني في محاولاتي لفهم ذاتي، وفهم واقع الناس من حولي.. لكني حين بدأت أتجه للكتابة عن قضية الواقع الكبرى "فلسطين" أدركت أني مهما تحسست واقع الصدق أفقد بريق الإنسانية وعسر فطام العالم الذي استحلى الكذب.. كنت أظن أن الكتابة في القضية الفلسطينية نقل واقع الصدق! لكن النتائج تصطدم بتفضيل الكيان اللقيط لرضاعة الكذب والأوهام، اكتشفت مع الخبرة والوقت، أن فطامه من نقيصته هذه عسير، والكتابة عن نهمه في الكذب تحتاج لمنهج آخر تمامًا.. تحتاج ربما لقليل من التعامل مع خياله وأوهامه، لاحقًا طبعًا أدركت أن سردية الواهمين في الكيان اللقيط هو الخيال..
أخلاقيًا.. معروف أن الكذب يعد في أغلب المجتمعات من النقائص، وحظت على تجنبه الشرائع والأديان، حين نَسِمُ المجتمع الصهيوني، فنحنُ نصفُهُ بأنه مجتمع استحلى رضاعة الكذب، يعلن غير ما يبطن، ويصعب فطامه، كما نستحسن في سلوك المجتمعات الغربية صدقها مع نفسها ومع الآخرين، لارتباطها بكذب وخداع ورياء ونفاق اليهود الصهاينة..
أظن أنه، رغم تأثيم الكذب في كافة الأديان وعلى مستوى المرجعيات الثقافية المختلفة، هناك رغبة فطرية ما توجه اليهود الصهاينة، وخصوصًا قطعان الكيان اللقيط تجاه الكذب، ليس فقط من أجل مخالفته الشرائع والقوانين، لكن أحيانًا من أجل التعالي والغطرسة، لأن قطعانه الواهمين أصحاب خيال واسع، يحبون إيهام العالم بغير الواقع.. أظن أن اليهود بشكل خاص لا ينفع معهم التوجيه والترشيد لأنهم كذبوا على الله وقتلوا أنبيائه ورسله، توهموا بأنهم الشعب المختار، تمردوا على واقعهم.. الخيال والتباهي وغيره من الأسباب جعلتهم ميالون لرضاعة الكذب، ولعله لهذا السبب نجدهم منذ الأزل لم تجد البشرية حلًا لتفسير عالمهم إلا من خلال الأساطير والأوهام، هذه العلاقة تشير إلى أن الأساطير التي ابتدعوها وفسروها أنها تعليمات سماوية.
تحولت أساطيرهم إلى عقيدة دينية، أصبحت من توراتهم، رغم توجيه العقيدة المسيحية الانتقاد لهم، ظلت لأساطيرهم سحرها الخاص وتأثيرها في واقع المجتمعات الغربية.. الثابت هنا أن كذبهم الفاضح وخيالهم الجامح، كانت له سطوة كبيرة على واقع هذه المجتمعات، لا زالت حتى اليوم هناك قداسة لكذب الكيان اللقيط في واقع الصهيونية العالمية بشكل خاص، الذي بدأ بنوع من الخرافة والخيال الجامح في الحياة الاجتماعية، وظهرت اتجاهات سردية وسمت بالكذب، سرعان ما وجدت واقعًا في عالم غربي، يستحلي رضاع الكذب.
أود هنا أن أقول إنني استلهمت عنوان المقال من كتاب بالغ الأهمية لكاتب ومفكر فرنسي اسمه "رينيه جيرارد"، عنوانه "الكذبة الرومانسية والحقيقة الروائية"، هذا المفكر الكبير له نظرية تعرف باسم "مثلث الرغبة" تقول إن رغبات البشر كلها ترتبط بمثلث يتكون من الراغب وموضوع الرغبة والوسيط، وأن العلاقة بين الثلاثة هي التي تحدث الصراع في العالم، له كتب عديدة مهمة منها أيضًا "العنف والمقدس" الذي ترجم للعربية، لكنه في كتابه الخاص بالكذبة الرومانسية أراد ان يطبق فكرة مثلث الرغبة، ولمن لم يقرأ عمله هذا فإن القصة تدور في ما بعد العصور الوسطى، في زمن عرف وانتشر فيه الخيال، والأطوار الغريبة للواقع والخروج عنه، لتحقيق رغبات كاذبة واهيه، مقلدة من خرافات وأساطير، لم تكن رغبة أصيلة واقعية، لكن المشكلة بين رغبة الواقع ورغبة الوهم، أن عقل هذا الأخير ممتلئ بالضلالات، يرى تهيؤات لا يراها سواه.. لذا نجد أن اخفاقات الصهاينة الواهمين ليس لضعف إمكاناتهم؛ بل لأنهم أرادوا تحقيق رغبات لا وجود لها إلا في خيالهم الكاذب، كانوا قد استلهموها من أساطيرهم التي قدسوها، وكيانهم اليوم هو مجرد مقلد لتلك الأكاذيب والخرافات، وحتى الصهيونية العالمية أو داعمي كيانهم اللقيط، قد يبدو بالنسبة لكثير من القرّاء هو واقع مقابل عالم واهم بفطام الصهيونية عن الكذب، يرى أنها أيضًا ضحية مثلث الرغبة، والوسيط فيها هو الكيان اللقيط نفسه، لأن اليهودية الصهيونية هي من روجت الأساطير والخرفات في بيئة المجتمعات الغربية، مدفوعًا بكونه مثلًا ونموذجًا يحتذى به، في الكذب وسرد الأساطير والخرافات، وستبقى ساحة الفكر الرحبة، تتصارع فيها المبادئ وتجاذب الأفكار، وتقف مجتمعاتنا العربية والإسلامية شامخة، تحمل راية الصدق والعدل والمساواة، مهما امتدت يد خرافات وأساطير الصهيونية، متباهية برضاعتها للكذب، لأن مجتمعاتنا هي الأقرب إلى جوهر الإنسان، وأعدل في موازين الحق.